بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اطرح لكم اليوم موضوعا
للاسف رغم اننا مسلمين
الا انه ينتشر في مجتمعنا بكثرة
-
-
-
السحر والشعوذة

حين يبلغ اليأس والجهل وضعف الوازع الديني بالإنسان مبلغه، يلجأ إلى أي قشة يتمسك بها ليجد حلا لمشاكله المستعصية من وجهة نظره، فيرتمي في أحضان السحرة والمشعوذين، لعله يجد حلولا جاهزة لما يعانيه، والأولى بالمسلم أن لا يقول: "يارب همي كبير"، بل يقول: "يا هم ربي كبير". فما هي أسباب اللجوء إلى السحر والشعوذة؟ وما مظاهر هذا الانحراف في مجتمع مسلم كالمجتمع المغربي؟ ثم ما هي الآثار الوخيمة التي يفضي إليها الالتجاء إلى المشعوذين والسحرة......؟؟؟؟؟
هناك أسباب عديدة تدفع الفرد إلى الالتجاء بالساحر أو المشعوذ لقضاء حاجاته ومآربه التي استعصى عليه قضاؤها، ناسياً بذلك أنه لم يؤمن بقدرة الله عز وجل على حل مشاكله، وإلا لكان لجأ إليه فهو الملاذ والملجأ الوحيد القادر على كل شيء سبحانه نذكر منها :
- ضعف الإيمان بالله عز وجل بحيث إذا قلت أو انعدمت الخشية منه ومراقبته:
فلا شك أن عندما الإنسان يستخف بوعد الله ولا يرى فيه سوى مجرد كلام أو أحاديث يضمها مصحفاً أو كتاب كاملاً دينياً، ويعتبر نفسه غير معني بوعده سبحانه ووعيده، وضعف الإيمان يؤدي حتماً إلى تصغير حرمات الله والتحقير من شأن المعاصي والزلات، فلا غرو أن يتجرأ هذا الضال على ارتياد أماكن الإثم وعلى اللجوء إلى من دون الله سبحانه وتعالى لبلوغ أهداف دنيوية آنية ورخيصة، ومنهم السحرة والمشعوذين.
- الجهل بأحكام الإسلام والعلم الشرعي: ومنه عدم الاطلاع على سيرة السلف الصالح وعلى سمو الأخلاق الإسلامية وفضائلها.

إن قلة العلم الشرعي في المجتمع أو انعدامه يجعل الأفراد لا يجدون من يرشدهم إلى الصواب ويبعدهم عن الخطأ، والإنسان بطبيعته يحتاج إلى موجه ومرشد يبين له الحق من الباطل، فإذا انعدم العلماء في المجتمع اتخذ الناس لهم موجهين جهلاء؛ مما يؤدي بهم ذلك إلى الضلال والفساد، وهذا ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا". وهكذا قد تجد الكثيرين من عامة الناس ودهمائهم من يشير إلى فلان أو علان؛ كونه يعالج كذا وكذا أو يقضي هذه الحاجة أو تلك، وأنه رجل يتقي الله، وهو أبعد عن الله بعد السماء عن الأرض.

- غياب الغيرة على الدين: هذه الغيرة اندثرت أو تكاد في مجتمعنا الإسلامي، فقد تكرس المنكر أمام أعيننا، وصار معروفا، والمعروف صار منكرا، وصرنا نشاهد أفعال الشعوذة وأعمال السحر، ولا من مستنكر، بل أحيانا تمنح لهم الأهمية والاعتبار الاجتماعي. فإذا قلت الغيرة، وانعدم الدافع إلى الصدح بالحق وإنكار المنكر والنهي عنه، فإن الممارسات الباطلة ستتقوى ليغرق المجتمع في حمأة الفساد والضياع والخسران المبين.

أسباب نفسية وتربوية:

- الميل العظيم إلى الشهوات: فطريق الشهوات وسبيل الهوى لا آخر ولا شاطئ له. هذا الانحراف الخطير يصور الحق للإنسان باطلا، ويصور له الباطل حقا، ومنه اللجوء إلى خدمات الساحر والمشعوذ ضاربا عرض الحائط بوعيد القرآن الكريم وبما جاء في السنة النبوية، لا يهمه سوى بلوغ المرمى ونيل المراد ولو بأخس الطرق وأحقرها.

- النفس الأمارة بالسوء: إذا انقاد لها الإنسان سهل عليه ارتكاب كل الآثام بمساعدة من الشيطان نفسه الذي يأمره بالفحشاء ويزين له طريقها وييسر له الوصول إليها. قال تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} الآية.

وهناك أسباب اجتماعية أيضا تكون بمثابة الدوافع الحقيقية للإقبال على المشعوذين والسحرة مثل: الأمية والجهل والتخلف الحضاري والحسد الاجتماعي وغيره، غير أن المقام هنا لا يتسع لبسطها...
يتبع





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©