المؤمن دائما يرضى بما قسم الله تعالى له، فهو راض على كل حال، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


(( من يأخذ عني هؤلاء الكلماتِ ؛ فيعمل بهن، أو يعلِّمُ من يعمل بهن)) ؟، قلت : أنا يا رسولَ اللهِ ! فأخذ بيدي، فعدَّ خمسًا، فقال : ((اتقِ المحارمَ تكن أعبدَ الناسِ، وارضَ بما قسم اللهُ لك تكن أغنى الناسِ، وأحسن إلى جارِك تكن مؤمنًا، وأحبَّ للناسِ ما تحب لنفسِك تكن مسلمًا، ولا تكثر الضحكَ ؛ فإنَّ كثرةَ الضحكِ تميتُ القلبَ)). رواه أحمد، والترمذي وحسنه الإلباني.



ولم يخش علينا النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر، بل خشي علينا من الدنيا، ومن تنافسنا وتكالبنا عليها، وجعلها هدفنا ومقصودنا، المسور بن مخرمة أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعث أبا عبيدةَ بنَ الجراحِ إلى البحرَينِ . يأتي بجِزيتِها. وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو صالحَ أهلَ البحرينِ . وأمَّر عليهم العلاءَ بنَ الحضرميِّ . فقدم أبو عبيدةَ بمال ٍمن البحرينِ . فسمعَتِ الأنصارُ بقدومِ أبي عُبيدةَ . فوافُوا صلاةَ الفجرِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فلما صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ انصرف . فتعرَّضوا له . فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين رآهم . ثم قال: ((أظنُّكم سمعتُم أنَّ أبا عبيدةَ قدِم بشيءٍ من البحرين))؟ فقالوا : أجل . يا رسولَ اللهِ ! قال: (( فأبشِروا وأمِّلوا ما يسُرُّكم . فواللهِ ! ما الفقرَ أخشى عليكم . ولكني أخشى عليكم أن تُبسطَ الدنيا عليكم كما بُسِطتْ على من كان قبلكم . فتنافَسوها كما تنافَسوها . وتُهلكَكم كما أهلكتْهم)). وفي روايةٍ : ((وتُلهيكم كما ألهَتهم)). رواه مسلم.



وقال صلى الله عليه وسلم: ((موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها)). رواه البخاري.









©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©