استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع
سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى
-
10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 12:41 AM
#1
قصه حقيقيه لفتاة مع الماسنجر messenger .... للنساااااااء
أملٌ على ضَفاف ماسنجر messenger
لا أعرف من أين أبدأ..!!
حقيقةً.. ترددت كثيراً في ذكر هذه المأساة.. بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، وقد حدثت حقيقةً.. وأعرف شخصياً أحد أطرافها..
"أملٌ .. على ضفاف الماسنجر messenger.."
الفصل الأول: من أجل الدعوة.. فقط !!
كانت "أمل" تعيش عيشة هنيئة مع زوجها خالد الذي من الله عليه بالاستقامة والهدى ، تحبه ويحبها ، ويشارك كل منهما الآخر.. في تحمل أعباء الحياة ومشاقها ، امتن الله عليهما بثلاثة من الأبناء.. تشرق بهم الدنيا.. فيبعثون في أركان المنزل.. كل أنواع الحياة ، أسرة سعيدة.. امتن الله عليها بالهداية والعافية والستر ورزق واسع ، لم تكن تلك فقط منن الله على "أمل".. فقد امتن الله عليها بما يتمناه الكثيرون غيرها ، فهي معلمة.. وأي معلمة !! إنها تعلم طريقة القرآن الكريم.. في إحدى مدارس التحفيظ ، زوجها المستقيم يعمل أيضاً ما أمكنه في الدعوة إلى الله ، يا الله.. كم هي حياة هانئة جميلة ، باعثة على الراحة والطمأنينة ، كان زورق هذه الأسرة السعيدة.. يبحر بهدوء في خضم بحر الحياة الهائج.. الذي يتلاطم موجه يمنةً ويسرة..
في يوم من الأيام طلبت "أمل" من زوجها أن يحضر لها حاسوباً منزلياً.. لكي تستعين به على أمور عملها كمعلمة ولكي تستثمر وقت فراغها بما يفيد ، وافق الزوج وأحضر حاسوباً للمنزل.. وبدأت "أمل" في استخدامه ، ويوما بعد يوم أصبحت "أمل" متمرسة في استخدام الحاسوب ، وبدأت تفكر في استخدام الحاسوب لأغراض الدعوة إلى الله عن طريق الإنترنت ، كيف لا وقد أصبحت الإنترنت اليوم منبراً إعلامياً يصل إلى مشارق الأرض ومغاربها ، استشارت زوجها في الأمر.. فكر الزوج في ذلك.. كانت الثقة بين الزوجين كبيرة بطبيعة الحال.. ولامانع من استخدام نعمة التقنية بما يفيد.. وهو نوع من شكر الله عليها.. فكيف باستخدامها في الدعوة !! ، وافق الزوج على فكرة "أمل".. فهو أيضاً يقضي وقتاً كبيراً خارج المنزل.. وكثيراً ما يشارك في أنشطة دعوية ، وهو يدرك أهمية الدعوة.. وضرورة إشغال وقت فراغ زوجته بما ينفعها.
بدأت أمل بالمشاركة في المنتديات الإسلامية ، غير أنها لاحظت أنها بيئة تكاد تكون مغلقة على من امتن الله عليهم بالاستقامة ، ولايزيد الأمر فيها عن التناصح والتواصي ، لكنها تريد ماهو أكبر من ذلك.. تريد دعوة أولئك التائهين والتائهات.. الضالين عن طريق الحق ، تحترق من داخلها حين ترى فتيات المسلمين وهن يتسكعن في الأسواق.. ويفقدن أجمل ما عندهن.. "الحياء".. ويسلبن أعز ما لديهن.. "الشرف" !! ، تريد الحوار مع أولئك الشباب الذين فقدوا المروءة والحياء ، تريد اقتلاع جذور دعاة الفساد وكشف دعواهم الباطلة ، تريد محاورتهم ومناظرتهم والرد عليهم.. تريد جهاداً يكتب في موازين أعمالها ، لم تجد في المنتديات الإسلامية المقننة غير إخوة وأخوات.. لم تشعر بحاجتهم إليها !! فقررت أن تقتحم المنتديات الحوارية المفتوحة.. التي يتواجه فيها أصحاب الأفكار المختلفة.. كل يدلي بدلوه.. ويلتزم فيها المشرفون الحياد.. وكانت البداية..
الفصل الثاني: من أجل الحقيقة.. فقط !!
كان "حمد" شاباً مختلفاً.. فهو يعشق الفلسفة.. ويكره النظرة السطحية للأمور.. يرى في الأشياء حوله مالايراه الآخرون.. يكاد لايؤمن بشيء.. الحياة عنده عالم من المتغيرات.. تراه تارة فتظنه أكثر الناس حكمة ، ثم تراه أخرى فتشك في عقله ، كان عبقرياً ضاق المجتمع حوله عن فهمه..
"سحقاً لهذا الغباء.. الكل يعيش بدون هدف.. مجموعة من الأغبياء لا يستحقون الاهتمام ، فمن لم يكن منهم عبداً للمال.. فهو عبد لذلك المخلوق الأحمق "المرأة" ، ياه.. كم تزعجني بلاهة المرأة ، إنها أشبه ماتكون بالببغاء ".. كان هذا نموذجاً لما يكتبه "حمد" في المنتديات.. فهو لايحترم أحداً أبداً.. ولعل ماضيه الممتلئ بقراءة الروايات الأدبية وكتب الأدب الحديثة.. كان له أثر كبير في صقل شخصيةٍ ناقمة على المجتمع.. أشبه ما تكون ببعض الشخصيات في روايات "نجيب محفوظ" !!
كان "حمد" يكتب في الإنترنت من أجل الحقيقة فقط ، فهو باحث عن الحقيقة المطلقة التي لم يهتد إليها بعد ، وكان يخفي هذا التيه الكامن في شخصيته بهجومه على الآخرين في كثير من الأحيان.. إلى أن جاء ذلك اليوم.. الذي رأى فيه أحد الموضوعات الحوارية يحمل طرحاً أخرجه عن صوابه.. فكتب رداً عنيفاً وصل حد الاستهزاء بالدين والنقمة على من يدعي التدين..!!
وفي الجانب الآخر كانت "أمل" على موعد مع القدر حين رأت رد "حمد" السابق ، أخذتها الغيرة على الدين.. فكتبت رداً عليه ، وهكذا توالت الردود بينهما ، طال النقاش وتفرع.. وكانت مداخلات بعض الأعضاء تفسد جودة النقاش بخروجهم عن الموضوع ، ولأول مرة شعر "حمد" أن هناك من يفهمه ويتكلم بصدق معه.. وراوده شعور عميق بأنه قد يجد ضالته عند "أمل" هذه.. فقد يصل معها إلى الحقيقة التائهة منه ، فطلب منها أن يستمر النقاش بينهما بشكل منفرد وعبر "الماسنجر messenger"..!!
ترددت "أمل" كثيراً في قبول الدعوة..، لكنها كانت تشعر بأن هذا الشاب الذي يخاطبها في الجانب الآخر.. مختلف كثيراً عن غيره ، إنه ليس شاباً عادياً.. نعم .. يبدو أنه باحث عن الحقيقة بالفعل كما كان يكتب دائماً ، هل أتخلى عنه الآن..؟! إذاً ما فائدة المشوار الطويل في النقاش دون بلوغ الثمرة !! لا شك أنه صادق النية.. وربما هداه الله على يدي.. أنا أشعر أن به بذرةً طيبة.. نعم لاشك في ذلك ، وهكذا تواردت الأفكار في ذهن "أمل" حتى اتخذت قرارها بالموافقة على طلب "حمد" وقامت بإضافته على "الماسنجر messenger"..
الفصل الثالث: على ضفاف "الماسنجر messenger"..
استبشر "حمد" كثيراً بقبول طلبه ، ولعلها بداية الطريق إلى الحقيقة الضائعة ، ومرت الساعات والدقائق بطيئة قبل أن يحل موعد أول لقاء.. على ضفاف "الماسنجر messenger"..
أمل: السلام عليكم
حمد: وعليكم السلام
أمل: أرجو ألا أكون قد تأخرت عليك
حمد: لامشكلة أبداً.. بالنسبة لي.. انتظرت سنين طويلة.. لامشكلة إن زادت عدة دقائق
أمل: انتظرت ماذا ؟
حمد: لاتسيئي فهمي من البداية.. انتظرت الوصول إلى الحقيقة..
أمل: قل لي.. هل أنت جاد فيما تقول..؟
حمد: طبعاً.. لكن لاتظني أني أعلن استسلامي لك.. فأنا واثق أنكم جميعاً واهمون
أمل: واهمون في ماذا..؟
حمد: واهمون في تعلقكم بالدين.. فأنتم تبررون كل شيء به.
أمل: هل تنكر صحة الدين..؟
حمد: لاطبعاً.. ولكن يزعجني سوء الفهم له..
أمل: ولكن سوء فهمنا أو حتى سوء تطبيقنا للدين.. لايبرر الهجوم عليه..
حمد: كيف نفصل بين الفكرة وناتجها ؟
أمل: ليس بالضرورة أن تكون أفعالنا ناتجة عن أفكارنا..
حمد: إذاً.. نحن منافقون..!!
أمل: لا لا .. ليس شرطاً..
حمد: إممم.. بدأت تستسلمين للعاطفة.. وتلغين عقلك..
أمل: أتفق معك أننا جميعاً مقصرون..
حمد: هل ستبدأين في الوعظ ؟
أمل: نحن فعلاً لدينا فجوة كبيرة بين ما نعتقده وما نفعله أحياناً..
حمد: كلمة "أحيانا" ألغت ما قبلها ياعزيزتي..
أمل: عزيزتك..؟
حمد: عفواً.. لم أقصد..
أمل: لنعد إلى أصل الموضوع.. لماذا تنقم على أهل الدين..؟
حمد: لأنهم منافقون.. بكل بساطة !!
أمل: اتق الله.. فيما تقول..
حمد: اسمعي.. لا أحب لغة الوعظ هذه.. وهبنا الله عقولاً لنفكر بها..
أمل: عجيب أمرك.. !!
حمد: حسناً سأوضح لك ما أقصد.. لماذا ينقم المتدينون على العلمانيين..؟
أمل: لأنهم يحصرون الدين في العبادات الفردية ويجعلونها أمراً شخصياً..
حمد: عظيم.. أي أن العلمانيين يطبقون بعض الشرائع دون بعض.. أي أنهم "يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض"..؟
أمل: بالضبط..
حمد: حسناً.. المتدينون الآن.. يطبقون بعض الشرائع.. ويهملون بعضها.. سواء قصدوا أم لم يقصدوا.. أليس كذلك..؟
أمل: ربما..
حمد: أرجوك.. أجيبي بصراحة..
أمل: قلت لك ربما..
حمد: نعم أو لا..؟
أمل: نعم..
حمد: إذاً..فالفريقان سواء..!! المتدينون.. علمانيون من نوع آخر..!!
أمل: لكن فاتك شيء ياذكي..
حمد: ماهو..؟
أمل: اختلفت النية بين الفريقين.. فالعلمانيون قصدوا هدم الدين والمتدينون قصدوا إقامته
حمد: هههههههه.. أضحكتني.. سأنقلب الآن إلى واعظ.. وأقول لك "اتق الله ولاتسيئي الظن بالمسلمين.. أشققت عن صدورهم وعرفت نواياهم!!"
أمل: لا.. أنا لا أسيء الظن ولكن..
حمد: صدقيني ياعزيزتي.. أنا لا أعادي الدين.. ولكني أرفض النسخة المشوهة التي أبصرها في كل المتدينين.
أمل: أولاً.. أرجوك..
حمد: آسف.. لم أقصد قول "عزيزتي".. ولكنك فعلاً كذلك..
أمل: ماذا تقول..؟!!
حمد: ألستِ مسلمة.. يجب علي أن أحب لك ما أحب لنفسي..؟ من يكون كذلك أسميه أنا "عزيزي" أو "عزيزتي"
أمل: مهما يكن.. أرجوك..
حمد: لاتخافي.. صدقيني أنا أهرب من النساء في الأسواق.. لأنني أعتقد أن علاقة الرجل بالمرأة هي غاية البهيمية..
أمل: غاية البهيمية ؟!!
حمد: نعم.. فهي سلوك حيواني..
أمل: ليس لهذا الحد.. أنت مخطئ.. علاقة الرجل بالمرأة.. أسمى مما تتصور 2014..
حمد: لاتتكلمي عن السمو هنا..
أمل: صدقني.. علاقة الرجل بالمرأة.. هي حب وعطاء بالدرجة الأولى..
حمد: كذب.. واعذريني لهذا.. فالرجل يكذب على المرأة والمرأة تكذب على الرجل.. كل ما في الأمر مصالح مشتركة..
أمل: أدرك الآن أنك ربما مررت بتجارب قاسية في طفولتك.. وربما افتقدت حنان الأسرة.. أليس كذلك ؟ اعترف..
حمد: حسناً.. أعترف بذلك.. ولكن لاعلاقة له بنظرتي إلى النساء..
أمل: بلى.. المرأة مخلوق لطيف.. يبحث عن الحنان.. والرجل كذلك.. يبحث عن السكن.. ولايجده إلا في المرأة..
حمد: ماذا قلت..؟ "السكن" ؟!!
أمل: نعم "السكن".. فهو يأوي إلى المرأة.. كما يأوي إلى سكنه أو منزله.. فيجد عندها الحنان والحب..
حمد: وكيف يحصل الرجل على "السكن" هذا مع هذا الكائن العجيب المسمى " امرأة " ؟!
أمل: ليست أي امرأة.. أقصد " الزوجة ".. ألست متزوجاً ؟
حمد: كلا.. فعندي مشكلة تمنعني من الزواج..
أمل: وما هي ؟ إن أردت طبعاً.. وأعتذر عن تطفلي..
حمد: لا أبداً.. لاعليك.. المشكلة أن المرأة تريد من ينافقها ويجاملها صبح مساء..!! وأنا صادق دائماً.. لا أجيد الخداع والمناورة.. أقول ما أؤمن به.. وأكره النفاق.
أمل: أتسمي هذه مشكلة..؟!! هذه صفات سامية ، كل بنت.. تتمنى أن يكون زوجها وفارس أحلامها كذلك ، على العكس.. المرأة لا تريد منافقاً.
حمد: عجيب !! أنت تقولين "فارس أحلام"..؟!! هل تؤمنين بهذه المشاعر..؟
أمل: طبعاً.. ماذا تقصد؟
حمد: ظننت أن المتدينين لايؤمنون بالحب.. وأظنهم على صواب في ذلك..
أمل: لا ياعزيزي.. أنت مخطئ..
حمد: قلتِ "عزيزي"..!! لن ألومك كما فعلتِ أنتِ.. بل أشكرك على طيب مشاعرك..
أمل: أقصد..
حمد: بإمكانك سحب الكلمة إن أردت..
أمل: أنا.. أنا.. لم أقصد..
حمد: سأعتبرها خطأً..
أمل: لا لا.. أنا أكن لك كل تقدير.. واحترام.. وهذا كل شيء..
حمد: أعرف ذلك.. ولا أريد شيئاً آخر.. عزيزتي..
أمل: أرجوك يا..
حمد: حمد..
أمل: لايهمني معرفة اسمك.. أرجوك.. نريد حواراً مؤطراً.. فأنا مسلمة ومتزوجة..
حمد: حسناً.. ما اسمك ؟
أمل: وماذا تستفيد من معرفة اسمي..؟
حمد: سأستبدل به كلمة "عزيزتي"..
أمل: استبدلها بـ" أختي"..
حمد: إذاً هي خدعة أخرى من امرأة..!! لقد عرفت أنت اسمي.. فلم لا أعرف اسمك ؟
أمل: لا تحاول استدراجي..
حمد: حمقاء.. أكرهكن جميعاً.. لا معنى عندكن للصدق.. تفكرن دائماً في الجنس لاغير..
أمل: على رسلك.. لم أقصد.. ماالذي جعلك تثور فجأة..؟!!
حمد: أنت تتهمينني ضمنياً بالسعار الجنسي.. لقد خدعتني.. ظننت لوهلة أنك صدقتني ووثقتي بي.. لم أكن أعلم أنني طوال حديثنا أرتسم في ذهنك على صور 2014ة "ذئب".. سحقاً..
أمل: آسفة.. إن كنت أسأت فهمك..لكن..
حمد: لاتقولي شيئاً.. أستأذنك في الانصراف.. مللت هذا الغباء..
أمل: حسناً حسناً.. !!
حمد: تصبحين على خير..
أمل: وأنت .. وأنت من أهل الخير..!!
الفصل الرابع: حيرة وألم..
لامت "أمل" نفسها كثيراً.. فقد شعرت بقسوتها على حمد ، ربما أسأت الظن به.. ربما هو مختلف.. يبدو أنه صادق فعلاً ، ثم أين الصبر على الدعوة ؟! ، وإعطاء الصور 2014ة الحسنة وبذل الكلمة الطيبة ؟! ، قررت "أمل" تصحيح خطئها والاعتذار لحمد.. لكنها خشيت أن يكون قد حجبها من الوصول إليه عبر الماسنجر messenger ، وفي اليوم التالي.. فرحت بشدة حين تمكنت من الاتصال به..
أمل: السلام عليكم مجدداً حمد..
حمد: وعليكم السلام..
أمل: خشيت أنك قد حذفتني من قائمة الأصدقاء..
حمد: وهل تظنين أنني أدخلتك فيها أصلاً..؟!
أمل: أقصد.. في الماسنجر messenger..
حمد: لاأخفيك أنني نويت ذلك.. ولكنني ترددت أن أفعل دون استئذانك.. وخصوصاً أنني أنا من طلب منك التحاور معي هنا..
أمل: أتدري ياحمد.. أرى أنك تحمل أخلاقاً عظيمة..
حمد: أخلاقاً عظيمة..؟!!
أمل: كثيرون غيرك قد لاينظرون للأمر بهذه الشرح طريقة طريقة.. أقصد مراعاة مشاعر الآخرين.. حين يختلفون معهم..
حمد: أشكرك على إطراءك.. يا..
أمل: أمل..
حمد: أشكرك على إطراءك يا أمل..
أمل: أريدك أن تعرف أنني لم أسئ الظن بك البارحة..
حمد: لاتجمعي إساءة الظن والكذب..
أمل: ماذا تقصد..؟
حمد: حقيقةً.. لمت نفسي كثيراً بالأمس.. شعرت أنني كنت قاسياً جداً عليك.. لقد أخطأت بحقك.. وكان لك الحق في إساءة الظن بي..
أمل: لا أبداً.. أنا المخطئة.. كان يجب أن أحسن الظن بك.. هذا هو خلق الدين..
حمد: إذاً.. أنتِ أسأتِ الظن فعلاً..!
أمل: نعم.. أعترف بذلك.. ولكني نادمة.. أرجوك سامحني..
حمد: هل أخبرك بشيء..
أمل: تفضل..
حمد: أنت الآن تقدمين الدين لي بوجه آخر.. وجه مشرق منير.. لم أره من قبل.. أنا ممتنن لك حقاً..
أمل: أشكرك.. صدقني.. ماتحمله أنت من خلق الصدق والعدالة والإنصاف والوضوح هو من أساس الدين ومن أهم شعائره.. أنت في الواقع تطبق بعض شعائر الدين..!!
حمد: هل تقصدين أنني أطبق بعض شعائر الدين دون قصد..؟
أمل: ولمَ دون قصد..؟ إسأل نفسك.. وتعامل معها بصدق كما تحب أن يعاملك الآخرون.. أعتقد أنك ستفاجأ بالإجابة..!!
حمد: تقصدين..
أمل: نعم.. أنت حقيقةً متدين.. ولكن ينقصك المظهر ربما.. وربما ضبط النفس.. أنت الآن.. ربما تعيش حالةً من ردة الفعل.. تجاه مواقف سابقة مع متدينين..!! لكنك فعلاً تحب الخلق الحسن.. وهو ماجاء به الدين..
حمد: أمركِ غريب..!!
أمل: مالغرابة ؟!
حمد: كأنك تقرئين ما بداخلي.. وكأنك تعرفين عني كل شيء.. أصدقك القول.. كنت متديناً قديماً.. لا أدري ماذا حدث لي.. أشعر بالرغبة في البكاء..
أمل: ابك ياحمد لعلها قطرات.. يمحو الله بها خطاياك..
حمد: ولكنني لست مخطئاً..!! لم أكن يوماً أفضل فهماً للدين مني الآن.. ثم أرجوك كفي عن لغة الوعظ هذه.. إنها تذكرني بماضيّ في التدين..
أمل: صدقني.. أنا أخاف عليك.. أنت شاب صادق النية.. لاتحرم نفسك من الخير.. لاتكابر
حمد: أرجوك.. توقفي..
أمل: أتمنى أن تعود إلى تدينك.. ياالله.. لواكتمل هذا الكيان العظيم أمامي بالدين..
حمد: هل تمدحينني لأصدقك.. ؟
أمل: لاتصدقني.. ولكن صدق قلبك.. استفت قلبك..
حمد: قلبي تعب من كثرة السهام التي تقتله صبح مساء..
أمل: أقدر معاناتك.. لكن صدقني هناك من يحمل مثل مافي قلبك.. من نقاء..
حمد: قلبي مليء بمشاعر مختلطة.. تعبت والله يا أمل من هذه الحياة..
أمل: ماهذا اليأس.. هل أنت شاب أم في الثمانينات..؟!!
حمد: شاب في الثمانينات..
أمل: قل لي حقيقةً.. هل أنت شاب..؟
حمد: نعم.. وهل أنت شابة..؟
أمل: نعم.. نوعاً ما.. فأنا متزوجة..
حمد: كيف حالك مع زوجك ؟
أمل: أرجوك حمد.. لاتبتعد بنا عن أصل الموضوع..
حمد: أقصد هل وجدت في زوجك ما أردت من صدق وعطاء ونقاء..؟ هل أنت سعيدة ؟
أمل: أنا راضية والحمد لله..
حمد: راضية.. ولست سعيدة.. كلكم تكذبون حين تتحدثون عن السعادة في الزواج..
أمل: لا لا راضية ونوعاً ما.. سعيدة..
حمد: هناك ماينغص حياتك.. أليس كذلك؟
أمل: لاتكتمل السعادة في الدنيا..
حمد: زوجك لا يمنحك الوقت الكافي.. أليس كذلك..؟
أمل: في الحقيقة.. نعم.. زوجي لا يقضي الوقت الكافي في المنزل..!!
حمد: وهل تحبين قربه منك..
أمل: طبعاً فأنا أحبه..
حمد: لكن للأسف.. يبدو أنه لipad ايبادلك العاطفة بنفس الصدق..
أمل: إلى ماذا تريد أن تصل..؟
حمد: أريد أن أثبت لك أنه قلّما يجد المرء الصدق والوفاء فيمن حوله.. وبالمناسبة حتى في المتدينين..!!
أمل: زوجي مشغول كثيراً.. وأنا..
حمد: لاتكوني بلهاء.. لاتضحكي على نفسك بهذا الكلام.. قد يكون محباً لك فعلاً.. لكن ليس بمقدارمحبتك له.. ليس وفياً لك كما يجب.. ألا تشعرين بذلك..؟ اعترفي..
أمل: أنت قاس جداً.. حرام عليك..!!
حمد: هههههه.. أخيراً.. انزاح عنك قناع السعادة.. أنت في الواقع.. "محطمة مثلي"
أمل: أرجوك.. لاتثر مدمعي..
حمد: لم لا.. ألم تنصحيني بالبكاء قبلاً.. فلنبك سوياً إذاً..
أمل: أعترف أنني قد أعاني أحياناً.. ولكنني راضية..
حمد: إذاً لافرق بيني وبينك.. كلنا نعاني.. والحقيقة أن الفروق بين البشر هي أصغر مما يتصور 2014ون.. أنا أقدر ماتشعرين به وأفهم تماماً حالتك.. أنتِ تعطين الآخرين أكبر بكثير مما يعطونك..
أمل: لديك قدرة عجيبة على فهم الآخرين.. أعترف لك بذلك.. منذ متابعتي لردودك في المنتدى وأنا أشعر.. أشعر أنك تعرفني جيداً..
حمد: وأنتِ كذلك.. أنت مختلفة كثيراً عن الآخرين.. هذا ما كنت أشعر به..
أمل: أشكرك.. أنت تشعر بي لأنك صادق مثلي..
حمد: "صادق مثلي"..!! هل أسألك سؤالاً..؟
أمل: تفضل..
حمد: أنا واضح دائماً ولا أخفي شيئاً في نفسي.. هل أحببتني ؟
أمل: ماذا..؟!! كيف تتجرأ على مثل هذا السؤال..؟!! قلت لك أنني متزوجة.. يبدو أن حسن ظني بك في غير محله.. أنت وقح فعلاً..!!
حمد: على رسلك.. أرجوك امنحيني فرصة.. لأشرح طريقة لك..
أمل: لاتقل شيئاً.. وداعاً..
تسارعت نبضات قلب أمل.. وأحست أنها كادت أن تقعَ فريسةً لذئبٍ بشري ، ولكن ما إن هدأ روعها حتى بدأت باسترجاع الحديث بينها وبين حمد ، من الواضح أنه محروم من الحنان والعطف ، كلماته تنبئ عن صدقٍ عجيب ، هو فعلاً لايجامل ، لماذا سألني ذلك السؤال ؟!! هل بدأ يحبني..؟ أستغفر الله ، ولكن لو افترضت أنه يحبني فعلاً.. فسيكون هذا مدعاةً لتأثره بما أقول.. والمهم ألا أبادله نفس الشعور.. وربما اهتدى على يدي.. أوربما.. أعوذ بالله.. لا لا.. يجب ألا أعود لمحادثته.. يجب أن أغلق هذا الباب من أبواب الشيطان.. فحديثه شفاف جذاب.. والصدق ينبع من بين كلماته.. قد يغريني.. يجب أن أتوقف.. نعم يجب أن أتوقف عن محادثته..
الفصل الخامس: نحو اللاعودة..
في اليوم التالي.. عزمت أمل على عدم الحديث مع حمد ثانيةً ، ولكنها ترددت كثيراً في حذفه من قائمة الأصدقاء..!! هناك شيءٌ ما يمنعها من ذلك.. كانت حائرة فعلاً.. فيبدو أن كلام حمد قد لامس شغاف قلبها ، فهي لم تعد تنظر للأمر على أنه دعوة فحسب.. ولكنها بدأت تحس بمشاعر أخرى غير واضحة.. خليط من مشاعر التحدي.. والإحساس بالآخر.. والفضول.. والتسلية أيضاً..!! هل أحبني حقاً.. ربما ، هل.. لا لا .. لايمكن أن أسأل نفسي هذا السؤال..!! مجرد السؤال خيانة.. ولكنني أشعر أن حمد ليس كبقية الشباب.. نعم ليس مثلهم.. أقسم على هذا.. أتذكر جيداً كيف بادر لإنهاء أول محادثة بيننا بغضب.. لايفعل هذا من يريد سرقة عفاف البنات.. هو ليس ذئباً بشرياً بلاشك.. ولكنه تمادى بسؤاله عن.. يا إلهي.. أخاف أن أنطق بهذه الكلمة.. لا أحتمل المرور بهذه التجربة أبداً.. ولكني مشتاقة لسماع كلام حمد.. فهو نافذة حديثة على العالم بالنسبة لي.. وشرح طريقة طريقة تفكير وتحليل فريدة.. من الغبن أن أفقد علاقتي به ، ولكن.. من الخيانة أن تستمر محادثاتنا في غير موضوع النقاش.. "موضوع النقاش"..؟ وماذا كان موضوع نقاشنا ؟.. يا إلهي.. لا أستطيع أن أفكر أكثر.. رأسي سينفجر حتماً.. أريد أن أرتاح من هذا العذاب..!!
مالت أمل على كرسيها متمددة إلى الوراء ، وأخذت نفساً عميقاً وهي تنظر إلى شاشة الحاسوب.. قبل أن تفاجأ بما رأته في الماسنجر messenger..!!
حمد: السلام عليكم أمل..
أمل: ( بعد تردد ) وعليكم السلام.. ماذا تريد..؟
حمد: لم أستطع نسيان محادثتنا بالأمس.. وأصدقك القول أنني لم أنم مطلقاً طوال الليل..
أمل: وما دخلي أنا بك..؟
حمد: لاتتكلمي بهذه الشرح طريقة طريقة.. وتخدعي نفسك ثانيةً..
أمل: أخدع نفسي بماذا..؟
حمد: كوني صادقة.. وأخبريني.. ألم تفكري فيّ بالأمس..؟ لاتكذبي..
أمل: ولماذا أفكر فيك..؟
حمد: لأنني كنت أفكر فيك كثيراً..
أمل: اطمئن.. نسيت كل شيء تماماً..
حمد: قلت لاتخدعي نفسك.. لاتكذبي..
أمل: ماذا تريد مني..؟
حمد: أن تكوني صادقة..
أمل: أنا صادقة..
حمد: إذاً أجيبي بصدق..
أمل: في الواقع.. فكرت وقررت أن أنهي علاقتنا عبر الماسنجر messenger فوراً..
حمد: ولماذا لم تفعلي..؟
أمل: كنت سأفعل الآن..
حمد: كذبةٌ أخرى..!! حتى أنت تكذبين كالآخرين..
أمل: ما أدراك..؟
حمد: لأنني أعطيتك الفرصة الكافية من الوقت لتحذفيني من قائمة الأصدقاء.. ولكنك لم تفعلي..!!
أمل: سأفعل الآن.. وسأنساك نهائياً..
حمد: لن تستطيعي فعل ذلك..
أمل: ولماذا هذه الثقة العمياء يافيلسوف زمانك..؟
حمد: لأنني الآن.. " في قلبك "..
أمل: أنت كاذب.. كاذب.. أنت لست في قلبي.. أنت واهم..
حمد: أمل.. صدقيني.. أنا لاأريد أكثر من الحديث معك.. أعدك بهذا.. أرجوك.. أنت الإنسان الوحيد الذي شعرت أنه يفهمني.. وأنه صادق معي.. أرجوك لاتحرميني..
أمل: يالك من مخادع.. أنت..
حمد: حسناً.. حسناً.. سأنسحب بهدوء.. وسأعود فقط إن أبقيتني في الماسنجر messenger بعد ثلاثة أيام.. سأعتبرها علامة القبول.. إلى اللقاء..
انتهت المحادثة.. وبدأت أمل محادثة من نوع آخر.. ياإلهي.. ماذا فعلت بنفسك يا أمل..!! ماهذا الكابوس اللعين.. كلمات حمد تطاردني في كل مكان.. وتحاصرني من كل اتجاه.. ذكراه في قلبي.. لكنني لست عاهرة..!! وهو أيضاً.. ربما ليس فاسقاً كما أظن ، ربما يريد من يتحدث معه فقط ، إنه يستحق الشفقة حقاً ، والعجيب.. صراحته وصدقه ، هذه لا أستطيع إنكارها ، لم أكن أتصور 2014 أن في هؤلاء الشباب مثله..!! ماذا أفعل الآن.. قلبي لا يطاوعني في حذفه من الماسنجر messenger..!! ماذا قلت..!! "قلبي"..!! يا إلهي.. أخشى أنه فعلاً قد تسلّل إليه..!! يجب أن أحسم أمري.. غفرانك يارب.. يجب أن.. أن.. لا أدري.. لاأستطيع.. لا أستطيع..
انخرطت أمل في البكاء.. لقد شعرت بعجزها عن اتخاذ قرار حازم ، وباتت تلك الليلة كأنما تحمل هموم الدنيا بأسرها ، وبعد ثلاثة أيام مرت ثقالاً على "أمل" كأنها سنين.. عجزت خلالها عن طرد ذكرى كلمات حمد من ذاكرتها.. وبينما كانت أمام شاشة الماسنجر messenger..
حمد: السلام عليكم..
أمل: ماذا تريد..؟
حمد: ردي السلام أولاً..
أمل: وعليكم السلام.. ماذا تريد..؟
حمد: ماذا أريد ؟!! بل أنت ماذا تريدين..؟
أمل: ماذا تقصد..؟
حمد: قلت لك.. إبقاؤك عليَّ في قائمة الأصدقاء إلى اليوم.. أعتبره قبولاً بالصداقة..
أمل: ليس شرطاً.. يافالح..
حمد: بل هو كذلك.. صدقيني أنا لا أريد منك إلا مثل ماتريدين مني..
أمل: وماذا أريد منك ياترى..؟
حمد: الصداقة.. والحب..
أمل: أنا امرأة مستقيمة ولست عاهرة.. أنا عزيزة المنال..
حمد: وما شأني أنا بهذا.. أنا لا أريدك عاهرة.. ولا أريد النيل منك.. أعدك..
أمل : إذاً ماذا تريد..؟ كن صادقاً كما تطلب مني أن أكون..
حمد: الصداقة.. صدقيني أنت أول امرأةٍ في حياتي.. أنا لا أعرف النساء قبلك.. أريد أن نكون صديقين.. ويكون بيننا حب صداقة.. ومشاعر صادقة.. أريد علاقةً فكرية.. وليس علاقةً جنسية..
أمل: هل يمكن أن يكون هذا..؟!! لاتخدع نفسك..
حمد: اتركي لي فرصة لأثبت لك صحة كلامي.. وصدق وعودي.. صدقيني أنا أكره الجنس أصلاً.. وأراه قمة الانحطاط البهيمي..
أمل: ولكنني بهذا أخون زوجي..
حمد: لقد خانك هو أولاً.. ثم أنا لا أريدك أن تخوني زوجك.. بل على العكس.. يجب أن تصدقي في حبه..
أمل: ما هذا الكلام ؟!! هل أنا في أحد أفلام السينما..؟!! أم أنا أحلم..؟!!
حمد: لا أبداً.. هذه حقيقة.. وأنا خبير بعلوم التنمية البشرية.. وأستطيع مساعدتك لتحسين حياتك وحياة أسرتك..
أمل: وكيف أعرف أنك صادق في كلامك المعسول هذا..
حمد: تذوقيه.. واسألي قلبك.. وبالمناسبة ستجدينني هناك..
أمل: ألا ترى أنك واثق من نفسك أكثر مما ينبغي..؟!
حمد: لأنني أثق في صدقك معي.. ومع مشاعرك..
أمل: حمد.. أصدقك القول.. أنت شخص مختلف تماماً عن باقي الرجال.. وتتمناك ألف فتاة.. ولكن أنا متزوجة.. أرجوك ارحمني..
حمد: حسناً الخيار بيدك..
أمل: ولكني لا أستطيع..
حمد: لاتستطيعين ماذا..؟
أمل: حمد.. أرجوك اقطع صلتك بي.. قل لي كلاماً جارحاً.. أي شيء.. المهم أن تخرج من..
حمد: من ماذا ؟ قولي..
أمل: أرجوك.. يكفي هذا.. يكفي..
بدأت أمل في البكاء.. قطرات دمعها تساقطت على لوحة المفاتيح أمامها.. لقد تمكن حمد من قلبها ، كانت هذه المحادثة نقطة تحول كبيرة في حياتها ، لقد اعترفت بهزيمتها أخيراً.. وأكملت محادثتها باكية..
أمل: حمد.. أنا.. أنا..
حمد: أمل.. ماذا بك..؟ تكلمي.. أنت ماذا..؟
أمل: أنا لا أستطيع نسيانك.. ذكراك لاتفارقني..
حمد: يا إلهي.. أخيراً لان قلبك..!!
أمل: أرجوك ياحمد.. عرفتَ الآن أنني.. أنني أحببتك.. أرجوك ساعدني كي.. كي أتخلص من حبك..
حمد: ماذا تقولين..؟ ساعديني أنت أولاً كي أتخلص من صور 2014تك التي لاتفارقني..
أمل: يا إلهي.. أنقذنا.. يارب..
حمد: أعدك يا أمل أن يكون حبنا شريفاً.. لامكان للجنس فيه.. صداقةٌ وحسب..
أمل: لاتعد بما لاتضمن يا حمد.. هذا الطريق نهايته موحشة..
حمد: بل أعدك.. وسأكون عوناً لك لتعيشي حياةً سعيدة..
انتهت المحادثة.. وتبعتها محادثات كثيرة.. وبدأ حمد يشبع ما تحتاجه أمل من مشاعر.. فتارة يكون أباً رحيماً.. وتارة أخاً ناصحاً.. وتارة زوجاً محباً ، أما هي فكانت تعطيه حنان الأم وحب الزوجة وحرص الأخت ، وبدأت مشاعر المحبة تشتد وتنمو.. ولم تعد محادثات الماسنجر messenger تفي بالغرض.. فلم تعد تطفئ لوعة الشوق.. أوتشبع جوع العاطفة..!! فقررت أمل أن تتواصل مع حمد بشرح طريقة طريقة أخرى..
الفصل السادس: خروج عن السيطرة..
فكرت أمل ملياً قبل أن تتخذ قرارها بالتواصل مع حمد عن طريق الهاتف الجوال !! ، وقد كان.. فكان أن أجهز صوته العميق على مابقي في قلبها من معاني الشرف والعفة ، وتمر الأيام وتصل حميمية المكالمات إلى درجة لايمكن تسطيرها هنا على هذه الصفحات..!! لم تنته القصة هنا.. بل بدأت فصولها الأكثر مأساوية..
بلغ الشوق والهيام من قلب الحبيبين مبلغه ، غير أن أمل بطبيعتها الفطرية.. كانت أشد اكتواءً بنار الحب المحرقة ، لم تعد تطق صبراً.. فقد سلبها حمد عقلها وأنساها قيمها !! فقررت أن تحقق رغبتها الجامحة في لقائه.. وأفصحت له عن ذلك..
أمل: حمد.. لابد أن أراك.. لاأحتمل البقاء هكذا..
حمد: صدقيني أنا في غاية الشوق إليك أيضاً.. ولكن..
أمل: ولكن ماذا ؟ قل.. ألاتحبني..؟!
حمد: لا لا.. ولكن أخشى أن تفلت الأمور من أيدينا.. و..
أمل: أنت خائف أليس كذلك..؟
حمد: في الحقيقة.. نعم ، لكن لست خائفاً على نفسي فقط.. أخاف عليك أيضاً..
أمل: لاتخف سأرتب كل شيء..
حمد: أنا أقصد.. أخشى.. أخشى أن..
أمل: من المستحيل أن نبقى هكذا.. أرجوك..
حمد: أمل أرجوك.. اتفقنا أن نكون أصدقاء فقط..
أمل: ماذا تعني..؟
حمد: أقصد.. أنت متزوجة.. وبصراحة.. أنا لاأضمن لك نفسي.. لاتنسي أنني رجل..
أمل: لكني أريد أن أراك.. أراك فقط.. أعدك بذلك..
حمد: افهميني يا عزيزتي.. أنت تعدين بالسيطرة على الأمر.. لكن أنا لا أعدك..
أمل: لاتخف.. سيكون لقاءً سريعاً.. أنا سأرتب الأمر..
حمد: حسناً.. مادمت مصرة.. ومادام شوقي لك يزداد كل يوم.. فلا أملك إلا الموافقة..!!
أمل: سأرتب الأمر.. ثم أتصل بك.. إلى اللقاء..
بدأ "حمد" يدرك حجم المأزق الذي وقع فيه.. يا إلهي.. لم أتوقع أن تكون لي علاقة بامرأة بهذا الشكل يوماً من الأيام ، ماذا ستفعل الآن ياحمد ، تلك المرأة المسكينة وقعت في حبك ، بل أنا المسكين.. مسكينة ؟!! أي مسكينة ؟!! إنها تستدرجني الآن.. لتنال مني ماتريد ، يالهذا العالم المنافق !! لا أحد يصدق فيه أبداً.. الجميع يمثلون.. وكأنهم في مسرحية !! كانت في البداية تمتنع حتى عن ذكر اسمها..!! والآن تريد أن تخلو بي..!! هذا يؤكد نظرتي إلى النساء ، ولكن مهلاً.. ألاتشعر أنها أحبتك فعلاً.. وأعطتك كل مالديها بصدق.. هاهي تعرض نفسها لمخاطرة كبيرة من أجل رؤيتك.. وربما رؤيتك فقط.. هي أحبتني بلا شك.. وأنا أحببتها أيضاً.. فعلاً أحببتها.. أعترف.. لكن حين أقول ذلك لنفسي أشعر بشيء من الهزيمة..!! ليس من السهل أن أعترف بذلك.. هذا المخلوق الضعيف.. تمكن من قلبي..!! لكن لايهم.. لايهم.. لن أحرم نفسي من هذه الفرصة.. متى يجد المرء من يحبه !! فليذهب هذا العالم الذي لايرحم إلى الجحيم.. لقد حان الوقت لأرتاح قليلاً.. بين يدي محب..
وفي الموعد المحدد.. سار حمد.. يقدم رجلاً ويؤخر أخرى.. الساعة الآن الثانية والنصف ليلاً.. النجوم تراقب المكان.. ركب حمد سيارته واتجه إلى منزل أمل.. هدوء غريب يطبق على ذلك الحي.. هذه السيارات المتوقفة على جانبي الطريق.. تنظر إلى حمد بحنقٍ وغضب وخوف.. أو هكذا بدا له.. الأرصفة بدت مظلمة ووعرة..!! كأنها لم تكن مستويةً يوما..!! حتى الأشجار جامدة.. تسمرت أغصانها من الخوف..!! ربما تشعر بما يشعر به.. خليط من مشاعر الخوف والترقب والقلق.. يمشي حمد بعد أن أوقف سيارته.. يحاول استجماع قواه.. لا داعي للخوف فزوجها مسافر في رحلة عمل.. تشجع ياحمد هيا.. كنت أظنك أقوى من ذلك..! يمشي حمد متظاهراً بالثقة والتلقائية.. وفجأة.. يسمع من يقول عن يمينه "من"..!! يلتفت حمد بذعر شديد.. وعيناه جاحظتان.. يأخذ نفساً عميقاً.. يا الله.. إنه مواء قطة لاغير..!! أنت تسمع ما تتوقع أحياناً.. لامايقوله الآخرون ، مرت هذه الدقائق ثقيلة على حمد.. مرت بسلام.. هاهو يصل إلى باب المنزل.. تلثم بغترته.. وقد احتبست أنفاسه.. وتسارعت نبضات قلبه.. وانتظر أن يفتح الباب له..
لم ينتظر حمد طويلاً.. فقد كانت أمل على الجانب الآخر.. تراقب كل شيء.. بعد أن رتبت كل شيء.. الزوج مسافر.. والأولاد نائمون في حجرة في أقصى المنزل.. وقد أرخى الليل سدوله.. وهي متهيئة لاستقبال الحبيب.. وبينها وبينه باب لا يتجاوز سمكه خمسة سنتيمترات من الخشب..!! مفتاحه بيدها..!! فتحت أمل الباب.. ويا لدهشتها حين رأت حمد.. ويالدهشته حين رآها.. تبددت كل مشاعر الخوف والقلق والاضطراب.. تلاقت العينان.. وتحدثتا طويلاً.. في ثوانٍ قليلة.. مجنون زوجك يا أمل..!! كيف يسافر ويترك جوهرة مثلك..!! لم تستطع أمل أن ترد.. غير أنها أكملت فتح الباب.. وكأنها تريد من حمد الدخول.. وعيناها مازالتا معلقتين بعينيه.. وقد اغرورقت بالدموع..!!
ومع أول خطوة لحمد داخل المنزل.. انقضت عليه أمل.. تحتضنه بكل شوق ولهف.. أصيب حمد بالذهول.. لم يتوقع أن يتم الأمر بهذه السرعة..!! زادت أمل من تعلقها به.. إنها تعصره بين يديها.. وتضمه بكل قوة.. وحين هم حمد أن يبادلها الفعل ذاته.. حررت أمل نفسها من أحضانه فجأةً..!! تحرك شيء ما بداخلها.. شيء ما استيقظ فيها..!! اتجهت أمل إلى ركن قصيٍّ من المنزل.. إلتفتت إلى حمد في ذعرٍ وقالت.."أسألك بالله ألا تقربني"..!! دهش حمد مما فعلته حبيبته..!! كررت أمل مقولتها وبدأت تنتحب وتبكي.. أجابها حمد.. "حسناً حسناً.. اهدئي.. لن أقربك.. لن أقربك.. وداعاً" ، ترك حمد المنزل وأغلق الباب خلفه.. وكأنما كان في حلم.. أيعقل هذا !! مالذي دفعها لفعل ذلك..؟!! لماذا طلبت مني الحضور إذاً..؟!! هل يعقل أنها كانت تريد رؤيتي فقط..!! لكنها احتضنتني بكل شوق.. لم أعد أفهم شيئاً.. هناك سر..!!
وعلى الجانب الآخر.. كانت أمل تفكر بالشيء الذي منعها من المضي في اللقاء.. ربما هو "نور القرآن" الذي مازال يشع في قلبها..!! لكن مهلاً.. لقد أثبت حمد أنه نبيل فعلاً..!! تركني طائعاً بعد أن تمكن مني..!! لاشك أنه يحبني.. وأنا أحبه.. أحبه.. ياإلهي ماذا فعلت..!! أنا حمقاء.. حمقاء.. كيف تركته يذهب بعد كل هذا..!! لقد تمالكت نفسي.. واستطعت المقاومة.. لايزال الأمر تحت السيطرة.. لماذا لا أستمر هكذا !.. أستطيع إبقاء العلاقة دون أن تتمادى.. وربما استطعت تنقيتها أكثر.. نعم.. من حقي أن أحصل على الحب.. ولن أقع في المعصية.. أنا واثقة.. أنا لاأستطيع قطع علاقتي به.. أعترف بذلك.. أنا أحبه.. لابد أن أتصل به.. وأعتذر عما بدر مني..
_________
الفصل السابع: حصاد الشوك..
وبعد يومين من التفكير.. اتصلت أمل بحمد معتذرةً عن الموقف..
أمل: أرجوك سامحني.. أنا متزوجة ويجب أن أحافظ على بيتي..
حمد: لاعليك.. لقد حمدت الله كثيراً على ماحدث.. كانت الأمور ستسير إلى الأسوأ..
أمل: حمد صدقني.. أنا لست عاهرة.. لكنني وقعت في حبك.. لا أدري ماذا أسمي هذا !!
حمد: نحن بشر.. في حياتنا كثير من المتناقضات.. ليست كل من تحب عاهرة.. وكذلك الرجال..
أمل: كلامك يسحرني دائماً.. ويفسر لي أشياء كثيرة من حولي..
وفجأةً..يدخل "خالد" زوج أمل..في مفاجأةٍ حلت كالصاعقة..
خالد: من هذا الذي تسحرك كلماته يا سيدة أمل..؟
أمل: أنا.. لا لا .. لا أحد.. لا أحد.. أنت.. كنت..
خالد: لاتكذبي.. لقد سمعتك..
أمل: خالد أرجوك لاتتسرع.. سأشرح طريقة لك الأمر.. أرجوك..
خالد: خائنة.. خائنة..
وفي لحظة.. تمتد يد خالد لتصفع أمل بشدة.. ليسقط منها الجوال.. انخرطت أمل في البكاء.. التقط خالد الجوال.. "هكذا إذاً.. أغلقتِ الخط سريعاً !!".. اتصل خالد على آخر رقم تم الاتصال به.. لاأحد يرد.. حاول مراراً.. لاأحد يرد.. يلقي خالد بالجوال أرضاً.. وينصرف غاضباً.. وهو يردد تجهزي لتخرجي إلى بيت أهلك بلا رجعة..
انهارت أمل.. وبدأت تنتحب في حالة هستيرية.. لقد شعرت فجأةً أنها ستفقد كل شيء..!! أبناءها وزوجها وبيتها.. جاراتها وصديقاتها.. مدرس مفصلتها.. زميلاتها وطالبالتها.. سمعتها وشرفها.. حتى أهلها.. كل شيء كل شيء..!! بدأ شريط الذكريات يمر سريعاً أمام ناظريها.. كيف سينظر إليها الجميع.. أبوها.. أمها.. إخوانها وأخواتها.. أبناؤها..!! لقد ضحت بكل ذلك.. ضحت بحياتها.. لقد ماتت وهي حية..!! أظلمت الحجرة وضاقت فجأةً.. أحست أمل أنها تختنق.. جثت على الأرض.. بدأت تزحف وهي تتحسس الأثاث.. تصارع من أجل الوقوف.. بينما تتصارع الأفكار في رأسها من أجل الخلاص.. تذكرت حبيبها.. نعم هو.. لا أستطيع أن أبوح بما حدث لغيره.. لا بد أنه سيفعل شيئاً.. أو على الأقل يموت معي كما أموت.. زحفت بثقل شديد إلى الجوال.. فلم تعد أقدامها قادرة على حملها.. التقطته.. اتصلت بحمد.. لايرد.. زاد بكاؤها.. أرجوك رد ياحمد.. أرجوك.. لاتتركني في هذه الظروف.. كررت أمل الاتصال مرات ومرات.. وأخيراً أجاب حمد..
حمد: أريدكَ أن تهدأ أولاً..
أمل: حمد.. أنا أمل..
حمد: أمل.. ظننته زوجك.. الحمد لله..
أمل: حمد.. زوجي سمع مكالمتي الأخيرة لك..
حمد: أعرف.. سمعت صوته.. ولذلك تجنبت الرد على الجوال..
أمل: حمد أرجوك ساعدني.. ماذا أفعل..!! زوجي سيطلقني..!!
حمد: هل قال لك ذلك ..؟
أمل: نعم.. أرجوك إفعل شيئاً.. أي شيء.. أنت السبب في كل ذلك..
حمد: أمل أرجوك.. لاتحاولي أن تحمليني المسؤولية..
أمل: بل أنت المسؤول.. أنت السبب.. هل ستتخلى عني الآن..؟!!
حمد: اهدئي قليلاً.. أنا لا أقصد.. سأحاول مساعدتك.. ولكن بطريقتي..
أمل: حقاً..؟ كنت واثقة من هذا.. ماذا ستفعل ؟
حمد: سأكلم زوجك..!!
أمل: ماذا..؟!! هل جننت..!!
حمد: سأكلمه وأخبره بأن كل ماحدث بيننا "كلام فقط".. هذا سيخفف الأمر..
أمل: لا شك أنك جننت.. وهل سيصدقك.. أنت تثبت له الأمر بهذا.. وربما هددك..
حمد: بماذا سيهددني ؟ بالشرطة ؟ بالهيئة ؟ لايهمني ذلك أبداً..
وفجأةً.. يدخل الزوج "خالد" الغرفة مرة أخرى..
خالد: مع من تتحدثين..؟
أمل: أنا..
خالد: لاتكذبي.. كلمته مرةً أخرى إذاً..!!
حمد: أمل.. هذا زوجك أليس كذلك ؟ أريد أن أكلمه.. ناوليه الجوال..
لم يمهل خالد زوجته لترد.. اختطف الجوال من يدها..
حمد: قبل أن تقول أي شيء.. أقسم لك أن زوجتك هذه شريفة.. ولم يحصل بيننا أكثر من الكلام.. هي فقط تحتاج إلى حبك.. والله إنها عفيفة.. ولو طلقتها أنت.. فسأتزوجها أنا..
خالد: اسمع يافاسق.. إن لم تبتعد عنا.. فـ..
حمد: ستبلغ الشرطة ؟ أو الهيئة ؟ أو حتى المباحث ؟ أنا لا أخاف أحداً..
خالد: بل.. سأدعو الجبار عليك..
حين سمع حمد هذه الكلمة.. أحس بأن الأرض تتزلزل تحت قدميه.. أحس برعب شديد.. وأغلق السماعة فوراً.. لم يتوقع أبداً هذا التهديد.. "سأدعو الجبار عليك".. "سأدعو الجبار عليك".. أصبحت هذه الكلمة تطارد حمد في كل لحظة وفي كل مكان.. في الليل والنهار.. في الأسواق وفي الطرقات.. في المطاعم وفي المنتزهات.. أصبح يبصرها مكتوبة على كل اللوحات.. وتشع بها في وجههه أضواء السيارات..!!
وهناك في منزل خالد.. وبعد توسلات عديدة.. وتفكير عميق في الأمر.. وفي مصير الأبناء.. وتاريخ الزوجة المضيء.. وبعد أن عاهدت الله ثم عاهدته على الإخلاص والتوبة.. قرر خالد أخيراً الإبقاء على زوجته.. ولكن بشروط صارمة.. فلا جوال ولاهاتف ولا إنترنت.. ولاخروج من المنزل لغير حاجة.. وإن كان ولا بد فتخرج معه فقط.. ولازيارات لغير الأهل.. وله مع ذلك حق مراقبتها في أي وقت ، قبلت أمل بذلك.. ورأت أنها تستحقه.. وبدأت الحياة تعود رويداً رويداً إلى بيت الزوجية..
بعد ثلاثة أشهر.. كانت أمل تحضر حفل زواجٍ لأحد أقارب زوجها.. قشركة ابلت أمل صديقةً لها في الحفل .. لم ترها منذ مدة طويلة.. لقد تزوجت وأنجبت طفلاً.. "مااسم طفلك الجميل هذا ؟" أجابت صديقتها.. "حمد".. تذكرت أمل شيئاً.. وبعد هنيهة من الوقت.. استأذنت صديقتها في استخدام الجوال.. ابتعدت قليلاً.. وبدأت في إجراء مكالمةٍ هامة..!!
.
تمت.

©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة salima في المنتدى تعريفات مشاكل و حلول أجهزة و ملحقات الحاسوب
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 08:35 PM
-
بواسطة admin في المنتدى تعريفات مشاكل و حلول أجهزة و ملحقات الحاسوب
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 08:25 PM
-
بواسطة romaissa في المنتدى ديوان الروايات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 12:13 AM
-
بواسطة Chakira في المنتدى ديوان الروايات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 12:07 AM
-
بواسطة admin في المنتدى خلفيات مسن msn - رمزيات مسن msn - ابتسامات مسن msn
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 04:18 PM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى