إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ))، ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً))، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)). أما بعد :

فيقول الله سبحانه وتعالى: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ))، وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء). ومن هؤلاء العلماء الأعلام، الذين رفع الله ذكرهم، ونصر بهم الدين والملة: إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه، علم من أعلام المسلمين، وإمام من كبار أئمتهم، مجاهد في سبيل الله، صبر على الأذى في الله جل وعلا حتى نصر ورُفع ذكره.

لقد شهد لهذا الإمام أهل العلم والفضل والتقى، قال الشافعي رحمه الله: "أحمد إمام في ثمان خصال: إمام في الحديث والفقه واللغة والقرآن، وفي الفقر والزهد والورع، وإمام في السنة". وقال علي بن المديني: "إن الله جل وعلا أعز هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث، أبو بكر الصديق يوم الردة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة"، وقال: "ما قام أحد بأمر الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قام أحمد بن حنبل، فقيل له: ولا أبو بكر الصديق؟ قال: ولا أبو بكر، إن أبا بكر كان له أعوان وأصحاب، وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب" يعني بذلك ما جرى له رحمه الله من قول أهل البدع بخلق القرآن، وصبره على الأذى في ذلك لما أظهر السنة. وقال أبو حاتم الرازي: "إذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل، فاعلم أنه صاحب سنة". وقال أبو عُميس في وصف الإمام أحمد: "عن الدنيا ما كان أصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان أبصره، أتته الدنيا فأباها، والبدع فنفاها".

إن الناظر في سيرة هذا الإمام المبجل، يلحظ أمورا ينبغي التركيز عليها ومنها:

أولا: شدة تمسكه بالسنة والأثر، فقد اشتهر رحمه الله بذلك، وكان حريصا على أن يكون له سلف فيما يقول ويفعل، بل لقد أنفق حياته في تتبع ما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام وتدوينه، يقول الميموني: "ما رأيت أحدًا من المحدثين، أشد تعظيمًا لحرمات الله، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إذا صحت عنده، ولا أشد اتباعًا من أحمد بن حنبل". وروى المرُّوذي أن الإمام أحمد قال: "ما كتبت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد عملت به، حتى مر بي في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام دينارا، قال: فاحتجمت وأعطيت الحجام دينارا". وقال رضي الله عنه: "من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة".

كان الإمام أحمد رحمه الله يعظم أهل السنة والأثر، ويلقي باللائمة على من يتنقصهم أو يقلل من شأنهم، وكان أيضا يعرض عن أهل البدع، وينهى عن كلامهم، ويحرص على عدم مجالستهم ومحادثتهم، روي أن أبا داود قال للإمام أحمد: "أرى رجلا من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة، أترك كلامه؟ فقال الإمام: لا، تعلمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به". وقيل لأبي عبدالله أحمد بن حنبل: "أحياك الله على الإسلام، قال: والسنة، وقال: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام". جاء الحزامي إلى الإمام أحمد، وقد كان الحزامي قد ذهب إلى أحد بيوت المبتدعة، وهو ابن أبي دؤاد، فلما خرج الإمام ورأى الحزامي، أغلق الباب في وجهه ودخل، إنكارًا أن يبجل مبتدعا".

ثانيا: للإمام أحمد صفة نقف عندها ونتأمل فيها، ألا وهي زهده وتعففه عن أموال الناس، وكف نفسه عن التطلع إلى شيء منها، وانصرافه إلى ما أمر الله جل وعلا به، العلم النافع والعمل الصالح، وبيان السنة والحق في الناس، ((وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ)).

كان إمام أهل السنة لا يأخذ من هذه الدنيا إلا ما يعينه على طاعة الله جل وعلا، مع شدة صبره على اللأواء والمشقة، يقول أحمد بن سنان: "بلغني أن أحمد بن حنبل رهن نعله عند خباز على طعام أخذه منه عند خروجه من اليمن، وأكرى نفسه من جمالين عند خروجه، وعرض عليه عبدالرزاق دراهم صالحة فلم يقبلها". يقول سليمان بن الأشعث: "ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط". وذكر عنده بعض أهل الأموال، فقال: "الفائز من فاز غدا ولم يكن لأحد عنده تَبِعة"، وقال رضي الله عنه: "عزيز علي أن تبيد الدنيا أكباد رجال وعت صدورهم القرآن، فالله المستعان وعليه التكلان".

ثالثا: كان الإمام أحمد رحمه الله ورعا، إلى حد أنه يبتعد تنزها وتورعا عن أشياء ليست بمحرمة، قال إبراهيم الحربي: "أوصى أحمد أن يُكفر عنه يمين واحدة، وقال: أظن أني حنثت فيها". وقال أبو داود: "سألت أحمد بن حنبل عن صلاة السكران هل يقع؟ فقال: سل عن هذا غيري". وكان رحمه الله يقول: "ربما مكثت في المسألة ثلاث سنين قبل أن أعتقد فيها شيئا".

وكان الإمام أحمد إذا نظر إلى نصراني يغمض عينيه فقيل له في ذلك، فقال: "لا أقدر أن أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه".

وكان معرضا عن الولايات والمناصب والقضاء، فلم يدخل في شيء منها، خوفا على دينه وذمته، وإن كان الدخول فيها بقصد الإصلاح لا بأس به، يقول الشافعي: "قلت لأحمد: إن الخليفة سألني أن ألتمس قاضيًا لليمن، وأنت تحب الخروج إلى عبدالرزاق في اليمن لتأخذ منه الحديث، فقد نلت حاجتك، وتقضي بالحق، وتنال من عبدالرزاق ما تريد، فقال الإمام أحمد للشافعي: إن سمعت منك هذا ثانية لم ترني عندك".

كان الإمام أحمد رضي الله عنه متواضعا، لا يرى لنفسه فضلا على أحد، لأن العالم هو الذي يرى نفسه فقيرا إلى رحمة الله جل وعلا، وأنه وإن بلغ ما بلغ فما أوتي من العلم إلا قليلا، لقد بلغ الإمام أحمد في العلم درجة عظيمة، وأجله الناس، واعترفوا له بالفضل والتقدم على غيره، ومع ذلك فقد كان يفر من الجاه والشهرة والذكر، يقول يحيى بن معين: "ما رأيت مثل أحمد، صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الصلاح والخير"، وقيل لأحمد: ما أكثر الداعين لك، فتغرغرت عينه وقال: "أخاف أن يكون هذا استدراجا، أسأل الله أن يجعلنا خيرا مما يظنون، ويغفر لنا ما لا يعلمون"، وقيل له: الرجل يقال له في وجهه أحييت السنة، فقال: "هذا فساد في الرجل"، وقيل له: جزاك الله عن الإسلام خيرا، فقال: "لا، بل جزى الله الإسلام عني خيرا، ومن أنا؟"، دفع إلى الإمام أحمد كتاب كامل من رجل يسأله أن يدعو الله له، فقال أحمد: "إذا دعوت لهذا من يدعو لنا؟"، وقال الطيالسي: "مسحت بيدي على أحمد بن حنبل، ثم مسحت بيدي على بدني وهو ينظر، فغضب غضبا شديدا وجعل ينفض يده ويقول: عمن أخذتم هذا؟ وأنكر إنكارا شديدا"، قال المروذي: "كان أبو عبدالله –يعني: الإمام أحمد- يحب الفقراء، لم أرَ الفقير في مجلس أحد أعز منه في مجلسه رضي الله عنه وأرضاه".

وأما خوفه من الله جل وعلا فقد بلغ فيه مبلغا عظيما، حتى كان كثير الهم والغم، والخوف من العاقبة. كان رحمه الله كثير التعبد لله، طاعة له، ورجاء لمثوبته، وخوفا من عقابه، يقول صالح ابنه: "كان أبي إذا أثنى عليه أحد يقول: الأعمال بخواتيمها، اللهم سلم سلم، فقال له رجل: كيف أصبحت؟ فقال: كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرض رائع، ونبيه يطالبه بأداء السنة، والملكان يطالبانه بتصحيح نمذجي مفصل العمل، ونفسه تطالبه بهواها، وإبليس يطالبه بالفحشاء، وملك الموت يطالبه بقبض روحه، وعياله يطالبونه بالنفقة؟". قال إبراهيم بن خليل للإمام أحمد: "إن أمي رأت لك منامًا كذا وكذا، وذكرت الجنة، فقال الإمام أحمد: يا أخي، إن شأن ابن سلامه، كان الناس يخبرونه بمثل هذه الرؤى، ثم خرج إلى سفك دماء المسلمين، وخرج على إمامهم، الرؤيا تسر المؤمن ولكن لا تغره".

معاشر المؤمنين، تقدم شيء من سيرة هذا الإمام المبجل أحمد بن حنبل، الذي كان إماما في السنة حقا، قال أحمد بن شماس: "كنت أعرف أحمد بن حنبل وهو غلام وهو يحيي الليل"، وقال طلحة بن عبيدالله: "ركبت مع أحمد في سفينة فكان يطيل الصمت، فإذا تكلم قال: اللهم أمتنا على الإسلام والسنة"، وقال رجل لأحمد: إن الناس من بلاد الترك إلى ههنا يدعون لك، فكيف تؤدي شكر ما أنعم الله عليك وما وما بث لك في الناس؟ فقال: أسأل الله أن لا يجعلنا مرائين"، وكان رحمه الله يقول: "إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس؟".

وأما ثبات هذا الإمام على الحق وصدقه فيه وصبره على الأذى فأمر عجب، حتى صار مثلا رائعا فيه، لقد امتحن بالشهرة فصبر، وبالولاية والسياسة فأعرض وسفر، وابتلي بأمور كثيرة، إلا أن أبرزها أمر عظيم لا يصبر عليه إلا الأفذاذ من الرجال، ذلك هو امتحان شامله في القول بخلق القرآن، وصبره على ما لا يخاف في سبيل ثباته على عقيدة السلف الصالح، فإن سلفنا الصالح يعتقدون ويقرون بأن القرآن كلام الله، تكلم به حقيقة، منزل غير مخلوق، فقد امتحن الخليفة المأمون أهل العلم، وبعث بكتبه إلى ولاته ليحملوا الناس على قول من أقوال أهل البدع، وهو أن القرآن مخلوق، وأن الله لم يتكلم به، نعوذ بالله من حال أهل البوار، فقام ولاته بهذا الأمر، فأجاب أكثر الناس، وممن امتنع الإمام أحمد ومحمد بن نوح وعبيدالله بن عمر القواريري والحسن بن حماد، ثم أجاب الأخيران، وبقي الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح في السجن، ثم أُمر بهما فحملا إلى الخليفة مقيدين، ثم توفي محمد بن نوح، وبقي الإمام أحمد وحيدا في هذه الفتنة، يقول أبو معمر: "لمّا حضرنا بدار السلطان أيام المحنة، وكان الإمام أحمد قد أحضر وكان رجلاً لينًا، فلما رأى الناس يجيبون إلى بدعة القول بخلق القرآن انتفخت أوداجه، واحمرت عيناه، وذهب ذلك اللين الذي كان فيه غضبا لله جل وعلا وانتصارا للسنة، فقلت: إنه قد غضب لله، وقلت له: أبشر يا إمام، فلقد كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من إذا أُريد على شيء من دينه، رأيت حماليق عينيه في رأسه تدور كأنه مجنون"، وقد روي أنه قيل للإمام أحمد أيام الفتنة: ألا ترى الحق كيف ظهر على الباطل؟ فقال: "كلا، إن ظهور الحق على الباطل أن تنتقل القلوب من الهدى إلى الضلالة، وقلوبنا بعد لازمة للحق".

ثم نجاه الله جل وعلا من هذه الفتنة لما صبر، فتولى المعتصم الخلافة وكان على نهج سابقه في القول بخلق القرآن، فعقد لأحمد مجلسا، وحاول حمل الإمام أحمد على القول بمذهب المبتدعة، فأصر أحمد على قول الحق وهو أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، فلما رأى الخليفة إصرار أحمد، أمر الجلادين فضربوه ضربا شديدا، واستمرت تلك المحنة، حتى جاء الخليفة المتوكل فأنهى هذه المحنة، ومال إلى قول أهل السنة، فنصر أهلها، وكتب بذلك إلى الآفاق، وعاش أحمد بقية حياته مكرما زاهدا في الدنيا وأهلها.

لقد انتهت تلك المحنة، واتجهت الأنظار إلى إمام السنة أحمد، وحرص الخليفة على إعطائه من المال ما يوسع عليه، ويرفع عنه وعن أولاده الفاقة، ولكنه وقف من ذلك كله موقفه من المحنة الأولى، فرأى أن هذا من الابتلاء الذي يجب الصبر عليه، فرد كل العطايا، بل قاطع أقاربه الذين أخذوا أموالا من السلطان، ونهاهم عن ذلك، لأنهم إنما يأخذون بسببه.

وكان من مواقفه رحمه الله في تلك الفتنة العظيمة، موقف عظيم، يدل على تمسكه بالسنة، ورجائه لما عند الله جل وعلا فيما نحسب، ولا نزكي على الله أحدا، روى الخلال عن حنبل فقال: "اجتمع فقهاء بغداد إلى الإمام أحمد، وقالوا له في ولاية الواثق: إن الأمر قد تفاقم وفشا –يعنون القول بخلق القرآن وغير ذلك من ظلم السلطان، ثم قالوا: ولا نرضى بإمارته ولا سلطانه، فغضب الإمام أحمد عليهم وقال: عليكم بالإنكار بقلوبكم، ولا تخلعوا يدا من طاعة، لا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم واصبروا، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر، وقال لهم: ما أرى هذا صوابا -يعني: خلع أيديهم من طاعته ونزع البيعة- هذا خلاف الآثار" والإمام أحمد رضي الله عنه وأرضاه يقول ذلك، وقد جلده السلطان كما تقدم وآذاه، بل منعه أن يلقي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس، لكن أهل السنة أهل عقل وإنصاف واجتماع، يخافون من الفتنة بين المسلمين، وسفك دمائهم، فرض رائعي الله عنهم وأرضاهم.

من أقوال الإمام أحمد في الاعتقاد قوله رضي الله عنه: "إن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص"، وجاء رسول الخليفة يسأل أحمد عن الاستعانة بأهل الأهواء والبدع، فقال أحمد: "لا يستعان بهم، قال: فيستعان باليهود والنصارى ولا يستعان بأهل البدع؟ قال: نعم، لأن اليهود والنصارى لا يدعون إلى أديانهم، وأصحاب الأهواء والبدع، يزينون مذاهبهم فيدعون إليها"، وكان رحمه الله يقول: "إذا رأيت الرجل يذكر أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام"، وسأله رجل عما جرى بين علي ومعاوية فقرأ: ((تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).

من كلام إمامنا أحمد بن حنبل في الزهد والرقائق قوله: "كل شيء من الخير بادر فيه قبل أن يحال بينك وبينه"، وسأله رجل: بم تلين القلوب؟ فقال: "بأكل الحلال". وقال رحمه الله: "ما قل من الدنيا كان أقل في الحساب". ويقول عبدالصمد بن سليمان: "بتُّ عند أحمد بن حنبل، فوضع لي ماءً، فلما أصبح وجدني لم أستعمل الماء، فقال: صاحب حديث لا يكون له ورد في الليل! فقلت: أنا مسافر، قال: وإن كنت مسافرًا، حج مسروق رحمه الله فما نام إلا ساجدًا". قال رجل لأحمد: أوصني؟ فقال: "اجعل التقوى زادك، وانصب الآخرة أمامك، وانو الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير".

اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام...





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©