http://www.ahl-elathar.net/vb/showthread.php?t=345


في صفة يدي الله سبحانه وتعالى ...
الفتوى رقم: 264


الصنف: فتاوى العقيدة والتوحيد


في صفة يدي الله سبحانه وتعالى




السؤال: كيف الجمع بين هذين الحديثين: «إِنَّ المُقْسِطِينَ عَلَى مَنَابِرَ عَلَى يَمِينِ الرَّحْمَنِ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ» أخرجه مسلم، وجاء في صحيح مسلم لفظة الشمال: «ثُمَّ يَطْوِي الأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ»، ويندرج تحت هذا السؤال: هل يقال للرحمن جلّ وعلا: يمين وشمال؟


الجواب: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يومِ الدِّين، أمّا بعدُ:

فإنّ منهجَ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ إثباتُ ما أثبته اللهُ لنفسه من الأسماء الحسنى والصفات العُلَى وما أثبته له رسولُه صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلَّم الذي لا ينطق عن الهوى، إثباتًا بلا تكييفٍ ولا تمثيلٍ، وتَنْزيهُهُ سبحانه عن مشابهة خلقه تَنْزيهًا بلا تَأويلٍ ولا تعطيل، وهذا من الأمور التي أَجْمَعُوا عليها واتفقت عليها كلمتهم، فَيَدَا الله سبحانه اثنتان بلا ريب كما وردت فيه النصوص الشرعية من ذلك قوله صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلَّم: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَبَضَ قَبْضَةًَ بِيَمِينِهِ فَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ وَلاَ أُبَالِي، وَقَبَضَ قَبْضَةً أُخْرَى -يعني بيده الأخرى- فَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ وَلاَ أُبَالِي»(1- أخرجه أحمد: (18060)، والبزار: (3/20)، من حديث أبي عبد الله رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلَّم، وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (50))
وأنّ كلمة «بشماله» الثابتة في رواية مسلم في صحيحه: «ثُمَّ يَطْوِي الأَرَاضِينَ السَّبْعَ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِشِمَالِهِ»(2- أخرجه مسلم في «صفة القيامة والجنة والنار»: (7228)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما)، فإن كانت محفوظةً فالواجب إثباتها ولا تعارض يحصل مع قوله صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلَّم: «كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ»(3- أخرجه مسلم في «الإمارة»: (4825)، والنسائي في «آداب القضاة»: (5396)، وأحمد: (6648)، والحميدي: (616)، والبيهقي: (20657)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما)؛ لأنَّ المراد أنّ شماله سبحانه ليست بأَنْقَصَ عن يمينه كما هو شأن المخلوق بل إنّ كِلْتَا يديه يمين فقوله صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلَّم واصِفًا المقسطين أنّهم على منابر من نور لبيان فضلهم أنّهم على يمين الرحمن، وليست يمينه سبحانه بأفضل من شماله ولا شماله سبحانه بأنقص عن يمينه بل كِلْتَا يديه يمين.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصَحْبِه وإخوانِه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.



الجزائر في: 30 جمادى الثانية 1426ه
الموافق ل: 5 أوت 2014م

كلام الشيخ محمد على فركوس
- حفضه الله -
http://www.ferkous.com/rep/Ba19.php
__________________





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©