بسم الله الرحمن الرحيم

1.أن الشرك بجميع أنواعه شنيعٌ ومقيتٌ، وسيء العاقبة على أهله، وإن صلوا وصاموا؛ وزكواْ، وحجوا وزعموا أنهم مسلمون؛ لا يقبل الله منهم أي عمل. قال الله تعالى:﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا﴾ [الفرقان : 23] والمعنى: عمدنا وقصدنا إلى جميع أعمال هؤلاء الذين يتقربون بها إلى الله -زعموا- هم مشركون؛﴿فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا﴾ [الفرقان : 23] هذا وجه، من شدة الوعيد.
2. الوجه الثاني: أن الشرك محبط للعمل؛ فأعمال المشرك بالله وإن كانت أمثال الجبال فليس لها عند الله وزن - أي قبول-؛
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[الزمر : 65].
أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أنه فيما أوحاه إليه وإلىإخوانه من المصطفين الأخيار عليهم الصلاة والسلام أجمعين شيئين إن أشركوا وحاشاهم:-
- الأول:حبوط العمل؛ فكأنه لم يكن.
- الثاني: الخسران؛ وهذا يؤكد سابقه.
وإن قال قائل: ألا يكفي سابقه وهو حبوط العمل؟!
والجواب:والله أعلم أن الله ذكر هذا لفائدة أخرى غير التوكيد وهي قطع الأمل؛ لأن الخسارة قد تُعوض بشيء مثلها أو خير منها؛ لكن هنا لا عوض على هذه الخسارة حتى يسلم المشرك، فلا تنفعه جميع أعماله.
- الوجه الثالث: من أوجه الوعيد والمقت:
وهنا سؤال؟! لما خُوطب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخطاب والإجماع منعقد بين علماء الملة أنه صلى الله عليه وسلم شأنه شأن من قبله من المرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين أنهم معصمون من كبائر الذنوب الشرك فما دونه، وكذلك معصمون من صغائر الخسة كالقبلة المحرمة والنظرة المحرمة؟!
والجواب: نحن كذلك نقطع بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير داخل في هذا الخطاب، فالخطاب لا يشمله لما تقرر من عصمته صلى الله عليه وسلم لكن توجيه الخطاب إليه لأنه هو إمام الأمة ومبلغها عن الله سبحانه وتعالى أمره ونهيه وخبره.
3. الوجه الثالث- من أوجه الوعيد-:في قوله تعالى:﴿وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ[الحج : 31]وهذا تنبيهٌ عن بعد المشرك عن الله سبحانه وتعالى, وأنه بذهاب أعماله الحابطة التي هي هباء منثور جزاء شركه بالله عز وجل يشبه هذا الذي سقط من السماء فخطفته الطير أو وقع في مكان سحيق -يعني: بعيد-لا يستطيع أحد الوصول إليه حتى ينقذه من مهواه؛ ومهوى المشركين النار.
((صح أنه سقط حجر؛ أن الناس سمعوا رجفة، وهم جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتدرون ما هذا؟! قالوا: الله ورسوله أعلم، قال هذا حجر أُلقي في جهنم منذ سبعين عامًا أو قال سبعين خريفًا حتى وصل الآن إلى قعرها)) فهل يتصور مشركٌ هذا!.
مستفاد من:رسالة نواقض الإسلام - الدرس 02 | للشيخ:عبيد بن عبد الله الجابري
ميراث النبياء





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©