لي نصيحة أنصح بها نفسي و جميع إخواني و أخواتي الذين يتكلمون في العقيدة تذكرة و تبصرة :
- قال تعالى ( و لا تقفُ ما ليس لك به علمٌ ) فقد نهى الله سبحانه نبيَّه عليه السلام عن قفو ما ليس له به علم ، مع أن النبي صلى الله عليه و سلم أعلم الناس، فكلُّ من بعدهُ فواجبٌ عليه أن يضع الآية نصب عينيه و أن يتعاهد نفسه في كل ما يصدره من أحكام و آراء .
- قال تعالى في تعداد المحرمات ( .. و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) فأعظم إثم هو جناية العبد على علم ربِّهِ بأن يتكلَّم فيما يخص الله بغير علم بل بجهل و هوى .
- لا فرق بين أكبر أبواب العقيدة و بين أصغر أبواب الفضائل في وجوب الإتيان على البرهان المصحِّحِ لها و إلا فهي دعوى باطلة أيًّا كان مدَّعيــــها كبيرا كان أو صغيرا فالحقُّ ليس معه مسامحةٌ ، و سواء كان من أصحابنا أو من غير أهل منهجنا و فكرنا ، يجمع هذا قولُهُ تعالى ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
- و على هذا الأساس، فإنه لا يصحُّ الاحتجاج بقول إمامٍ من أئمة السنَّة إلا في حالينِ : أن يكون معه النص الصحيح أو الإجماع المتيَّقن من الأمة أو من الصحابة و ما عدا ذلك فلا يقوى على أن تحاجَّ به خصمَــــكَ ، و هذه نقطة مهمَّة لأن كثيرا من الطلاَّب من أهل السنة - اليوم - يحتجُّون بكلام الإمام الشافعي أو أحمد بن حنبل أو العكبري أو ابن جرير الطبري أو البخاري أو بكلام ابن تيمية و ابن القيم و ابن رجب و غيرهم في طبقاتهم - رضي الله عنهم جميعا - ثم يقول لك : قال الإمام الفلاني و هو إجماع من أهل السنة ، و هذا الطالب لا شكَّ أنه لا يدري معنى الإجماع الحقيقيِّ الذي تقوم به الحجَّة .
- أن الخلاف في مسائل العقيدة موجود في أقدم العصور، و من ذلك : اختلاف الصحابة في رؤية النبي ربَّه ليلة المعراج من مثبت و من نافِ، و اختلافهم في أفضل الصحابة ، و اختلافهم في التمائم القرآنية ، و اختلافهم في موت النبي عليه السلام ،و اختلافهم في الخروج على الحاكم الظالم، ثم اختلاف التابعين في مسائل نحو هذه عددًا، و اختلاف الأئمة بعدهم في القرآن هل يجب زيادة ( إنه ليس بمخلوق ، أم يكتفى بأنه كلام الله ) ؟ و اختلافهم في اشتقاق الصفات من الأسماء ؟ و اختلافهم في عدد الأسماء الحسنى، فلا يصحُّ الإنكار في هذه المسائل التي سبق فيها الخلاف، و لا يجوز أن يدَّعي صاحب الرأي الأول أن خصمه مبتدعٌ لأنه يقتضي لا محالة تبديع الأوَّلين من أئمتنا الأبرار ،
- الكلام في العقيدة يحتاج إلى تمكُّن كبير في العربيَّة خاصة علم اللغة و معرفة معاني الألفاظ الواردة في النصوص لأن القرآن و السنة عربيَّان.
هذه نصيحتــــــي لنفسي أوَّلاً و لإخواني من أهل السنَّة ثانيًا و لكل الطوائف المخالفين لأهل الحقِّ حتى تتَّضح الأمور و لا نقع في الوهم و الإيهام ، و بالله التوفيق .





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©