جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في مخيمات اللاجئين الصحراويين
" جئنا لأداء واجبنا الديني في إغاثة الملهوف "
بقلم الأستاذ: قدور قرناش*
بعد الزيارة المادة التاريخية التي أداها وفد من جمعية العلماء يوم 25 ماي 2014 إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين على هامش نشاط علمي نظمته شعبة الجمعية لولاية تندوف، والذي ضم:
 الدكتور عبد الرزاق قسوم ــــــــــــــ رئيس الجمعية
 الأستاذ زبير طوالبي ــــــــــــــــ مسؤول التنظيم بالجمعية
 الأستاذ محمد الهادي الحسني ــــــــــــ عضو المجلس الوطني للجمعية
 الأستاذ التهامي مجوري ـــــــــــــــ أمين المال بالجمعية
 الدكتور عبد المجيد بيرم ــــــــــــــ الأمين العام للجمعية
 الأستاذ الجيلالي سيفاوي ــــــــــــــ عضو هيئة الإعلام
عادوا مذهولين لهول المأساة الإنسانية التي يعيشها الإخوة الصحراويون في صمت، وحينها أردت إبراز هذه المأساة لكل ذي ضمير يقدم رغيف الخبز وقنينة الدواء بعيدا عن سياسة الأهواء، فكتبت مقالا نشرته العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية، اخترت له عنوانا " حتى لا يصبح الصحراويون نصارى "
ولأن الخبر ليس كالمعانية، كتب الله –عز وجل – لي أن أكون ضمن الوفد الثاني الذي انتقل إلى المخيمات الصحراوية لأشهد وأشاهد ما الذي فعلته السياسة بالدين والأخوة، حيث أن الوفد الأول وعد الإخوة الصحراويين بأن ينقل ماساتهم إلى المجتمع المدني العالمي والإسلامي وكذا الجزائري ليؤدي واجبه الديني كما ينبغي، فالدولة الجزائرية قائمة بواجبها على المستوى الرسمي، وبقي على الشعب أن يحتضن القضية أكثر لأن المحنة تكبر بمرور الشهور والسنين، وصدق الشاعر إذ يقول:
وظلم ذوي القربى أشد مرارة من طعن الحسام المهند
هذا الجرح الغائر حرك شعور أبناء جمعية العلماء، وهي الجمعية التي تقف إلى جانب قضايا الأمة بعيدا عن أي حسابات سياسية لأن الإسلام الذي هو منهجها يأمر بذلك.
إذن، استشعر أبناء الجمعية ضرورة القيام بالواجب، فقررت لجنة الإغاثة بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين برمجة زيارة دعوية وإغاثية لهؤلاء الإخوة الذين كتب عنهم أحد أعضاء المينورسو مقالا بعنوان: " اللاجئون المنسيون" مع الإشارة أنه فلسطيني الجنسية، ولاشتراكهم في محنة اللجوء كان المقال معبرا.
ومن محاسن القدر أن هذه الزيارة كانت في العشر الأواخر من رمضان حيث يتضاعف الأجر والثواب، وهو ما كان مع قافلة الجزائر- غزة الأولى التي سيرتها الجمعية لغزة سنة الثانية010، إذ كانت أيضا في العشر الأواخر.
ضم الوفد الثاني إلى المخيمات كل من:
 الدكتور عبد المجيد بيرم ـــــــ الأمين العام للجمعية
 الشيخ يحي صاري ــــــــــ نائب رئيس لجنة الإغاثة بالجمعية
 الأستاذ التهامي مجوري ــــــــ أمين المال بالجمعية
 الأستاذ قدورر قرناش ـــــــــ عضو المجلس الوطني للجمعية
 الأستاذ نجيب بونداوي ـــــــــ عضو لجنة الإغاثة بالجمعية
 الأستاذ كمال كانون ــــــــــ عضو لجنة الإغاثة بالجمعية
انطلق الوفد يوم الاثنين 20 رمضان 1434 هـ الموافق لـ 29 جويلية 2014 من مقر الجمعية بالعاصمة بعد أداء صلاة الظهر متوجها إلى مطار هواري بومدين الدولي مودعا من طرف الشيخ الرئيس وبعض شيوخ الجمعية.
أقلعت الطائرة في حدود الساعة الرابعة والنصف مساءا، وبعد ساعتين ونصف من التحليق في الجو حطت بمطار تندوف
استقبـال الوفـاء والمحبـة:
لحظة وصولنا وجدنا في استقبالنا السيد حجاج مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تندوف الذي رحب بالوفد قائلا: إن تندوف ألفتكم وألفتموها، حيث منذ تنصيبه قبل أشهر قليلة زار الولاية العديد من الوفود العلمية من أبرزهم العلامة الشيخ الطاهر آيت علجت، كما كان من ضمن مستقبلينا الأخ محجوب محمد سيدي، من الإخوة الصحراويين، وبعد استراحة قليلة، توجهنا على متن سيارات السلطة الصحراوية إلى دار الضيافة بمنطقة الشهيد الحافظ المعروفة شعبيا بالرابوني، وهناك التحق بناء العضو النشيط بشعبة الجمعية في تندوف الأخ نذير محمودي.
إفطـار مـع الصحراوييـن:
وبعد الاستراحة بدار الضيافة الصحراوية، توجهنا إلى قاعة الاستقبال حيث جمعنا اللقاء بالسادة:
- الداه الديه الشيخ وزير العدل والشؤون الدينية.
- السالك عبد الصمد المكلف بوزارة الصحة.
- يحي بوحبين رئيس الهلال الأحمر الصحراوي
- عبد السلام عمار رئيس جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين.
عقب هذا اللقاء القصير كان موعدنا مع صلاة المغرب والإفطار فأمنا الشيخ صاري ثم تناولنا الإفطار.
على هامش الإفطار:
ونحن نتبادل أطراف الحديث على هامش الإفطار نتحدث في هموم الأمة وكيف أفسدت السياسة على الشعوب الإسلامية دينها وأخوتها وإلا ما تفسير مأساة مليون صحراوي وسط أمة المليار مسلم، هذا المليون صحراوي موزعة على المخيمات والشتات والداخل الصحراوي.
أبلغنا مسؤول الهلال الأحمر الصحراوي على أن طعام رمضان للصحراويين تتكفل به منظمة ox fare الإسبانية، فهل صار هؤلاء أكرم وأجود منا؟
سماحة المفتي العام للملكة مادة اللغة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يستمع لانشغالات الصحراويين:
رغم أن جميع المسلمين في العالم الإسلامي يتعبدون الله – عز وجل – بأن أركان الإسلام خمسة، إلا أن السياسة تريد أن تسقط على الصحراويين ركن الإسلام الخامس، حيث أن عدم تعامل الحكومة السعودية مع الصحراويين يجعلهم يحرمون من الحج فلا يستطيعون الحصول على التأشيرة، لكن حرص الصحراويين على دينهم جعلهم لا يعد مون الوسيلة للوصول إلى البقاع المقدسة وهو ما حصل مع الأخ محجوب محمد سيدي، الذي زار المملكة السعودية في زمن الحج لأداء الفريضة، وهناك اغتنم الفرصة ليلتقي سماحة المفتي.
إذ سأل عن المكان الذي يلزمه المفتي عند الصلاة، وهناك جلس محجوب ينتظره، وما إن فرغ الشيخ مسكه محجوب من يديه قائلا له: يا شيخ أنا جئتك من بلاد بعيدة، إما أن تسمع لي أواتيك يوم القيامة أسائلك، وهنا استغفر المفتي الله – عز وجل - ، وأمر سماحته محجوب بإعداد تقرير على أن يلتقيه عند صلاة العصر، وهو ما تم، حيث وعد الشيخ ضيفه بالسعي لتخفيف معاناة المسلمين الصحراويين بعيدا عن أي تجاذبات سياسية كما أن من ثمار هذا اللقاء المبارك أن أرسلت المملكة مادة اللغة العربية السعودية دفعتين من المساعدات تمثل آخرها في أربعمائة طن من التمر موجهة لغذاء تلاميذ المخيمات، ولاشك أن أي مسلم يعتز بانتمائه لهذا الدين سينحو منحى سماحة المفتي ويقف الموقف الإسلامي المطلوب.
كما أثمر لقاء محجوب بسماحة المفتي عن زيارة وفد من مشايخ المملكة السعودية إلى المخيمات الصحراوية وإلقاء دروس مفصلة وعظ وإرشاد بها.
- في مقر جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين:
عقب الإفطار والصلاة، انتقل الوفد في حدود الحادية عشر والنصف ليلا إلى مقر جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين حيث كان جمع من الصحراويين في استقبال الوفد، وهناك قام أحد المسؤولين بالمقر بشرح مفصل ما تضمنته الصور واللافتات والإحصائيات، ثم مشاهدة عرض شريط فيديو حول حياة الصحراويين في الداخل الصحراوي.
وكنماذج لأبناء المفقودين استمع الوفد لشهادة ابنة مفقود ماتت أمها أيضا في النفاس، وهي تبكي حرقة تريد معرفة مصير والدها.
كما قدم شاب قادم من مدينة العيون شهادته حول الحياة هناك وما وقع في مخيم إيكد يميزيك، حيث استطاع هذا الشاب الفرار والتسلل إلى المخيمات في 06 جوان 2014.
وعند الساعة الثانية ليلا ختم الدكتور عبد المجيد بيرم الجلسة بكلمة ركز فيها على أن المسلمين جميعا إخوة ويجب أن يكونوا يدا واحدة على من سواهم.


اليوم الثاني من الزيارة:
بعد استراحة خلد فيها الوفد قليلا للنوم بدار الضيافة استيقظ لتناول السحور وأداء صلاة الفجر، ليبدأ برنامجه في حدود الساعة السابعة صباحا، وتضمن البرنامج العديد من الزيارات الميدانية.
زيارة مقر الهلال الأحمر الصحراوي:
توجه الوفد إلى مقر الهلال الأحمر حيث اطلع على أقسام الهلال والأعمال الجليلة التي يقوم بها، ومن بينها:
- توزيع المساعدات على السكان بانتظام بناءا على الحصص التي يرسلها برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الإغاثية الدولية.
- عقد اجتماع شهري بالجزائر مع جميع منظمات الإغاثة .
- التنسيق مع الولايات الصحراوية في المخيمات والأراضي المحررة قبل وصول المساعدات.
- تقديم إحصائيات لبرنامج الغذائي العالمي.
ومن المعلومات التي تم تزويد الوفد بها هو أن الجزائر طلبت سنة أولى986 من العالم مساعدة اللاجئين الصحراويين، وبعد مدة استجاب العالم للطلب، وتم فتح مكتب بتندوف سنة أولى994 أما سنة الثانية000م فهي سنة وجود المنظمات الدولية بالمخيمات والمساعدات التي تصل الصحراويين تمر في غالبيتها عبر ولاية وهران الجزائرية، كما اشتكى الهلال الأحمر من تكاليف الشحن والنقل.
زيارة مخازن برنامج الغذاء العالمي:
وأنت تدخل هذه المخازن تصطدم بأمر لا يشرفنا كأمة مسلمة، إذ غالبية المساعدات قادمة من أوربا والولايات المتحدة الأمريكية عليها أعلام هذه الدول، فهل هم أكثر إنسانية من المسلمين، وهنا إشارة أن الطفل الصحراوي الذي لا يرى غير المساعدات الأجنبية سيكبر وفي قلبه غصة على الأشقاء الذين ما ساعدوا على إيجاد حل للقضية، ولا هم قدموا الغداء والدواء والحليب ومتطلبات الحياة.

- لقاء عملي بين لجنة الإغاثة والهلال الأحمر:
انعقد اجتماع بمقر الهلال الأحمر، تحدث فيه الجانبين، حيث حيا رئيس الهلال الأحمر هذه الزيارة وثمنها، مشيرا بأن محنة اللاجئين الصحراويين تأتي في المرتبة الثانية بعد محنة اللاجئين الفلسطينيين.
كما أشار إلى أن اللاجئين الصحراويين اقل تكلفة عالميا إذ بعد إيصال المساعدات، الصحراويون هم من يقوم بتوزيعها وهم لاجئوا قضية سياسية، وليس هجرة مجاعة أو كارثة طبيعية.
- يوظف الهلال الأحمر 200 شخص، وله 116 مندوب في الولايات و 54 مندوب في الدوائر.
- عدد اللاجئين الصحراويين في المخيمات وفي الأراضي المحررة يزيد عن 200 ألف شخص.
محنة تحدث عن نفسها:
- يتزود الصحراويون الماء الشروب بالصهاريج وهي مهترئة مما يجعل نقل الماء بواسطتها يشكل خطرا على حياتهم
- نقص كبير في الأطباء.
- الماء المالح أثر على الأفراد.
- التعليم أكبر المتضررين من الأزمة الأوروبية خاصة الإسبانية مما يجعلهم يتوقعون دخولا مدرسيا صعبا.
- فالأدوات المدرسية غير كافية، و 11 مدرسة لا تفتح هذا العام بسبب اهترائها.
- إسبانيا تمول التعليم.
- الاتحاد الأوروبي يمول الخضر والفواكه والخيم.
- الولايات المتحدة الأمريكية أكبر ممول للغذاء.
- تم توزيع 28 ألف قفة رمضان.
- ساهمت تركيا بـ: 500 قفة، بعد ما قامت جمعيات تركية العام الماضي بالتكفل بأضاحي العيد حيث اشترت مجموعة من الجمال وقامت بنحرها وتوزيع لحمها على السكان.
رد الوفد الجزائري:
- وهنا طلب الدكتور عبد المجيد بيرم ترتيب الأوليات لتتولى لجنة الإغاثة بالجمعية إعداد وتحضير قافلة تكون أكبر إلى المخيمات في الأيام القادمة – إن شاء الله -
- أما الشيخ يحي صارى فقال متعجبا: إن المسلم يرحم العصفور فكيف لا يرحم أخاه وجاره وأكد أن صيحة أين المسلمين يجب أن تتحول إلى موقف.
وبعد هذه الكلمات توجه الوفد عبر مسالك وعرة إلى قاعدة نقل المساعدات الغذائية التابعة للهلال الأحمر الصحراوي، وهناك استمع لشروحات، وزار أيضا ورشة صيانة الشاحنات.
إلى مخيم ولاية اسمارة:
يبعد هذا المخيم عن ولاية بوجدور حيث يقيم رئيس الدولة بـ 08 كلم، وعن دار الضيافة بـ 35 كلم انتقل إليه الوفد، حيث وجد في استقباله السيد الوالي، وأعضاء المجلس العلمي وأعضاء من البرلمان، وقد تدخل في اللقاء ممثل عن كل هيئة حاضرة، أما الوفد الجزائري، فناب عنه الشيخ بيرم في الحديث، والشيخ صاري تحدث إلى الإذاعة والتلفزة الصحراوية، مع الإشارة أن الفضائية الصحراوية ممنوعة من البث على نايل سات وعربسات بل تبث على أقمار صناعية أخرى.
المرأة الصحراوية تستقبل الوفد بالزغاريد:
إكراما للوفد الزائر نظمت ولاية اسمارة مهرجانا خطابيا نسائيا، ألقى فيه الشيخان صاري وبيرم كلمتين بليغتين مؤثرتين داعين إلى ضرورة سعي المسلمين إلى ضرورة إعادة جدار الأخوة والسعي لتجاوز هذه المحنة الأليمة، أما السيد الوالي فطالب جمعية العلماء بصفتها ضمير الأمة بنقل هذه المعاناة إلى العالم الإسلامي وهو ما علق عليه الشيخ صاري بقوله: نأسف لعدم وجود مؤسسات إغاثة إسلامية هنا.


زيـارات ميدانيـة متتابعـة:
انطلق بعدها الوفد لحضور توزيع مساعدات غذائية على السكان، ثم تفقد بعض العائلات التي أبكى حالها أعضاء الوفد، ولم يتمالك الأخ كمال كانون نفسه، فاغرورقت عيناه بالدموع لهول المأساة، حيث من بين ما رأينا شيخ مريض مقعد في خيمة تحت 55 درجة مئوية لا دواء ولا ماء ولا غذاء، وأرملة أم لأربعة صبية اثنان منهم يحبوان ولا حليب لهما، وغيرها من المشاهد المحزنة، والتي تنتظر تحركات منظمات الإغاثة الإسلامية.
فـي المستشفـى المركـزي:
توجه الوفد بعدها إلى المستشفى المركزي والذي لا يحمل من المستشفى إلا الاسم لندرة الأساسيات من اللوازم الطبية والأدوية.
تأسس المستشفى المسمى بشير صالح سنة أولى993، به 30 طبيب منذ سنتين، و04 أطباء أخصائيين، تقيم به بعثة طبية كوبية منذ سنتين، ويحوي العديد من الأقسام، لكن يعاني من نقص الأدوية والأجهزة الطبية والأخصائيين، وهن طلب وفد الجمعية تزويده بقائمة الاحتياجات الطبية لتقديمها للمساهمين والمحسنين كي يساهموا في قافلة جمعية العلماء القادمة إلى الإخوة الصحراويين، كما تدخل في هذا اللقاء كل من الشيخ صاري ورئيس البعثة الكوبية ومسؤول المستشفى.
ومما تعجبنا له عدم وجود مكيفات هوائية في غالبية أجنحة المستشفى بل حتى الأسرة قليلة وعند تمام الساعة الواحدة والنصف زوالا من هذا اليوم حيث الحرارة في الذروة توجه الوفد إلى وزارة الصحة، إذ دار حديث بين السيد الوزير والوفد حيث ناشد العالم الحر والعالم الإسلامي من خلال جمعية العلماء تقديم يد العون للصحراويين .
- في المتحف الصحراوي للمقاومة:
بعد القيلولة كانت الوجهة مساءا إلى متحف المقاومة الذي يؤرخ لمادة التاريخ الشعب الصحراوي منذ الاحتلال الاسباني وما خلفه من مآسي، إلى المحنة التي يعيشها اليوم يرجو لها حلا، حيث احتلت إسبانيا الصحراء سنة أولى884 وفي الوقت الذي قررت إسبانيا الخروج في سبعينيات القرن الماضي بعد كفاح مرير كما يقول الصحراويون تفاجؤوا على حد قولهم بالمؤامرة مؤامرة تقسيم الصحراء الغربية بين الدول الثلاث ثم تراجعت عن ذلك موريطانيا وإسبانيا وبقيت المملكة المغربية الشقيقة حيث جرت معها الحرب إلى غاية سنة أولى991 مادة التاريخ وفق إطلاق النار ودخول النزاع مرحلة التسوية بالمفاوضات المتعثرة إلى الآن.
وصول مساعدات الوفد الجزائري:
عند الساعة السابعة مساءا وصلت المساعدات التي أقلها الوفد معه وجاءت برا وهي مساعدة رمزية. في انتظار قافلة كبرى إن شاء الله، إذ أن قافلة الجزائر غزة الثانية هي جاهزة تنتظر استتباب الأوضاع في مصر الشقيقة فقط أما قافلة المخيمات الصحراوية فهي قيد التحضير وتضمنت المساعدات ما يلي:
- مولد كهربائي من الحجم الكبير لتشغيل المستشفى في حال انقطاع الكهرباء وهو ما يحدث كثيرا.
- 5000 ألف مصحف.
- 4500 علبة حليب .
- ومساعدات نقدية رمزية لبعض الأسر المعدمة.
في ضيافة الرئيس محمد عبد العزيز:
بعد يوم حافل بالزيارات والنشاطات استجاب الوفد لدعوة من الرئيس الصحراوي لتناول الإفطار معه في بيته وهناك وجدنا أركان السلطة السياسية والدينية والعلمية للمجتمع الصحراوي وكذا رئيس الوزراء ، إذ رحب الرئيس محمد عبد العزيز بضيوفه وتناول الجميع الإفطار في بيت الرئيس وسط جو إيماني وأخوي ومما قاله السيد الرئيس: إن حضور وفد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى إخوانهم الصحراويين في عز الصيف وفي رمضان أكبر مساعدة تقدم للصحراويين.
في مسجد عائشة أم المؤمنين بمخيم بوحدور:
حين حان موعد صلاة العشاء توجه الجميع إلى المسجد الذي كان مكتظا بالمصلين، وعلى ذكر هذا المسجد فإن جمعية العلماء هي التي جهزته بالمكيفات الهوائية منذ أسابيع، تقدم الشيخ بيرم إلى المحراب حيث ألقى درسا بليغا ركز فيه على دروس مفصلة من ليلة القدر التي وصفها الله – عز وجل – بالسلام، هذا السلام الذي تنشده الأمة اليوم.
جلسـة سمـر:
بعد أداء صلاة العشاء والتروايح خلف شاب صحراوي له صوت رائع وتلاوة عطرة ممتازة عدنا إلى بيت السيد الرئيس حيث اجتمع الجميع على مائدة القهوة والشاي والكل يريد أن يسمع عن مادة التاريخ جمعية العلماء هذه الجمعية العريقة التي هي خير جمعية أخرجت للناس ثم قدم الشيخ بيرم هدية باسم جمعية العلماء إلى الرئيس الصحراوي تمثلت في مجلدات الشهاب وآثار الشيخ الإبراهيمي وكتب أخرى، كما كرم الرئيس أعضاء الوفد باللباس الصحراوي، وبهذا انتهى اليوم الثاني من الزيارة .
اليوم الثالث من زيارة الوفد للمخيمات الصحراوية:
ومع الساعات الأولى ليوم 30 جويلية 2014 انتهت زيارة وفد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين حيث ودعنا الإخوة الصحراويون في حدود منتصف الليل وتوجهنا من بيت الرئيس إلى دار الضيافة، حيث جهزنا أنفسنا وتوجهنا إلى المطار الذي وصلناه قبيل الثانية ليلا، إذ ورغم أن الوقت متأخر إلا أن رئيس شعبة جمعية العلماء بتندوف كان في انتظارنا بالمطار، أما الأخ نذير محمودي عضو شعبة الجمعية هناك فإنه كان ظلا لنا في هذه الرحلة إذ رافقنا منذ وصولنا إلى غاية مغادرتنا عائدين إلى الجزائر العاصمة التي وصلناها عند الساعة الخامسة والنصف صباحا، ليفترق الجميع كل إلى بيته وهم يحمدون الله – عز وجل – على توفيقه للوفد في رحلته التي شرف بها الجزائر والجزائريين وجمعية العلماء، في انتظار تحرك قافلة أخرى تكون أكبر إن شاء الله إلى المخيمات المنسية أما قافلة الجزائر – غزة 02 – فهي حسب اللجنة الوطنية للإغاثة بالجمعية جاهزة إذ أعلنت عن جاهزيتها في انتظار استتباب الوضع في الشقيقة مصر إن شاء الله لتتوجه القافلة إلى الإخوة هناك بفلسطين وهكذا كانت وستبقى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ضمير الأمة المعبر عنها والمحتضن لقضاياها لذلك نجد لها هذا القبول عند الشعب الجزائري والعالم الإسلامي فسلام على الماهدين الأولين الذي أسسوها على تقوى من الله – عز وجل – وتحية للخلف الذين يواصلون اليوم بجد وعزم رسالة السلف.
ـ* عضو المجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©