الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد:

فإن الحماس الزائد عن اللزوم عند الانسان يعمي البصيرة و يصرف عن الحق، وذلك ما نراه اليوم عند مناقشة بعض المجاهيل للمظاهرات والحرية والدمقراطية.....وقد يتعدى البعض ذلك, ويمس عقيدة المسلمين في مسألة الخروج عن حكام المسلمين !!!!؟؟؟, و هؤلاء يعذرون لأن الفكر عندهم يكاد ينعدم, فنسأل الله أن يهديهم، هم وولي أمرهم الذي يرتع ويتسكع في الجبال والأحراش المظلمة, يكفر في عباد الله, ويتعطش لسفك دماء المسلمين، ما يهمنا الان ليس مناقشة آراء, لأن أقوال المجاهيل هنا مقذوفة بعيدا لا نأخذ منها عقيدتنا، بل نريد نقل كلام إمام من أئمة المسلمين لنرى هل هؤلاء الذين يدعون للخروج يتبعون عقيدة أهل السنة والجماعة أم يحيون عقيدة ذو الخويصرة، كتبت الموضوع لأني وقفت على كلام لإمام لا يطعن في إمامته إلا جاهل تركب جهله، لأنه أمير المؤمنين في الحديث, وكتاب كامله أصح كتاب كامل بعد كتاب كامل الله، والامام البخاري هنا يكتب عقيدة العلماء التي تلقاها عن ألف شيخ, من مشائخه, أين طاف شرقا وغربا, وذكر الامام أسماء العلماء ثم قال أنه يكتفي بهؤلاء إذ أنه لم يجد مخالفا لهؤلاء وإليك عقيدة السلف لعل خارجيا يعود ويتوب وضالا يهتدي :


أخرج الإمام اللالكائي في كتاب كامله [شرح مفصل أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب كامل والسنة وإجماع الصحابة ]بسنده إلى أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري قال:
أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حفصِ الهرويّ قال: حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ سلمةَ قال: حدثنا أبو الحسين محمدُ بنُ عمرانَ بنِ موسى الجرجاني قال: سمعتُ أبا محمدٍ عبدَالرحمنِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ البخاري بالشاش، يقول: سمعتُ ابا عبدَ الله محمدَ بنَ إسماعيل البخاري يقول:

لقيتُ أكثرَ من ألفِ رجلٍ من أهلِ العلمِ،

من أهلِ الحجازِ، ومكةَ، والمدينةِ، والكوفةِ، والبصرةِ، وواسطَ، وبغدادِ، والشامِ، ومصرَ، لقيتُهم كراتٍ -قرنا بعد قرن ثم قرنا بعد قرن- أدركتُهم وهم متوافرون منذ أكثر من ستٍ وأربعينَ سنةٍ، أهل الشام، ومصر، والجزيرة مرتين، والبصرة أربع مرات في سنين ذوي عدد،

وبالحجاز ستة أعوام، ولا أحصي كم دخلت الكوفة، وبغداد مع محدثي أهل خراسان، منهم: المكيَ بن إبراهيم، ويحيى بن يحيى، وعلي بن الحسن بن شقيق، وقتيبة بن سعيد، وشهابَ بن مَعمر..

وبالشام: محمدَ بن يوسفَ الفريابي، وأبا مسهر عبدَ الأعلى بن مسهر، وأبا المغيرة عبدَ القدوس بن الحجاج، وأبا اليمان الحكمَ بن نافع، ومن بعدهم عدة كثيرة..

وبمصر: يحيى بن كثير، وأبا صالح -كاتبَ الليثِ بن سعدٍ-، وسعيدَ بن أبي مريم، واصبغ بن الفرح، ونُعيمَ بن حماد..

وبمكة: عبدَ الله بن يزيد المقري، والحميدي، وسليمان بن حرب -قاضي مكة-، وأحمد بن محمد الأزرقي..

وبالمدينة: إسماعيل بن أبي أويس، ومطرف بن عبد الله، وعبد الله بن نافع الزبيري، وأحمد بن أبي بكر أبا مصعب الزهري، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي..

وبالبصرة: أبا عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني، وأبا الوليد هشام بن عبد الملك، والحجاج بن المنهال، وعلي بن عبد الله بن جعفر المديني..

وبالكوفة: أبا نعيم الفضل بن دكين، وعبيد الله بن موسى، وأحمد بن يونس، وقبيصة بن عقبة، وابن نمير، وعبد الله،وعثمان ابنا أبي شيبة..

وببغداد: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبا معمر، وأبا خيثمة، وأبا عبيد القاسم بن سلام..

ومن أهل الجزيرة: عمرو بن خالد الحراني..

وبواسط: عمرو بن عون، وعاصم بن علي بن عاصم..

وبمرو: صدقة بن الفضل، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي..

واكتفينا بتسمية هؤلاء كي يكون مختصرا، وأن لا يطول ذلك، فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياء:

اقتباس:
سأذكر فقط مسألة الخروج عن الحكام

.........

ويَحثون على ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه، لقوله -تعالى-:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].

وأن لا ننازعَ الأمرَ أهله، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:« ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ صَدْرُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ أُولِي الْأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ . ».

أخرجه أحمد وابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني.


هذه عقيدتنا يذكرها أهل العلم، وأيما صبي قال غير هذا فليعلم أنه يعبث بعقيدته ...... فليصمت ولا يتكلم في أمر الأمة التي هي في غنى عن عبثه





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©