حكم من سبّ الله تعالى أو دينه أو رسوله صلى الله عليه وسلّم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أمّا بعدُ:
فهذه كلماتٌ كنتُ قد انتقيتها منذ فترة من كتاب كامل ((الشفا)) للقاضي عياض رحمه الله تعالى وكنتُ قد كتبتُها على شكل مطوية ووزعتها على بعض جيراني ومعارفي وزملائي في العمل، واليوم وأنا أقلّب وأبحث في أوراقي وقعتُ عليها فأردتُ أن أنشرها على الشبكة لتعمّ بها الفائدة. فأقول:
1/ قال القاضي عياض رحمه الله: ((أجمعت الأمّة على قتل متنقّصه من المسلمين وسابّه)) أي رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
2/قال أبو بكر بن المنذر رحمه الله تعالى: ((أجمع عوامّ أهل العلم على أنّ من سبّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم يُقتلُ)).
3/وقال سحنون المالكي رحمه الله تعالى: ((ذلك ردّة كالزّندقة)).
4/قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: ((لا نعلم خلافاً في استباحة دمه بين علماء الأمصار وسلف الأمّة، وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره)).
5/وقد كره سحنون أن يصلّى على النّبي صلى الله عليه وسلّم عند التعجّب إلا على طريق الثواب والاحتساب، توقيراً له وتعظيماً، كما أمرنا الله تعالى، فكيف بسبّه ؟!
6/قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: ((لا خلاف أنّ سابّ الله تعالى من المسلمين كافرٌ حلال الدّم)).
7/وأفتى أبو محمّد بن أبي زيد القيرواني رحمه الله في رجل لعن رجلا ولعن الله، فقال إنّما أردتُ أن ألعن الشيطان فزلّ لساني، فقال: يُقتل بظاهر كفره ولا يُقبلُ عذره. وأمّا فيما بينه وبين الله فمعذور.
8/وقد أفتى ابن حبيب وأصبغ بن خليل من فقهاء قرطبة بقتل المعروف بابن أبي عجب، وكان خرج يوماً، فأخذه المطر، [فقال] بدأ الخرّاز يرشّ جلوده. وكان بعض الفقهاء بها: أبو زيد صاحب الثمانية، وعبد الأعلى بن وهب، وأبان بن عيسى، قد وقفوا على سفك دمه، وأشاروا إلى أنّه عبثٌ من القول يكفي فيه الأدب. وأفتى بمثله القاضي حينئذ موسى بن زياد، فقال ابن حبيب: دمُهُ في عنقي، أيُشتمُ ربٌّ عبدناهُ ثمّ لا ننتصر له ؟! إنّا إذاً لعبيد سوء، وما نحن له بعابدين، وبكى ورفع المجلس إلى الأمير بها عبد الرحمن بن الحكم الأموي. وكانت عجب عمّة هذا المطلوب من حظاياه، وأُعلم باختلاف الفقهاء، فخرج الإذن من عنده بالأخذ بقول ابن حبيب وصاحبه، وأمر بقتله.
فقُتل وصُلب بحضرة الفقيهين، وعزل القاضي لتهمته بالمداهنة في هذه القصّة. ووبّخ بقيّة الفقهاء وسبّهم. اهـ
وحكم الجادّ في ذلك والهازل سواء، كما اختار كثير من أهل العلم أنّ حكم الصاحي والسكران أيضاً سواء.
ألا فليتّق الله أقوامٌ جعلوا من سبّ الله تعالى ولعن دينه وسبّ رسوله ولعن ملّته ديدناً لهم وسمراً لهم، والحجّة في ذلك واهية وإن عظُمت، فما من عذر يعتذرُ به من سبّ الله تعالى أو لعن دينه أو شتم رسوله من غير إكراه واطمئنان قلبه بالإيمان.
ألا فلينتبه الخطباء وأئمّة المساجد إلى هذا الخطر الوبيل والشرّ المستطير ولينصحوا النّاس وليبيّنوا لهم الحكم الشرعي في ذلك لعلّهم ينتهون.
منقول للأمانة من شبكة سحاب السلفية وفق الله القائمين عليها




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©