السلام عليكم

ما أكثر ما خطت أقلامنا عن الفساد , و ما أكثر ما أهدرت ألسنتنا من كلمات عنه
و أني لأتحسس حال الواحد منا و هو يقرأ عن الفساد
وما يصيبه من خفقان في القلب و انقباض في الصدر و صعوبة في التنفس ......
ولسان الحال يقول لو كان الفساد إنسانا لقتلته , بل لحرقته و لنسفته في اليم نسفا
لكني لست بصدد الحديث عن الفساد فالجميع قال فيه ما كفى ووفى
إنما الإصلاح الذي انتهجه ما يسمى بالمصلحين اليوم هو ما أراه فسادا يحتاج إلى إصلاح
فإذا كانت النية خالصة للإصلاح فلا أريد للمصلحين(الحقانيين) أن يكونوا من الأخسرين أعمالا ,يضل سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
أما إذا كانت النية خالصة للإفساد فلا أريد للمفسدين أن يفسدوا باسم الإصلاح وأن يستغفلو ا ما تبقى من العقول الواعية
ويكفيهم أن الله لا يحب الفساد
ما أشبه إصلاح فرعون بإصلاحات الولايات المتحدة الأمريكية التي فرض رائعتها وتفرض رائعها على البلاد الإسلامية
وما أشبه إصلاح المنافقين بإصلاحات الحداثيين والعلمانيين اليوم في بلادنا
تلك الإصلاحات التي يراد بها هدم ما بقي من معالم الإسلام في الحكم والتربية وغيرها من مجالات الحياة
كسعيهم إلى تغيير قوانين الأحوال الشخصية واستبداله بالقانون المدني وكالإصلاحات التي تجتاح بلادنا في الجانب التعليمي والتربوي
حيث يجتهد هؤلاء المصلحون في إفراغ المنظومات التربوية من المعاني التي تثبت في النشء الشخصية الإسلامية وتغرس فيه الاعتزاز بالدين
ومن العقائد التي تثبته على دينه وتكسبه الأخلاق القويمة
فأصبحنا نرى المفسدين يسارعون في رفع رايات الإصلاح
وبفضلهم تفشت الجريمة و لبست من الألوان مالم يخطر على بال الطبيعة
وبفضلهم حوصرت الفضيلة في القلوب في حين تتنعم الرذائل بالحرية فأصبحت تأتينا عبر الماء و الهواء .من الأرض و السماء
وبفضل إصلاحهم أصبحنا نجد للشيطان الأعذار ونلتمس له البراءة باسم القانون المقدس
واخر إصلاحتهم بعث الحايك في الشوارع .......زكارة في الجلباب
رسالتي للمصلحين( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
وكلنا معنيين بالإصلاح فلا داعي لانتظارالفارس المغوار الذي ينتشلكم من الفساد
إنما هي تذكرة , فأول ما حارب القران الفساد حاربه في نفوس الناس و عقولهم و ضمائرهم و قلوبهم
ويحضرني قول الشيخ الإبراهيمي رحمه الله في هذا الصدد ''إن يقظة الضمير الذي سماه النبي عليه الصلاةو السلام وازع الله في نفس المؤمن ومراقبته لأعمال صاحبه لهي أعلى و أسمى ما جاء به الإسلام من أصول التربية النفسية و هي أقرب طريق لتعطيل غرائز الشر في الإنسان وفرق عظيم بين من يمنعه من السرقة مثلا خوف الله و بين من لا يمنعه منها إلا خوف القانون فالأول يعتقد أنه بعين من الله تراقبه في السر و العلن فهو لا يسرق في السر و لا في العلن و الثاني لا يمنعه من السرقة إلا قانون يؤاخد على الذنب بعد قيام البينات عليه وفي قدرة الإنسان أن يتحاشى كل أسباب المؤاخدة الظاهرة فإذا أمن ذلك قارف الشر مقدما غي محجم , فالخوف من الله يجتث السرقة و جميع الشرور من النفس حتى ل تخطر على بال المؤمن الصادق''

فهل من مشمرمصلح يصلح النفوس الفاسدة ويردها إلى ربها ردا جميلا
تكسب الخيروتحد من سيادة الفساد في البر و البحر


مسلمة







©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©