موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
عندما جلس أمام التليفزيون ليشاهد أي شيء في وقت راحته، مجرد دقائق معدودات، استرسل صوت رئيسة هيئة المرأة قائلة في المؤتمر: "إننا نسعى لكي نحرر المرأة من سطوة الرجل، وقد نالت المرأة عندنا بعض حقوقها، وما زلنا (نحارب) في سبيل الإفلات من سطوة الرجل الشرقي وجبروته..."

تعجب كثيراً.. وكادت اللقمة تسد حلقه عندما همَّ بالصياح والاعتراض، منذ قليل جهز سندوتشاً لنفسه وكذلك لابنه حتى لا ينام بدون عشاء، وزوجته نائمة كالعادة حتى تستطيع اللحاق بأتوبيس المصنع في الصباح الباكر، وتعود - للأسف- في وقت متأخر أيضاً، أحياناً يشعر بالوحدة والقهر؛ ومع ذلك يتهادى إلى أذنيه هذا الكلام الجميل!! من الإذاعة المرئية (نسبة إلى المرأة).

سأل نفسه: متى لم يعط زوجته حقوقها لكي تحارب حتى تحصل عليها؟

هي تصر على العمل، وأقوم أنا بمساعدتها في المنزل دون أن أقول لأحد؛ وأكوي ملابسي بنفسي. وأيضاً لا أحب أن أقول إنني - مثل كثير من زملائي الذين لا يفصحون ولا يقولون ولكن تفضحهم إشاراتهم ولفتاتهم - زوج مع وقف التنفيذ!!

تذكر صديقه فهمي الشاغل درجة مدير إدارة وقد أفضى إليه بحديث الصداقة والمودة حتى ينفض الجبل الجاثم على صدره، فقد طلب منه هذا الصديق المشورة قائلاً:

هل أعود إلى المنزل أم لا؟

فقال له: وهل تبيت خارج المنزل؟

- نعم منذ ثلاثة أيام.

- أين؟

- في اللوكاندة.

- ياللهول!! ما السبب؟

- أردت أن أستعمل علبة ورنيش كنت قد اشتريتها لابني، وأثناء تنظيفي للجزمة وقفت زوجتي أمامي بعد أن خطفت علبة الورنيش، ونظرت إلىّ محذرة والشرر يتطاير من عينيها قائلة: أوعى تستعمل ورنيش حسام مرة تانية.

تماسكت نفسي وقلت لها: أنا الذي اشتريته!!

قالت: ولو!! فتعجبت واستغربت من عصبيتها وتصرفها الخارج عن اللياقة وقلت لها:

وافرضي مفيش ورنيش؟ فقالت: لأ فيه!!

فما كان منى إلا أن أمسكت بعلبة الورنيش من فوق "الترابيزة" وطوحتها بكل قوتي من الشباك، وفوجئت بزوجتي تخاف أن أقذفها بالعلبة فإذا بها تتحرك لا إرادياً باتجاه مسارها في الهواء فترتطم بأعلى الحاجب الأيمن وتحدث كدمة استمرت في الاختلاف من لون إلى آخر كل يوم ألمحه من بعيد، من وراء حاجز الصمت الذي فرضه هذا الحدث اللعين على علاقتنا".






فقلت لصديقي: كل هذا حدث داخل منزلك، كيف خرجت إذاً؟

فأردف قائلاً: بعد أيام عاد ابننا حسام من الكلية، واستفردت به أمه لكي تحكي له، والدموع تملأ عينيها عن هذا الوحش الآدمي والغول الطاغي الذي لا يراعي "غربة ابنه" ويستعمل أشياءه، ولا يراعي ضعف أمه فيضربها بعلبة الورنيش في وجهها كي يشوهها..أه.. أه.."

في تلك الليلة حدثت مشادة بين الفريقين: أنا من جهة، والفريق الآخر: الأم والابن حسام من جهة أخرى، والمتفرج الصغير الذي ارتفع صراخه وامتلأ وجهه بمشاعر الخوف والقلق الشديد مع البكاء والعويل، هذا المتفرج الرضيع هو الذي أجبرني على أن آخذ شنط 2014تي وأخرج من البيت بدلاً من أن تحدث كارثة في هذه الليلة الظلماء"..

أطرقت قليلاً، وأردت أن أبتسم لصديقي وأن أخفف عنه؛ فقلت له: إن المرأة عندنا مازالت تحارب في سبيل الإفلات من سطوة الرجل الشرقي وجبروته
...".

موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©