كلمةٌ مؤثرة جاءت في آخر خطبة [ مفتاح العشر الأواخر ]
للشيخ رسلان -حفظه الله-
(الكلمة من شبكة البيضاء العلمية جزى الله خيرا من وضعها )


(( التفتيشُ في حصيلةِ عام، بأكلٍ مِن حَرامٍ، واعتداءٍ على الأنامِ، إلى غير ذلك ممَّا يُغْضِبُ المَليكَ العلَّام،فتِّش! قبل أنْ يُفتَّشَ عنك، واَبْحثْ قبل أنْ يُبحَثَ وراءك، واَسْتقصِي فقدِ اِستُقصِيَ عليكَ، وأحدِث توبةً وأحدِث للهِ أَوبَة،وعُد إلى الله صاغراً ذليلاً حقيرًا متبَتِّلاً !عِبادُك سِوَاي كَثيرٌ وليسَ لِي ربُّ سِوَاك !الَّذين يتقلَّبون باللّيل لله سُجّدًا لا يُحصِي عَدَّهُم إلَّا الذي خَلقَهم، والكونُ ساجدٌ لله كلُّه ! { وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ }[ الرحمن:6] والنَّجمُ :النَّجمُ قَولٌ، أو هُو مانَجَمَ على ظهرِ الأرضِ وظَهرَ ولا يَقُومُ على ساق ،والشَّجرُ ماعلى ساقٍ يَقُومُ.
فهذا سجودٌ أخضر؛ { وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ }، فادخل في مَنظُومةِ السُّجود الأخضر وكُن لله ساجدا.
وللقلبِ سجدةٌ عند ساقِ العرشِ إنْ سَجدَها لايرفعُ عنها إلاَّ وهوَ في جنَّة الخُلدِ في جِوَار الرَّحيم الرَّحمن ،ففتِّش عنها ،تَلمَّسْهَا ،لا تَكُن بليدًا جَاسِي الطَّبع ،لماذا أنتَ هكذا لا تتغيَّر ؟!طرْأتَ على الإسلام أمْ طرأَ عليك ؟!سيَّان ،لابُدّ أن يُغَيِّر فيك ،طرْأتَ عليه أم طرأَ عليك لابُدّ أنْ يُغَيِّرك وإلاَّ فمَاعرفته.
إنَّ الإسلام يُغَيِّر النُّفوس، يُغَيِّر الأرواح، يُبدِّل القلوب مِن شِرْكِها وبِدعتها إلى توحيدها وسنَّتِها.
يجعلُ الأبْدانَ على البَلاءِ صابرةً، والأرواح إلى ربِّها مُسافرةً، يجعلُ الإنسان إنسانًا بحقٍّ كما أراده ربُّه وخالقه لا إنسانًا مِن قَوارِير مُزوَّرٌ مُزيَّفٌ !حَلَّتْ فِيه جميعُ لَعَنَاتِ [القُرون][1] حتّى صار وحشًا كاسِرًا !
فعُد إلى الله بصدقٍ، وأقبلْ عليه بِجدٍّ، فإنَّ نبيكَ كان يجِدُّ ويَشُدُّ المئزر -صلَّى الله وسلم وبارك عليه-، والله تعالى يتولاّك، وبحفظه يرعاك، وهو نِعمَ المولى ونِعمَ النَّصير، وصلّى الله وسلم على البشير النَّذير وعلى آله وأصحابه الطيِّبين الطَّاهرين.))

_____________________________





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©