الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

قال أحمد في مسنده 12488 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ رُبُعُ الْقُرْآنِ، وَإِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ رُبُعُ الْقُرْآنِ، وَإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ رُبُعُ الْقُرْآنِ "

سلمة بن وردان ضعيف جداً ونصوا على أن عامة أحاديثه عن أنس مناكير

قال المزي في تهذيب الكمال :" و قال أبو موسى محمد بن المثنى : كان يحيى و عبد الرحمن لا يحدثان عن سفيان عن
سلمة بن وردان .
و قال أبو طالب : سئل أحمد بن حنبل عن سلمة بن وردان ، فقال : كان سلمة بن نبيط
ثقة . و أمسك عن سلمة بن وردان كأنه لم يعجبه .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : منكر الحديث ، ضعيف الحديث .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سمعت أبى ـ و سئل عن سلمة بن وردان ـ فقال :
ليس بقوى ، تدبرت حديثه فوجدت عامتها منكرة لا يوافق حديثه عن أنس حديث الثقات
إلا فى حديث واحد ، يكتب حديثه .
و قال أيضا : سمعت أبى و أبا زرعة ـ و ذكرا سلمة بن وردان ـ فقالا : لا نعلم
أنه حدث حديثا عن أنس شاركه فيه غيره إلا فى حديث واحد حديث أنس عن معاذ " من مات لا يشرك بالله شيئا " فإن هذا قد شاركه فيه غيره .
و قال أبو داود ، و النسائى : ضعيف .
و قال النسائى فى موضع آخر : ليس بثقة .
و قال أبو أحمد بن عدى : و فى متون بعض ما يرويه أشياء منكرة يخالف سائر الناس "

وزاد الحافظ في التهذيب :" و قال ابن شاهين فى " الثقات " : و قال أحمد بن صالح : هو عندى ثقة ، حسن
الحديث .
قال ابن حبان : كان يروى عن أنس أشياء لا تشبه حديثه ، و عن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، كأنه كان قد حطمه السن ، فكان يأتى بالشىء على التوهم حتى خرج عن حد الاحتجاج ، مات سنة ست و مئة .
و أرخه ابن قانع سنة سبع .
و قال الحاكم : حديثه عن أنس مناكير أكثرها .
و قال العجلى و الدارقطنى : ضعيف"

فمثله ضعيف جداً خصوصاً في روايته عن أنس

وقال الترمذي في جامعه 2894 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَمَانُ بْنُ المُغِيرَةِ العَنَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا زُلْزِلَتْ تَعْدِلُ نِصْفَ القُرْآنِ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبُعَ القُرْآنِ» : «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ يَمَانِ بْنِ المُغِيرَةِ»

وهذا سند ضعيف جداً يمان قال البخاري :" منكر الحديث " وقال النسائي :" ليس بثقة " ، واستنكر عليه ابن عدي هذا الخبر بعينه

وقال الطبراني في الكبير 13493 - حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري و أحمد بن حماد بن زغبة قالا : ثنا سعيد بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله ابن زحر عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر : قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن و { قل يا أيها الكافرون } تعدل ربع القرآن ) وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر وقال : ( هاتان الركعتان [ فيهما ] رغب الدهر )

ليث ضعيف

وقال حنبل بن إسحاق في جزئه 11 - حدثنا عمر بن عثمان ، حدثنا أبو تميلة ، عن محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن يزيد ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن نفيع بن الحارث ، عن ابن عمر ، قال : « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة يقرأ في الركعتين قبل الصبح قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد » وسمعته يقول : « نعمت السورتان هما : قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن » أخبرنا حنبل ، قال : ثنا عمر بن عثمان : أبو أنيسة اسمه يزيد ، وهذا يحيى بن يزيد ، أخو زيد بن أبي أنيسة قال : وقال أبو تميلة : قال ابن إسحاق : « أنا أجمعهما جميعا »

يحيى بن أبي أنيسة متهم بالكذب

وقال الترمذي في جامعه 2893- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الحَرَشِيُّ البَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ سَلْمِ بْنِ صَالِحٍ العِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ البُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ إِذَا زُلْزِلَتْ عُدِلَتْ لَهُ بِنِصْفِ القُرْآنِ، وَمَنْ قَرَأَ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ عُدِلَتْ لَهُ بِرُبُعِ القُرْآنِ، وَمَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عُدِلَتْ لَهُ بِثُلُثِ القُرْآنِ.
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ هَذَا الشَّيْخِ الحَسَنِ بْنِ سَلْمٍ.

الحسن مجهول وهذا الحديث استنكره عليه العقيلي حيث قال :" مجهول في النقل وحديثه غير محفوظ"

ثم ذكر هذا الحديث

وكذا استنكره ابن حبان حيث قال :" 209 - الْحَسَن بْن مُسْلِم الْعِجْلِي من أهل الْبَصْرَة يَرْوِي عَن ثَابت الْبنانِيّ وَأهل بَلَده روى عَنْهُ الْعِرَاقِيُّونَ يتفرد عَن الثِّقَات بِمَا لَا يشبه حَدِيث الْأَثْبَات رَوَى عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَرَأَ إِذا زلزت إِلَى آخِرِهَا عُدِلَتْ لَهُ بِنِصْفِ الْقُرْآن وَمن قَرَأَ قَالَ يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ عُدِلَتْ لَهُ بِرُبْعِ الْقُرْآنَ وَمَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عُدِلَتْ لَهُ بِثُلُثِ الْقُرْآنِ ثناه مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرٍ أَبُو يَعْلَى بِالأُبَلَّةِ ثَنَا الْحَرَشِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ هَذَا الْخَبَرُ بِذَا اللَّفْظِ بَاطِلٌ إِلا ذِكْرَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِن لَهُ أصلا"

وقول ابن حبان (إِلا ذِكْرَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِن لَهُ أصلا ) يدل على أنه يضعف حديث ( قل أيها الكافرون تعدل ربع القرآن )

وتابعهم على الاستنكار الذهبي في الميزان

وقال ابن نصر المروزي كما في مختصر قيام الليل 179 - حدثنا محمد بن يحيى ، ثنا معلى بن راشد ، ثنا عمر بن رباح ، سمعت يزيد الرقاشي ، عن أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر عدلت بربع القرآن ، ومن قرأ إذا زلزلت عدلت بنصف القرآن و قل يا أيها الكافرون تعدل بربع القرآن و قل هو الله أحد تعدل بثلث القرآن »

يزيد الرقاشي متروك منكر الحديث


قال المزي في تهذيب الكمال :" و قال أبو طالب : سمعت أحمد بن حنبل يقول : لا أكتب حديثيزيدالرقاشى . قلت
له : فلم ترك حديثه ، لهوى كان فيه ؟ قال : لا ، و لكن كان منكر الحديث . و قال : شعبة يحمل عليه ، و كان قاصا .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : هو فوق أبان بن أبى عياش ، و كان يضعف .
و قال فى موضع آخر : و كان شعبة يشبهه بأبان .
و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ضعيف .
و قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : هو خير من أبان بن أبى عياش .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : رجل صالح و ليس حديثه بشىء .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ميمون بن سياه ، و زياد النميرى كلهم ضعفاء .
و قال أبو عبيد الآجرى : سألت أبا داود عنيزيدالرقاشى ، فقال : رجل صالح . و سمعت يحيى بن معين ذكره ، فقال : رجل صدق .
و قال يعقوب بن سفيان : فيه ضعف .
و قال أبو حاتم : كان واعظا بكاء ، كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر ، صاحب عبادة ، و فى حديثه ضعف .
و قال النسائى ، و الحاكم أبو أحمد : متروك الحديث .
و قال النسائى فى موضع آخر : و الدارقطنى ، و البرقانى : ضعيف "

وقال ابن حبان : كان من خيار عباد الله ، من البكائين بالليل ، لكنه غفل عنحفظ الحديث شغلا بالعبادة ، حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عنالنبى صلى الله عليه وآله وسلم ; فلا تحل الرواية عنه إلا على جهة التعجب .

وهذا يقتضي ضعف روايته عن أنس جداً

وقال العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/ 89) :" وهذا سند ضعيف جدا ،يزيدهو ابن أبان وهو متروك كما قال النسائي وغيره . والحديث ذكره في " الجامعالصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " عن أنس ، وقال المناوي : " وفيهيزيدالرقاشي، قال الذهبي وغيره : متروك "

وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 109) :" وَفِيهِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا"

وقال ابن كثير في البداية والنهاية (2/17) :" لكنه من روايةيزيدالرقاشيوهو ضعيف متروك الرواية"


وقد ضعف العقيلي الأحاديث في أن سورة قل أيها الكافرون تعدل ربع القرآن حيث قال في الضعفاء (2/ 188) :" وقد روي في قل هو الله أحد أحاديث صالحة الأسانيد من حديث ثابت وأما في إذا زلزلت وقل يا أيها الكافرون أسانيدها مقارب هذا الإسناد"

فقوله ( أسانيدها مقارب هذا الإسناد ) ، وهو يستنكر هذا الإسناد وهو إسناد الحسن العجلي يدل على التضعيف

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©