منذ ثلاثة أعوام وأنا كنت إخواني حدث وأن شاع خبر اعتناق العشرات من نيجيريا للإسلام، ولكن ما جعل الخبر مثير هو أن الذين أسلموا تحولوا من المسيحية إلى المذهب الشيعي.

حينها تبادلنا الحديث أنا وبعض الزملاء الإخوان الذين لم يُعجِبهم الخبر، قال بعضهم ليتهم ظلوا على مسيحيتهم.

قلت لماذا؟

قال أحدهم: أن الشيعة أخطر على الإسلام من المسيحيين!

قلت: وما سبب خطرهم؟

قال: ألا تعلم أنهم يسبون الصحابة!

فتعجبت قائلاً: وهل المسيحيون يمدحون الصحابة؟!!

كان جواباً نقضياً لم يتعرض لتحليل الفكرة، ورغم أنني كنت أود تحليل هذه الأفكار العنصرية ..إلا أنني فضلت السكوت واكتفيت بالقول أننا لا نفهم بعد معنى حرية العقائد.

قلت لنفسي ما حدث هنا يحدث هناك، فالمسلم الذي يتحول للمسيحية هو يتحول لأحد المذاهب الرئيسة لديهم، فلو اعتنق البروتستانتية سيضطهده الأرثوذكس ..وهكذا...فالأفضل له أن يظل مسلماً وهو لا يقتنع بصحة هذا الدين!

إن مجرد القول بأن حرية الاعتقاد هي محدودة داخل المذهب أو الدين سيضعنا أمام أسئلة هامة لابد من الإجابة عليها.

1-من الذي سيضع معايير الدين؟..أي من الذي سيكون له الحق في رسم حدود الدين من يتجاوزها فقد كفر؟

2-ما هي تلك المعايير أصلاً وما قدر الخلاف حولها؟

3-هل حرية العقائد في اتجاه واحد أم للجميع الحق أن يعتقد ما يشاء في أي وقت وفي أي مكان، بمعنى أن البعض يفهم حرية العقيدة بأن يتحول المسيحي إلى الإسلام ولكن أن يحدث العكس فهو جريمة تستحق العقاب.

4-هل الله في حاجة لإنسان مضطر إلى التدين بدين هو لا يراه صحيحاً؟..وإن كان لا بأس في ذلك فلماذا ذمّ الله النفاق ووضع المنافقين في الدرك الأسفل من النار؟




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©