سعيد بن المسيب وثبات العلماء




سعيد بن المسيب وثبات العلماء عندما استولى عبد الملك بن مروان على الخلافة ألزم الناس سنة ٨٥ هـ بالبيعة لولديه من بعده الوليد ثم لسليمان ، فبايع الناس لهما، فلما وصل الخبر المدينة وبايع بعض أهلها أبى سعيد بن المسيب إمام التابعين في عصره أن يبايع وقال: لا أبايع اثنين ما اختلف الليل والنهار. واحتج بحديث “نهى عن بيعتين في بيعة”.
فعرضوا عليه أن يخرج من المدينة إلى العمرة حتى يبايع أهل المدينة.
فقال: لا أجهد بدني وأنفق مالي في شيء ليس لي فيه نية.
فقالوا له: الزم دارك حتى ينقضي الأمر.
فقال: وأنا أسمع الأذان حي على الصلاة حي على الفلاح؟! ما أنا بفاعل.
فقالوا: فإذا قرأ الوالي عليك الكتاب كامل فلا تقل لا ولا نعم.
فقال: فيقول الناس: بايع سعيد بن المسيب. ما أنا بفاعل.
فقيل له: ادخل من الباب واخرج من الباب الآخر.
فقال: والله لا يقتدي بي أحد من الناس.
فأُمر بضربه والطواف به وسجنه وعرضه على السيف، فلم يرجع عن رأيه!.
فكان عمر بن عبد العزيز يقول: ما أغبط رجلاً لم يصبه في هذا الأمر أذى.
وقد دخل عليه جماعة وهو في السجن فقالوا: اتق الله! فإنا نخاف على دمك.
فقال لهم: اخرجا عني، أتراني ألعب بديني كما لعبتما بدينكما!.
وقال أيضاً: إن أراد عبد الملك أن أبايع الوليد فليخلع نفسه!.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©