السلام عليكم ورحمة الله

استسمحكم في نقل هذه الموعظة لعل الله ينفعني بها واياكم ويثقل بها ميزان الحسنات
إذا غــــفل العبد عن نفسه أو عن ماله أو عن أهله كثر المعاتبون وبرز الناصحون،
***
فقولوا لمثل هؤلاء إن المصيبة الأعظم والداهية الأطم أن يغفل العبد عن دينه
أن يغفل عن الله أن يغفل عن اليوم الآخر فتلك والله المهلكة للفرد والأمة على السواء

ألم تسمعوا ما أخبر الله به عن قوم فرعون وبين سبب هلاكهم حيث
قال:{فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ()}

الغافلون موعدهم النار غداً وعدهم بذلك جبار السموات والأرض بقوله:{ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ()أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
تأمل فيمن حولك فستجد أن من غفل توافرت فيه هذه الصفات رضي بالحياة الدنيا واطمأن بها وكأنها النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول وتسبب هذا الرضى وهذا الاطمئنان في غفلته عن الموت وانه لا شك في يوم راحل،

غفل أنه سيسأل غداً عما جنت يداه فأقبل على الشهوات يعب منها عباً ما عاد يفرق بين حلالها وحرامها؛
يتابع نفسه في كل ما تشتهيه بغير تفكير ولا تور ولا وجل،
هذا الصنف من بني - الله يحفظنا واياكم -البشر وصفه الله لنا في كتاب كامله وذكر مصيره فقال:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ()
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ()لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمْ الْخَاسِرُونَ}

والغافل لايستحب مجالس الصالحين و إن حضر مجالس الخير مكرهاً
خرج منها كما دخل لا يستجيب لنصيحة ولا يتأثر بموعظة،
لأن الطرق التي تدخل منها الموعظة إلى القلب معطلة والقلب في غفلته ساه لاه،
الغافل مشغول بزينة الدنيا متبع لهواه مفرط في أمر دينه ومولاه وهو كالجرب يعدي كل من جالسه وآخاه

ولذلك حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والأمة من بعده من مجالسة هذا الصنف من الناس
بقوله:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}
أيها الأحبة في الله شجرة الإيمان في القلب تغذيها وتسقيها بذكر الله ، ومتى ما غفلت عنها فإنه لن يسقيها أو يتعهدها أحد سواك
فقد تذبل و تموت والعياذ بالله وحينها نكون من الغافلين،
نعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال الله :{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ}
ايها الاخوة نعوذ بالله من الغفلة ونساله سبحانه وتعالى ان يرزقنا قلوبا ذاكرة غير غافلة وان يجعلنا واياكم ممن قال فيهم :{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}
.............والسلام عليكم
.....................م/ن.....................






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©