استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع
سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى
-
10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 12:04 AM
#1
قصة فتاة حقيقة
بسم الله
انتبهوا يا أحبة
القصة حقيقية .. نقلتها لكم من الواقع .. ولطالما لعبتُ مع البطلةِ ( فتحي يا وردة !! )
البداية فيها مسربلةٌ بالوجع , والنهاية منزوعةٌ من الأحشــاء !!
وبين البداية والنهاية .. ألفُ ألفُ حقيقة , ستتبدى لكم, ستتعرى .. بل وستكشف السوأة !!
فمن يرى في نفسه خجلاً فليغضّ البصر قليلاً , أو فليتوارَ حتى حين ..
ومن يدّعي جرأة .. فلْيطيل النظر , وليدقق في التفاصيل !!
ومن لا يريد أن يشقى بالقراءةِ .. فليعلنها من الآن ( الرحيل ..الرحيل )
وقبل البداية لا بد من إجراءات احتياطية
( هشموا كل صور 2014ةٍ جميلة ..
واسحقوا ـ برفقٍ أو بغير رفق ـ كل معنىً رائعٍ للحياة
فالبشاعةُ هي القاعدة .. وما سواها استثناء !! )
توطئـــة
تبـاً للطامعين .. وبؤساً لمن جعل همّه الدنيا !!
(1)
ستة عشر عاماً هي سني شقاء " أحلام " .. , ستة عشر عاماً حفرتْ في روحها أخاديد بؤسٍ وشقاء , لذلك بدتْ ـ رغم جمالها الملائكي ـ كعجوز نكّل بها الزمان تنكيلاً .., فحفرتْ قبرها بيديها ثم ارتمتْ بجانبه تنتظر الحبيب المرتقب ( ملك الموت ) ليخطف روحها بإذن الله ..!!
لم تُجدْ حبيبتنا " أحلام " من أبجدياتِ الحياةِ سوى الألم .., ولم تعرف طريقاً للمدرس مفصلة .. , لكنها عرفت جيداً الطريق إلى أرواح الآخرين .. فأسرتهم بابتسامتها الخجلى , وبتواضعها الجم .. وبتفانيها في خدمة الآخرين, وصارتْ حديثاً على كلّ لسان .., وما أسوأ أحاديث الألسنة ..!!
" أحلام " كبرت .., ولا بدّ لها من زوج !! همس بها الأبُ في أذن زوجته فقالتْ وقد أشفقت على وحيدتها من جشع زوجها : لكنها صغيرة !
قهقه الأبُ وقال : أحلام كبرت وبلغت مبلغ النساء وستتزوج قريباً جداً !!
خفق قلب الأم وامتقع لونها قبل أن تقول : ومن ستتزوج ؟؟
ابتسم الأبُ ابتسامة لؤم ودناءة : محمد .. !! تعرفينه .. ابن ( ......... )
شهقتِ الأم : لكنه مجنون .. معتوه !! اتقِ الله يا رجل !!
حدّق بوحشيةٍ في عيني زوجته .. ثم صرخ : أحلام ستتزوج الأسبوع القادم , جهزيها !!
.
.
.
آهٍ يا أمي ..!
حرمني من التعليم .. فصبرتُ وقدمتُ رضاه على الدنيا وما فيها , حرمني من متع الحياة البسيطة رغم ثرائه فاستسلمتُ وقلتُ لا بأس .. لعله يدخرها من أجلي ! , أتراه سيحرمني من مستقبلٍ كنتُ أمني نفسي فيه براحةٍ وشيء من سعادة !! , محمد يا أمي ؟؟ وهل صرتُ ثقيلة عليكم لتسلمونني بلا رأفةٍ لمجنون ؟؟ , يا ليتني متُّ قبل هذا يا أمي .. يا ليتني متّ !!
علا نشيجها .. وأغرقتْ حضن والدتها بدموعٍ لم تغير من قرار والدها شيئاً .., رغم توسلات الأم ووساطات الأقارب .. وتمّ الزواج في موعده .., وصارت أحلام الجميلة .. زوجة محمد المعتوه !!!
(2)
أيام البؤساء ثقيلة بطيئة , لكنهم رغم ذلك ينسجمون ـ بإرادتهم أو بغير إرادتهم ـ مع بؤسهم وشقائهم ..
عاشت أحلام مع شريك شقائها في بيت العائلة الكبير , بيتٌ فيه كثير من مظاهر البذخ والإسراف ..
وبيوتُ الأثرياء ـ إلا من رحم الله ـ رغم وسعها إلا أنها ضيقة كضيق نفوس قاطنيها , مظلمةٌ كأرواحهم .., لم تكن تلك الحياةُ المترفة لتغيّر فيها شيئاً , فهي بينهم كالخادمة .. بل أسوأ ..!!
الغريب في الحكاية أن محمداً .. لم يكن كما سمعتْ عنه !
هو معتوه .., لكنه عاقل !! بل تفكيره عين العقل !! , وهذه حقيقة لا يعرفها إلا المجانين !!
أحياناً يكون الإنسان مثالياً فترتطم رؤاه وأحلامه بواقعٍ مرٍ فيختار عالم الخيال ليهذي فيه بتلك الرؤى والأحلام !!
هكذا كان محمد , ولأنه هكذا .. فهو معتوه في نظرِ الأبِ وزوجة الأب !!
لطالما حدّثها عن حزنه , وعميق أساه .. ولطالما قصّ عليها معاناته مع زوجة أبيه الظالمة , كان يبكي كلما تذكر اضطهادهم له , ويشتد نحيبه وهو يروي لها قصة ضربةٍ أفقدته جزءاً من عقله .., ولطالما هرب من زوجة أبيه إليها كطفلٍ بائس يتيم لم يجدْ مأوىً ولا مهرباً من سياطٍ جائرة !!
يتكوّر في حضنها وينزوي , تتسارع نبضات قلبه .. ويشتد نشيجه , قبل أن تصل العمةَ لتصفعه أو تركله .. ثم تقوده هي و صغارها للحبس في دورة المياه ..!!!
وأحلام ..
تبكي .. , فقط تبكي .., والبكاء حيلة العاجز .. به يعيش , ومنه يموت .. !!
أحبته ربما , أو لعلها أشفقت عليه .. , فكانت تهدئه , وتعده بحياةٍ أفضل لها وله , فينتشي ويُصخب مسمعها بضحكاتٍ جذلى .. ثم يتأتئ : ( الله يخليك لي يا أحلام !! )
(3)
هل للون الأسود تدرجات كما للأحمر والأصفر والأزرق ؟؟
إن كان كذلك .. فيوم أحلامٍ هذا أشد أيامها سواداً , أسودٌ قاتم كقتامة وجه والدها , وعمها وزوجته والمجتمع والأقارب والحظّ الذي ساقها إلى هنا !!
محمد .. اختفى !!
صرخت فيهم : كان هنا بالأمس , أين ذهب ؟؟
رد الأب ببرودة : لعله هرب كالمعتاد !!
انتفضتْ .. وأحستْ بأن شيئاً ما قد حدث دون أن تشعر !!!
بحثتْ عنه , خرجتْ متلفعةً بعباءتها تنهب الطريق نهباً , وتسأل كل من ترى : محمد .. أرأيتموه ؟؟
فيحوقلوا .. ويسترجعوا , وتسمعهم يتهامسون : لعلها جُنّت كزوجها !!
لا يهم , المهم أن أجده !! تقولها وقد آلمها ما سمعتْ , هي خرجت من أجل محمد ولن تعود إلا به !!
ثلاثة أيام .. لم تهنأ فيها بنوم , ولم تذق فيها ما يسدّ جوعها , أنهكها التعب وأخذ منها مأخذه , ووالدتها ترجوها أن تكفّ عن البكاء .. وتطمئنها : سيعود .. حتماً سيعود !!
أتراه سيعود ؟؟ لا يا أمي , قلبي يحدثني !! محمد صار في عداد الموتى !!
(4)
بعد ثلاثةِ أشهر ..
اشتد نحول أحلام , خبا بريقها , وانطفأ ذلك النور المتبقي في عينيها .. ووالدها لم يتوقف عن لعنها وشتمها لأنها عادتْ إلى منزله !!
جاءها نبأٌ صاعق .. هدّها هدّاً .., بل ذبحها من الوريد إلى الوريد ..!!
قالوا :
محمد مات !!
فأجابت وقد أذهلها الحزن :
نعم , كنتُ أشعر .. ألم أقل لكم إن قلبي حدثني بذلك ؟؟
ـ ولكن أتعرفين كيف مات ؟؟
هزت رأسها وقالت : لا يهم , هو ارتاح وأراح , وأنا أنتظر الدور !!
قالوا :
ـ وُجدتْ جثته في بئرٍ مهجور , وقد خُنق بفعل فاعلٍ , أو لعله خنق نفسه , لكن جثته لم تتحلل.. تخيلي ..
يا الله !!
هم فعلوا ذلك , أنا متأكدة .. كانوا يخططون للخلاص منه .. , وها هم فعلوها , ظنت الوالدة أنها تهذي , حاولت إسكاتها .. لكن لا جدوى هزتها رعشةٌ قوية , حاولت أن تقف .. أن تتماسك لكنها سقطتْ وغابتْ عن الوعي .
(5)
بعد شهرٍ .. أو أقل .. , بدتْ أحلام أكثر شحوباً .. , كانت تتأوه من ألمٍ في ركبتها , تجاهل الوالد صيحات آلامها .. لكن " الركبة " تورّمت , ولم تعد قادرةً على السير , بعد محاولاتٍ من الأم وافق الأب على مضض , وسار بها متأففاً ساخطاً إلى أقرب مستشفى !!
فحوصات سريعة , همهمة أطباء !! حوقلة .., .. ثم نبأٌ كالصاعقة قُذِف في وجه الأب : أحلام مصابة بالسرطان وقد انتشر ولا أمل في العلاج ..
كأنها كانت تعلم طريقة , فلم تجزع .. ولم تبكِ .., بل حوقلت ودعتِ الله أن يجمعها بمحمد في جنته
أحلام عمرها الآن ثمانيةَ عشر عاماً
لا زالت تعاني ..
الأبُ بعد القوة والبطش صار مشلولاً لا يستطيع حتى التحدث ..
أما والد محمد فلا زال غارقاً في أمواله وتجارته !!
قبل أيام سمعتُ أن آثار العلاج بدأت تعمل عملها في جسم أختنا أحلام
فلم تعد جميلةً هادئة
ولم تعد خدومة نشيطة
لكنها ما زالت صابرة محتسبة ..
فادعوا لها بحسن الخاتمة
هذا ما ترجوه منكم
30 / 9 / 1425 هـ
كتبتُها قبل عام , أخبار أحلام انقطعتْ تماماً
كان الله في عونها إن كانت حية ..
ورحمها وأسكنها فسيح جناته إن كانت ميتة ..
دعواتكم لها ..

©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة salima في المنتدى دروس و تقنيات عالم التصميم
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-30-2013, بتوقيت غرينيتش 02:13 AM
-
بواسطة linnou في المنتدى ديوان الخاطرة و الخواطر الأدبية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 08:45 PM
-
بواسطة loulou ange في المنتدى ديوان الرمنسية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 07:26 PM
-
بواسطة ام بهاء في المنتدى الحياة الزوجية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
-
بواسطة ام بهاء في المنتدى الحياة الزوجية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى