الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

قال أحمد في مسنده 27093 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ قُتَيْلَةَ بِنْتِ صَيْفِيٍّ الْجُهَنِيَّةِ قَالَتْ: أَتَى حَبْرٌ مِنَ الْأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تُشْرِكُونَ، قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، وَمَا ذَاكَ؟ "، قَالَ: تَقُولُونَ إِذَا حَلَفْتُمْ وَالْكَعْبَةِ، قَالَتْ: فَأَمْهَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُ قَدْ قَالَ: فَمَنْ حَلَفَ فَلْيَحْلِفْ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ "، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تَجْعَلُونَ لِلَّهِ نِدًّا، قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، وَمَا ذَاكَ؟ "، قَالَ: تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، قَالَ: فَأَمْهَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُ قَدْ قَالَ، فَمَنْ قَالَ مَا شَاءَ اللهُ فَلْيَفْصِلْ بَيْنَهُمَا ثُمَّ شِئْتَ "

وقد خالف معبد بن خالد منصور بن المعتمر سنداً ومتناً

قال أحمد في مسنده 23265 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللهُ، وَشَاءَفُلَانٌ، قُولُوا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ "

وقد رجح الإمام البخاري رواية منصور المختصرة

قال الترمذي في العلل الكبير 279 - حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا الفضل بن موسى ، وأبو أحمد الزبيري قالا : حدثنا مسعر ، عن معبد بن خالد ، عن عبد الله بن يسار ، عن قتيلة ، امرأة من جهينة أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنكم تنددون ، وإنكم تشركون ، تقولون ما شاء الله وشئت ، وتقولون والكعبة . فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولوا : ورب الكعبة . ويقول أحدهم ما شاء الله ، ثم شئت . سألت محمدا عن هذا الحديث فقال : هكذا روى معبد بن خالد ، عن عبد الله بن يسار ، عن قتيلة . وقال منصور : عن عبد الله بن يسار ، عن حذيفة ، قال محمد : حديث منصور أشبه عندي وأصح

وعبد الله بن يسار مطعون في سماعه من حذيفة

قال العلائي في جامع التحصيل :" 407 - عبد الله بن يسار آخر قال عثمان بن سعيد سألت يحيى بن معين عن عبد الله بن يسار الذي يروي منصور عنه عن حذيفة لا تقولوا ما شاء الله ألقي حذيفة قال لا أعلمه قلت وروي أيضا عن علي رضي الله عنه فيكون أيضا مرسلا"

ولا أدري ما وجه كلمة العلائي في شأن علي فإن حذيفة أقدم وفاةً من علي ، ولكن يمكن الطعن في سماعه من قتيلة أيضاً إذ لا يعرف متى توفيت فقد تكون توفيت قبل حذيفة أو في السنة نفسها


وللحديث المطول شاهد من حديث الطفيل بن سخبرة ولكن دون الكلام على الحلف بغير الله ، وذكر قدوم الحبر

قال أحمد في مسنده 20694 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ طُفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ، أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا، أَنَّهُ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنَّهُ مَرَّ بِرَهْطٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْيَهُودُ، قَالَ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الْقَوْمُ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ عُزَيْرًا ابْنُ اللهِ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ: وَأَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللهُ، وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ مَرَّ بِرَهْطٍ مِنَ النَّصَارَى، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا: نَحْنُ النَّصَارَى، فَقَالَ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الْقَوْمُ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، قَالُوا: وَأَنْتُمُ الْقَوْمُ ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللهُ، وَمَا شَاءَ مُحَمَّدٌ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: " هَلْ أَخْبَرْتَ بِهَا أَحَدًا ؟ " قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا صَلَّوْا، خَطَبَهُمْ فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ،ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ طُفَيْلًا رَأَى رُؤْيَا فَأَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ مِنْكُمْ، وَإِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ كَلِمَةً كَانَ يَمْنُعُنِي الْحَيَاءُ مِنْكُمْ، أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا "، قَالَ: " لَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ، وَمَا شَاءَ مُحَمَّدٌ

وزيادة ( يمنعني الحياء ) قد روى الحديث شعبة ولم يذكرها

قال ابن بشران في الأمالي 209 - أخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن الحسن المعدل ، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ، ثنا عفان ، ثنا شعبة ، قال ابن عمير : أخبرني . قال : سمعت ربعي بن حراش ، عن الطفيل بن سخبرة : أن رجلا رأى في المنام أن نعم القوم قوم محمد صلى الله عليه وسلم لولا أنهم يقولون : ما شاء الله وشاء محمد ، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ، ولكن قولوا : ما شاء الله وحده »

وقال ابن قانع في معجم الصحابة 759 - حدثنا علي بن محمد ، نا أبو الوليد الطيالسي ، نا شعبة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش قال : سمعته يحدث عن الطفيل ، أو أبي الطفيل أخي عائشة - شك أبو الوليد - قال القاضي ابن قانع : وليس له معنى في قوله : أو أبي الطفيل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا من اليهود رأى في المنام : نعم القوم قوم محمد صلى الله عليه وسلم ، لولا أنهم يقولون : ما شاء الله وشاء محمد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا : ما شاء الله وحده »

وكذا رواه عبيد الله بن عمرو الرقي كما عند البيهقي في الأسماء والصفات (292) ولم يذكر تلك اللفظة ، وقد دمج الطبراني بين رواية حماد ورواية شعبة فذكر اللفظة فلعله جعل السياق لحماد وإلا عند الفصل تبين أن شعبة لم يذكرها

وحماد بن سلمة ينظر فيما يتفرد به من دون شعبة

قال ابن رجب في شرح مفصل علل الترمذي :" وقال مسلم في كتاب كامل التمييز ، (( اجتماع أهل الحديث من علمائهم على أن أثبت الناس في ثابت حماد بن سلمة ، كذلك قال يحيى القطان ،ويحيى بن معين ، أحمد بن حنبل ، وغيرهم من أهل المعرفة)) .
(( وحماد يعد عندهم إذا حدث عن غير ثابت كحديثه عن قتادة وأيوب ، وداود بن لأبي هند ، والجريري ، ويحيى بن سعيد ، وعمرو بن دينار ، وأشباههم فإنه يخطئ في حديثهنم كثيراً ، وغير حماد في في هؤلاء أثبت عندهم ، كحماد بن زيد ، وعبد الوارث،ويزيد بن زريع ))

فالأقرب أن الزيادة شاذة وقد يكون الحمل فيها على عبد الملك بن عمير فإنه كان قد تغير بآخره


والخلاصة أن قصة إتيان الحبر للنبي صلى الله عليه وسلم ، وإنكاره عليه الحلف بغير الله لا تثبت ، وإنما وردت في وجه مرجوح


هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©