بسم الله الرحمن الرحيم




آلخميني يا ( عدّة فلاحي) ؟!!





منذ الأزمنة الغابرة، وأهل الباطل يتربصون بالحق وأهله، ويشحنون نفوس العامّة في سبيل تثبيت شجرة الكراهية في قلوبهم الضعيفة، فكانوا حقّا نوّاب إبليس على الأرض.
ولكن أن يثني أحدهم على زنادقة الدنيا، ويعلي من شأنهم في وضح النهار، فهو الكمد القاتل، الذي تنحبس به أنفاس المؤمنين
لقد انشغل مؤخرا -من قلّ حظّه من الفهم- برجل أجاد من الكلام سيئه، وأحسن من الخطاب بذيئة، فجعل من العداء لبني جلدته ملتزما فلم يفارقه!
فكم أشفق عليه العقلاء من كثرة ولوغه في أعراض أتباع السلف من الجزائرين الخلّص، وكم احتار الناظرون إلى انشغاله بزلاّتهم وضلالاتهم!!، فخرجت خلائق الناس بأسئلة محيّرة، كانت الأيام كفيلة بالإجابة عنها:
فمن قائل: هل هذه المساعي منشأها الغيرة على دين الله، والحميّة لأهله المساكين! الذين أضلهم السلفيون؟!!
ومن قائل: هل أصيب الرجل بصرع أضرّ بعقله، فحسب أتباع السلف من بني جلدته، أناسا قدموا من بلدان شتى، وبديانات تقابل دين الإسلام؟!
وقائل آخر: لا يهمّ قصد الرجل بقدر ما يهمّنا معرفة سبب اختياره لهذا التوقيت، لشنّ هجمته الهمجيّة على بني جلدته!
وفي وقت طرح هذه الأسئلة، يأتينا الجواب الحاسم الذي لا يترك مجالا لسؤال!
ففي يوم : 23 / رمضان / 1434 وعلى صفحات جريدة ( الشروق الجزائرية) يُكتب مقال في حلقات عديدة بعنوان ( الشيعة و الحوار الغائب)
سوّده (عدّة فلاّحي) في عموده الضيّق الذي رُزق به بعد أن قطعت الوزارة مساحة أرزاقه الواسعة، وأقحم نفسه في موضوع لطالما نطق به الغافلون، ولهج به الجاهلون، ألا وهو موضوع علاقة المسلمين بالرافضة الشيعة !!
وفيه أساء كعادته، عندما نثر من ثنائه الخطير على آية الزندقة الخميني، وكأنه يكتب في جرائد طهران، وليس في جريده تحمّلت إلى وقت قريب مسؤولية نشر مقالات وطبعها في كتاب كامل حول موضوع التشيع في الجزائر، والذي أطربتنا تلكم الجريدة كثيرا بأنغام فخرها بعدد النسخ التي بيعت منه في معرض الكتاب كامل
ولكن عندما يكتب فلاحي فليس هي تلك الجريدة المشار إليها، وإنما يتخيل القارئ نفسه وكأنما يقلب صحائف أحد جرائد طهران!
فنأسف أشد الأسف أن الإشادة بالخميني و الثناء على ملّة الرافضة، أضحى يسوّد في جرائد الجزائر السنية، ويبثّ بسببها بين (أمّتها السلفية) كما كان يصفها الإمام الإبراهيمي
قال فلاّحي: (هذه الفعالية التي شاركت فيها دول الشرق والغرب في تمازج حضاري بديع كان يمكن أن يستثمر في التأسيس لثقافة الحوار والتسامح على أوسع نطاق، بين المذاهب الإسلامية من جهة وبين الديانات السماوية والحضارات الإنسانية من جهة أخرى ..)
التعليق: يا فلاحي هلاّ صنفت السلفيين في طبقة أصحاب الديانات السماوية، فتطالب بمحاورتهم، وتسعى في التسامح معهم؟!
أم أنك تعتقد فيهم أنهم أشرّ من الملاحدة، والوثنيين؟!
قال فلاّحي: (ولكن للأسف لم يتحقق هذا الهدف النبيل وإن أثبتت الجزائر التي لم تحسن الخطاب والحوار مع نفسها وذاتها من أنها متفتحة على العالم دون تعصب وعنصرية ولكن هذه الفضائل كلها تهاوت بسبب رياح الفساد المؤسساتي شوه كل ما تم تسويقه من جماليات وبطولات الجزائر وبالخصوص حينما تساهم النخبة في إشاعة ثقافة الكراهية والشقاق التي لا تخدم سوى أعداء الوطن من الخارج)
التعليق: كيف ترمي (الجزائر) كلّها، شعبا وحكومة بهذه التهمة الخطيرة، وكيف تصف شعبا تنتمي إليه بهذه الفواقر الظالمة
يعني لابدّ للجزائريين حتى يرضى عليهم فلاحي أن ينساقوا كالنعاج وراء الرافضة الأخباث، و يرموا بأنفسهم في أحضان الفرق والديانات الأخرى؟
قال فلاحي: (وهذا آية الله العظمى الإمام الخميني رحمه الله يوجه خطابه لجمع من الطلبة سنة أولى980 بالقول "إن الذي أدركه وأتكهنه بمزيد من الثقة هو أن أمريكا لا تعتزم القيام بالتدخل العسكري في إيران، ولا تنوي استخدام المقاطعة الاقتصادية، وإن هي أرادت المقاطعة الاقتصادية فلن تنجح في ذلك، لكنها ستلجأ إلى أسلوب أكثر جدية، وذلك عن طريق إيجاد التصدع الداخلي وحالة العفن الذاتي بيننا.." إلى أن يصل ويقول محذرا "لا خوف من الخارج مادام الداخل لم يتصدع،اخشوا الداخل!&quot
التعليق: لا أطيل كثيرا عند هذه المصيبة الأليمة و التي يعرف خطرها أهل هذه البلاد التي يريد فلاحي أن يورّطها في علاقة مع دولة الإرهاب في طهران.
لكن أريد أن أقف عند وصية أستاذه و شيخه الخميني وأسأله:
هل كنت أنت من المطبقين لها؟ وهل بذلت المساعي في سبيل رأب الصدع الداخلي؟ واجتماع كلمة الأمة الإسلامية؟، وهل السلفيون من الجزائريين هم من أعداء الخارج، حتى تقطع طرفا كبيرا من وقتك في حربهم؟
قال فلاحي مادحا لخطاب شيخه الخميني: (فهذا الخطاب الذي نسوقه يتحقق اليوم وكأن صاحب هذا الكلام ليس برجل دين وفقط وإنما هو رجل له رؤية إستراتيجية وخبير بالمستقبليات ولتوفر هذه المؤهلات التي نادرا ما تجتمع في رجل واحد كما قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، جاءته القيادة طوعا فاستطاع بكل مسؤولية وحكمة أن يخرج شعبه من ظلمات القهر إلى نور العلم والتكنولوجيا النووية التي تواجه اليوم بإيمان وثبات)
التعليق: ليعلم أهل الجزائر أن عدّة فلاحي يريد منهم ومن دولتهم أن تتخذ طريق (السياسة الإيرانية الرافضية) سبيلا للرقيّ والتقدّم!
قال: (من عظيم الأعمال التي كانت تحسب للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي هو دعواته المتكررة ونشاطه الدؤوب من أجل إنجاح الحوار السني الشيعي والتوصل إلى قواسم مشتركة توحد صف الأمة إلا أن تداعيات سقوط نظام صدام حسين وانكماش دور جماعة السنة في السلطة لصالح الشيعة والاقتتال الطائفي الذي هندست له القوى الشريرة والجاهلة دفع بالشيخ القرضاوي وغيره من بعض العلماء على أن يقتروا في تحركاتهم وحجتهم في ذلك أن ما يحدث في العراق هو من تخطيط ومباركة إيران ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تصاعد الموقف من أهل الشيعة والنظام الإيراني بعد فتنة الشام لدرجة أن الشيخ القرضاوي صرح بالقول إنه قد أخطأ الطريق حينما انخرط في مسعى الحوار السني الشيعي ومن أن علماء السعودية كانوا على حق حينما عارضوه في ذلك ولم يستمع إليهم !، ولكن نحن هنا نتساءل إذا بلغ اليأس مبلغه من نفوس العلماء الذين هم ورثة الأنبياء فلمن تلجأ الأمة ومن يداوي جراحها ويعالج عللها)
التعليق: لا تكن يا فلاحي قرضاويا أكثر من القرضاوي!
فهو من هو في ميزان مادة التاريخ التقريب مع الرافضة والتودد إليهم؟!، ومع كل ذلك فقد رجع أخيرا و اعترف – على خلاف عادته- بالحق و نسبه لأهله!
فمن أنت يا فلاّحى حتى تظهر نفسك في حجم أكبر من حجم القرضاوي في ميدان التحاور والتسامح؟! اللّهم إلاّ لبس ثياب الزور
فهذا تعليق موجز على خرجة فلاحي الخطيرة التي تهدد بلاد الجزائر في دينها ومجتمها ودولتها
وهو مفتاح شرّ أخذه هذا الرجل بغية فتح باب لا خير في فتحها
فالحذر الحذر
ومنه يعلم حال من يلهج بالطعن في أهل السنة من السلفيين في الجزائر و على رأسهم فضيلة الشيخ فركوس وفقه الله
والحمد لله رب العالمين

أبو معاذ محمد مرابط
ليلة 25 / رمضان/1434 هـ
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=10952




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©