بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدلله وحده والصلاة والسلام
على المبعوث رحمة للعالمين نبينا وحبيبنا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد


عقد الأشعري أي متبعا عقيدة الأشاعرة نسبة إمام
أبي الحسن علي بن إسماعيل بن بشر بن إسحاق الأشعري
)
السؤال الذي يفرض رائع نفسه هو هل امرنا الله ورسوله بإتباع ابي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى ؟
ومالعيب في عقيدة مالك رحمه الله وطريقته ؟
ولماذا لانتبع مالكا في كل شيئ؟ ثم ألايعني ذلك ان الدين بقي ناقصا ؟؟

*
كما أؤكد أني لا أقصد أن أاسيئ إلى أي رمز من رموز
الأمة وعلمائها كأبي الحسن الأشعري أو ابو القاسم الجنيد بن محمد

أو عبد الواحد بن عاشر رحمهم الله جميعا ،
بقدر مايهمني أن نوضح مانسب إليهم من حق
أو باطل فنأخذ ماثبت أنه يوافق كتاب كامل

يقول سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا
(59))
سورة النساء ، ويقول سبحانه وتعالى أيضا (............الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .......الآية (3))
من سورة المائدة ، وقال صلى الله عليه وسلم («. .. إنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم
بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، تمسكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم
ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة » (رواه أبو داود وصححه الألباني ،
وروى مسلم لفظة : « كل بدعة ضلالة » ). وهاهو نفسه الإمام مالك / يقول : « من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة فقد زعم
أن محمدًا ص خان الرسالة ؛ لأن الله يقول : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ وفي قوله تعالى
(..........فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)سورة النور،
قال الحافظ ابن كثير : « ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ﴾ أي : عن أمر رسول الله ص،
وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وشريعته فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق
ذلك قُبِل وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنًا من كان كما ثبت في الصحيحين
وغيرهما عن رسول الله ص أنه قال : « من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد »
(رواه البخاري ومسلم) أي : فليحذر ولْيَخْش من خالف الشريعة الاسلامية الرسول باطنًا أو ظاهرًا
﴿ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ﴾ أ
ي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة ﴿ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾
أ
ي : في الدنيا ، بقتل أو حد أو حبس ، أو نحو ذلك ».

الإخوة الكرام كلفنا الله تعالى
باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في فعله الذي يتقرب به
إذا لم يكن من باب الخصوصيات ، كذلك طالبنا باتباعه في تركه فيكون الترك سنة ،
وكما لا نتقرب إلى الله تعالى بترك ما فعل ، لا نتقرب إليه بفعل ما ترك فلا فرق بين
الفاعل لما ترك والتارك لما فعل.والكلام في ترك شيء لم يكن في زمنه ص مانع منه
وتوفرت الدواعي على فعله ، كتركه الأذان للعيدين ، والغسل لكل صلاة، وصلاة ليلة
النصف من شعبان ، والأذان للتراويح ،فهذه أمور تُرِكت في عهد النبي ص السنين الطوال
مع عدم المانع من فعلها ووجود مقتضيها ؛ لأنها عبادات والمقتضي لها موجود وهو التقرب
إلى الله تعالى ، والوقت وقت تشريع وبيان للأحكام ، فلو كانت دينًا وعبادة يُتقرب بها إلى
الله تعالى ما تركها السنين الطويلة مع أمره بالتبليغ وعصمته من الكتمان ، فتركه ص لها و
مواظبته على الترك ـ مع عدم المانع ووجود المقتضي ومع أن الوقت وقت تشريع ـ دليل
على أن المشروع فيها هو الترك ، وأن الفعل خلاف المشروع
، فلا يتقرب بها ؛ لأن القربة لابد أن تكون مشروعة.

وأما ما فعله الخلفاء ولم يكن موجودًا من قبلُ فهو لا يخرج عن أمور لم يوجد لها المقتضي
في عهد الرسول ص بل في عهد الخلفاء كجمع المصحف ، أو كان المقتضي موجودًا في عهد
الرسول ولكن كان هناك مانع كصلاة التراويح في جماعة فإن المانع من إقامتها جماعة
والمواظبة عليها خوف الفرض رائعية ، فلما زال المانع بانتهاء
زمن الوحي صح الرجوع فيها إلى ما رسمه النبي ص في حال حياته.

* ما تركه النبي ص مع قيام المقتضي على فعله فتركه هو السنة وفعله بدعة مذمومة ،
لأن النبي ص لم يفارق الدنيا إلا بعد أن أكمل الله الدين وأتم نعمته على المسلمين

﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِينًا ﴾
( المائدة : 3 ).

* عدم عمل السلف الصالح بالنص على الوجه الذي يفهمه مَنْ بعدهم ، يمنع اعتبار ذلك الفهم صحيحًا ،
إذ لو كان صحيحًا لم يعزب عن فهم السلف الصالح ويفهمه من بعدهم ، كما يمنع اعتبار ذلك النص دليلًا عليه ؛
إذ لو كان دليلًا لعمل به السلف الصالح. وقال تعالى :

(10) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْه.....الآية)سورة الأحقافِ


(10) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْه.....الآية)سورة الأحقافِ


(10) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْه.....الآية)سورة الأحقافِ


قال الحافظ ابن كثير / في تفسير هذه الآية: « أي قالوا عن المؤمنين بالقرآن لو كان القرآن
خيرًا ما سبقنا هؤلاء إليه ، يعنون بلالًا وعمارًا وصهيبًا وخبابًا ن وأشباهم من المستضعفين
والعبيد والإماء. .. وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة قال حذيفة :
« كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوا بها ؛ فإن الأول لم يدَعْ للآخِر مقالًا
»
وورد :عن نافع أن رجلًا عطس إلى جنب ابن عمر م،
فقال : « الحمد لله ، والسلام على رسوله » ، قال ابن عمر : « وأنا أقول : الحمد لله والسلام على رسول الله ،
وليس هكذا علمنا رسول الله ص ، علمنا أن نقول
: الحمد لله على كل حالٍ »( رواه الترمذي ، وحسنه الألباني) ،
فقد أنكر ابن عمر م على هذا الرجل مع أن عموم
قولِ الله تعالى : ﴿ إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
(الأحزاب : 56 ) تدخل فيه تلك الصلاة ، ولكن ما هكذا فهمها الصحابة فمَن بعدهم
وما هكذا طبقها السلف الصالح ن ، وفهمُهم أوْلى ، ومرتبتهم أعلى .

وقال رجل للإمام مالك بن أنس/ :
« يا أبا عبد الله ، من أين أُحْرِم ؟ » فقال الإمام مالك : « من ذي الحليفة ، من حيث أحرم رسول الله ص »
فقال : « إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر » قال : « لا تفعل ، فإني أخشى عليك الفتنة »
فقال : « وأي فتنة في هذه ؟ إنما هي أميال أزيدها ! »
قال : « وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقْتَ إلى فضيلة قصّر عنها رسول الله ص ؟!
إني سمعت الله يقول
: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

وروي عن الشافعي /( « إذا وجدتم في كتاب كاملي خلاف سنة رسول الله
ص فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت »
. وروي عن الإمام أحمد (إمام أحمد بن حنبل /
: 1- « لا تقلدني ولا تقلد مالكًا ، ولا الشافعي ، ولا الأوزاعي ، ولا الثوري ، وخذ من حيث أخذوا ».

وروي عن الإمام مالك بن انس / : «
إنما أنا بشر أخطيء وأصيب ، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب كامل والسنة فخذوه ،
وكل ما لم يوافق الكتاب كامل والسنة فاتركوه »
وقوله - « ليس أحد بعد النبي ص إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي ص ».

يا أخوة ياكرام بعد كل هذا هل يعقل أن يكون هناك خير لم يدلنا
ويرشدنا ويوجهنا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم ؟؟ وهل هناك من أصح فهما وعلما
ليأتي بعد ذلك من يلزمنا بتلك المقولة الخرافية

(في عقد الأشعري وفقه مالك وفي طريقة الجنيد السالك )وهي خرافية من عدة أمور

1
- أليست تدعو بشكل صريح ومباشر إلى مخالفة عدة آيات منها قوله تعالى
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
(32)) آل عمران


2- إبعاد المسلمين عن القرآن الكريم والسنة الشريفة كأساس ومرجع لكل أمور الدين عقيدة وفقها ؟
فالمرجعية فقط لمرجع تلك الجملة .


3- ألاتعني أن الدين كان ناقصا وكمل بتأليف هذه العبارة ؟


4- ألا تعني الطعن في الصحابة الكرام وسلفهم الصالح وأن عقائدهم لم تكن صحيحة؟
5- ألاتعني وضع مرجعية جديدة بدلا من القرآن الكريم والسنة الشريفة ؟
6- ألاتعني أنها ضيقت كثيرا و في تعطيل حق المسلم في التفكير والرأي
وفهم أحكام دينه وفقا للكتاب كامل والسنة
7- ألاتعني ضمنا الطعن في الإمام مالك من حيث العقيدة والطريقة
والطعن في أبي الحسن الاشعري من حيث الفقه والطريقة والطعن في الجنيد عقيدة وفقها ؟
8- ألاتعني الطعن في الأئمة الآخرين أمثال ابي حنيفة والشافعي وأحمد والليث و...
9- أليست متناقضة في بنيتها كونها خالفت من اتبعته فقها في عقيدته وطريقته
، بينما هو يخالفها عقيدة وطريقة
10- ألا تعني فتح باب كبيرااتشريع من جديد ومدخلا عظيما للبدع والضلالات
يدخل منه كل من أراد أن يزيد أو ينقص في دين الله؟
اخواني ألم يقل المولى سبحانه
(......وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)(سورة النحل )

فالدين تام كامل وواضح بين فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها.
وختاما/ اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، والباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه ،
وصلي الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©