السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،


مساء الفل للناس الكلْ ،

أتمنى أنكمْ بأفضل حال ، في هاتهـ العشر الأواخر التي جعلها الله المتعال ، عتقا من لفحات النيران والجنة لمن إنصاغ لأمره مآل ، كما أتمنى أيضا أنكمْ لم تفرطوا في صالح الأعمال ، فلم تضيعوا الجمل بما حمل ، كي لا تتركوا بلح الشام وعنب اليمن ، بحيث أنكم لم تدبروا عن الطاعات بشتى أصنافها وأطيافها ، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلت مصدقا لقوله - عليه الصلاة والسلام -


بادئ ذي بدء ، أتمنى من الإشراف عدمْ حذف أو نقل الموضوع بحجة أنه موضوع ديني بحت فمكانه في القسم الإسلامي فأقرب مثال لهاذا مايقع في مجتمعنا بأن يقول المسلم لأخيه المسلم لا تتحدث عن الدين فاللدين أصحابه ، فيجب كي تتحدث في أمور دينية في رأيهم أن ترتدي قميصا وتعطر نفسك بعطر مكيْ وتستاك جيدا ثمْ تحفظ المصحف الشريف
والأربعين نووية ثم تتكلمْ ، فهو ماحصل مع فنان مشهور في بلادنا حيث هاجمه البعض لأنه يتحدث عن أمور دينية في أغاني يتصورون أن لها مقاصد دنيوية بحتة ، آه لضائلة بعض العقول أقول ! لا علينا ، فعلى الأقل أخي المشرف يا من إطلعت على الموضوع إحترمْ جهد وتعب كاتبه ، أنت أدرى منه بعملك وأنا أوافقك ، لكنْ أتمنى أن تثبت الموضوع إن رأيت فيه منفعة للعباد ،


أما بعد ، موضوعي الذي سأتطرق له بين من عنوانه ، لا للإحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام ! فهي بدعة واضحة
جلية وسأعطيكمْ حججي ،

على بركة الله أستهل حديثي :
لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية فقال:
" إن الله أبدلكم يومين خيراً منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى"
رواه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي بسند صحيح
فمن المعلوم في الإسلام أنه لا يوجد عيد ثالث للمسلمين غير عيد الأضحى وعيد الفطر إذما إستثنينا يوم الجمعة ،
هذا من جهة أما من جهة أخرى : هل إحتفل الصحابة أمثال عمر إن الخطاب والصديق أبو بكر - رضوان الله عليهما - بيوم ميلاده بعد وفاته لا وألف لا !
وهل إحتفل عليه الصلاة السلام بعيد ميلاده ؟ لا أيضا ، وهل إحتفل عليه صلوات ربي وسلامهـ ، بيوم ميلاد المسيح عليه السلام أو بيوم ميلاد أبي المسلمين جميعا إبراهيم ؟ رغم أنه من سمانا بالمسلمين ،

أضيف : سئل النبي _ صلى الله عليه وسلم _ عن صيام يوم الاثنين فقال : ذاك يوم ولدت فيه ويوم بُعِثتُ أو أُنزِلَ علي فيه .. ، فمن أراد أن يحتفل بيوم ميلاده حقا فليصمْ أيام الإثنين ما إستطاع ، فذاك أفضل له ، فيستشعر بقلبه حبه لمن بعث فيه رحمة ، وليس أن يفرح ويغني ويقرع الطبول ليوم ميلاده ويأكل فتصيبه التخمة ولا يستطيع إكمال شرب كوب كوكاكولا أو حتى حمود بوعلامْ الذي أمامه لأن بطنه قد إمتلئ من الكأس الإفتتاحي الذي شربه للتو ،

منكم من يقول وما المانع في أن يتقرب الإنسان إلى الله في ذاك اليوم بقراءة سنة حبيبه وصفيه ،

أقول لكم إني أحسب أننا قرأنا ما يكفي عن سيرته وسنته ، فلنطبق ماتعلمناه من خصائله وفضائله أولا ثم نقرأ ونطبق نقرأ ونطبق كي لا يكون ما تعلمناه عنه يوم القيامة حجة علينا ، ثمة شيئ آخر : أتذكر أني في طفولتي وإلى يومنا الحالي لم أقرأ كتاب كامل من كتب السنة في يوم ميلاده عليه الصلاة والسلام لأنني كنت أحسبها عطلة من العطل ، ولم تبقى لي منها سوى ذكريات عابرات كالمفرقعات وال feux d'artifices
وغيرها وإني لأحسب أنهم كثيرون أمثالي ، فلمْ يكن عندي ما يسمى بالوعي الديني عن ليلة ميلاده عليه أفضل الصلاة وأزكى التسلييمْ ،

قد وصلت للتو إلى منعرج الموضوع ، أتدرون إخواني الفضلاء أخواتي الفضلايات أنني تعدمت كتاب كاملة يوم وفاته عوض كتاب كاملة يوم ميلاده في العنوان ليس سهوا مني وتقصيرا ، بل أنا أدري ما أقول ، فقد إختلف جمهور العلماء عن يوم ميلاده بالضبط فهناك من قال في التاسع وهناك من قال بالثاني عشر وهناك وهناك أقاويل كثيرة

لكن المتفق فيه ، أنه عليه الصلوات والسلام توفي في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول ، فجهلنا بهذه الحقيقة جعلنا نحتفل بشتى أنواع الزغاريد ونرقص ونغني ليوم وفاته عليه الصلاة والسلام !

فحتى ولو كان ولد بنفس اليوم أليس من الأولى بنا ، أن نتذكر أن الأرض في هذا اليوم فقدت أطهر من مشى على ثراها ، أفبعد كل هذا نضحك ونفرح بهذا اليوم !


للحدييث بقية في الرد القادمْ إن شاء الله ،




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©