وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة هذا العيد السعيد
أنَّ شهر رمضان المبارك الذي ودعناه موسم عظيم للتعوّد على الطاعة ، وتقوية الإيمان ، والاجتهاد في العبادة ؛ بل هو مدرسةٌ تربويةٌ إيمانيةٌ عظيمةٌ يتلقى فيه المؤمنون الدروس مفصلة النافعة ، والعظات البالغة ، والحِكَم البليغة ؛ فيقوى فيه إيمانهم ، ويزداد يقينهم ، وتنشرح مفصل صدورهم للطاعة ،
ولهذا فإنه قبيح بالمسلم أن يتخلى عن العبادة والطاعة بعد انقضاء هذا الشهر الكريم كما هو الحال من بعض الناس ؛ لا يعرفون العبادة والطاعة إلا في رمضان !! فيا من عرفت في رمضان أن لك رباً كيف نسيته بعد رمضان ؟! ويا من عرفت في رمضان أنَّ الله أوجب عليك الصلوات الخمس في المساجد كيف جهلت ذلك أو تجاهلته بعد رمضان ؟! ويا من عرفت في رمضان أن أمامك جنةً وناراً وثواباً وعقاباً كيف نسيت ذلك بعد رمضان ؟! ويا من كنتم تملئون المساجد في رمضان وتتلون القرآن كيف هجرتم المساجد والقرآن بعد رمضان؟! سُئل بعض السلف عن حال مثل هؤلاء فقال : " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان " .

ولذا ينبغي أن نتذكر أنَّ ربَّ الشهور واحد ؛ فربُّ رمضان هو ربُّ شوال وشعبان وسائر الشهور ، والواجبُ على المسلم أن يعبد الله ويُقبل على طاعته ويبتعد عن معاصيه في كل وقت وحين ، كما قال سبحانه : {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر:99].


جزء من مقال للشيخ عبد الرزاق البدر




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©