بسم الله الرحمن الرحيم
كلما تمر بي جنازة يحملها البعض ممن يدعي السنة وتطبيقها اعجب فرط العجب من طريقة الإسراع بالمشي بها إلى درجة الهرولة الشديدة بل وخفيف الجري ...
حتى أرى من يمشي وراءهم من كبيري السن وبعض الثقلاء يجري ويتعرق كي يلحق بها ...
فأقول في نفسي ماهكذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم ... وليس هكذا هديه صلى الله عليه وسلم ... المشقة والإحراج ...
وقد سألني اخ في الله لعل المسألة - اي طريقة المشي بالجنازة وهذه الهرولة الشيدة- مرت بي فاعتذرت له بالجهل ، وقلت له قطعا ليس هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم اكلف نفسي عناء البحث فيها لوضوحها على الأقل بالنسبة لي ومخالفتها لهديه صلى الله عليه وسلم اي رفع المشقة والحرج على الناس ...
حتى وقفت قبل مدة يسيرة على تعليق للحافظ الفقيه سليمان بن ابي القاسم نجاح المالكي الأندلسي على نسخته من الموطأ على حديث "مالك عن نافع أن أبا هريرة قال : أسرعوا بجنائزكم فإنما هو خير تقدمونهم إليه أو شر تضعونه عن رقابكم."
قال :
"معنى الإسراع أن لا يمسكوا الميت اليوم واليومين والثلاثة، وليس أن يمشوا بنعشه مشيا حثيثا كما رأيته يُفعل في بلدان، ودليل ذلك ما رواه أبو داود الطيالسي عن ابن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم مُرّ عليه بجنازة يسرعون بها المشي، فقال رسول الله : "لتكن عليكم السكينة"، وقال- اي الطيالسي- : وحدثنا زائدة عن ليث عن أبي بردة عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم مُر عليه بجنازة يسرع بها وهي تمخض مخض الزق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عليكم بالقصد في المشي بجنائزكم"، وروى ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أسرعوا بجنائزكم [ ... سقط في المخطوطة.... ] عن ابن عبد البر، قلت : وقد ظن قوم أن معنى هذا الحديث أن يسرعوا بالمشي بالجنازة [ .... سقط في المخطوط ... ] عن ابن أبي شيبة في مسنده " اهـ


وكتبه سفيان بن احمد الباتني

ملاحظة: لست انا من وقف على المخطوط بل نقلت بواسطة





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©