القصة الاولى

" يحكى ان اسدا عاش في احدى الغابات قرير العين , وكان يستقبل كل صباح الشمس بقوله : " يكفينا شر ابن ادم " . وكان له شبل فتي يعتز بقوته , وكلما سمع اباه الأسد يردد هذا القول تثور في نفسه الحمية , ويتوق الى ملاقاة ابن ادم الذي يخشاه ابوه على ما له من سطوة وقوة وجبروت . ثم انه قال في نفسه : ساحاول ان القى ابن ادم وارى القوة التي يمتلكها والتي اكسبته الهيبة والسطوة .
خرج ذلك الشبل باحثا عن ابن ادم , وفي الطريق لقيه جمل , فظن انه ابن ادم , فساله ان كان هو من يبحث عنه , ولكن الجمل اجابه بالنفي .
ثم مضى في سبيله وهو يقول : لا بد ان يكون ابن ادم اعظم واضخم . ثم بعد ذلك لقيه ثور فساله نفس السؤال , ولكن الثور اجاب هو ايضا نافيا ان يكون ابن ادم .
فعظم الامر في نفس الشبل , وتوقع ان يرى شيئا عظيما جدا . وبقي سائرا حتى اقترب من عين ماء , فراى رجلا راكبا على حمار , فاقترب منه , وساله ان كان يعرف شيئا عن ابن ادم , فقال الرجل : انا ابن ادم , ما الذي تبغيه ؟ فدهش الشبل واحتقر الرجل لصغره وضعفه الظاهر , وقال له : ان كنت انت ضالتي , فساتصارع معك لأرى أيـنا الأقوى .
فقال الرجل : ولكني الان لا استطيع ان اصارعك لانني تركت قوتي في البيت , فإذا كنت تريد مصارعتي , فأمهلني حتى احضرها . فقال الشبل : اذهب وأحضر قوتك , انني في انتظارك هنا .
فقال له الرجل : ولكنني اخشى ان تذهب , فمن اين لي ضمان على عدم فرارك ؟ فإذا كنت صادقا , فاتركني اربطك الى جذع هذه الشجرة حتى اعود .
رضي الشبل بذلك . ثم ان الرجل راح يشده الى جذع الشجرة ويحكم رباطه حتى تأكد من عدم قدرة الشبل على الخلاص . وتناول عصا غليظة , وراح يضرب ذلك الشبل ضربا مبرحا حتى اثخنه الما وجراحا , ثم تركه ومضى .
اما الشبل فبقي في مكانه لا يتحرك ولا يستطيع فكاكا . ولما تأخر عن الرجوع , قلق ابوه الأسد عليه , فخرج بحثا عنه حتى وجده مربوطا , فسأله عمن فعل به ذلك , فقال الشبل : ابن ادم , يكفينا شر ابن ادم " .
شرح مفصل الكلمات :
الحمية : المروءة والنخوة
عظم : صعب وشق
الهيبة : المخافة
يجكم رباطه : يتقن
أثخنه : أوهنه , أضعفه
ضالتي : مطلبي
.................................................. .................................................. ...............................................
القصة الثانية
" ضاق بشفقة الناس , فهم لا يشفقون الا على العجزة والمرضى .
كان سجينا في بيته .كان يرى الباب مفتوحا , ولا يستطيع الخروج منه ,
والنافذة مفتوحة , ولا يستطيع القفز منها . لقد اصيب بشلل الاطفال ,
وعجز عن الحركة , وعجز عن تنفس الهواء الطلق .
ضاق بالهواء الراكد في حجرته , فاشترى دراجة العاجزين التي تدور
باليد , وراح يتجول بها في الشوارع , ويجري بها مع الدنيا .
وبينما هو يعبر الشارع بدراجته في الليل , اقبلت سيارة مسرعة ,
وصدمته بعنف , فطار في الهواء ثم سقط على الارض . ولم تقف
السيارة . ولم يحاول سائقها ان يرى اثار جريمته . لقد اسرع
بالهرب .
نسي الشاب المقعد انه مشلول , ونسي انه فقد القدرة على الحركة .
لقد على الدم في راسه , ووجد نفسه يجري وراء السيارة الهاربة .
ولم يستطع اللحاق بها , ولكنه لحق بالدنيا . لقد اعادت الصدمة
لساقيه المشلولتين القدرة على الحركة والمشي .
وما حدث لهذا الشاب ليس معجزة . انه يحدث كل يوم للالوف
الذين يصدمون في زحمة الحياة . ان هذه الصدمات قد تنزف الدم
ولكنها في نفس الوقت تثير الحماس , وتدفع الذين يقعون على
الارض الى الوقوف على اقدامهم واللحاق بالدنيا .


.................................................. ...................
القصة الثالثة مرّ رجل بحفرة على مقربة من إحدى الغابات، فسمع صوتا غريبا يخرج من الحفرة، فمشى نحوها فوجد نمرا يحاول الخروج منها فلا يستطيع. وتوسّل النّمر إلى الرّجل أن ينقذَه. فرقّ له قلبه، وبحث حتى وجد فرعا من شجرة ملقى على الأرض فمدّه إليه ليستعينَ بِهِ في التّخلّص من ورطته. وفرح النّمر وحاولَ حتى خرجَ من الحفرةِ.
بدأ النّمر يستعدّ للهجومِ على الرّجل، فطلب منه الرّجل أن يتمهّل، فقال النّمر: "وكيف أتمهّل وأمامي فريسة شهيّة". فقال الرّجل:" أهذا جزائي؟!" فأجابه "لغتي هي قوّتي" فخطرت ببال الرّجل فكرةُ، فقال للنّمر: "أيها النّمر، اختر حيوانا يحكم بيننا وأنا راضٍ بالحكم" فبالصدفة مرّ ثعلب، فدهش لهذا الطلب، ولتسامح النّمر ورفض فيما بعد أن يكون الحاكم.
شعر الرّجل بخيبة الأمل ففكّر أن يرفع الأمر لقاضٍ آخر. وكانت قريبا منه حيّة رقطاء. فعرضا عليها الأمر. فكانت أشدّ قسوة عليه. حزن الرّجل وأيقن أنّ حياته انتهت، ولكن ظهر في تلك اللحظة كلب وعرف الأمر. فقال للنّمر: ارجع إلى الحفرة وليقدّم له الرّجل ذلك الفرع حتى أشاهد بعيني وأحكم جيدا. فانخدع النّمر ونزل إلى الحفرة، فتركه الرّجل في هدوء وأسرع ناجيا بحياته.
.................................................. ...................

الحاسوب ومساوِئُه ]
1 أثبتتِ الدّراساتُ أنَّ حالاتِ الإجهادِ البصريِّ تزدادُ بنسبةِ خمسينَ بالمئةِ لدى مُستخدمي الحاسوبِ، مقارنَةً بنُظرائِهم مُستخدمي الآلةِ الكاتبةِ العاديّة. وينصحُ الخُبراءُ بعدمِ الجلوسِ أمامَ شاشاتِ العرضِ هذهِ مدّةً طويلةً، وإذا كانَ لا بُدَّ من ذلكَ، فإنَّ على مستخدم الحاسوبِ أن يحُصلعلى استراحةٍ من آن لأخرَ، حتى يريحَ أعصابَ العين. كما أن استخدام الأنواع الجيدةِ من الشاشاتِ، يعملُ على الحدِّ من حالاتِ الإجهادِ البصريِّ.
6 ونظرًا إلى أن شاشةِ " الحاسوب" تعملُ بنفسِ طريقةِ شاشةِ التلفازِ، فإنَّ الضّوءَ المُنبعثَ منها يَبُثُّ معهُ إشعاعًا قد يَضُّرُ بمستخدمِ الحاسوبِ الذي يقتربُ من هذهِ الشاشةِ مسافةً تقِلُّ عن 60 سنتمترًا.
9 لذلك فان على المستخدمِ أن يحذرَ، خاصةً عند استخدامهِ الشاشات الملوَّنَةَ ؛ لأنها أكثرُ إشعاعًا من الشاشاتِ العاديّةِ" بالأبيض والأسود". وقد ينشأ عن الجلوسِ أمامِ الحاسوبِ مدةً طويلةً، وبصورةٍ مستمرةٍ يوميًا، تَقَوُّسٌ في الظّهر، وآلامٌ في الرّقبَةِ والأكتافِ، وتزدادُ آثارُ هذه المشاكلِ مع الجلوسِ غير المريحِ أمامَ الحاسوبِ، والذي قد يؤدِّي إلى الحدِّ من تدفُّقِ الدّمِ بالإضافةِ إلى ما ذكرنا، هناك مشاكلُ نفسيَّةٌ يتعرض لها مستخدمو الحاسوبِ مُدَدًا طويلةً من الزّمنِ، نذكرُ منها : الإجهادُ والتّوتُّرُ النّفسيُّمن جراءِ متابعةِ النّقاطِ المُنبعثةِ على الشاشةِ بالإضافة إلى ما يُسمى بانطوائيةِ الكمبيوتر ِ التي تُشبه الإدمانَ على لَعبِ الميسر ( القمار) .
17 هل لهذا الداءِ من دواء ؟ إن هناك بعض الأمور التي تُساعدُ على الجدِّ من هذهِ المشاكل منها:
أ- تصميم المكاتبِ بما يُتيحُ سهولةَ الحركةِ والتنقلِّ، الأمرُ الذي يبعثُ عل الراحةِ النّفسيّةِلمستخدمي ِ الحاسوبِ.
ب- استخدام الكرسيِّ الدائري( الدوار) الذي يمكنُ تعديلُ وضعهِ من آنٍ لآخرَ.
ج- تعويدُ مُستخدمي الحاسوبِ الجلوسَ الصحيحَ إلى المكتبِ، حتى لا تتأثّرَ عضلاتُ الظّهرِ والعمودِ الفقريَ.
د- الكشفُ الطبيُّ الدّوريُّ على مستخدمي الحاسوبِ، لاكتشافِ حالاتِ الإجهادِ البصريِّ
والأمراضِ النفسيّةِ الأخرى، في وقتٍ مبكّرٍ قبلَ استفحالِ خطرِها.
.................................................. .................................................. .................................................. ..




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©