استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع
سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى
-
10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 12:54 AM
#1
Administrator
(( هل سيعود أبي ؟ ))
(( هل سيعود أبي ؟ ))
كلمات خرجت من فم الطفل الصغير أحمد ، جددت في أمه كل معاني الحزن والألم ، كل معاني الشوق والحنين ، كل معاني الضجر والخوف من المستقبل ..
فتح هذا السؤال الكثير الكثير أمام أم أحمد ، لقد استشهد زوجها البطل ، وهو يدافع عن بلاده ويقاتل الحوثيين على الحدود ، لقد أقيمت مراسم الوداع والتشييع ، وأقيمت مراسم العزاء ، ولكن بقي الألم والحسرة ..
لم يستطع أحمد الصغير صاحب السنوات الست ، أن يستوعب الموقف وأن يفهم الأمور ، كل ما يعرفه أن أباه ذهب وقد وعده بالعودة ، ووعده بسيارة جميلة وألعاب يحضرها معه ..
أحمد ينتظر عودة أبيه وينتظر ما وعده به ، لم يتخيل أن أباه استشهد ، لم يفهم أن أباه رحل ، يعود أحمد للتساؤل : أمي أين ذهب أبي ؟ تجيبه : أبوك ذهب للجنة حبيبي قال : هو أخبرني أنه ذاهب إلى جيزان يدافع عنها ويعود !! تجيب : صحيح حبيبي ، وبعد ذلك أخذه الله للجنة !! يسأل : أمي أين الجنة ؟؟ تجيب : الجنة هناك في الأعلى حبيبي ، الله يدخل فيها المسلمين والشهداء .. يسأل : هل سيحضر أبي ألعاب من هناك ؟ تجيب : نعم حبيبي ، في الجنة ألعاب كثيرة ، وكل شي تتخيله !! عاد يتساءل : أمي ، لو لم يأتي أبي ، هل نستطيع الذهب إليه ؟؟ أجابته : إن شاء الله سيأتي ، لا تقلق ، الآن تأخر الوقت حبيبي ، ويجب أن تنام !! ويغط أحمد في نوم عميق ..
تغطيه بلحافه ، وتسرح بفكرها مع بطلها وشهيدها ، وتفكر في مستقبلها ومستقبل ابنها ، كيف ستكمل حياتها بدون شريكها ، وكيف سيتحمل ابنها فراقه ، بل كيف سيفهم أن أباه ذهب ولن يعود ، لن يعود لا بهدايا ولا بألعاب ولا بسيارات ، فأباه ذهب إلى غير رجعة ..
نعم ، هي ستحتمل وتحتسب زوجها عند الله ، تحتسبه شهيداً في سبيله وفي سبيل الدفاع عن وطنه ، ولكن ماذا عن ولدها الذي ينتظر عودته ؟؟ آه يا أبا أحمد كم سأتعب من بعدك !!
يقطع تفكيرها استيقاظ أحمد فجأة : أمي ، لقد رأيت أبي الآن !! ، تنظر إليه بعينين دامعتين تقبله على جبينه ، قال : أشعر أنه سعيد الآن ورأيته يضحك !! قالت له : بالتأكيد حبيبي ، من يدخل الجنة يكون سعيداً دائماً ولا يحزن ، فهناك يجد كل ما يريد قال : لقد طلب مني أن أتعلم طريقة وأكبر لأصبح بطلاً مثله .. ابتسمت أمه ابتسامة الحزن ..
فكر قليلاً ثم قال : أمي أريد أن أذهب لأبي في الجنة !! حارت في جوابه ثم قالت : حبيبي عندما تكبر ، وتصبح بطلاً كأبيك ، وتقاتل في سبيل الله وتدافع عن وطنك ، تذهب إلى الجنة !! قال : أمي أخبري أبي ، لا أريد سيارات ولا دمى ، أريد أن يحضر لي معه بندقية ، لكي أصبح بطلاً مثله أدافع عن الوطن وأقاتل الكفار !! نظرت إليه والدموع تتسابق من عينيها : وتحرر الأقصى بإذن الله !!
يغط أحمد في نوم عميق وقد بدأت المعاني تتضح لديه شيئاً فشيئاً ، تطبع أمه قبلة على جبينه ، ترفع يديها ، تدعو الله لزوجها البطل بالرحمة وأن يكون من الشهداء ، وتدعو على الحوثيين المعتدين ، وتدعو لابنها بالهداية والصلاح وأن تراه كما تريد وكما أراد أبوه ...
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة admin في المنتدى قسم السنة الثانية متوسط
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 03:33 PM
-
بواسطة Chakira في المنتدى التحضير لبكالوريا 2014
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-07-2013, بتوقيت غرينيتش 05:14 AM
-
بواسطة linnou في المنتدى تحضير الدروس و الشروحات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-03-2013, بتوقيت غرينيتش 07:54 AM
-
بواسطة admin في المنتدى العصائر والمشروبات و المقبلات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-02-2013, بتوقيت غرينيتش 03:03 PM
-
بواسطة ام بهاء في المنتدى الحياة الزوجية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى