الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
نذكر بإذن الله تعالى ، الشفعاء الذين يشفعون يوم القيامة ، مع ذكر الدليل على شفاعة كل واحد منهم .


أولاً : شفاعة رب العالمين وأرحم الراحمين سبحانه وتعالى :
 وقد ورد ذلك في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي رواه البخاري وغيره :
(( .. فَيَقُولُ الْجَبَّارُ : بَقِيَتْ شَفَاعَتِي .
فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنْ النَّارِ ، فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدْ امْتُحِشُوا ، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ ، فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤُ ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمْ الْخَوَاتِيمُ ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَهْلُ : الْجَنَّةِ هَؤُلاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمْ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ .. الحديث))[1].

*****



ثانيًا : شفاعة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :
وهي شفاعات متعددة قد ذكرناها في موضوع أنواع الشفاعة ، وقد وردت بها الأحاديث الصحاح وقد بلغت حد التواتر ، وأعظمها الشفاعة الكبرى ، وشفاعته لدخول الجنة وشفاعته ارفع درجات أهل الإيمان في الجنة وغير ذلك .

******



ثالثًا : شفاعة القرآن الكريم وسورتي البقرة وآل عمران :
عن أَبُي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ ، الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا ، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ )) قَالَ مُعَاوِيَةُ : بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ .[2]


وسورة الملك
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( سُورَةٌ مِنْ الْقُرْآنِ ثَلاثُونَ آيَةً تَشْفَعُ لِصَاحِبِهَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ))[3]



*****



رابعًا : شفاعة لأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه في حديث الشفاعة الطويل قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( .. فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ .. ))[4]


 وعند الإمام أحمد رحمه الله :
(( .. ثُمَّ يُقَالُ ادْعُوا الأَنْبِيَاءَ قَالَ فَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ وَالنَّبِيُّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ..))[5]



*****



خامسًا : شفاعة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام :
 عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
(( يقول إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ القيامةِ : يا ربَّاهُ ، فيقول الربُّ جلَّ وعلا : يا لَبَّيكاهُ ، فيقولُ إبراهيمُ : يا ربِّ حَرَّقْتَ بَنِيَّ ، فيقولُ : أخرجوا من النارِ منْ كانَ في قلبهِ ذَرَّةً أو شعيرةً من إيمانٍ ))[6] .


سادسًا : شفاعة الصديقين رضي الله عنهم :
 في حديث الشفاعة الذي رواه أحمد عن أبي بكر رضي الله عنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( .. ثُمَّ يُقَالُ ادْعُوا الصِّدِّيقِينَ فَيَشْفَعُونَ ..))[7]



*****



سابعًا : شفاعة الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام :
 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( .. فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلائِكَةُ .. ))[8]



*****

ثامنًا : شفاعة الشهداء الكرام :عن أَبي الدَّرْدَاء قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( يُشَفَّعُ الشَّهِيدُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ))[9] .
عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سبعُ خِصَالٍ ، يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ من دمهِ ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، ويُحلَّى حُلَّةَ الإِيمانِ ، وَيُزَوَّجُ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ ، الْيَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إنسانًا من أهلِ بَيتِهِ ))[10]



*****



تاسعًا : شفاعة المؤمنين :في حديث الشفاعة الطويل ، وقد مر كاملاً : عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( .. فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الْحَقِّ قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ الْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا فِي إِخْوَانِهِمْ يَقُولُونَ : رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا ، وَيَصُومُونَ مَعَنَا ، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ ، وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ، فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ثُمَّ يَعُودُونَ ، فَيَقُولُ : اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ، ثُمَّ يَعُودُونَ ، فَيَقُولُ : اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ))[11]
 وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا لا يَمُوتُونَ وَلا يَحْيَوْنَ ، وَأَمَّا أُنَاسٌ يُرِيدُ اللَّهُ بِهِمْ الرَّحْمَةَ فَيُمِيتُهُمْ فِي النَّارِ ، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِمْ الشُّفَعَاءُ ، فَيَأْخُذُ الرَّجُلُ أَنْصَارَهُ فَيَبُثُّهُمْ ، أَوْ قَالَ فَيَنْبُتُونَ عَلَى نَهَرِ الْحَيَاءِ ، أَوْ قَالَ الْحَيَوَانِ أَوْ قَالَ الْحَيَاةِ أَوْ قَالَ نَهَرِ الْجَنَّةِ ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحَبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ، قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا تَرَوْنَ الشَّجَرَةَ تَكُونُ خَضْرَاءَ ثُمَّ تَكُونُ صَفْرَاءَ ، أَوْ قَالَ تَكُونُ صَفْرَاءَ ثُمَّ تَكُونُ خَضْرَاءَ ، قَالَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ كَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِالْبَادِيَةِ ))[12]


وعن أَبي بَرْزَةَ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( إِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يشْفَعُ لأَكْثَرَ مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ )) [13]



******

عاشرًا : شفاعة الأطفال في آبائهم وأمهاتهم :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : قَالَتْ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ :
مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلاثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنْ النَّارِ . . فَقَالَتْ امْرَأَةٌ : وَاثْنَتَيْنِ .
فَقَالَ : وَاثْنَتَيْنِ ))[14] .


 عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ : إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسَرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ إِذَا احْتَسَبَتْهُ ))[15] .


 عَنْ أَبِي حَسَّانَ قَالَ : قُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ : إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ ، فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا ؟
قَالَ رضي الله عنه : نَعَمْ ؛ صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ[16] الْجَنَّةِ ، يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ ، أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ ، فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ أَوْ قَالَ بِيَدِهِ ، كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا ، فَلا يَتَنَاهَى ، أَوْ قَالَ فَلا يَنْتَهِي ، حَتَّى يُدْخِلَهُ اللَّهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ ))[17] .


 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَقَالَ : (( مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ بَيْنَهُمَا ثَلاثَةُ أَوْلادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ ، إِلا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ الْجَنَّةَ ، قَالَ : يُقَالُ لَهُمْ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُونَ : حَتَّى يَدْخُلَ آبَاؤُنَا ، فَيُقَالُ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ ))[18] .


عن قرة بن إياس قَالَ : (( كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَهَلَكَ فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الْحَلْقَةَ لِذِكْرِ ابْنِهِ فَحَزِنَ عَلَيْهِ ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَالِي لا أَرَى فُلانًا ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ بُنَيُّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّهِ ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ ، فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : يَا فُلانُ أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ : أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ أَوْ لا تَأْتِي غَدًا إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلا وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ ؟ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لِي لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ ، قَالَ : فَذَاكَ لَكَ )) رواه النسائي . وعند أحمد : فَقَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِكُلِّنَا ؟ قَالَ : بَلْ لِكُلِّكُمْ ))[19] .



*****

الحادي عشر : شفاعة الصيام : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ ))[20] .



******

الثاني عشر : شفاعة الحجر الأسـود :
 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَجَرِ :
(( وَاللَّهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ ))[21]

******

الثالث عشر : شفاعة أهل عرفة :
 عن مجاهد عن ابن عمر قال : (( كنت جالسًا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فذكر الحديث في فضل الحج وفيه .. "أن الله تعالى يقول لهم عند وقوفهم بعرفة : أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم له" ))[22] .


قال السفاريني رحمه الله :
(( والحاصل أن للناس شفاعات بقدر أعمالهم ، وعلو مراتبهم ، وقربهم من الله تعالى ، والقرآن يشفع لأهله ، والإسلام يشفع لأهله ، والحجر الأسود يشفع لمستلمه ، ولكن لا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون "من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه" )) .ا.هـ[23]




*****






[1]رواه البخاري في التوحيد باب وجوه يومئذ ناضرة (6886) وقد سبق تخريجه .
[2] رواه مسلم في صلاة المسافرين باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة ( 1337) ، وأحمد في حديث أبي أمامة (21126).
[3] رواه أبو داود في الصلاة باب عدد الآي (1192) ، والترمذي في فضائل القرآن (2816 ) ، وابن ماجه في الأدب (3776 ) ، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود برقم (1247).
[4] رواه البخاري (6886 ) وسبق تخريجه.
[5]رواه أحمد من حديث أبي بكر (15) وقال أحمد شاكر إسناده صحيح ، وسبق تخريجه .
[6]رواه ابن حبان في صحيحه باب الإخبار عن شفاعة إبراهيم صلوات الله عليه للمسلمين من ولده (7378) ، وقال شعيب الأرناؤط : إسناده صحيح على شرط الشيخين (16/384) .
[7]رواه أحمد (15) وسبق .
[8]رواه البخاري (6886) وسبق .
[9] رواه أبو داود 2160، وصححه الألباني (صحيح الجامع 8093)،وصحيح أبي داود 2201.
[10]صححه الألباني في صحيح الجامع (5182) ، ورواه الترمذي ، وابن ماجه ، وأحمد بلفظ : ست خصال فلم يذكروا جملة ((ويحلى حلة الإيمان )).
[11] رواه البخاري وغيره (6886) وسبق .
[12] رواه أحمد في حديث أبي سعيد (10593) ، ومسلم في الإيمان (271) .
[13] رواه أحمد في حديث الحارث ( 17183) ، وابن ماجه في الزهد ( 4314 ) ، وصححه الألباني (صحيح الجامع 5363).
[14]رواه البخاري في العلم باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم (99) ، ومسلم في البر والصلة (4768) ، والنسائي في الجنائز (1853) ، وأحمد في مسند أبي سعيد (10869).
[15]رواه ابن ماجه في ما جاء في الجنائز باب ما جاء فيما أصيب بسقط (1598) ، وأحمد في مسند جابر (21076) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (1305) .
[16]قال النووي رحمه الله : الدعموص : دويبة تكون في الماء لا تفارقه ، أي أن هذا الصغير في الجنة لا يفارقها .
[17]رواه مسلم في البر والصلة باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه (4769) ، وأحمد في حديث أبي هريرة (10211).
[18]رواه النسائي في الجنائز باب من يتوفى له ثلاثة (1853)،وأحمد في المسند (10213)،وصححه الألباني في صحيح النسائي (2/22) .
[19]رواه النسائي في الجنائز باب التعزية (2061) ،ورواه أحمد في المسند(15042)،وصححه الألباني في صحيح النسائي (2/84)
[20] رواه أحمد في مسند عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما (6337) ، وقال الشيخ أحمد شاكر (10/118) : إسناده صحيح ونقله ابن كثير في فضائل القرآن (93) ، وهو في مجمع الزوائد (3/181) ، وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير ، ورجال الطبراني رجال الصحيح ، ورواه الحاكم في المستدرك (1/554) وقال : صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، ورواه أبو نعيم في الحلية (8/61) ا.هـ ؛ والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع (3882) وقال : رواه أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي .
[21] رواه الترمذي في الحج باب ما جاء في الحجر الأسود (884) ، وابن ماجه في المناسك (2935) ، وأحمد في مسند ابن عباس (2511) ، والدارمي في المناسك (1768) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2382) .
[22]رواه البزار وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح (إلفات النظر ص 211) .
[23]لوامع الأنوار (ص 211) .
مختصرًا : من كتاب كامل الشفاعة
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=6329




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©