مسجد شاسع تغرق العيون فياتساع مداه،علته مئذنة قد عانقت العنان ،وقبة كأنها كوكب دري تطوف حولها المجرات في صمت الخشوع ،يلج المسجد قوافل من الأرواح العطشى بحثا عن


ما يطفئ ظمأها،على المنبر كتلة بشرية دسمة توشحت لباس الزهد تلقي على الحضور دروس مفصلةا قد دونت على الورق


يتغلغل صوت الكتلة حتى يغدو أشبه بصوت نذيرا شامت ، يحرض الجمع على الزكاة بالغالي والنفيس ويحذر من تسول له نفسه،بعثرة حرف سؤال لمن تجمع الأموال،فالمال مال الله والوالي وليه والطاعة واجبة والعصيان إثم فلا سؤال


بعد اكتمال النصاب وجمع ما جادت به الأيدي السخية يوضع مال الله في جانب قصي لا تدركه أبصار العوام


في انتظار نهاية الساعة وبداية العد التنازلي لإحصائه،خطبة سريعة لا تستهلك من الوقت الى النزر اليسير


وصلاة بلمح البصر لا تعتصر من الوقت نصف لتر ولا تريق قطرة دمعة من خشوع فالوقت كالسيف


والمال في الانتظار،بعد الفراغ ينطلق الجمع نحو الأبواب كأنهم جمع فار من حرب ضروس أو شرا محدق


تتأخر بعد الأرواح في رحلة التسابيح والدعاء وبعضها الأخر يسبح في بحر القران فيطيل التلاوة ويبحر عميقا فيه... فجأة دوي رنان رجل شحم الجثة كأنه حارس سجن قد تلون بلون الغضب الهادر ...هي سنقفل الأبواب يصيح الشحمي لا جواب الأرواح سابحة بعيدا حيت اللإدراك يكسر صمت الخشوع صراخ هادر قلت سنقفل الباب يتوجه الشحمي الى جمع الخاشعين طالبا منهم بنبرة تهديد شرس... هي عليكم بالمغادرة


ينسحب اكثر الحضور إلا شاب قد علته غيمة غضب تكاد تمطر أين الإمام يقول الشاب...يشير الوحش الشحمي الى رجل قد وقف متسمرا في مكان قصي، وأسفل منه أكوام من النقود تنتظر الأيدي لتحملها بعيدا عن الأعين ،يتوجه الشاب إلى الإمام ثم يكلمه بأدب جم يا شيخ لا نزال نقرا القران فيتلو عليه الإمام قوانين صارمة تمنع تدارس القران في أوقات الإحصاء والعد وتجرم الصلاة التي تتجاوز أوقات الفرز التقسيم


يحمر وجه الشاب فيتلو على الشيخ أية تذكره



اعود بالله من الشيطان الرجيم



بسم الله الرحمن الرحيم


وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)


تعلو الإمام غمامة حمراء قاتمة ويدخل دوامة من الغضب من تكون لتعلمني الدين انا منتسب في جمعية الائئمة


وموظف عند الوزارة يسكته الشاب بكلمة نحن لسنا في مؤسسة ولا مكان عمل نحن في بيت الله


وهذا المكان مكان عبادة ثم ينتهي المشهد بإغلاق المسجد ودخول علي بابا لمغارته لإحصاء حصيلة الأسبوع


لتستمر حلقة الصراع بين الأرواح الباحثة عن الخشوع والأجساد التي تحصي الأموال وتقسمها بين القائمين عليها وأصحاب الرقاب ،والابواب المغلقة الاقفال والقلوب المصلوبة بحب التسلط والمال والظلم





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©