هاهو الشهر الكريم قد ولى


في آخر رمضان من كل عام، ومع أول أيام العيد، بل في ليلته، دعونا نتذكّر قول الله عز وجل:



وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا َ


(92) سورة النحل


لما نراه من تبدل وانقلاب أحوال بعض المسلمين، حيث يكونون طوال الشهر الكريم ، يقضون أوقاتهم في العبادات والطاعات، ولا يكاد المصحف يفارق أيديهم، وما إن يعلن ثبوت رؤية هلال العيد حتى تجدهم أناسا آخر


ين، قد نبذوا طاعة ربهم، وانكبوا على المعاصي المختلفة!!.





سبحان الله!!





ولله المثل الأعلى، يبذل الناس في رمضان أوقاتهم في الطاعة والعبادة، ويجتهدون في القرب من ربهم عز وجل، ويتلبسون بحُلة الإيمان، ثم إذا انقضى هذا الشهر الكريم ضيعوا كل ذلك وخلعوا هذه الحلة واستبدلوا بها حُلة المعصية ورداء الفسوق!!




نسأل الله عز وجل الثبات على الحق.





إذا ً فالعاقل هو من يلجم نزوات نفسه، ويسوقها في طريق الطاعة، ويحافظ على عمله من الحبوط والضياع بالمداومة عليه، ويعلم أن رب رمضان هو رب شوال هو رب المحرم، هو رب الشهور كلها، وأن الذين يفعلون الخير في رمضان ثم إذا انقضى عادوا إلى سيرتهم الأولى من الفسوق والعصيان، إنما هم يعبدون رمضان لا رب رمضان، ومن كان يعبد رمضان فإن رمضان شهر يولي وينقضي، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.








©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©