استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع
سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى
-
11-02-2013, بتوقيت غرينيتش 02:52 AM
#1
تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة
بسم الله الرحمن الرحيم
تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة
هل تقسيم العرب إلى عرب عاربة ومستعربة صحيح ؟ وهل هذا يتعارض مع القرآن أم لا ؟ وهل صحيح أن هذا التقسيم أتى من اليهود ؟
الحمد لله
توارد الأخباريون والمؤرخون والنسَّابون على تقسيم العرب – من حيثُ القِدَمُ - إلى طبقات ثلاثة : عربٌ بائدة ، وعربٌ عاربة ، وعربٌ مستعربة .
1- أما العرب البائدة : فهم مثل أقوام عاد ، وثمود ، وجديس ، وعبيل ، وجُرهُم ، أطلق عليهم اسم " البائدة " لقدمهم النسبي ، ولاندثارهم قبل الإسلام .
2- وأما العرب العاربة فهم القحطانيون ، أبناء قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، كما يذكر ذلك أكثر النسابين .
3- وأما العرب المستعربة أو المتعربة ، ويقال لهم " العدنانيون " ، أو " النزاريون " ، أو " المعديون " ، وهم من صلب سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام ، الذي تزوج من رعلة الجرهمية ، فتعلم منهم مادة اللغة العربية ، فسموا المستعربة ، وصار نسلهم من العرب ، واندمجوا فيهم ، وهم ينتسبون إلى عدنان من نسل سيدنا إسماعيل عليه السلام ، غير أن ثمة خلافا كبيرا بين النسابين في عدد الآباء بينهما .
ومضمون هذا التقسيم لا تكاد تختلف فيه كتب المادة التاريخ والأنساب ، ولكن الخلاف واقع في الأسماء ، فبعضهم يسمي العرب البائدة بالعاربة ، وآخرون يسمونهم بالعرباء ونحو ذلك من الخلاف .
ولا نجد أي تعارض بين هذا التقسيم وبين الحقائق الواردة في القرآن الكريم ، كما نستبعد جدا أن يكون مضمون هذا التقسيم مأخوذا عن أهل الكتاب كامل من اليهود والنصارى، وذلك لسببين اثنين :
السبب الأول :
توارد جميع كتب المادة التاريخ والأنساب على تقسيم العرب إلى القحطانيين والعدنانيين ، حتى قال الحافظ ابن عبد البر في مقدمة كتاب كامله "الإنباه على قبائل الرواه" (ص/2) :
" هذا كتاب كامل أخذته من أمهات كتب العلم بالنسب وأيام العرب ، بعد مطالعتي لها ، ووقوفي على أغراضها ، فمن ذلك : كتاب كامل أبي بكر محمد بن إسحاق ، وكتاب كامل أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، وكتاب كامل أبي عبيدة معمر بن المثنى ، وكتاب كامل محمد بن سليمان ، وكتاب كامل محمد بن حبيب ، وكتاب كامل أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد العدويّ في نسب قريش ، وكتاب كامل الزبير بن بكار في نسب قريش ، وكتاب كامل عمه مصعب بن عبد الله الزبيري في ذلك ، وكتاب كامل علي بن كيسان الكوفي في أنساب العرب قاطبة ، وكتاب كامل علي بن عبد العزيز الجرجاني ، وكتاب كامل عبد الملك بن حبيب الأندلسي ، إلى فِقَرٍ قيّدتها من الحديث والآثار ، ونوادر اقتطفتها من كتب أهل الأخبار " انتهى .
فانظر عدد هذه المراجع القديمة ، فضلا عمن جاء بعدهم ، أو فات ابن عبد البر ذكرهم ، وقد ذكر الحافظ في كتاب كامله هذا التقسيم المشهور للعرب .
السبب الثاني : عدم ورود شيء عن العرب البائدة في التوراة المحرفة التي بين أيدي الناس اليوم ، بل إن اليهود ينكرون وجود أقوام عاد وثمود ونحوهم ، فكيف يكون هذا التقسيم مأخوذا عنهم .
يقول الطبري رحمه الله : " فأما أهل التوراة ، فإنهم يزعمون أن لا ذكر لعاد ولا ثمود ولا لهود وصالح في التوراة ، وأمرهم عند العرب في الشهرة في الجاهلية والإسلام كشهرة إبراهيم وقومه " انتهى .
"مادة التاريخ الأمم والملوك" (1/141) .
وقد تمكن علماء الآثار من الوقوف على حقائق جغرافية ومادة التاريخية تدل على وجود هؤلاء الأقوام ، وعدمُ ذكر التوراة لهم إنما هو لأن أكثرهم عاشوا بعد التوراة ، أو لأن التوراة لا تهتم بأخبار العالم من غير العبرانيين .
يقول الدكتور جواد علي :
" اتفق الرواة وأهل الأخبار ، أو كادوا يتفقون ، على تقسيم العرب من حيث القدم إلى طبقات: عرب بائدة ، وعرب عاربة ، وعرب مستعربة . أو عرب عاربة ، وعرب متعربة ، وعرب مستعربة . أو عرب عاربة وعرباء وهم الخلص ، والمتعربة .
واتفقوا أو كادوا يتفقون على تقسيم العرب من حيث النسب إلى قسمين : قحطانية ، منازلهم الأولى في اليمن . وعدنانية ، منازلهم الأولى في الحجاز .
واتفقوا ، أو كادوا يتفقون ، على أن القحطانيين هم عرب منذ خلقهم الله ، وعلى هذا النحو من مادة اللغة العربية التي نفهمها ويفقهها من يسمع هذه الكلمة ، فهم الأصل ، والعدنانية الفرع منهم أخذوا مادة اللغة العربية ، وبلسانهم تكلم أبناء إسماعيل بعد هجرتهم إلى الحجاز ، شرح مفصل الله صدر جدهم إسماعيل ، فتكلم بمادة اللغة العربية ، بعد أن كان يتكلم بلغة أبيه التي كانت الآرامية ، أو الكلدانية ، أو العبرانية على بعض الأقوال .
ونجد الأخباريين والمؤرخين يقسمون العرب أحيانًا إلى طبقتين : عرب عاربة ، وعرب مستعربة ...وظل الرواة يتوارثون هذا التقسيم كلما بحثوا في تأريخ العرب قبل الإسلام، وفي موضوع الأنساب .
وتقسيم العرب إلى طبقات - وذلك من ناحية القدم والتقدم في مادة اللغة العربية - هو تقسيم لا نجد له ذكرًا لا في التوراة أو الموارد اليهودية الأخرى ، ولا في الموارد اليونانية أو اللاتينية ، أو السريانية ، ويظهر أنه تقسيم عربي خالص ، نشأ من الجمع بين العرب الذين ذكر أنهم بادوا قبل الإسلام ، فلم تبقَ منهم غير ذكريات ، وبين العرب الباقين ، وهم إما من عدنان ، وإما من قحطان " انتهى باختصار .
"المفصل في مادة التاريخ العرب قبل الإسلام" (1/294 فما بعدها) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب

©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة loulou ange في المنتدى Google
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-01-2013, بتوقيت غرينيتش 11:41 PM
-
بواسطة salima في المنتدى بلوغر blogger
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-01-2013, بتوقيت غرينيتش 08:07 AM
-
بواسطة walid في المنتدى ستايلات في بي الجيل vBulletin 3.x.x
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-31-2013, بتوقيت غرينيتش 11:01 AM
-
بواسطة salima في المنتدى ستايلات في بي الجيل vBulletin 3.x.x
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-31-2013, بتوقيت غرينيتش 06:50 AM
-
بواسطة Chakira في المنتدى قسم الصور و الترفيه
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 11:11 PM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى