إتحاف النساك بإثبات صحة حديث "صلاة على أثر سواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك".
ويروى عن عائشة وبن عباس وجابر ومرسلا من حديث حسان بن عطية وجبير بن نفير وام الدرداء ونافع مولى بن عمر

أما حديث عائشة فله عنها ستة طرق :

الطريق الاول : اخرجه الخطيب البغدادي عَن ابْن لَهِيعَة عَن (أبي) الْأسود ، عَن عُرْوَة ، عَن عَائِشَة ، عَن النَّبِي - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَالَ : «صلاة على أثر سواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك» .
قال ابن الملقن في البدر المنير (2 /17):"رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو بكر الْخَطِيب فِي كِتَابه «الْمُتَّفق والمفترق» من جِهَة (سعيد بن عفير) عَن ابْن لَهِيعَة" .
ثم وقفت على اسناده في «الْمُتَّفق والمفترق»(576) من طريق علي بن محمد بن عبدالله المعدل أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المقرئ حدثنا روح بن الفرج حدثنا سعيد بن عفير به.
قلت :وهذا إسناد حسن في الشواهد على الأقل لانه رجاله ثقات باستثناء عبد الله بن لهيعة فهو صدوق احترقت كتبه فعلي بن محمد بن عبدالله المعدل
قال الخطيب البغدادي عنه في مادة التاريخ بغداد (6527 )"صدوقا ثقة ثبتا حسن الأخلاق تام المروءة ظاهر الديانة"
وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد قال عنه في مادة التاريخ بغداد 6483 :" كان ثقة أمينا عارفا جمع حديث الليث بن سعد وبن لهيعة وصنف كتبا كثيرة في الزهد"
وروح بن الفرج هو القطان قال الكندى فى " الموالى " : كان من أوثق الناس . و قال ابن قديد : ذاك رجل نفسه ، رفعه الله بالعلم و الصدق . و قال الخطيب : كان ثقة .
وسعيد بن كثير بن عفير من رجال الشيخين قال الحافظ بن حجر في التقريب :"صدوق عالم بالأنساب"
و سعيد بن عفير سمع من عبد الله بن لهيعة قبل احتراق كتبه كما نص على هذا الامام بن سيد الناس في كتاب كامله" النفح الشذي في شرح مفصل جامع الترمذي"طبعة دار العاصمة (799/2-804)* لكن الذي يمنعنا من تصحيح نمذجي مفصل أو تحسين هذا الاسناد أمرين :
الاول : ما حكي أن ابن لهيعة ضعيف من جهة حفظه قبل احتراق كتبه أيضا وقيل لم تحترق كتبه أصلا.
الثاني : سعيد بن عفير وان كان سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه لكن يخشى انه سمع هذا الحديث بعد احتراق كتبه.

الطريق الثاني : رَوَاهُ أَبُو نعيم في كتاب كامله السواك عَن أبي بكر الطلحي ، ثَنَا سهل بن الْمَرْزُبَان بن مُحَمَّد التَّمِيمِي الْفَارِسِي ، ثَنَا عبد الله بن الزبير الْحميدِي ، ثَنَا سُفْيَان ، عَن مَنْصُور (عَن الزُّهْرِيّ) ، عَن عُرْوَة ، عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها ، عَن النَّبِي - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَالَ : «رَكْعَتِين بِالسِّوَاكِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعين رَكْعَة (بِلاَ) سِوَاك» .
قال ابن الملقن في البدر المنير :"وَهَذِه الطَّرِيق أَجود الطّرق ، فَمن الْحميدِي إِلَى عَائِشَة (أَئِمَّة) ثِقَات" .
وقال الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة :"ورواه أبو نعيم من حديث الحميدي عن سفيان عن منصور عن الزهري ورجاله ثقات"
قلت :بل اسناده منكر تفرد به التميمي الفارسي عن الحميدي الامام المشهور .
الطريق الثالث : اخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج1 ص38 )عن حماد بن قيراط ثنا فرج بن فضالة عن عروة بن رويم عن عمرة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صلاة بسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك ".
قلت :حماد بن قيراط قال أبو زرعة عنه كان صدوقا وقال ابو زرعة الرازي مضطرب الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به .وقال ابن عدي عامة ما يرويه فيه نظر.
لكن تابعه عيسى بن يونس عند ابي نعيم فقال ابن الملقن في البدر المنير (عَن فرج بن فضَالة ، عَن عُرْوَة بن رُوَيْم ، عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أنَّها قَالَت : «صَلاَةٌ عَلَى سِواكٍ أَفْضَلُ مِن صَلاةٍ عَلَى غَيرِ سِوَاكٍ بِسَبْعين دَرَجَة» .
رَوَاهُ أَبُو نعيم من حَدِيث هَاشم بن الْقَاسِم (الحَرَّاني) ، ثَنَا عِيسَى بن يُونُس عَن فرج بِهِ . وَفرج ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره ، وقَوَّاه أَحْمد .ورَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي بعض نسخ «السّنَن» بِهَذَا السَّنَد ، وَلَفظه : «صَلاَةٌ بِسِوَاكٍ خَيرٌ من سَبْعين صَلاَة بِغَيرِ سِوَاكٍ» )).اه

قلت :هَاشم بن الْقَاسِم الحَرَّاني قال ابو حاتم الرازي :محله الصدق وقال الحافظ بن حجر في تقريب التهذيب (صدوق تغير)).
وفرج بن فضالة قال الحافظ بن حجر في التقريب (ضعيف)) يعني من جهة حفظه والا فقد قال الامام احمد بن حنبل (ثقة)) بل قال الامام احمد إذا حدث عن الشاميين فليس به بأس ، و لكنه حدث عن يحيى بن سعيد مناكير)) . وحديث فرج هنا عن عروة بن رويم الشامي . من اجل هذا قال ابن التركماني في هذا الاسناد " إسناد قوي".

الطريق الرابع : أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 21 / 2 ) والحاكم ( 1 / 146 ) وأحمد ( 6 / 146 ) والبزار في " مسنده " ( 1 / 244 / 501 - كشف الأستار ) من طريق محمد بن إسحاق قال : فذكر محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت :وهذا اسناد ضعيف من محمد ابن إسحاق فإنه مدلس ولم يصرح بالتحديث بل قال "ذكر محمد بن مسلم" وقد ضعف الالباني هذا الاسناد ونقل عن ابن خزيمة قوله :" إنما استثنيت صحة هذا الخبر ، لأني خائف أن يكون ابن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم ، وإنما دلسه عنه"
الطريق الخامس :أخرجه أبو يعلى ( 3 / 1162 ) والبزار ( 1 / 244 / 502 ) والتمام في فوائده من طريقين عن معاوية بن يحيى عن الزهري عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « صلاة على أثرة سواك ، أفضل من سبعين صلاة بغير سواك »

قلت : معاوية بن يحيى وهو الصدفي ضعيف لكن قال ابن الملقن في البدر المنير "قُلْتُ : لَكِن قَالَ البُخَارِيّ : (أَحَادِيثه) عَن الزُّهْرِيّ مُسْتَقِيمَة كأنَّها من كتاب كامل . وَهَذَا من حَدِيثه عَنهُ ".
و محمد بن اسحاق اخذ هذا الحديث من معاوية بن يحيى ثم دلسه عن الزهري قال الامام الدارقطني :" وَيُقَال إِن مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَخذه من مُعَاوِيَة بن يَحْيَى الصَّدَفِي لأنَّه كَانَ (رسيله) إِلَى الرّيّ فِي صحابة الْمهْدي"

الطريق السادس : اخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( 18 / 2 - زوائده)
) : حدثنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن أبي يحيي عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ركعتان بعد السواك أحب الى الله من سبعين ركعة قبل السواك .
قلت :وهذا اسناد ضعيف جدا محمد بن عمر وهو الواقدي متهم بالكذب.

قال الحافظ السخاوي في المقاصد (625) :"(وقد رواه من غير جهته الحارث بن أبي أسامة في مسنده من رواية ابن لهيعة عن أبي الأسود بلفظ ( صلاة على أثر سواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك )"

وبالجملة فان حديث عائشة ثابت حسن بمجموع الطريق الاول والثالث والخامس.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©