بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على أشرف المرسلين
أما بعد سوف نتحدث عن كيفية استقبال شهر رمضان بالطهارة من وضوء و غسل هذا هو ما يجب أن نعلمه في شهر رمضان أن طهارة الروح تكون أيضا بطهارة الجسد فالطهارة المعنوية للصوم التي تتمثل في تهذيب النفس لتتعرف على معاناة الفقراء والمساكين الذين يتضورون جوعا فيتطهرون من الأنانية والشح والغلظة وهذه الطهارة ملتصقة و مقترنة ومرتبطة بالطهارة المادية من وضوء و غسل فالوضوء شطر الإيمان أي نصف الإيمان لهذا علينا استقبال شهر رمضان بالوضوء و الغسل فعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن - تملأ - ما بين السماوات والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو ، فبائع نفسه ، فمعتقها أو موبقها رواه مسلم .
لهذا لا يجب أن نستهين بالوضوء و الغسل في شهر رمضان المبارك و غيره من الشهور لأنه من السنة النبوية الشريفة نمحو به الدرن و الخبث و يرفع الحدث وصلاحية الصلاة مرتبطة بالوضوء و الغسل وحلاوة الصلاة تكون دوما بنظافة الجسم واللباس و مكان الصلاة وحلاوة الصوم أيضا تكون بان يكون الإنسان طاهرا فإذا كان الصوم يمحو الذنوب فإن الوضوء أيضا يزيل الخطايا فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من توضأ فأحسن الوضوء ، خرجت خطاياه من جسده ، حتى تخرج من تحت أظفاره ) رواه مسلم ومن خلال الحديث يتبين عظمة الوضوء و الغسل في شهر رمضان خاصة و في سائر الشهور أيضا لهذا إذا أردنا أن يكون لنا ثواب و أجر علينا استقبال شهر رمضان بالطهارة .
علينا أيضا استقبال رمضان بالوضوء لأن لأهل الوضوء يوم القيامة شأن عظيم
فقد جاء في صحيح البخاري مايلي : حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال رقيت مع أبي هريرة على ظهر المسجد فتوضأ فقال إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
"إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل."
فمن خلال الحديث يتبين لنا أن علينا إعطاء أهمية للوضوء خاصة قبل كل صلاة وأنا أنصح بالغسل قبل صلاة التراويح وخاصة في فصل الصيف لإزالة العرق و الدرن ولإقامة الصلاة في طهارة تامة وستنتاب المصلي شعور بالراحة وخفة الجسم مما يخفف أداء الصلاة وتحمل مشقتها حتى لو طالت .
و إذا كان الصوم له باب في الجنة فإن الوضوء مع الصلاة يجعل سماع دف الرجلين في الجنة أمرا ممكن فالوضوء مع الصلاة نوع من التأكيد وترسيخ الرغبة في دخول الجنة وحب الإسلام فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الفجر: ((يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة)) قال: ما عملت عملاً أرجى عندي أني لم أتطهر طُهوراً في ساعة من ليل أو نهار، إلا صليت بذلك الطُّهور ما كتب لي أن أصلي. " وهذا الحديث متفق عليه والحديث المتفق عليه علم يقيني عندنا في الإسلام و علينا العمل به و الإعتقاد بصحته وعدم الشك فيه لهذا نرى أن بلال كان في الليل أو النهار يتوضأ ثم يصلي ومادام شهر رمضان شهر الصلاة في الليل و النهار فعلينا استقباله بالوضوء و الغسل في أي ساعة من الأربع و العشرون الساعة التي تمر في اليوم الواحد .
ومادام أن شهر رمضان شهر القرآن العظيم فإن استقبال شهر رمضان بالوضوء والغسل تطبيق لما جاء في القرآن ففي سورة المائدة الآية 06 قال الله تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم و أيديكم إلى المرافق و امسحوا برؤوسكم و أرجلكم إلى الكعبين و إن كنتم جنبا فاطهروا و إن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم و أيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون "
فمن خلال الآية الكريمة يتضح لنا جليا أن الوضوء تطبيق لتعاليم الإسلام والقرآن فكلما توضأ المسلم يشعر أنه يطبق ما جاء في القرآن فيزداد سعادة وإيمانا و إتباعا لسنة النبي لأن الرسول كان قرآن يمشي في الأرض فيا لها من متعة وسعادة وثواب بإتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء و المرسلين وإن مزج الوضوء و الصلاة والصيام في شهر رمضان يعتبر أحسن استقبال لهذا الشهر الكريم .
ختاما أرجو أن ننفع المسلمين بهذا الموضوع الذي كتبته بإيجاز وها قد وفقني الله في كتاب كاملة أخر نقطة في موضوع كيفية استقبال شهر رمضان وهي النقطة الثانية عشر و الأخيرة وقد تأخرت في كتاب كاملتها لأني الآن لست في عطلة كما كنت في شهر رمضان ولأن العمل في الإدارة أخذ كل وقتي و أيضا متابعة الأبناء في دراسته لم يترك لنا الوقت في خدمة الإسلام وكتاب كاملة مواضيع مقترحة و رسمية تفيد الأمة نسأل الله أن يبارك لنا في وقتنا و أن يوفقنا في التعمق في كتاب كاملة المواضيع مقترحة و رسمية التي تسير بأمة الهلال أمة حبيبنا محمد صلى الله عليه سلم إلى التطور و التقدم على جميع الأمم و أن نرضي الله ورسوله وندخل جنة الفردوس مع الأنبياء و الصحابة والشهداء و الصديقين .
وآخر دعاء أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا اجتنابه .




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©