تربية الثبات على العقيدة والتضحية من اجلها
"
إنّ العقيدة الإسلامية تؤثر في الفرد والمجتمع،فهي تشعر الإنسان بقيمته الذاتية وخصائصه الإنسانية،ليسير
في سلوكه الحيوي بوحي من هذه العقيدة،وهذا أرقى مستوى يصل إليه الفرد ،...،وحين تنغرس العقيدة المؤمنة
في نفوس معتنقيها،فإنها تعطي ضمانات لأصحابها بإصلاح النفوس والعقول والأرواح،فبدون عقيدة لا ينفع علم ولا
تنفع تربية ولا يردع قانون...كذلك العقيدة تنمي بالفرد حب الخير لذاته لا طمعاً بنفعٍ ولا انسياقاً وراء غرض دنيوي أو هوى،كما تشيع فيه روح التفاؤل وتبعد عنه روح القنوط واليأس،وبذلك يحيا المسلم للأمل والعمل والجد والعقيدة لها أثر كبير في المجتمع،فهي توحد الهدف بين الفرد ومجتمعه،مما يضمن لها التماسك والتحاب.
فعقيدة كهذه يجب التضحية من أجلها بالمال والنفس،فلنربّ أطفالنا ولنسعَ جهدنا إلى أن نربطهم دائماً بالعقيدة الإلهية،ولننمي فيهم روح الفداء والتضحية من أجلها،وكلنا يعلم أنَّ الطفل المسلم اليوم يواجه الكثير من التحديات،وتُخَطط له المؤامرات والدسائس،لتحرفه عن دينه السويّ،ولتخرجه من دائرة الالشريعة الاسلامية السمحاء.
فالصبر والثبات والتضحية هي الأصل للنجاح،والحصول عليهم ليس سهلاً،فالثبات والصبر يكونان من باب الرياضة
النفسية التي لا بدَّ منها لضمان ثبوته على عقيدته،لقد نُدب إلى التضحية والثبات كما ندب إلى الصبر ووعد عليهما بالأجر العظيم."
قال تعالى:{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
(111)
سورة التوبة
يُرَغِّبُ اللهُ تَعَالَى النَّاسَ فِي الجِهَادِ،وَيُخْبِرُهُمْ بِأَنَّهُ سَيُعَوِّضُ المُؤْمِنِينَ بِالجَنَّةِ عَنْ بَذْلِهِمْ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فِي
سَبِيلِ اللهِ،لِتَكُونَ كَلِمَةَ اللهِ هِيَ العُلْيَا،وِلإِحْقَاقِ الحَقِّ،وَإِقَامَةِ العَدْلِ فِي الأَرْضِ،فَهُمْ حِينَ يُجَاهِدُونَ يَقْتُلُونَ
أَعْدَاءَهُمْ،وَيُقْتَلُونَ هُمْ،وَهُمْ فِي كِلاَ الحَالَيْنِ مُثَابُونَ عَلَى ذَلِكَ .وَقَدْ وَعَدَ اللهُ عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ بِهَذَا الجَزَاءِ
الحَقِّ،وَجَعَلَهُ حَقّاً عَلَيهِ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالقُرْآنِ .
ثُمَّ يَدْعُو اللهُ تَعَالَى مَنِ التَزَمَ مِنَ المُؤْمِنِينَ بِعَهْدِهِ للهِ إِلَى الاسْتِبْشَارِ بِذَلِكَ الفَوْزِ العَظِيمِ،وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ،لأَنَّهُ لَيْسَ
هُنَاكَ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ مِنَ اللهِ تَعَالَى وَفَاءً بِالْعَهْدِ،وَلاَ أَكْثََرَ مِنْهُ التِزَاماً بِالوَعْدِ الذِي يَقْطَعُهُ عَلَى نَفْسِهِ الكَرِيمَةِ،وَلَيْسَ
هُنَاكَ رِبْحٌ أَكْبَرُ مِنَ الرّبِحِ الذِي يُحَقّقُهُ المُؤْمِنُونَ فِي هَذِهِ الصَّفْقَةِ
ولنحدِّث أطفالنا عن مواقف من الصبر والثبات والتضحية من السلف الصالح،وفي مجتمعنا الحاضر.
"
إن مسؤولية التربية العقائدية لدى المربين والآباء والأمهات لهيَ مسؤولية هامة وخطيرة لأنها تهدف إلى خلق الشخصية الإسلامية السوية التي تحمل رسالة الإسلام إلى العالم بكل ما يهدف إليه الإسلام من فضائل وأخلاق"لتحقيق الاستخلاف في الأرض قال تعالى:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ
فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
(30)
سورة البقرة.
"
فلنعمل على استقرار العقيدة وثباتها في أعماق أنفس أطفالنا لأنها تجعلهم أعزة فلا يذلون،بل أنوفهم شامخة أمام كل قوى الأرض لا ترهب سلطاناً ولا تخضع لهوى ولا تنطلق وراء الشهوات والملذات




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©