بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على أشرف المرسلين
أما بعد سوف نتحدث عن كيفية استقبال شهر بالأعمال الصالحة لأن الإسلام دين الجماعة وضد الأنانية وضد الفساد وضد الفواحش ما ظهر منها وما بطن
الإسلام يدعو إلى التآخي و الإخوة و الإتحاد و التضامن والتعاون و إلى القيام بالأعمال الصالحة التي تكون في الصالح العام لناس لأن العمل الصالح هو الرفيق إلى الجنة هو الأنيس يوم الأهوال حيث تنشق السماء و تنفجر البحار وتسير الجبال و تمر مر السحاب و ترى الناس سكارى و ماهم بسكارى لكن عذاب الله شديد وأمور مهولة لا يسعنا ذكرها الآن لهذا فأعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور بالأعمال الصالحة مثل :
1 ـ تنظيف الحي الذي نسكن فيه وتعاون الجيران في إزالة الأوساخ و إماطة الأذى عن الطريق وتطهير الشارع من القاذورات وهذا من السنة و الإيمان فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال :
"الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان" متفق عليه والحديث المتفق عليه علم يقني واجب العمل بدون شك و لا ريب و لا تردد لهذا في شهر رمضان وغيره من الشهور لا تتردد في العمل على نظافة الحي الذي تقطن فيه أو أي حي من أحياء المدينة التي تسكن فيها لأن في ذلك أجر وصدقة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل سلامى من الناس عليه صدقة... ثم قال: وتميط الأذى عن الطريق صدقة" رواه البخاري ومسلم.
2 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا المشاركة في
أشغال بناء مسجد سواء قريب من منزلك أو بعيد في حي يقع في ضواحي المدنية التي تسكنها أو حتى في مدينة أخرى أو قرية أخرى لأن الله سيبني لك بيتا في الجنة فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتا في الجنة" رواه أحمد بن حنبل في مسنده و عن عثمان بن عفان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من بنى مسجدا بنى الله له مثله في الجنة " حديث متفق عليه
لهذا أيها المسلم الملتزم بالإسلام لا تحرم نفسك من حمل أكياس إسمنت من أجل بناء مسجد أو وضع الخرسانة أو جلب الماء لخلط مواد البناء أو إحضار الحديد أو الرمل الذي سيكون مستخدما في تشييد جدران المسجد فإن لك أجر عظيم عند الله وخاصة و أنت صائم في رمضان وحتى لو كنت مفطرا في غير شهر رمضان .
3 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا من أعمال صالحة حفر بئر ينفع الناس حتى تكون صدقة جارية فلو مات المسلم الذي حفر البئر سيبقى الأجر يأتيه بعد موته وحتى شراء بئر وجعلها لكي يشرب منها الناس في سبيل الله فهي أيضا صدقة جارية و فيها الأجر خاصة إذا اشتراها في شهر رمضان فعن عثمان ابن عفان أنه اشترى بئر رومة بعشرين ألف درهم من رجل من بني غفار من قبيلة كنانة و قيل من رجل من قبيلة مزينة و قيل من اليهود وجعلها للمسلمين كان رسول الله قد قال : من حفر بئر رومة فله الجنة " وحتى أنك تضع آلة مبردة للماء في المسجد أو في مكان عام يشرب منه الناس يعتبر عمل صالح ولك فيه الثواب و الأجر عند الله .
4 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا جمع تبرعات لجمعية خيرية سواء الخاصة بمرضى السرطان أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو مرضى الكلى أو غيرها من الجمعيات فهذا عمل صالح فيه حسنات .
5 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور من أعمال صالحة أيضا كفالة الأيتام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( أنا و كافل اليتيم كهاتين فى الجنه و أشار بإصبعية السبابة و الوسطى )) رواه البخارى .نرى من خلال الحديث الشريف أن كافل اليتيم أو اليتيمة في الجنة مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تحرم نفسك الجنة في شهر رمضان و إن فات شهر رمضان تستطيع تقوم بالكفالة في شوال أو سائر الشهور الآتية .
6 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا من أعمال صالحة الصلاة في المسجد جماعة وفي وقتها عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أفضل الأعمال الصلاة في أول وقتها رواه الترمذي والحاكم وصحَّحاه وأصله في الصحيحين أنه قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها. قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله .
7 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا من أعمال صالحة السعي لقضاء حاجات المحتاجين و الفقراء و المساكين و الأرامل فقد
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( الساعى على الأرملة أو المسكين كالمجاهد فى سبيل الله )) و أحسبة قال (( أو كالقائم أو الصائم لا يفطر )) متفق علية .
8 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا من أعمال
صالحة مواساة الناس إذا أصبتهم مصيبة والسير في الجنازة وحضور صلاة الجنازة ففيها أجر عظيم كالجبل الأشم وهذا من عظمة دين الإسلام الذي يحض على الترابط الإجتماعي و التماسك خاصة أثناء المحنة و الشدائد فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" من شهد الجنازة حتى صلى عليها فلة قيراط و من شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل و ما القيراطان؟قال مثل الجبلين العظيمين " متفق عليه . فعلينا في شهر رمضان الوقوف في جانب الناس و هم في حزن
ومحاولة إزالة الغم و الهم من نفوسهم وهذا والله من الأعمال الجليلة و الصالحة التي لا يجب أن نفرط فيها في شهر رمضان أو غيره من الشهور.
9 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا من أعمال صالحة صلة الأرحام بزيارتهم والسؤال عن أحوالهم وقضاء حاجاتهم وتجاذب أطراف الحديث ودعوتهم للإفطار لأن صلة الرحم تبسط لك في رزقك وتطرح البركة فيه و يطال لك فى عمرك بنزول البركة في كل يوم تعيش فيه لأن هناك أناس لا بركة في أيام عمرهم كلها .لأن قاطع الرحم لا يجد مثل هذه العناية الربانية ومثل هذه البركة فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من سرة أن يبسط فى رزقة أو ينسأ له فى أثرة فليصل رحمه )) رواة البخارى .
10 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا من أعمال صالحة إتقان العمل والعمل باليد و التصدق من خلال ما جنى من عرق جبينه وإن لم يكن له ذلك يعين المحتاج الملهوف و إن لم يستطيع يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر وإن لم يفعل فإن الإسلام يطلب منه على أن لا يفعل الشر والذي يبرز ذلك ما جاء في الصحيحين عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏على كل مسلم صدقة‏)‏ قيل‏:‏ أرأيت إن لم يجد‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏يَعْمِلُ بيديه فينفع نفسه ويتصدق‏)‏، قال‏:‏ أرأيت إن لم يستطع‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏يعين ذا الحاجة الملهوف‏)‏، قال‏:‏ قيل له‏:‏ أرأيت إن لم يستطع‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏يأمر بالمعروف أو الخير‏)‏، قال‏:‏ أرأيت إن لم يفعل‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏يمسك عن الشر فإنها صدقة‏)‏‏.‏ فمن خلال الحديث النبوي الشريف فإننا نرى أن الإسلام لا يكلف النفس فوق طاقتها فإن كان بالنفس عجز عن فعل الخير و كسل في نشر البر و الدعوة إلى الله بتجسيد الخير واقعيا والمساعدة على إستطراق البر فالإسلام يدعو أن تكف شرك عن الناس وألا تكون سببا في أذى الناس أو مفتاح الشرور .
11 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا من أعمال صالحة العمرة في شهر رمضان لأن الرسول يقول :" قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( العمرة فى رمضان تعدل حجة أو حجة معى )) متفق عليه .
" والحج في وقت الحج فعن أبي هريرة رضي الله عنه : " سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج مبرور " متفق عليه.
12 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا من أعمال صالحة المداومة على الأذكار و الأدعية فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد فأكثروا الدعاء )) رواة مسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( الدعاء بين الأذان و الإقامة لا يرد )) رواة ابو داوود .و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان فى الميزان ( سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم ) رواة البخارى .قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من صلى علي صلاه صلى الله علية بها عشراً )) رواة مسلم
والأحاديث التي تدعو إلى الذكر و الأدعية كثيرة لا يسعنا وضعها لكن ننصح بالإطلاع عليها و حفظها لأنها من الأعمال الصالحة وخاصة في رمضان و لما لا في الشهور التي تليه .
13ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور بر الوالدين بزيارتهما و بالجلوس معها و الحديث معها وتقبيلهما و السمر معها و إعطائهم الهدايا و قضاء حاجاتهم وغيرهما من الأعمال التي فيها البر .
14 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا الجهاد خاصة إذا كانت بلادك محتلة من طرف الكفرة الغزاة مثل المسلمين في فلسطين المحتلة من حقهم الجهاد ضد العدو الصهيوني وخاصة في شهر رمضان لأنه شهر الإنتصارات في المادة التاريخ الإسلامي والجهاد من أعظم الأعمال الصالحة فقد قال الله تعالى في سورة النساء الآية 74 : " فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة و من يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما "
15 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا غرس شجرة أو أي نبات ينتفع به الإنسان و الحيوان فصاحبه له الأجر وهو صدقة جارية .
16 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا بالوضوء من أجل الصلاة و الغسل وحتى التيمم إذا لم يحضر الماء وهذه من الأعمال الصالحة لأن ديننا الحنيف دين الطهارة .
17 ـ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان وغيره من الشهور أيضا قراءة القرآن أو حفظ القرآن أو تدبر القرآن أو تطبيق القرآن و إذا كنت في شهر رمضان تريد أن تقرأ ثلث القرآن في دقيقة فأعلم أن ل رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( قل هو الله أحد تعدل ثلث القرأن )) رواة مسلم .وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أى الأعمال أحبُّ إلى الله ؟ فقال : الحالُّ المرتحل . قال : يارسول الله ، من الحال ومن المرتحل ؟ قال : صاحب القرآن ، يضرب فى أوله حتى يبلغ آخره ، وفى آخره حتى يبلغ أوله " رواه الطبرانى .وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب كامل الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف). صحيح الجامع 6469 لهذا فالقرآن العمل به من الأعمال الصالحة التي فيها الأجر و الثواب والحسنات و الجنة .
18 ـ وهناك أعمال صالحة كثيرة لا يسعنا ذكرها مثل زيارة المريض أو طلب العلم أو إصلاح ذات البين بين الناس أو غير ها من الأعمال
هذا ما وقفني الله في الكتاب كاملة عن حسن استقبال شهر رمضان بالأعمال الصالحة على الرغم أني لم أعطه حقه وزهدت فيه لضيق الوقت ولأن أمامي نقطة علي أن أتمهما تتمثل فيما يلي :
أولا ا استقبال شهر رمضان بالطهارة من وضوء و غسل .
و لعلي أكتب حول موضوع الأعمال الصالحة إن شاء الله إن كان في العمر بقية سأكتب عنه بإسهاب و تفصيل ممل وبكثرة وبقوة وفي الأخير نقول و الحمد لله رب العالمين أللهم اجعل كل من يقرأ ما كتبت وطبق تطبيقا صحيحا من أهل الجنة بشرط أن يوافق الكتاب كامل و السنة كما أني أطلب تصحيح نمذجي مفصل أي فكرة أو خطأ إملائي أو نحوي أو صرفي و تنبيهي إليه أو سهو عن حرف في حديث ذكرته أو عن حديث ضعيف استشهدت به لهذا الرجاء تنبهي ولكم الأجر و الثواب و آخر دعاء أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا اجتنابه .




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©