كلنا مسلمين وكلنا يجب ان نعترف بالخطا وانا بدوري وجدت ان المجتمع عند كلامه دائما يذكر الله بالشتم حتى وان كان عن غير قصد لذلك اردت ان افيدكم
الحمد لله الذي أمر بطهارة الجـنان، ونهى عن الفحـش وبذاءة اللسان، أحمده سبحانه بما هو له أهـل من الحمد وأثني عليه، وأستغفره من جميع الذنوب وأتوب إليه، وأومن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الله متمما لمكارم الأخلاق، وداعيا بالكلمة الطيـبة وناهيا عن مثيرات الشقاق، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...


نعم الله عظيمة وآلاؤه جسيمة وأعظم النعم وأجلها منزلة نعمة الإسلام التي من الله بها علينا وخصنا بها.
ومع انهماك الناس في الدنيا ولذاتها وليونة الدين في القلوب ظهر على سنة البعض أمر خطير ومنكر وكبير هو: سب الله عز وجل أو الدين أو النبي محمد صلى الله عليه وسلم
و في هذه الورقات بيان لعظم الأمر وخطورته حتى ننصح من نراه يفعل ذلك ونعلمه موطن الخير وندله على طريق التوبة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهراً وباطناً سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرما أو كان مستحلا له أو ذاهلا عن اعتقاده؛ هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل". (1)

وقال ابن راهويه: ( قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسول الله أنه.. كافر بذلك وإن كان مقراً بما أنزل الله).

قال القاضي عياض: ( لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم).
وقال أحمد في رواية عبد الله في رجل قال لرجل: ( يا ابن كذا و كذا - أعني أنت ومن خلقك: هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه). ).
وقال ابن قدامة: ( من سب الله تعالى كفر، سواء كان مازحاً أو جادا).ً


فقالت:
سب الدين والاستهزاء بشيء من القرآن والسنة والاستهزاء بالمتمسك بهما نظرًا لما تمسك به كإعفاء اللحية وتحجب المسلمة؛ هذا كفر إذا صدر من مكلف، وينبغي أن يبين له أن هذا كفر فإن أصر بعد العلم فهو كافر، قال الله تعالى { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ }{ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ


سب الدين - والعياذ بالله - كفر بواح بالنص والإجماع؛ لقوله سبحانه: { أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ }{ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } الآية (1) ، وما ورد في معناها، ويجب أن ينصح وينكر عليه ذلك، فإن استجاب فالحمد لله، وإلا فلا يجوز أن يبدأ من يسب الدين بالسلام، ولا يرد عليه إن بدأ، ولا تجاب دعوته، ويجب هجره هجرًا كاملًا حتى يتوب أو ينفذ فيه حكم الله بالقتل من جهة ولي الأمر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من بدل دينه فاقتلوه » (2) خرجه البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، ولا شك أن المنتسب للإسلام إذا سب الدين فقد بدل دينه.(2)
لله سبحانه وتعالى نهانا عن سب المؤمنين وشتمهم وإيذائهم بغير حق، فقال سبحانه وتعالى : " وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤمِناتِ بِغَيْرِ ما اكتَسَبُوا فَقَدِ احتَمَلُوا بُهتاناً وَإثْماً مُبِيناً " الأحزاب: 58.
فلا ينبغي للمسلم أبدا أن يؤذي مسلما ، فـ:«المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» و «الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ» والسب والشتم ليس من خلق المؤمن ولا المسلم أبدا ، يقول صلى الله عليه وسلم : «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللِّعَانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ»رواه أحمد وغيره. وقال : (سباب المسلم كالمشرف على الهلكة) رواه البراز وحسنه الألباني وقال(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه. وقال : (لعن المؤمن كقتله) متفق عليه.

واعلم كذلك أن ملائكة الرحمان تتولى الدفاع والرد عنك ، فعند الطبراني عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلا كَانَ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبُو بَكْرٍ سَاكِتٌ ، فَلَمَّا سَكَتَ الرَّجُلُ رَدَّ أَبُو بَكْرٍ كَلِمَةً ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، يَسُبُّنِي وَأَنْتَ قَاعِدٌ ، فَلَمَّا رَدَدْتُ ، أَوِ انْتَصَرْتُ ، أَوْ نَحْوَ هَذَا ، قُمْتَ ؟ قَالَ : " إِنَّهُ كَانَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَلَيْهِ ، وَيَقُولُ : كَذَبْتَ ، فَلَمَّا تَكَلَّمَتَ وَقَعَ الشَّيْطَانُ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْلِسَ "

وإذا رددت عليه فقد تكون كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعن عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يَسُبُّنِي، فَأَسُبُّهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ، يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ» أخرجه احمد والطبراني والبزار وفي السلسلة الصحيحة . فكن مع الملائكة أيها الأخ الحبيب...
واعلم أنه يتحمل أوزارك يوم القيامة ويعطيك حسناته كلما زاد في الإعتداء زدت أجورا وحسنات كما جاء في حديث المفلس .
واعلم أنه لا يجوز للمسبوب أن ينتصر إن انتصر إلا بالمثل ، ما لم يكن كذباً، أو قذفاً، أو سباً لأسلافه ومثله ، فيرد المؤمن بلسان رطب بذكر الله ، وبرد مباح ، فينتصر بـكلمات ( يا ظالم ) ( يا جافي ) (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) (الله المستعان) أو نحو ذلك ... ولا يتعدى فيصير هو الظالم ويتحمل الوزر كله ، فقد أخرج مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا فَعَلَى الْبَادِئِ، مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ»

علينا أيها الإخوة أن نتقي الله في ألسنتنا ، فإنه لا يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائدها ، ولنجردها للرد على أعداء الله ونصرة دينه ورسوله وإعلاء كلمته ، وتربية النشئ والدعوة إلى الله وذكره ، فاجتنبوا فاحش القول وبذاءة اللسان، واعلموا أنه (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) سورة ق / 18 سورة ق / 18. وجاهدوا أنفسكم عند الغضب؛ فلا تتكلموا بما يغضب الرب، وربوا على ذلك أبناءكم حتى ينشؤوا مؤمنين مخلصين، زكية نفوسهم، طاهرة ألسنتهم من هجر المقال ومفاسد الكلام، (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) سورة البقرة / 281.

وفي الختام أسأل الله تعالى ، أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وإيماننا ، وأن يجمع كلمتنا على الحق . اللهم طهّر ألسنتنا من الكذب والغيبة والنميمة وكل قبيح وزور ، وقلوبنا من النفاق والغل والغش ، والحسد والكبر والعجب والثبور ، وأعمالنا من الرياء والسمعة والفجور ، وبطوننا من الحرام والشبهة ، وأعيننا من الخيانة ، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
اللهم ألحقنا بالصالحين ، واجمعنا بالنبيين والصديقين ، برحمتك يا أرحم الراحمين . وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ، والحمد لله رب العالمين .





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©