[CENTER]http://www.nebrasselhaq.com/index.ph...D9%8A%D8%B6-%D

التّقويض لمذهب الخلف في التّفويض.

الشيخ عبد الحليم توميات الجزائري

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّ التّفويض في صفات الله عزّ وجلّنوعان: تفويضُ كيفٍ، وتفويض معنىً.
1-تفويض الكيف: وهو الواجب، وعليه إجماع السّلف، لقوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
فيجب إثبات ما أثبته الله عزّ وجلّ لنفسه، أو أثبته له رسوله صلّى الله عليه وسلّم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
والقاعدة في هذا الباب: أنّ ( الكلام في الصّفات كالكلام في الذّات )، فكما أنّ ذاتهسبحانه وتعالى حقيقيّة لا تُشبِه الذّوات؛ فهيمتّصفة بصفات حقيقيّة لا تشبه الصّفات، وكما أنّ إثبات الذّات إثبات وجود لا إثبات كيفيّة، كذلك إثبات الصّفات.
2-تفويض المعنى: وعليه طائفة من الخلف.
فإنّهم حين اصطدموا بالإشكالات الكثيرة من جرّاء التّأويل، لجئوا إلى تفويض المعاني، ولخّص مذهبَهم صاحبُ " الجوهرة " بقوله:
( وكلّ نصّ أوهم التّشبيها *** أوّله، أو فَوِّض ورُم تنزيها )
بل إنّهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فقالوا:" الأخذ بظواهر الكتاب كامل والسنّة من أصول الكفر "!
[حاشية الصّاوي على " تفسير الجلالين " (3/10)].
وجعلوا نصوص الصّفات من المتشابه ! ونصروا الوقف على قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ} [آل عمران: من 7].
وبيان انحراف هذا المنهج باختصار من وجوه:
1-ادّعاؤهم أنّ ( النّصوص توهِم التّشبيه )، وهذا فيه سوء أدب مع النّصوص الشّرعيّة، فهي ولله الحمد خالية من الإيهام، وقد سمّى الله تعالى كلامه الفرقان، والهدى، والنّور، والبيان، والبرهان، والشّفاء، وغير ذلك من ألقاب الكمال وصفات جزائرية الجلال.
وإنّما يسري الوهم على القلوب لضعف في الفهم والتصوّر، والتأثّر بقواعد أهل الكلام.
2-إنّ الله أمرنا بتدبّر كتاب كامله، وفهم كلامه وخطابه، فقال:{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29]، وقال:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} ؟!
ففرق واسع، وبون شاسع بين من يقول: إنّ لله تعالى يدا لا نعلم كيفيّتها، ومن يقول: إنّ لله يدا لا نعلم معناها!
فالأوّل نطق بما نطق به الكتاب كامل والسنّة، وجعل لألفاظ الكتاب كامل والسنّة معنى تدلّ عليه.
والثّاني يُعلِن أنّ في النّصوص ما لا يُفهم معناه، ولا يُفقه مغزاه !
3-جعل آيات الصّفات من المتشابه من الخطأ السّائر:
فلا بدّ أن نعلم أنّ التّشابه نوعان:
[RIGHT][SIZE=5][B][COLOR=blue][FONT=&quot]