بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين..
& أوقع كلمة على قلبي سمعتها من العلامة الشيخ فركوس حفظه الله &

ذات يوم في إحدى مجالس الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله , جاءه أحدهم كان قد أساء الكلام والأدب مع الشيخ حفظه الله , والشيخ صبر عليه وحلمه معه ونصحه , وبعدها سبحان الله بأيام قليلة رجع إليه , وقد استقام ظاهرا , فأرخى ليحته ولبس قميصا , واعتذر من الشيخ عما بدر منه وقال له :

( أنا لما كنت صغيرا ألعب في التراب كان الشيخ فركوس مجتهدا في القراءة والطلب , ولما أفقت وكبرت وجدت الشيخ فركوس قد أصبح عالما .... )

والشيخ حفظه الله لما سمع كلامه هذا أنكره بوجه , ثم ذكر له أنه متعود على مثل هذه التصرفات من بعض الأشخاص , وذكره له بعض الأمثلة , وبعدها قال الشيخ كلمة وقعت في قلبي وأثرت في تأثيرا كبيرا , وزدت بعدها محبة للشيخ وتقديرا له حيث قال حفظه الله ورعاه :

(( .... أنا لما أتكلم معكم لا أتكلم معكم كشيخ , بل أتكلم معكم كأخ كبير عليكم , ولذلك أنزل المستوى حتى يفهم من لا يستطيع أن يفهم , ولكن البعض لما يرانا نتكلم هكذا يظن أن هذا مستوانا فيتعالى علينا ... ))

وصنيع الشيخ فركوس حفظه الله هذا هو امتثالا
لقوله تعالى (( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ )) ,
وليس همه أن يرفع مستواه حتى يظهر للناس أنه قوي في العلم , بل همه أن يوصل العلم لكل الناس ويفهمهم كل على حسبه , وهذا هو العالم الرباني بحق , إذ أن العالم الرباني كما ورد عن السلف في تفسير الاية أنه هو : يربي الناس بصغار العلم قبل كباره . وكتبه : [ ياسين بن محمد نومري ]





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©