ا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله صحبه وسلم أما بعد :
فإنَّ تقديس المشاهد وتخريب المساجد لمن الشواهد على خطورة الغلو في الدِّين والأشخاص ولخطورة الغلو وآثاره المدمرة في حياة البشر بعث الله الرسل عليهم الصلاة والسلام لمحاربته وإنقاذ البشر من مخالبه
*********** .
وإنَّ أوَّل ظهورٍ الغلو كان في قوم نوح - عليه الصلاة والسلام- حيث غلوا في بعض الصالحين : ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر ,فأوحى إليهم الشيطان أن ينصبوا لهم تماثيل, ثمَّ تدرَّج بهم حتى عبدوهم (!!) فأرسل الله إليهم نوحاً عليه الصلاة والسلام فدعاهم إلى الله وحذرهم وأنذرهم وأقام عليهم الحجج خلال ألف سنة إلا خمسين عاماً , فما آمن معه إلا قليل منهم ,فأهلك الله الكافرين بالطوفان العظيم ثم إدخالهم النار خالدين فيها أبداً .
قال تعالى فيهممما خطيئآتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً ).
وتتابعت الرسل الكرام لمحاربة الغلو في شتى مظاهره ,ومن أولئك الرسل الكرام أنبياء بني إسرائيل ,ومع كل ذلك فقد ظهر الغلو في بني إسرائيل ,فقالت اليهود عزير ابن الله (!) ,وقالت النصارى المسيح ابن الله (!) ,وقالت إن الله هو المسيح ابن مريم (!).
وقد كشف الله حالهم وأنذرهم وحذرهم من الغلو , فقال : ( يا أهل الكتاب كامل لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ) النساء (171) وقال تعالى : ( قل يا أهل الكتاب كامل لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل ) المائدة : (77).
وفي هذا تحذير وإنذار للمسلمين أن يقعوا في الغلو فيهلكوا .
وحذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّته من الغلو وأنذرهم عاقبته ,فقال صلى الله عليه وسلم : " إياكم والغلو في الدِّين فإنَّه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدِّين " صحيح رواه أحمد في مسنده ( 3154) وابن ماجه في المناسك (3048) واللفظ له وغيرهما .
وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ,إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله " رواه البخاري (3287-6473) .
ولما قال له صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أنت سيدنا وابن سيدنا قال : " قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا ‏‏يستجرينكم ‏ ‏الشيطان " رواه أحمد : (4/24-5) وأبودواد ( الأدب - كراهية التمادح 4806 ) .
وأخبر صلى الله عليه وسلم بما سيقع فيه الكثير من هذه الأمة فيما وقع فيه من قبلها من الغلو وغيره , فقال صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع , حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم " رواه البخاري (6928) .
ولقد ظهر الغلو في هذه الأمة إلا من سلمه الله , فكثير منهم وقعوا في الغلو في الأولياء ,فاعتقدوا فيهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون ولا سيما الروافض الذين غلوا في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فاعتقدوا فيهم :

  • أنهم يعلمون الغيب وأنَّهم يعلمون علوم الأوَّلين والآخرين .
  • واعتقدوا فيهم أنهم معصومون .
  • وفضلوهم على الأنبياء وعلى الملائكة .
  • واعتبروهم مشرعين ,يُحلُّون ويحرمون ويضعون لهم العقائد .

ومن عقائدهم أن للأئمة سلطة تكوينية على كل ذرة من ذرات الكون (!!!) ,وهذا غلو لم يصل إليه اليهود والنصارى .
وأهل البيت الذين غلوا فيهم -رضي الله عنهم- بُرءاء من كل هذا الإفك والضلال .


من مظاهر الغلو بناء المساجد والمشاهد على القبور







©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©