الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

قال الطبراني في الأوسط 6052 - حدثنا محمد بن الحسين الأشناني الكوفي قال : نا إسماعيل بن موسى السدي قال : نا محمد بن فضيل ، عن مطرف بن طريف ، عن المنهال بن عمرو ، عن محمد ابن الحنفية ، عن علي قال : لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي ، فلما فرغ قال : « لعن الله العقرب ، لا يدع مصليا ، ولا غيره ، ثم دعا بماء وملح ، وجعل يمسح عليها ، ويقرأ : قل يا أيها الكافرون ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس » « لم يرو هذا الحديث عن مطرف ، إلا ابن فضيل ، تفرد به إسماعيل بن موسى »

أقول : ذكر سورة ( قل يا أيها الكافرون ) أحسبه وهماً من شيخ الطبراني أو اضطراباً لأن جميع المصادر الأخرى التي روت هذا الخبر ذكرت سورة الإخلاص مكان سورة ( قل يا أيها الكافرون ) وهاكها تفصيلاً

قال الحسن الخلال في فضائل سورة الإخلاص 55 - حدثنا عبيد الله بن أحمد أبو الحسين المقرئ ، ثنا محمد بن الحسين بن حفص ، ثنا إسماعيل بن موسى ، ثنا محمد بن فضيل ، عن مطرف ، عن المنهال بن عمرو ، عن محمد ابن الحنفية ، عن علي ، قال : لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي ، فلما فرغ قال « لعن الله العقرب لا يدع مصليا ، ولا غيره » . ثم دعا بماء وملح ، وجعل يمسح عليها ويقرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس «

وقال أبو نعيم في فضائل الصحابة 4412 - حدثنا القاضي أبو أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم ، قال : ثنا محمد بن يحيى بن منده العبدي ، ثنا إسماعيل بن موسى ، ثنا محمد بن فضيل ، عن مطرف ، عن المنهال ، عن محمد بن الحنفية ، عن علي ، قال : لدغت عقرب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، فلما فرغ قال : « لعن الله العقرب ، ما تدع مصليا ولا غيره إلا لدغته » ، ثم دعا بماء وملح فجاء يمسح عليها ويقرأ : قل هو الله أحد ، و قل أعوذ برب الفلق ، و قل أعوذ برب الناس

وقد روي من طريق أقوى من هذا بدون ذكر سورة الإخلاص أو سورة ( قل يا أيها الكافرون )

قال ابن أبي شيبة في المصنف 24019- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّي ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الأَرْضِ فَلَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ ، فَتَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَعْلِهِ فَقَتَلَهَا ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَبَ ، لاَ تَدَعُ مُصَلِّيًا ، وَلاَ غَيْرَهُ ، أَوْ نَبِيًّا ، وَلاَ غَيْرَهُ ، ثُمَّ دَعَا بِمِلْحٍ وَمَاءٍ فَجَعَلَهُ فِي إِنَاءٍ ، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبَّهُ عَلَى إِصْبَعِهِ حَيْثُ لَدَغَتْهُ ، وَيَمْسَحُهَا وَيُعَوِّذُهَا بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ.

ومن طريق ابن أبي شيبة رواه أبو نعيم في الطب ، وهذا السند أصح فإن الخبر الذي فيه ذكر سورة الإخلاص في سنده إسماعيل بن موسى ، وهو صدوق يخطيء فلا تقبل زيادته على عبد الرحيم بن سليمان الثقة الثبت والله أعلم ، ولهذا أورد الطبراني خبر إسماعيل في معجمه الأوسط الذي يجمع فيه الغرائب

والخلاصة أن المحفوظ ذكر المعوذتين في رقية لدغة العقرب ، مع الماء والملح

ثم وجدت أن الدارقطني قد ضعف الحديث كله وأعله بالإرسال

جاء في علل الدارقطني :" س 462- وسُئِل عَن حَدِيثِ مُحَمدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ ، عَن عَلِيٍّ : لَدَغَتِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم عَقرَب وهُو يُصَلِّي.

فَقال : هُو حَدِيثٌ يَروِيهِ المِنهالُ بن عَمرٍو ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ مُطَرِّفُ بنُ طَرِيفٍ ، عَنِ المِنهالِ فَأَسنَدَهُ إِسماعِيلُ بن بِنتِ السُّدِّيِّ ، عَن مُحَمدِ بنِ فُضَيلٍ ، عَن مُطَرِّفٍ ، عَنِ المِنهالِ بنِ عَمرٍو ، عَنِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ ، عَن عَلِيٍّ.
وَخالَفَهُ مُوسَى بن أَعيَن ، وأَسباطُ بن مُحَمدٍ ، وغَيرُهُما ، فَرَوُوهُ عَن مُطَرِّفٍ ، عَنِ المِنهالِ ، عَنِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ مُرسَلاً.
وَكَذَلِك رَواهُ حَمزَةُ الزَّيّاتُ ، عَنِ المِنهالِ ، عَنِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ مُرسَلاً.
وَهُو أَشبَهُ بِالصَّوابِ"

فعليه يكون الحديث بجميع ألفاظه ضعيفاً


هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©