الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ،
أما بعد
فقد قال النسائي في السنن الكبرى 9928 - أخبرنا الحسين بن بشر بطرسوس كتبنا عنه قال حدثنا محمد بن حمير قال حدثنا محمد بن زياد عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة الا ان يموت نوع آخر في دبر الصلوات

قلت :وهذا اسناد حسن فالحسين بن بشر قال عنه النسائي :" لا بأس به وفي موضع آخر ثقة" و قد تابعه هارون بن داود النجار الطرسوسي ، و محمد بن العلاء بن زبريق الحمصي ، و علي بن صدقة و غيرهم كما قال الحافظ في " التهذيب "( 2 / 331 )

ومحمد بن زياد الالهاني ثقة مشهور وثقه جماعة واخرج له البخاري في صحيحه .

وأما محمد بن حمير
فقد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سئل أبى عنه فقال : ما علمت إلا خيرا .
و قال عثمان بن سعيد الدارمى ، عن يحيى بن معين و عن دحيم : ثقة .
و قال أبو حاتم : يكتب حديثه و لا يحتج به ، و محمد بن حرب و بقية أحب إلى منه .
و قال النسائى : ليس به بأس .
و ذكره ابن حبان فى كتاب كامل " الثقات " .
و قال الدارقطنى : لا بأس به .
و قال ابن قانع : صالح .
و نقل ابن الجوزى فى " الموضوعات " عن يعقوب بن سفيان أنه قال : ليس بالقوى" .

وقول يعقوب بن سفيان ليس بالقوي لا يعني انه ضعيف لكن معناه أنه حسن الحديث عنده فقد قال شيخ الاسلام في إبطال التحليل " (327 - 328 ):" وأبو حاتم من أشد المزكين شرطا في التعديل وقد روى عن الإمام أحمد أنه قال هو ضعيف ليس بالقوي لكن هذه العبارة يقصد بها أنه ممن ليس يصحح حديثه بل هو ممن يحسن حديثه وقد كانوا يسمون حديث مثل هذا ضعيفا ويحتجون به لأنه حسن إذ لم يكن الحديث إذ ذاك مقسوما إلا إلى صحيح وضعيف "

وايضا قول ابي حاتم الرازي لا يحتج به لا يعني انه ضعيف عنده بل هو حسن الحديث عنده مع أنه من أشد المزكين شرطا في التعديل كما قال شيخ الاسلام بن تيمية.
ففي سوالات ابي الحسن المأربي -هداه الله - للامام الالباني س39: ما الرأي في قول أبي حاتم (لا يحتج به
لا يحتج به عند أبي حاتم رحمه الله يساوي حسن الحديث إذا لم يضعف تضعيفا مطلقا لأن هناك عشرات الرواة في الصحيحين وثقهم أئمة الجرح والتعديل المعتبرون يقول فيهم أبو حاتم رحمه الله : لا يحتج بهم . وعلى هذا فهم في مصاف الثقات الذين يصحح حديثهم ".
واما قولهم ان محمد بن حمير تفرد بالحديث فهذه ليس بعلة لان محمد بن حمير وثقه الائمة واحتج به البخاري في صحيحه ولو رد هذا الحديث بسبب هذا التفرد فيلزم رد احاديث كثيرة في الصحيحين وفي غيره. واما تشبث البعض في تضعيف الحديث ومنهم صاحب بحث " قطع الفلاة بتضعيف حديث من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة " بما أورد الإمام ابن الجوزي في الموضوعات (1/244)قال قال الدارقطني:غريب من حديث الألهاني عن أبي أمامه تفرد به محمد بن حمير عنه)
فهذا ليس من باب الاعلال وانما من باب الاخبار فلا شك ان محمد بن حمير تفرد بالحديث لكنه ثقة وقد قال الدارقطني فيه :" لا بأس به" وقد قال الحافظ ابن عبد الهادي ( حديث عيسى بن يونس الذي يرويه عن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا : « أنت ومالك لأبيك» قال : « ويوسف بن إسحاق من الثقات المخرج لهم في " الصحيحين " ، وقول الدارقطني فيه : « غريب تفرد به عيسى عن يوسف » لا يضره ؛ فإن غرابة الحديث والتفرد به لا يخرجه عن الصحة ، و [قد] قال الدارقطني في " حديث الاستخارة " : غريب من حديث عبد الرحمن بن أبي الموال عن محمد عن جابر...)) نقله عنه الجمال الزيلعي في نصب الراية [3/ 34].
من أجل ذلك قال الحافظ ابن عبد الهادي في "المحرر"(270) رداً على ابن الجوزي: ولم يصب في ذكره في "الموضوعات" فإنه حديث صحيح.اهـ

وقال الزيلعي في "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسيرالزمخشري"(1/161):
ومحمد بن حمير ومحمد بن زياد من رجال البخاري، فهو على شرط البخاري.اهـ

وقال الحافظ بن حجر في "اختصار تخريج أحديث الكشاف"(1/161):وإسناده صحيح.اهـ

وقال ابن مفلح في "الفروع"(1/395):
إسناده جيد، وقد تكلم فيه، ورواه الطبراني وابن حبان في "صحيحه" وكذا صححه صاحب "المختارة" من أصحابنا.اهـ

وقال ابن كثير في "تفسيره"(1/676):
فهو إسناد على شرط البخاري.اهـ

فالحاصل ان اسناد حديث ابي امامة حسن لذاته على أقل الاحوال وللحديث شواهد من علي أبي طالب وعبد الله بن عمر والمغيرة بن شعبة وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك، قال السيوطي في "اللآلئ"(1/210) والشوكاني في "تحفة الذاكرين" "ص 155 "
:"وقد أخرج هذا الحديث الدمياطي من حديث أبي أمامة ، وعلي ، وعبدالله بن عمرو ، والمغيرة ، وجابر وأنس رضي الله عنهم، وقال: وإذا انضمت هذه الأحاديث بعضها إلى بعض أحدثت قوة".اهـ


وكتبه أخوكم عمر إبراهيم الموصلي




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©