تبصرة في الدين
من اعداد حراس الدين


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
قال الله عز وجل: {وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا * الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان:58 - 59] أي: لا تسل جاهلاً عن الله، إذا أردت أن تسأل عن الرحمن فاسأل خبيراً به.
وهذه الوقفة التي أردت أن أقفها في هذا الدرس، نحن فيما بيننا لا نذهب إلى طبيب جاهل ولا إلى عامل جاهل، وكلنا يبحث عن أمهر الأطباء وأمهر العمال، يقال: هذا خبير، هذا خبير بالمرض الفلاني، أو هذا خبير بالآلة الفلانية.
ويعد العباد أن من الخسارة أن يذهب إلى رجل جاهل، فكيف جئت على أتم المطالب وأهمها -وهي معرفة الله- ولم تسأل أعلم الناس بالله؟! {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان:59] وانظر لفظة (الرحمن) ما أجملها في هذا الموضع! انظر سياق الآيات: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا * الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} [الفرقان:58 - 59] هي قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] استواءً حقيقياً بغير تشبيه ولا تمثيل كما يليق بجلاله تبارك وتعالى، واستواؤه على العرش مدح له عز وجل، ربنا سبحانه وتعالى لما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] مدح نفسه بهذا الاستواء.
والعرش في السماء وليس في الأرض، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم -وذكر الجنة- قال: (سقفها عرش الرحمن) سقف الجنة عرش الرحمن، إذاً الرحمن تبارك وتعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان:59] ليحببك فيه.
الدليل من القران و كفى به دليل :
الدليل الثــاني : التصريح بالفوقية :
وذلك في قوله تعـالى ( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يأمرون ) .

الدليل الثـالث : التصريــح بالعلو .
وذلك في قوله تعالــى ( وهو العلي العظيم ) وقوله ( سبح اسم ربك الأعـلى ) وغير ذلك , فمن اقتصر على إثبات نوع من أنواع العلو طولب بالدليل الصحيح .

الدليل الرابـع : التصريح بعروج الملائكة إليه .
وذلك في قوله تعـالى ( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )

الدليل الخامس : التصريح بنزول الأشياء .
وذلك في قوله تعـالى ( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ) وفي قوله ( وما تنزل الملائكة إلا بالحق ) وفي قوله ( تنزيل من الرحمن الرحيم ) وقوله ( تنزيل الكتاب كامل من الله العزيز العليم ) وغير ذلك , والمعلوم أن التنزيل يقتضي علو من أنزله , وكذلك نزوله سبحانه إلى السماء الدنيا كما ثبت بالدليل النقلي الصحيح ولا يمكن نفيه إلا بعقول فاسدة قدمت عقولها على النقليات , ولا يستلزم النزول ما يلزومونه من أمور باطلة وسيأتي بيان شبههم كالجهة والحركة واختلاف الأوقات وغيرها قريباً .

الدليل السادس : التصريح بالصعود إليه .
وذلك في قوله تعالى ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )

الدليل السابع : رفع عيسى عليه السلام .
وذلك في قوله تعالى ( بل رفعه الله إليه ) وقوله ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ... الآية )

الدليل الثامن : القول بأنه في السماء .
وذلك في قوله تعالى ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ) وقوله ( أم أمنتم من السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير )
وهنا فيه تفسيران :
الأول : أن ( فـي ) بمعنى ( على ) لأن الله لا يحصره شئ من مخلوقاته كما أجمع السلف أنها بمعنى على , وكما الله تعالى ( ولأصلبنكم في جذوع النخل )

الثاني : أن السماء بمعنى العلو . وهذا صحيح فالله لا يحصره شئ وهي كالقول : هذا جبل سام : أي رفيع فالسمو بمعنى : الإرتفاع . وقد يستدلون بقوله تعالى ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) فيقول الشيخ العلامة / عبد الله بن جبرين : (أن المراد: الإله الإله في السموات والإله في الأرض الإله بمعنى المألوه ( وهو الذي في السماء إله ) يعني: مألوه يعني: إله أهل السماء وإله أهل الأرض الذي تألهه القلوب والذي يستحق أن يكون إلها معبودا وحده وذلك لأنه لم يقف عند السماء بل وصلها لم يقل وهو الذي في السماء وفي الأرض بل قال ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) عني: إله في السماء وإله في الأرض ويمثل بعضهم ذلك بما إذا قلت مثلا: فلان أمير في الرياض وأمير في مكة وأمير في المدينة مع أنه في أحدهم، فمعناه أن إمارته عامة لهذه البلاد ) انتهى التفريغ بتصرف يسير جدا .

الدليل التاسع : العندية .
وذلك في قوله تعالى ( ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ) وقوله ( إن الذين عند ربك .. الآية ) وقوله ( وله من السماوات والأرض ومن عنده ) وغير ذلك , يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (فلو كان المراد بأن معنى عنده في قدرته ـ كما يقول الجهمي ـ لكان الخلق كلهم عنده؛ فإنهم كلهم في قدرته ومشيئته، ولم يكن فرق بين من في السموات ومن في الأرض ومن عنده‏ )


الدليل العاشر : وصف نفسه بالظهور .
وذلك في قوله ( وهو الأول والآخر والظاهر والباطن ) , ومعنى الظاهر أي : العالي . وفسره رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في الأدلة النبوية في إثبات العلو بقوله ( وأنت الظاهر فليس فوقك شئ ) , وسيأتي الكلام عليها .

الدليل الحادي عشر : الفطرة .
وذلك تجد أن الإنسان بفطرته السليمة يرفع يديه إلى السمـاء لا يميناً ولا شمالاً ولو سألت أنت طفلاً فقلت من ربك أو أين ربك : لأشار إلى أعلى .

الدليل الثاني عشر : الإجماع .
فقد أجمع السلف الصالح على علو الله وإستواءه على عرشه جل شأنه وسيأتي الكلام عليها بتفصيل يسير .
الأدلة من السنة النبوية :
1-قول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية ( أين الله ؟ قالت : في السماء , فقال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله قال : أعتقها فإنها مؤمنة ) وهذا الحديث صحيح بلا شك . رواه مسلم وأبو داود والنسائي وصححه ابن تيمية والذهبي والألباني وغيرهم .

يقول الألباني : هذا الحديث صحيح بلا ريب لا يشك في ذلك إلا جاهل أو مغرض من ذوي الأهواء الذين كلما جاء نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالف ما هم عليه من الضلال حاولوا الخلاص منه بتأويله بل تعطيله فإن لم يمكنهم ذلك حاولوا الطعن في ثبوته كهذا الحديث .

يقول الشيخ محمد خليل هراس : (هذا الحديث يتألق ناصعة ووضوحها، وهو صاعقة على رؤوس أهل التعطيل فهذا رجل أخطأ في حق جاريته بضربها، فأراد أن يكفر عن خطيئته بعتقها، فاستمهله الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حتى يمتحن إيمانها، فكان السؤال الذي اختاره لهذا الإمتحان هو: "أين الله؟" ولما أجابت بأنه في السماء، رضي جوابها وشهد لها بالإيمان. ولو أنك قلت لمعطل: أين الله؟ لحكم عليك بالكفرانهذا الحديث يتألق ناصعة ووضوحها، وهو صاعقة على رؤوس أهل التعطيل فهذا رجل أخطأ في حق جاريته بضربها، فأراد أن يكفر عن خطيئته بعتقها، فاستمهله الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حتى يمتحن إيمانها، فكان السؤال الذي اختاره لهذا الإمتحان هو: "أين الله؟" ولما أجابت بأنه في السماء، رضي جوابها وشهد لها بالإيمان. ولو أنك قلت لمعطل: أين الله؟ لحكم عليك بالكفران )


2-قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة : ألا هل بلغت قالوا : نعم , فجعل يرفع اصبعه إلى السماء وينكتها إليهم ويقول : اللهم اشهد ) رواه مسلم .

3- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه أبو داود والترمذي وصححه وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية : ثابت وصححه أيضاً الألباني .

4- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لم يرحم من في الأرض لم يرحمه من في السماء ) أخرجه الطبراني قال عنه الذهبي : رواته ثقات

5-قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السمــاء ؟ ) متفق عليه .

6-قول زينت رضي الله عنها ( كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ) فتقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات ) البخاري .

7-قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو أمرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها زوجها ) مسلم .

8-قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (‏إن الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان قال فلا يزال يقال ذلك حتى تخرج ثم ‏ ‏يعرج ‏ ‏بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان فيقولون مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان قال فلا يزال يقال لها حتى ‏ ‏ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل ... الحديث ) رواه أحمد , قال الذهبي : صحيح على شرط البخاري ومسلم . وقاله أيضاً الألباني .

9-‏ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقبل الله صدقة العبد من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا ولا يصعد إليه إلا الطيب فيأخذ التمرة فيربيها حتى يجعلها مثل الجبل ) . البخاري .

10- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لما قضى الله الخلق كتب في كتاب كامله فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي سبقت غضبي ) رواه البخاري .

11- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا سألتم الله عز وجل فاسئلوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ) البخاري .

12- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) البخاري .

للإستزادة : راجع العلو للذهبي أو مختصره للألباني .
أقوال الصحابة وآثــار السلف والأئمة من بعدهم :
هذا وقد أجمع أهل السنة والجماعة على علو الله تعالى بما صح عندهم من الأدلة الصحيحة المتواترة التي عرضت جزءاً بسيطاً منها ( وليس في قدرتي الحصر فهي كثيرة جداً جداً ) وهذه مقتطفات يسيرة من أقوال الصحابة والسلف انتقيتها باختصار شديد من كتاب كامل ( مختصر العلو للعلي الغفار ) للألباني , ومن كتاب كامل رائع للتو أطلعت عليه وهو ( الكلمات الحسان في إثبات علو الرحمن ) , وسأنقل منه كثيراً هنا وفي عرض الشبهات والرد عليـها ومن كتاب كامل الشيخ حمود التويجري ( إثبات علو الله ومباينته ) فمن أراد التفصيل فليرجع إلى هذه الكتب إضافة إلى نونية ابن القيم فهي مفيدة جداً , وبالله التوفيق :

1- لما قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا : يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونا بلقاك عظماء الناس ووجوههم فقال عمر رضي الله عنه : ألا أريكم ههنا إنمــا الأمر من ههنا فأشار بيده إلى السماء . ,,, قال الذهبي في العلو : إسناده كالشمس .. وقال الألباني : صحيح

2- قال ابن مسعود رضي الله عنه ( العرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شئ من أعمالكم ) قال الذهبي : صحيح .. وكذا الألباني .

3- قول ابن مسعود رضي الله عنه ( إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى إذا تيسر له نظر الله إليه من فوق سبع سماوات فيقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإنه إن يسرته له أدخلته النار ) قال ابن القيم : صحيح .وقال أيضاً : وروي أيضاً عن ابن عباس نحوه , وقال الذهبي: صحيح.

4- قول عائشة رضوان الله عليها ( ... ولكن علم الله فوق عرشه أني لم أحب قتله – أي عثمان ) قال الألباني : صحيح .

5- قول زينب بنت جحش رضوان الله عليها في الفخر على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ( زوجكن أهاليكين وزوجني الله من فوق سبع سماوات ) البخـاري




يقول أيوب السختياني : ( إنما مدار القوم – أي المعتزلة – على أن يقولوا : ليس في السماء شئ .)

ويقول الأوزاعي وهو أحد الأئمة الأربعة في عصر تابعي التابعين " الليث بن سعد إمام أهل مصر , ومالك إمام أهل الحجاز , وسفيان الثوري إمام أهل العراق " قال : ( إن الله عز وجل على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ) . صححه الذهبي .

وسئل الإمام سفيان الثوري عن قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) فقال : ( علمه ) . قال الذهبي : إسناده صحيح .
وقال الإمام مالك : ( الله في السماء وعلمه في كل مكان ولا يخلو منه شئ ) قال الألباني : سنده صحيح .

وهو صاحب المقولة المشهورة في إثبات الاستواء ( الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب )
يقول الإمام مالك : ( كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبرائيل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله ) ..... قال الألباني : سنده صحيح .
وكان إذا جاءه أهل الأهواء قال : أما إني على بينه من ديني وأما أنت فشاك , فاذهب إلى شاك مثلك فخاصمه .

سئل الأوزاعي والليث بن سعد وسفيان الثوري ومالك عن أحاديث الصفات فقالوا : ( أمروها كما جاءت بلا تكييف ) ... قال الألباني : إسناده صحيح ورجاله كلهم ثقات .

سئل الإمام المجاهد عبد الله بن المبارك فقيل : كيف نعرف ربنا ؟ ,, فقال : ( بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من الخلق , ولا نقول كما تقول الجهمية : إنه ها هنا في الأرض ) ..قال الذهبي : صحيح , وكذلك الألباني . وأقره الإمام أحمد بن حنبل عندما سئل عن قول الإمام ابن المبارك فقال : هكذا هو عندنا . وهذا ثابت , قاله ابن تيمية وابن القيم والذهبي والألباني .
قال عبد الرحمن بن مهدي الذي قال عنه الإمام علي بن المديني لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني ما رأيت أعلم من عبد الرحمن بن مهدي : ( إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى , وأن يكون على العرش , ارى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم ) .. قال الذهبي : صحيح .وصححه أيضاً شيخه ابن القيم .

سئل أبو حنيفة عمن يقول : لا أعرف ربي في السماء أو الأرض ,, قال : قد كفر لأن الله تعالى يقول : ( الرحمن على العرش استوى ) وعرشه فوق سماواته .. فقال السائل : أقول على العرش استوى ولكن قال : لا يدري العرش في السماء أو في الأرض ,, فقال : إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر ) وهذا في الفقه الأكبر .

وقال شيخ الإسلام يزيد بن هارون : (من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهي جهمــي ..) قال الألباني : سنده جيد .

قال الإمام الشافعي : ( خلافة أبي بكر الصديق حق قضاه الله في السماء وجمع عليه قلوب عباده ) ,, أنظر للحموية .

جُمع الإمام إسحاق بن راهوية والمبتدع إبراهيم بن أبي صالح في مجلس الأمير , فسأل الأمير عن أحاديث النزول فسردها له الإمام إسحاق فقال إبراهيـم : كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء , فقال إسحاق : آمنت برب يفعل ما يشــاء ...! قال الألباني : إسناده غاية في الصحة .

وقال إسحاق : ( قال تعالى " الرحمن على العرش استوى " إجماع أهل العلم انه فوق العرش استوى ويعلم كل شئ في أسفل الأرض السابعة ) .. قال الذهبي معقباً : اسمع ويحك إلى هذا الإمام كيف نقل الإجماع على هذه المسألة الشريفة .

قال يحيى بن معين : إذا قال لك الجهمي كيف ينزل ؟ ,, فقل له : كيف صعد ؟!!!!!!!!!

ونقل علي بن المديني الإجماع فقال : ( وأن الله فوق فوق السماوات على عرشه استوى..) .

وللإمام أحمد بن حنبل رد على الجهمية في كتاب كامله ( الرد على الزنادقة والجهمية ) .. رد فيه على أقوالهم وشناعاتهم كالقول بأن الله في كل مكان وتأويلاتهم ففيه خير كثير . ( وسبق أن تبين إقرار الإمام أحمد على قول ابن المبارك ) .!
وكذلك البخاري فقد عرض في الصحيح إثباتات العلو . وبوب لها في كتاب كامل التوحيد من الجامع الصحيح .وكذلك الإمام مسلـم .

وسئل الإمام أبو زرعة عن مذهب أهل السنة في أصول الدين فقال : ( أدركنا العلماء في جميع الأمصار : حجازاً وعراقاً ومصراً وشاماً , فكان من مذهبهم أن الله تبارك وتعالى على عرشه بائن من خلقه , كما وصف نفسه في كتاب كامله , وعلى لسان رسوله بلا كيف . أحاط بكل شيء علماً , ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) قال الألباني : صحيح ثابت .

وأبو حاتم الرازي قال : (مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين من بعدهم , والتمسك بمذاهب أهل الأثر مثل الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد رحمهم الله تعالى , ولزوم الكتاب كامل والسنة . ونعتقد أن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه , ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )

قال عثمان بن سعيد الدارمي (قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه , فوق سمواته .. ) و للإمام عثمان كتاب كاملان عظيمان هما ( الرد على الجهمية ) و ( النقض على بشر المريسي ) وكلاهما في الرد على الجهمية بأسلوب قوي وبحج أقوى.

قال ابن أبي شيبة في كتاب كامله العرش : ( ثم تواترت الأخبار أن الله تعالى خلق العرش فاستوى عليه , فهو فوق العرش , بائن من خلقه ... ).

قال الطبري في صريح السنة : ( وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى فمن تجاوز ذلك فقد خاب وخسر وضل وهلك ) .. وفي تفسيره لسورة المجادلة آية 7 ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) ... قال : ( بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو على عرشه ) .

وقال إمام الأئمة ابن خزيمة : (من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سمواته , فهو كافر بربه , يستتاب , فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل , حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته , وكان ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين , إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم ) صححه شيخ الإسلام ابن تيمية . , وللإمام كتاب كامل التوحيد وفيه إثبات الصفات لله عز وجل .

وقال الإمام الطحاوي : (والعرش والكرسي حق وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه ) , انظر للطحاوية .

قال الإمام البربهاري : (وهو على عرشه استوى , علمه بكل مكان لا يخلو من علمه مكان ) انظر شرح مفصل السنة .
وقال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين : (ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو فوق السموات , فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش )

وقال ابن منده في كتاب كامله التوحيد : ( ذكر الآيات المتلوة والأخبار المأثورة بنقل الرواة المقبولة التي تدل على ان الله تعالى وعرشه وخلقه قاهراً لهم عالماً بهم ) .

قال الإمام اللالكائي في كتاب كامله شرح مفصل السنة : (فدلت هذه الآيات – أي آيات العلو - أنه في السماء وعلمه بكل مكان )

وقال ابن عبد البر : (أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله:{مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ}هو على العرش، وعلمه في كل مكان، وما خلفهم في ذلك أحد يحتج بقوله ) .
وقال : (فيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سموات كما قالت الجماعة )

وقال البيهقي : (وفيما كتبنا من الآيات دلالة على إبطال قول من زعم من الجهمية: أن الله بذاته في كل مكان )

وقال ابن قدامة في كتاب كامله ( إثبات صفة العلو ) : (الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ، ووصفه بذلك رسوله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام ، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء ، وتواترت الأخبار في ذلك على وجه حصل به اليقين , وجمع الله عز وجل عليه قلوب المسلمين ، وجعله مغروزاً في طبائع الخلق أجمعين ، فتراهم عند نزول الكرب يلحظون السماء بأعينهم ، ويرفعون عندها للدعاء أيديهم ، وينتظرون مجيء الفرج من ربهم سبحانه ، ينطقون بذلك بألسنتهم ، لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته ، أو مفتون بتقليده واتباعه على ضلالته )

وقال القرطبي في كتاب كامله ( الأسنى في شرح مفصل أسماء الله الحسنى ) : (وقد كان الصدر الأول لا ينفون الجهة بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى , كما نطق كتاب كامله وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم , ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على العرش حقيقة )
وغيرهم من الأئمة والعلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه كابن القيم والذهبي وابن كثير .. وغيرهم ومن أراد الاستزادة فليراجع المراجع التي سبق الإشارة إليها .
و في هذا القدر كفاية لمن ارد الله به خيرا فهداه
في هذا الجزء ساظهر عقيدة الصوفية في الله
عقيدة الصوفية في الله تعالى:
يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها "الحلول" الذي يعني ان يكون الصوفي الها وربا يعلم الغيب كله كما يعلمه الله سبحانه وتعالى حيث ان الهدف الصوفي هو الوصول الى مقام النبوة أولا ثم الترقي حتى يصل الفرد منهم في زعمهم الى مقام الألوهية والربوبية. البسطامي من اعلام القرن الثالث في التصوف ومن أئمة الصوفية يقول: "رفعني مرة فأقامني بين يديه, وقال لي: يا أبايزيد ان خلقي يحبون ان يروك, فقلت: زيني بوحدانيتك, وألبسني انانيتك, وارفعني الى احديتك..." تعالى الله عما يقول علوا كبيرا , وتأكيد الصوفية على القول بالحلول التي جعلتهم يتشبهون بصفات الله جعلهم يصلون في النهاية الى القول "بوحدة الوجود" التي تعني في العقيدة الصوفية انه ليس هناك موجود إلا الله سبحانه وتعالى فليس غيره في الكون, وما هذه الظواهر التي نراها إلا مظاهر لحقيقة واحدة هي الحقيقة الإلهية. ويؤمن الصوفية بهذه العقيدة حتى يومنا هذا.
ساقدم لكم ترجمة صغير عن ابن عربي منزع الاف و الام الذي يفتخر به الصوفي امثال ظلام الدين
واختلف النّاس في ابن عربي على ثلاثة أقسام : ـ
القسم الأَوَّل : حكم بكفره ، وصنَّف رسائل في خروجه عن الإسلام ، ومنهم : السّخاوي ، والتَّفتازاني ، وملاّ عليّ قاري . انظر : موقف ابن القيِّم من الصوفيَّة ص150 .
وقد نقل البقاعي تكفير ابن عربي ومن كفَّره من الأئمَّة والعلماء . انظر : مصرع التَّصوُّف ص150 .
القسم الثّاني : جعله من أكابر الأولياء ، ومن سادة العلماء ، كعبد الوهاب الشّعراني في طبقاته .
القسم الثّالث : يرى أنَّهُ من ليس الأولياء ، ولا يجوز مطالعة كتبه ، منهم السيوطي .
انظر في ذلك : موقف ابن القيِّم من الصوفيَّة ص151 .
وهناك كتاب كامل عظيم النفع لبيان ما في كتاب كامل فصوص الحكم من الطوامِّ لكنَّ جزءاً منه كبير في عداد المفقود وقد نقل بعض أجزاءه الإمام السخاوي رحمه الله في كتاب كامله : القول المنبي عن ترجمة ابن عربيّ 2/238 ، وهذا الكتاب كامل اسمه (( بيان حكم ما في الفصوص من الاعتقادات المفسودة والأقوال الباطلة المردودة )) . للسَّيف عبد اللّطيف بن عبد الله السّعودي .
وقد فنَّد شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّة ـ رحمه الله ـ بعض مزاعم ابن عربي في كتاب كامله فصوص الحكم كما في مجموع الفتاوى 2/122
ومن النماذج الكفرية في كتاب كامل فصوص الحكم التالي :
وعند ابن عربيّ ومن تبعه أَنَّ نبوّة التَّشريع انقطعت ، وأَمَّا نبوّة التَّحقيق فلم تنقطع ، وهي الولاية عندهم .
وقد صرَّح ابن عربيّ في فصوص الحكم أَنَّ الولاية أعظم من النّبوّة ، بل أكمل من الرِّسالة ، ومن كلامه في ذلك قوله :

مقام النّبوّة في برزخٍ .......فويق الرَّسول ودون الوليّ

انظر : فصوص الحكم ص134 ، وما بعدها ، مجموع الفتاوى 2/221 ، 4/171 ، منهاج السُّنَّة 8/22 .
وادّعاء سقوط التَّكاليف الشَّرعيَّة ؛ من شعار أهل التَّصوُّف ، فالعبادات عندهم إنّما هي للعوام وأَمَّا هم فلهم شعارات تعبّديَّة خاصّة ، والوليّ عندهم يصل إلى مرحلة تسقط عنه التَّكاليف الشَّرعيَّة ، وأَمَّا الحلال والحرام ؛ فانطلاقًا من عقيدة الوحدة والوجود عندهم لا يُحرِّمون شيئًا ؛ لأنَّ الكلّ عين واحدة ، ولذلك كان منهم الزّناة واللّوطيّة . انظر : فصوص الحكم ص78
.
وقال ابن عربي في فصوصه أيضاً : (( إِنَّ الحقّ المنزَّه هو الخلْق المشبَّهة )) فصوص الحكم ص78 ، الفصّ الرَّابع ، وهو بعنوان : فصّ حكمة قدّوسيّة في كلمة إدريسيّة .
ويقصد بقوله : (( الحقّ المنزّه )) أي الله تبارك وتعالى ، ومعنى كلامه ؛ أي لا فرق بين الخالق والمخلوق ، وهذه عقيدة أصحاب وحدة الوجود .
وقال : (( من أسمائه الحسنى العليّ . على مَنْ وما ثمَّ إلاّ هو ؟ فهو العليّ لذاته . أو عن ماذا ، وما هو إلاّ هو ؟ فعلوّه لنفسه . وهو من حيث الوجود عين الموجودات . فالمسمَّى محدثات هي العليَّة لذاتها ، وليست إلاّ هو )) فصوص الحكم ص76 .
وهذا تصريح من ابن عربيّ بوحدة الوجود ، فالحقّ عين الخلْق عنده ومن تبعه ، وهذا ظاهرٌ عندما جعل المحدثات هي الله بقوله : (( وليست إلاّ هو )) . انظر : مصرع التَّصوُّف ص62 ـ 63 .

هذا مجرد جمع ليس هذا من جهدي الا القليل اسال دعاء لي و لهم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©