استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الإحسان الى الجار

  1. #1
    Member
    تاريخ التسجيل
    Jan 2014
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    74

    الإحسان الى الجار

    من الحقوق التي أُهملت وشاع التفريط فيها، حقُّ الجار والإحسان إليه،
    فالإسلام ما ترك أمراً صغيراً أو كبيراً مما يصلح به حال الناس إلا حثَّ عليه ورغَّب به،
    ومن هذه الحقوق والآداب: حق الجار.
    والجار هو كلُّ مَنْ جاورك سواء كان مسلماً أو كافراً، برَّاً أو فاجراً، محسناً أو مسيئاً.
    وتَعْظُم أهمية الجار حين يكون مسلماً، وتجمعك به صلة القرابة، فهنا تجتمع ثلاثة حقوق، حق الإسلام والقرابة والجوار.
    ودون ذلك من اجتمع فيه: حق الإسلام والجوار فقط، ودون ذلك أيضاً من لم يكن مسلماً وكان جاراً فهنا حق الجوار وحده.
    فالجار له حقوق وآداب ينبغي مراعاتها والعمل بها، وهذه الآداب تتلخص في: الإحسان إليه،
    وكفِّ الأذى عنه، والصبر على إيذائه
    قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ
    وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً)،
    فالله سبحانه ذكر الإحسان إلى الجار بعد ذكر عبادته وحده لاشريك له،
    وبعد ذكر حقوق الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين، ممَّا يدل على عِظَم هذه الحقوق وتأكيدها.
    قال ابن عباس في قوله تعالى: (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى): (يعني الذي بينك وبينه قرابة). وقيل: الجار المسلم.
    و (الْجَارِ الْجُنُبِ) قال ابن عباس: (الذي ليس بينك وبينه قرابة).
    وقيل: الجار المشرك. وقيل: الجار الغريب من قوم آخرين.
    والصاحب بالجنب: الرفيق في السفر، وقيل المرأة.
    فالإحسان إلى الجار أن ينصره ويعينه، ويعوده إذا مرض، ويشاركه في أفراحه وأتراحه،
    ويساعده إذا احتاج، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، ويصفح عن زلاتِه، فكل هذا من الإحسان إلى الجار الذي أمرنا الله تعالى به.
    والإحسان إلى الجار وكف الأذى عنه من لوازم الإيمان, فقد قال
    قَالَ : (وَاللهِ لا يُؤْمِنُ وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ قِيلَ ، وَمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ). رواه البخاري.
    فلايؤمن الإيمان الكامل، ولا يبلغ أعلى درجاته من كان لا يَأمن جارُه مِنْ شرِّه.
    وقَالَ عليه الصلاة والسلام: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ ،
    وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا ، أَوْ لِيَصْمُتْ). متفق عليه.
    وقد عظَّم الإسلامُ حقَّ الجارِ وحضَّ عليه، قال : (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُه). متفق عليه.
    والإحسان إلى الجار خلق كريم، يُؤَلِّف بين القلوب، ويُشِيع المحبة والسَّلام بين الناس، ويقودهم إلى الخير والإحسان.
    قال : (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ ، وَلا يُسْلِمُهُ ،
    وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ،
    وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) متفق عليه.
    فينبغي للجار أن يَمُدَّ يد العون والمساعدة لأخيه الجار، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ:
    (خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللهِ: خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ: خَيْرُهُمْ لِجَارِه). رواه الترمذي، وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما.
    وكان الصحابة يقومون بحقِّ الجار حتى مع الكفار، فكانوا من أحرص الناس على ذلك، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ فِي أَهْلِهِ ،
    فَلَمَّا جَاءَ قَالَ : أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ ؟ أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
    (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ) ، رواه أبو داود والترمذي.
    فما أحوجَنا إلى العودة إلى أخلاقِ الإسلامِ وآدابِه والعملِ بها،
    فسعادةُ المجتمعِ وترابطه، لا تتمُّ إلا بالقيام بهذه الحقوق والآداب التي جاء بها الإسلام.
    وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.

    انت من علمني ابجديات الحب
    وكلمات الصب
    واغتيال الحرف بالحرف
    والظرف بالظرف
    بين سطور النثر
    والشعر المنظوم والحر
    وان هرب كل ليلة
    منك واليك

  2. #2
    Administrator الصورة الرمزية admin
    تاريخ التسجيل
    Sep 2013
    الدولة
    بلد المليون و نصف شهيد
    المشاركات
    65,467

    الاحسان إلى الجار و توطيد العلاقات بين الجيران من أهم الضروريات لتكوين مجتمع راق و متكافل و متعاون لأن الأخوة الحقيقية تبدأ بين الجيران و تمتد إلى العشائر و القبائل فيما بينها فالتآلف في القلوب أساسه الاحسان
    و صدق رسول الله صلى الله عليم و سلم ... تسلمي على الموضوع القيم و جزاك الله خيرا

    لقن فؤادك ما شئت من الهوى **** فما الحب إلا للبلد الأول
    <img src=http://www.dzbatna.com/signaturepics/sigpic1_3.gif border=0 alt= />

  3. #3
    Junior Member
    تاريخ التسجيل
    Jan 2014
    المشاركات
    3

    موضوع رائع شكرا لك


  4. #4
    Member
    تاريخ التسجيل
    Jan 2014
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    74

    اخي

    اختي

    شكرا لمروركما وجزيتم خيرا وجعل مروركما هذا في ميزان حسناتكم

    انت من علمني ابجديات الحب
    وكلمات الصب
    واغتيال الحرف بالحرف
    والظرف بالظرف
    بين سطور النثر
    والشعر المنظوم والحر
    وان هرب كل ليلة
    منك واليك

المواضيع المتشابهه

  1. [مقتطف] من كمال الإحسان اقترانُه بالخشية من التقصير والرياء .
    بواسطة salima في المنتدى الحديث والسيرة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 01:48 PM
  2. أحب الدار وأهل الدار ... وأحب اللي سكن فيها
    بواسطة loulou ange في المنتدى قسم الصور و الترفيه
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 11:32 PM
  3. جزاء الإحسان
    بواسطة salima في المنتدى ديوان الروايات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 12:05 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-08-2013, بتوقيت غرينيتش 06:44 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •