الاخلاص لله تعالى


الاخلاص شرط لقبول الاعمال الصالحة

يقول المولى عز وجل في كتاب كامله العزيز :

{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا

الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقيِّمَةِ}

صدق الله العظيم.

اى إنّ الله تعالى جعل الإخلاص شرطا لقبول الأعمال الصالحة

ماهو الاخلاص

هو العمل بالطاعة لله تعالى وحده أي أن يقصد بعمله مرضاة الله تعالى لا مدح الناس.

فعندما يشرع الانسان فى الصلاة يبتغى بها رضا الله وان ينال ثوابه ويستعيذ من عذابه

لاان يظهر للناس انه يحافظ على الصلاه فيكسب ثقتهم ويمدحونه

وكذلك باقى الطاعات

ويقول الحاكم في المستدرك أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال: يا رسول الله الرجل يبتغي الأجر والذكر ما له؟ قال :" لا شيء له "

(أي الرجل يعمل العمل يبتغي الأجر من الله تعالى ومدح الناس له) فقال

له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا شيء له " أي لا ثواب له بهذا

العمل لأنه يريد مدح الناس له ثم سأل الرجل رسول الله مرة ثانية فقال يا

رسول الله الرجل يبتغي الأجر والذكر ما له؟ فقال :" لا شيء له " ثم قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان

خالصا له وابتغي به وجهه "

أي إن نوى بعمل الطاعة الأجر من الله والذكر

من الناس فليس له من الثواب شيء.


وقول النبي صلى الله عليه وسلم:

" وجهه " أي الثواب الذي يعطيه الله تعالى للمطيع المخلص، فالمراد بوجه

الله الثواب.


ولذلك من كانت نيته غير خالصة لله تعالى فهذا هو المحروم من الثواب

، هذا لا ثواب له من عمله هذا بل عليه إثم و ذنب كبير من كبائر الذنوب هو

ذنب الرياء

الرياء

هو العمل بالطاعة طلبا لمدح الناس

،وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم الرياء بالشرك الأصغر، فالرياء

ليس كفرا منقلا عن الملة لكن ذنبه عظيم لذلك شبهه رسول الله صلى الله

عليه وسلم بالشرك الأصغر.

ولكن الشيطان قد يدخل للمؤمن من مدخل الرياء ويوهمه انه يفعل ذلك ليس اخلاصا لله

ولابد ان نعلم ان

ترك العمل الصالح مخافة الرياء رياء

فتوى

بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أحيانا أن أقوم بعمل صالح مثل الصلاة أو قراءة القرآن فيدخل عليّ أحد الأشخاص فأتوقف عن القراءة في المصحف أو لا أبدأ في الصلاة أو أقصر فيها إذا كنت بدأت بها ، فهل هذا الفعل صحيح ؟. أفيدونا مأجورين ، وجزاكم الله خيراً



الاجابه
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فمن المعلوم بالأدلة الشرعية أن القيام بالأعمال الصالحة من أفضل القربات والطاعات التي يتقرب بها العبد إلى ربه ، والشيطان دائما له مسالك يسلكها في ثني عباد الله الصالحين عن عمل الطاعات منها أن يقول للعابد : إن ما تقوم به من عمل لا تريد به وجه الله بل تريد ثناء الناس ، وهذا يعد من الشرك الأصغر لأنك فعلت هذا العمل رياء للناس ، وطلباً لثنائهم ، وأن الرسول حذر من هذا الأمر وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) فسئل عنه ، فقال : ( الرياء ) ( يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس إليه ) يقول الله سبحانه يوم القيامة للمرائين : ( اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عنده من جزاء ) .

ولذلك يزين الشيطان للعبد ترك العمل بالكلية ، فالوالجب الحذر من ذلك ، ولا ينبغي أن يترك العمل الصالح خوفا من الوقوع في الرياء ، وقد كانت وصية السلف الصالح لمن دخل له الشيطان من هذا المدخل ألا يترك ما يقوم به من أعمال صالحة بل يستمر في طريق ويطلب من الله سبحانه أن يجعل عمله خالصا له سبحانه ، فإذا كنت في صلاة ، وشعرت بهذا الإحساس فزد في صلاتك ، و لا تقصر فيها ، وفي هذا نكاية للشيطان ، وسد لمدخل من مداخله .

يقول فضيلةالشيخ محمد صالح المنجد ـ من علماء المملكة مادة اللغة العربية السعودية :
جاء في " الآداب الشرعية " لابن مفلح :



أنه لا ينبغي ترك العمل المشروع خوف الرياء ، فكثيراً مما يقع للإنسان أنه إذا أراد فعل طاعة يقوم عنده شيء يحمله على تركها خوف وقوعها على وجه الرياء، والذي ينبغي عدم الالتفات إلى ذلك ، وللإنسان أن يفعل ما أمره الله عز وجل به ورغبه فيه ، ويستعين بالله تعالى ، ويتوكل عليه في وقوع الفعل منه على الوجه الشرعي .


وقد قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله :

لا ينبغي أن يترك الذكر باللسان مع القلب خوفا من أن يظن به الرياء بل يذكر بهما جميعا ، ويقصد به وجه الله عز وجل ، وذكر قول الفضيل بن عياض رحمه الله : إن ترك العمل لأجل الناس رياء ، والعمل لأجل الناس شرك قال : فلو فتح الإنسان عليه باب ملاحظة الناس والاحتراز من تطرق ظنونهم الباطلة لانسد عليه أكثر أبواب الخير . انتهى كلامه.


قال أبو الفرج بن الجوزي :

فأما ترك الطاعات خوفا من الرياء فإن كان الباعث له على الطاعة غير الدين فهذا ينبغي أن يترك ؛ لأنه معصية ، وإن كان الباعث على ذلك الدين وكان ذلك لأجل الله عز وجل مخلصا فلا ينبغي أن يترك العمل ؛ لأن الباعث الدين ، وكذلك إذا ترك العمل خوفا من أن يقال : مراء ، فلا ينبغي ذلك لأنه من مكايد الشيطان .


قال إبراهيم النخعي :

إذا أتاك الشيطان وأنت في صلاة ، فقال : إنك مراء فزدها طولا ، وأما ما روي عن بعض السلف أنه ترك العبادة خوفا من الرياء ، فيحمل هذا على أنهم أحسوا من نفوسهم بنوع تزين فقطعوا ، وهو كما قال ، ومن هذا قول الأعمش كنت عند إبراهيم النخعي ، وهو يقرأ في المصحف فاستأذن رجل فغطى المصحف ، وقال : لا يظن أني أقرأ فيه كل ساعة ، وإذا كان لا يترك العبادة خوف وقوعها على وجه الرياء فأولى أن لا يترك خوف عجب يطرأ بعدها .
والله أعلم.

اللهم ارزقنا الاخلاص فى القول والعمل

وباعد بيننا وبين الرياء كما باعدت بين المشرق والمغرب






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©