الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه


أما بعد :

قال أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم 178 - أخبرنا أبو يعلى ، وابن أبي عاصم قالا : نا أبو بكر ابن أبي شيبة ، نا محمد بن بشر ، نا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدلع لسانهللحسن بن علي ، فيرى الصبي حمرة لسانه فيبهش إليه



أقول : ذكر أبي هريرة في السند وهم


قال ابن سعد في الطبقات 183- قال: أخبرنا يزيد بن هارون. ومحمد بن بشر العبدي. قالا:

حدثنا محمد بن عمرو. عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلع لسانهللحسن بن علي فإذا رأى الصبي حمرة اللسان يهش إليه.


وقال العسكري في تصحيفات المحدثين ص383 حدثني علي بن سعدان بن نصر حدثنا الحسن بن أبي الربيع حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو عن

أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدلع لسانه للحسن ابن علي فإذا رأى الصبي حمرة اللسان بهش إليه


فذكره مرسلاً


قال ابن أبي خيثمة في مادة التاريخه 3143- سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِيْن يقول: لم يزل الناس يتقون حديث مُحَمَّد بن عَمْرو قيل له: وما علة ذلك؟ قَالَ: كان مُحَمَّد بن عَمْرو يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء رأيه، ثم يحدِّث به مرة أخرى عن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.


فالحمل والله أعلم على محمد بن عمرو في هذا الاضطراب ، ولو فرض رائعنا أن الرواية عن محمد بن بشر العبدي المتصلة محفوظة ، فقد خالفه يزيد بن هارون وقد توبع يزيد بن هارون على الرواية المرسلة


قال هناد بن السري في الزهد 1324 - حدثنا عبدة ، عن محمد بن عمرو ، ثنا أبو سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدلع لسانه للحسين وإذا رأى الصبي حمرة اللسان بهش إليه بيده . يقول : تناوله ، فقال له عيينة بن بدر : ألا أراك تصنع هذا بهذا إنه ليكون الرجل من ولدي قد خرج وجهه ، وأخذ بلحيته ما قبلته قط ، فقال له : « من لا يرحم لا يرحم »


ولكن هذا جعلها مع الحسين وليس الحسن


وقال ابن حبان في صحيحه 5596 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْلِعُ لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ، فَيَهَشُّ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ: أَلَا أَرَى تَصْنَعُ هَذَا بِهَذَا، وَاللَّهِ لَيَكُونُ لِيَ الِابْنُ قَدْ خَرَجَ وَجْهُهُ وَمَا قَبَّلْتُهُ قَطُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ»


وقد تقدم أن المرسل أصح أو يكون محمد بن عمرو اضطرب فلا يعرف الصواب ، وإلا فالأكثر على روايته مرسلاً ومن وصل سلك جادة


ثم إن محمد بن عمرو خالفه الزهري في متن الحديث


قال البخاري في صحيحه 5997 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا فَقَالَ الْأَقْرَعُ إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ


وقال مسلم 6097- [65-2318] وحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : عَمْرٌو ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ ، أَبْصَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ الْحَسَنَ فَقَالَ : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ * مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ.

6098- [...] حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِمِثْلِهِ.


أقول : فجعل القصة مع الأقرع بن حابس وليس عيينة بن حصن ، وجعلها في التقبيل وليس في مد اللسان ، ومحمد بن عمرو ضعفه جمع من الأئمة فمثله لا يصمد أبداً أمام مخالفة الزهري بل حديثه منكر وحديث الزهري محفوظ ، واختلاف القصة إنما يحتمل عند اختلاف المخارج وتكافؤ الرواة في الحفظ ، أما وقد اتفق المخرج وكان الخلاف بين راوٍ مختلف فيه مثل محمد بن عمرو بن علقمة ، وجبل الحفظ الزهري فالترجيح الترجيح !


هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©