الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال أبو يعلى في مسنده (5) :
حدثنا موسى بن محمد بن حيان أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا عبد العزيز الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر اطلع على أبي بكر وهو يمد لسانه فقال ما تصنع يا خليفة رسول الله فقال إن هذا أوردني الموارد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان.

أقول : المرفوع من الخبر لا يصح

قال الدارقطني كما في العلل :" (2) وسئل عن حديث عمر عن أبي بكر وقوله إشارة إلى لسانه هذا أوردني الموارد فقال رواه زيد بن أسلم عن أبيه واختلف عن زيد بن أسلم فرواه
الدراوردي عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر اطلع على أبي بكر وهو آخذ بلسانه قال هذا أوردني الموارد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل عضو يشكو إلى الله اللسان على حدته قال ذلك عبد الصمد بن عبد الوارث عن الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه ووهم فيه على الدراوردي والصواب عنه عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر اطلع على أبي بكر وهو آخذ بلسانه فقال هذا أوردني الموارد وقال الدراوردي عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل عضو يشكو ورواه هشام بن سعد ومحمد بن عجلان وغيرهما عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر دخل على أبي بكر نحو قول الدراوردي ولم يذكر المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ولا مسندا ورواه سفيان الثوري عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي بكر لم يذكر فيه عمر وقال فيه إن أسلم قال رأيت أبا بكر ويقال إن هذا وهم من الثوري ورواه سعير بن الخمس عن زيد بن أسلم مرسلا عن عمر عن أبي بكر لم يقل فيه عن أسلم والصحيح من ذلك ما قاله بن عجلان وهشام بن سعد ومن تابعهما وروى هذا الحديث بن وهب عن هشام بن سعد وداود بن قيس ويحيى بن عبد الله بن سالم وعبد الله بن عمر العمري عن زيد بن أسلم فأرسله عنهم عن عمر فلم يذكر فيه أسلم"

وقال يحيى بن يحيى في روايته للموطأ 1788 - وحدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه :أن عمر بن الخطاب دخل على أبي بكر الصديق وهو يجبذ لسانه فقال له عمر : مه * غفر الله لك فقال أبو بكر أن هذا أوردني الموارد.

أقول : وهذه مخالفة واضحة من مالك للدراوردي وهو صدوق له أوهام حيث لم يذكر تلك الزيادة (ليس شيء الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان) ، وقد بين الدارقطني وهمه كما تقدم

وإليك كلام أهل العلم في الدراوردي
قال أحمد بن حنبل كان معروفا بالطلب وإذا حدث من كتاب كامله فهو صحيح وإذا حدث من كتب الناس وهم وكان يقرأ من كتبهم فيخطئ وربما قلب حديث عبد الله بن عمر يرويها عن عبيد الله بن عمرو .
وقال أبو زرعة : سيء الحفظ ربما حدث من حفظه الشيء فيخطيء
وقال النسائي : ليس بالقوي
وقال ابن سعد: ولد بالمدينة ونشأ بها وسمع بها العلم والأحاديث ولم يزل بها حتى توفي سنة أولى87 وكان ثقة كثير الحديث يغلط
وقال ابن حبان في الثقات : مات في صفر سنة 86 وكان يخطئ
وقال الساجي : كان من أهل الصدق والأمانة إلا أنه كثير الوهم
( انظر هذا كله في تهذيب التهذيب ) .
وقال ابن معين في - كما في سؤالات ابن طهمان ص113- (( الدراوردي حفظه ليس بشيء وكتاب كامله أصح )).
قلت : وقد وثقه جمعٌ غير هؤلاء فمثله حسن الحديث في أحسن أحواله ، فلا تقبل زيادته من دون الإمام مالك .
وقد خالفه سفيان أيضاً فلم يذكر تلك الزيادة .
قال إمامنا أحمد في الزهد [563] : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ آخِذًا بِلِسَانِهِ يَقُولُ : هَذَا أَوْرَدَنِيَ الْمَوَارِدَ.
وكذا خالفه ابن عجلان :
قال ابن أبي شيبة [ 27031] : حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : دَخَلَ عُمَرُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ آخِذٌ بِلِسَانِهِ هَكَذَا ، يَقُولُ : هَا إنَّ ذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ.
وقد استنكر البزار هذه الزيادة كما في البحر الزخار (66) .
وهذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©