إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَ لُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
أما بعد
كتاب كاملي اليوم الي اخواني المسلمين واصدقائي النصاري عن موضوع جميل جدا
وهو (عيسي بن مريم وامة عليهم السلام بين تكريم الاسلام واهانة في النصرانية و اليهودية) في مقدمتي السريعة حتي لا اطيل عليكم اتكلم عن الانبياء جميعا في عجالة سريعة قبل ان ندخل في موضوع البحث
ان هؤلاء الانبياء والرسل هم خيار الخلق ، وصفوة الله من بين جميع الناس ، هداهم الله واجتباهم ، وانعم عليهم ، فهم قمم البشرية الشوامخ خلقاً وسلوكاً وصبراً وجهاداً : يقول الله تبارك وتعالى عنهم :
(( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِياًّ ))58 سورة مريم
وقال تعالي
(آل عمران)(o 33 o)(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)
(آل عمران)(o 34 o)(ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
وقال في شأن مريم
(آل عمران)(o 35 o)(إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
(آل عمران)(o 36 o)(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . متفق عليه)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنه " متفق عليه )
واما في الكتاب كامل المسمي مقدسا الذي يؤمن بة النصاري فلا يومن بهذا الكتاب كامل عاقل بل الكتاب كامل لا اقول انة سب عيسي ومريم عليهم السلام فحسب ولكن الكتاب كامل تتطاول علي جميع الانبياء عليهم السلام بل تتطاول علي الله رب العالمين .
وحتي يكون كلامي بالدليل والبرهان حتي يتبين للنصاري انهم علي باطل والكتاب كامل الذي بين ايدهم مبدد ومحرف لايؤمن بة عاقل واما كتاب كاملي اليكم قد يرضي فريقا من الناس وقد يسخط فريقااخر
اسال الله رب العرش الكريم ان يشرح مفصل صدور النصاري الي الايمان الحقيقي بالله الواحد الاحد وان يتركو عبادة الصليب
ولاحول ولا قوة الابالله
جمع وترتيب
أبوعبد الله السلفي الاثري
اولا- مريم
تهمة الزنا التي إتهم بها اليهود السيدة مريم العذراء عليها السلام حيث يذكر التلمود أن المسيح عليه السلام إبن زنا ـ حاشا لله ـ من علاقة غير شرعية بين أمه وجندي روماني إسمه بانديرا. وحتى يومنا هذا نجد أن الكتب والموسوعات اليهودية تطلق عليه Ben-Pandera أو إبن بانديرا وتصف أمه بالزنا، ولم نجد نصراني واحد يهاجم اليهود أو يحاول الدفاع عن إلهه أو أم إلهه. ومن التناقضات الغريبة أن النصارى يستخدمون القرآن الكريم لإثبات طهارة السيدة العذراء مريم حيث أنه الكتاب كامل الوحيد في العالم الذي يدفع عنها تهم اليهود (الكتاب كامل المقدس نفسه لا يدافع عنها)
بعد مانستعرض إفتراءات اليهود على السيدة مريم العذراء عليها السلام. ثم نثبت من الكتاب كامل المقدس أن يسوع من نسل زناة. بعدها نرى كيف برأ القرآن الكريم السيدة مريم العذراء عليها السلام من إفتراءات اليهود وكذلك إفتراءات الكتاب كامل المقدس على نسل المسيح عليه السلام.
اليهود: يسوع إله النصارى إبن زنا وأبوه جندي روماني
تذكر الموسوعة اليهودية عن يسوع أنه كان يلقب بلقبي المجهول وإبن الزنا (bastard):
The two expressions so often applied to Jesus in later literature “that anonymous one,” the name of Jesus being avoided and “bastard”.
وتنكر الموسوعة اليهودية أن يكون يسوع قد ولد من عذراء وتذكر أنه ولد ولادة عادية:
The Jews, who are represented as inimical to Jesus in the canonical Gospels also, took him to be legitimate and born in an entirely natural manner.
وتذكر أن أبوه جندي روماني يدعى بانديرا وأنه غرر بالسيدة العذراء مريم ـ حاشا لله:

The seducer was a soldier by the name of Panthera.
وتقول أنه كان معروف بين اليهود بإسم Ben-Pandera إبن بانديرا:
It is certain, in any case, that the rabbinical sources also regard Jesus as the “son of Pandera”.
والتلمود يصف السيدة مريم العذراء ـ حاشا لله ـ أنها عاهرة (harlot):
She who was the descendant of princes and governors, played the harlot with carpenters.
والتلمود يصف يسوع بإبن الزنا الذي ولد نتيجة علاقة غير شرعية:
So-and-so is a bastard having been born from a forbidden union with a married woman.
ويطلق التلمود على يسوع إسم Ben Pandera أو Ben Padira وتعني إبن بانديرا نسبة إلي الجندي الروماني بانديرا الذي يوصف بأنه عشيق (paramour) السيدة مريم ـ حاشا لله:
Ben Stada was Ben Padira. R. Hisda said: ‘The husband was Stada, the paramour Pandira.”
ويذكر الفيلسوف اليوناني كلاسيوس أن أم يسوع إرتكبت الزنا مع بانديرا وأنجبت إبن الزنا يسوع وكانت تعيش في خزي وعار:
Jesus had come from a village in Judea, and was the son of a poor Jewess who gained her living by the work of her own hands. His mother had been turned out of doors by her husband, who was a carpenter by trade, on being convicted of adultery [with a soldier named Panthéra]. Being thus driven away by her husband, and wandering about in disgrace, she gave birth to Jesus, a bastard. Jesus, on account of his poverty, was hired out to go to Egypt. While there he acquired certain (magical) powers which Egyptians pride themselves on possessing. He returned home highly elated at possessing these powers, and on the strength of them gave himself out to be a god.
وتستمر هذه الإتهامات حتى يومنا هذا حيث تصف مواقعهم يسوع بإبن الزنا الذي ولد نتيجة علاقة غير شرعية:
According to the Talmud, Yeshu was the son of a Jewish woman named Miriam who was betrothed to a carpenter. “Betrothed” means she was legally married to him, but she was not yet living with him or having sexual relations with him. The story says that Miriam was either raped by or voluntarily slept with Pandeira, a Greek or Roman soldier. Miriam than gave birth to Yeshu, who was considered a “mamzer” (bastard), a product of an adulterous relationship. The Talmud describes Yeshu as a heretic who dabbled in sorcery and lead the people astray. Later, the Sanhedrin (the Jewish “Supreme Court”) ordered Yeshu stoned to death and his dead body was hung from a tree until nightfall after his death, in accordance with the ancient Jewish punishment for heretics.
الفصل الاول
لقد بعث الله في هذه الأيام الأخيرة بالملاك جبريل إلى عذراء تدعى مريم من نسل داود من سبط يهوذا ، بينما كانت
هذه العذراء العائشة بكل طهر بدون أدنى ذنب المنزهة عن اللوم المثابرة على الصلاة مع الصوم يوما ما وحدها وإذا بالملاك جبريل قد دخل مخدعها وسلم عليها قائلا : ليكن الله معك يا مريم . فارتاعت العذراء من ظهور الملاك ، ولكن الملاك سكن روعها قائلا : لا تخافي يا مريم لأنك قد نلت نعمة من لدن الله الذي اختارك لتكوني أم نبي يبعثه إلى شعب إسرائيل ليسلكوا في شرائعه بإخلاص . فأجـابت العذراء : وكيف ألد بنين وأنا لا أعرف رجلا . فأجاب الملاك : يا مريم إن الله الذي صنع الإنسان من غير إنسان لقادر أن يخلق فيه إنسانا من غير إنسان لأنه لا محال عنده . فأجابت مريم : إني لعالمة أن الله قدير فلتكن مشيئته . فقال الملاك : كوني حاملاً بالنبي الذي ستدعينه يسوع ، فامنعيه الخمر والمسكر وكل لحم نجس لأن الطفل قدوس الله . فانحنت مريم بِضَعَة قائلة : ها أنا ذا أمة الله فليكن بحسب كلمتك . فانصرف الملاك ، أما العذراء فمجدت الله قائلة : اعرفي يا نفس عظمة الله ، وافخري يا روحي بالله مخلصي ، لأنه رمق ضعة أمته ، وستدعوني سائر الأمم مباركة ، لأني القدير صيّرني عظيمة ، فليتبارك اسمه القدوس لأني رحمته تمتد من جيل إلى جيل للذين يتقونه ، ولقد جعل يده قوية فبدد المتكبر المعجب بنفسه ، ولقد أنزل الأعِزاء من عن كراسيهم ورفع المتضعين ، أشبع الجائع بالطيبات وصرف الغني صفر اليدين ، لأنه يذكر الوعود التي وعد بها إبراهيم وابنه إلى الأبد .
الفصل الثاني
أما مريم فإذ كانت عالمة مشيئة الله وموجسة خيفة أن يغضب الشعب عليها لأنه حبلى ليرجمها كأنها ارتكبت الزنا اتخذت لها عشيرا من عشيرتها قويم السيرة يدعى يوسف ، لأنه كان بارا متقيا لله يتقرب إليه بالصيام والصلوات ويرتزق بعمل يديه لأنه كان نجارا ، هذا هو الرجل الذي كانت تعرفه العذراء واتخذته عشيرا وكاشفته بالإلهام الإلهي ، ولما كان يوسف بارا عزم إذ رأى مريم حبلى على إبعادها لأنه كان يتقي الله ، وبينا هو نائم إذا بملاك الله يوبخه قائلا : لماذا عزمت على إبعاد امرأتك ، فاعلم أن ما كون فيها إنما كوّن بمشيئة الله فستلد العذراء ابنا ، وستدعونه يسوع ، وتمنع عنه الخمر والمسكر وكل لحم نجس ، لأنه قدوس الله من رحم أمه فإنه نبي من الله أرسل إلى شعب إسرائيل ليحول يهوذا إلى قلبه ، ويسلك إسرائيل في الشريعة الاسلامية الرب كما هو مكتوب في ناموس موسى ، وسيجيء بقوة عظيمة يمنحها له الله ، وسيأتي بآيات عظيمة تفضي إلى خلاص كثيرين . فلما استيقظ يوسف من النوم شكر الله وأقام مع مريم كل حياته خادما لله بكل إخلاص .
انجيل برنابا
واكتفي بعد ماسبق من انجيل برنابا
القرآن يرد على إفتراءات اليهود والنصارى
إن القرآن هو الكتاب كامل الوحيد في العالم الذي برأ السيدة مريم عليها السلام بل ولم يفرد لأي إمرأة سورة بإسمها إلا لها. ولو كان هذا القرآن من عند الرسول صلى الله عليه وسلم، لما كان في حاجة أن يبرئها أو ينزل سورة بإسمها وكان الأولى أن يسمي سورة بإسم السيدة خديجة أول من أسلمت به. ولكن لأنه كتاب كامل من عند الله عز وجل، فإنه ركز على تلك القضية العقائدية الهامة التي لم تكن تهم كفار قريش من قريب أو بعيد.
فنجد القرآن وقد كرم السيدة مريم عليها السلام منذ ولادتها
ثانيا -المسيح علية السلام في الكتاب كامل المسمي مقدسا
نسب المسيح علية السلام
عندما نتصفح الكتاب كامل نجد فية العجب هل يسوع يمجدة الكتاب كامل المسمي مقدسا كما يدعي النصاري كلا
نذكر نسب يسوع كما وجد في الكتاب كامل المسمي مقدسا واضع النصوص الدالة علي صدق كلامي حتي يكون كلامي بالدليل والبرهان
[الفاندايك][Dt.23.2][لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب.حتى الجيل العاشر لا يدخل منه احد في جماعة الرب.]
[الفاندايك][Dt.23.3][لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب.حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم احد في جماعة الرب الى الابد.]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[الفاندايك][Mt.1.5][وسلمون ولد بوعز من راحاب.وبوعز ولد عوبيد من راعوث.وعوبيد ولد يسى.]
[الفاندايك][Lv.20.12][واذا اضطجع رجل مع كنّته فانهما يقتلان كلاهما.قد فعلا فاحشة.دمهما عليهما.]
[الفاندايك][Mt.1.6][ويسى ولد داود الملك.وداود الملك ولد سليمان من التي لأوريا.]
[الفاندايك][Sm1.11.2][فقال لهم ناحاش العموني بهذا اقطع لكم.بتقوير كل عين يمنى لكم وجعل ذلك عارا على جميع اسرائيل.]
[الفاندايك][Sm2.11.3][فارسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثّي.]
[الفاندايك][Ru.4.5][فقال بوعز يوم تشتري الحقل من يد نعمي تشتري ايضا من يد راعوث الموآبية امرأة الميت لتقيم اسم الميت على ميراثه
[الفاندايك][Mt.1.7][وسليمان ولد رحبعام.ورحبعام ولد ابيا.وابيا ولد آسا.]
[الفاندايك][Kgs1.14.21][. واما رحبعام بن سليمان فملك في يهوذا.وكان رحبعام ابن احدى واربعين سنة حين ملك وملك سبع عشرة سنة في اورشليم المدينة التي اختارها الرب لوضع اسمه فيها من جميع اسباط اسرائيل.واسم امه نعمة العمونية.]
(الفانديك)(التكوين)(Gn-19-36)(فحبلت ابنتا لوط من ابيهما.)
(الفانديك)(التكوين)(Gn-19-37)(فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب.وهو ابو الموآبيين الى اليوم.)
(الفانديك)(التكوين)(Gn-19-38)(والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي.وهو ابو بني عمون الى اليوم)
تعالوا نتعرف على سلسلة واصلاب يسوع ... (لا المسيح عيسى عليه السلام)
زنا محارم وتعدد زوجات وإجرام وقتل وسبي وشاربي خمور ودعارة وكفرة وعاهرات وسرقة وكذبة ومضللين.
قال يسوع
متى 12: 35
الانسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات و الانسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور
فهل جاء يسوع من كنز صالح أم كنز شرير ؟
أعتقد أن ما سنقدمه لكم سيكون بمثابة الرد الشافي
آدم وحواء ملاعين وأصل الخطيئة
تكوين3: 16
و قال للمراة تكثيرا اكثر اتعاب حبلك بالوجع تلدين اولادا و الى رجلك يكون اشتياقك و هو يسود عليك و قال لادم لانك سمعت لقول امراتك و اكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك
نوح خمورجي
تكوين 9: 20
و ابتدا نوح يكون فلاحا و غرس كرما ،و شرب من الخمر فسكر و تعرى داخل خبائه
حام يشذ مع ابيه نوح
تكوين 9: 22
فابصر حام ابو كنعان عورة ابيه و اخبر اخويه خارجا... فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير ، فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لاخوته
اسحاق ديوث وجعل امرأته عاهرة
تكوين 26: 7
و ساله اهل المكان عن امراته فقال هي اختي لانه خاف ان يقول امراتي لعل اهل المكان يقتلونني من اجل رفقة لانها كانت حسنة المنظر ، و حدث اذ طالت له الايام هناك ان ابيمالك ملك الفلسطينيين اشرف من الكوة و نظر و اذا اسحق يلاعب رفقة امراته
ابنة لوط جدة يسوع تزني مع ابيها
تكوين 19: 31
و قالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ و ليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض ، هلم نسقي ابانا خمرا و نضطجع معه فنحيي من ابينا نسلا ، فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة و دخلت البكر و اضطجعت مع ابيها و لم يعلم باضطجاعها و لا بقيامها ..... فولدت البكر ابنا و دعت اسمه مواب و هو ابو الموابيين الى اليوم ، والصغيرة ايضا ولدت ابنا و دعت اسمه بن عمي و هو ابو بني عمون الى اليوم
يعقوب حرامي وكاذب ومضلل
تكوين 27: 18
فدخل الى ابيه و قال يا ابي فقال هانذا من انت يا ابني ، فقال يعقوب لابيه انا عيسو بكرك قد فعلت كما كلمتني قم اجلس و كل من صيدي لكي تباركني نفسك
يعقوب مخلوق للزنى وللجنس فقط
تكوين 30: 15
فقالت لها اقليل انك اخذت رجلي فتاخذين لفاح ابني ايضا فقالت راحيل اذا يضطجع معك الليلة عوضا عن لفاح ابنك ، فلما اتى يعقوب من الحقل في المساء خرجت ليئة لملاقاته و قالت الي تجيء لاني قد استاجرتك بلفاح ابني فاضطجع معها تلك الليلة
داود زاني
سفر صموئيل الثاني 11: 4
فارسل داود رسلا و اخذها فدخلت اليه فاضطجع معها و هي مطهرة من طمثها ثم رجعت الى بيتها ، وحبلت المراة فارسلت و اخبرت داود و قالت اني حبلى
داود مجرم وقاتل
تكوين 11: 15
وكتب في المكتوب يقول اجعلوا اوريا في وجه الحرب الشديدة و ارجعوا من ورائه فيضرب و يموت
سليمان كافر وبتاع نسوان
ملوك الأول 11: 1
و احب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موابيات و عمونيات و ادوميات و صيدونيات و حثيات ، من الامم الذين قال عنهم الرب لبني اسرائيل لا تدخلون اليهم و هم لا يدخلون اليكم لانهم يميلون قلوبكم وراء الهتهم فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة ، و كانت له سبع مئة من النساء السيدات و ثلاث مئة من السراري فامالت نساؤه قلبه
أفخاذ سليمان جد يسوع بين النساء
يشوع بن سيراخ 47:21
املت فخذيك الى النساء فاستولين على جسدك
سليمان نَجس يسوع
يشوع بن سيراخ 47:22
جعلت عيبا في مجدك ونجست نسلك فجلبت الغضب على بنيك لقد صدعت قلبي جهالتك
وسليمان هو جد يسوع .. وبذلك سليمان نجس يسوع .
متى 1: 6
و يسى ولد داود الملك و داود الملك ولد سليمان من التي لاوريا
نسل داود جرثومة وحفدته سفهاء ويسوع حفيده
يشوع بن سيراخ 47:24
لكن الرب لا يترك رحمته ولا يفسد من اعماله شيئا لا يدمر اعقاب مصطفاه ولا يهلك ذرية محبه ، فابقى ليعقوب بقية ولداود جرثومة منه ، .. و خلف بعده ذا سفه عند الشعب من نسله
وهذا يبطل أقوال الذي يدعون أن المزامير كانت لإستغفار داود عن كل ما جاء عنه من زنا وقتل بسِفر صموئيل الثاني ... وما يُدريك أن الرب قبل التوبة ؟ فالفقرة تكشف أنه لا توبة لداود لأن سفر يشوع بن سيراخ كتب عام 180 قبل الميلاد أي بعد كتاب كاملة المزامير بمئات السنيين وهذا يدل على أن الرب لم يقبل توبته .(على حد الإيمان المسيحي) .
رحبعام جد يسوع سخيف
يشوع بن سيراخ 47:28
رحبعام السخيف الراي الذي بعث بمشورته الشعب على التمرد
يسوع من نسل ملوك أجرموا
يشوع بن سيراخ 49:5
كلهم اجرموا ما خلا داود وحزقيا ويوشيا ، تركوا الشريعة الاسلامية العلي ارتد ملوك يهوذا ، دفعوا قرنهم الى غيرهم ومجدهم الى امة غريبة
قالوا أن يسوع من نسل ملوك ، وها هم الملوك اجرموا فارتدت ملوك يهوذا باكملهم .
يهوذا يزني بكنته
تكوين 38: 15
فنظرها يهوذا و حسبها زانية لانها كانت قد غطت وجهها
، .... و دخل عليها فحبلت منه
ثامار جدة يسوع مومس
تكوين 38: 13
فاخبرت ثامار و قيل لها هوذا حموك صاعد الى تمنة ليجز غنمه ... فخلعت عنها ثياب ترملها ... فنظرها يهوذا و حسبها زانية ... فمال اليها على الطريق و قال هاتي ادخل عليك ... فقالت هل تعطيني رهنا ... اعطيك فقالت خاتمك و عصابتك و عصاك التي في يدك فاعطاها و دخل عليها فحبلت منه ... فدعي اسم المولود فارص .
جد يسوع ابن نطفة زنا
تكوين 38: 28
و كان في ولادتها ان احدهما اخرج يدا فاخذت القابلة و ربطت على يده قرمزا قائلة هذا خرج اولا ، و لكن حين رد يده اذ اخوه قد خرج فقالت لماذا اقتحمت عليك اقتحام فدعي اسمه فارص
راعوث الفاجرة جدة يسوع
راعوث 3: 1
و قالت لها حمتها ... فاغتسلي و تدهني و البسي ثيابك و انزلي الى البيدر و لكن لا تعرفي عند الرجل حتى يفرغ من الاكل و الشرب ، و متى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه و ادخلي و اكشفي ناحية رجليه و اضطجعي و هو يخبرك بما تعملين ، فدخلت عليه سرا و كشفت ناحية رجليه و اضطجعت ، و التفت و اذا بامراة مضطجعة عند رجليه ، فقال من انت فقالت انا راعوث امتك فابسط ذيل ثوبك على امتك لانك ولي ... فاضطجعت عند رجليه الى الصباح ثم قامت قبل ان يقدر الواحد على معرفة صاحبه و قال لا يعلم ان المراة جاءت الى البيدر .
راعوث من نسب زنا لوط مع بناته
راعوث 1: 4
فاخذا لهما امراتين موابيتين اسم احداهما عرفة و اسم الاخرى راعوث و اقاما هناك نحو عشر سنين
سفر نحميا 13: 1
في ذلك اليوم قرئ في سفر موسى في اذان الشعب و وجد مكتوبا فيه ان عمونيا و موابيا لا يدخل في جماعة الله الى الابد ، لانهم لم يلاقوا بني اسرائيل بالخبز و الماء بل استاجروا عليهم بلعام لكي يلعنهم و حول الهنا اللعنة الى بركة
سفر نحميا 13: 23
في تلك الايام ايضا رايت اليهود الذين ساكنوا نساء اشدوديات و عمونيات و موابيات ، ... فخاصمتهم و لعنتهم و ضربت منهم اناسا و نتفت شعورهم و استحلفتهم بالله قائلا لا تعطوا بناتكم لبنيهم و لا تاخذوا من بناتهم لبنيكم و لا لانفسكم ، اليس من اجل هؤلاء اخطا سليمان ملك اسرائيل و لم يكن في الامم الكثيرة ملك مثله و كان محبوبا الى الهه فجعله الله ملكا على كل اسرائيل هو ايضا جعلته النساء الاجنبيات يخطئ ، فهل نسكت لكم ان تعملوا كل هذا الشر العظيم بالخيانة ضد الهنا بمساكنة نساء اجنبيات
إذن يسوع ليس من جماعة الرب
راحاب الزانية جدة يسوع
يشوع 2: 1
فارسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سرا قائلا اذهبا انظرا الارض و اريحا فذهبا و دخلا بيت امراة زانية اسمها راحاب و اضطجعا هناك
امرأة أوريا جد يسوع زانية
سفر صموئيل الثاني11: 2 و كان في وقت المساء ان داود قام عن سريره و تمشى على سطح بيت الملك فراى من على السطح امراة تستحم و كانت المراة جميلة المنظر جدا ، فارسل داود و سال عن المراة فقال واحد اليست هذه بثشبع بنت اليعام امراة اوريا الحثي ، فارسل داود رسلا و اخذها فدخلت اليه فاضطجع معها و هي مطهرة من طمثها ثم رجعت الى بيتها ، و حبلت المراة فارسلت و اخبرت داود و قالت اني حبلى
يسوع ابن سبي ومن أصلاب كفار
متى 1:11
و يوشيا ولد يكنيا و اخوته عند سبي بابل
يسوع ملعون
غل 3:13
المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة
يسوع مخلوق نجس
لوقا 2: 22
و لما تمت ايام تطهيرها حسب الشريعة الاسلامية موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب
يسوع نجس الأرض
تث 21:23
فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم . لان المعلّق ملعون من الله . فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
يسوع مختل عقلياً
مرقس 3: 21
و لما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا انه مختل
الآن بعد طرح ما جاء بالبايبل عن أصلاب يسوع نجد انه أنجس خلق الله ولا يجب أن يكون من جماعة الرب.
إنه نسب لا يتشرف به حيوان فما بالنا بإله .
الأنبياء ورسل الله عز وجل أشرف من ما قيل عنهم في البايبل ولكننا ننقل ما يؤمن بعد الصليبيين فقط
اخلاق المسيح في الكتاب كامل
من المدهش أن الاناجيل المحرفة تظهر لنا المسيح عليه السلام وهو يشتم الكثيرين ، والادهش من ذلك أن بولس قد صرح في رسالته الأولى الي كورنثوس 6 : 10 بأن الشتامون لا يرثون ملكوت الله !!!
إليكم الأدلة :
المسيح يشتم المرأة الكنعانية ويجعلها من زمرة الكلاب!!!
وهذا طبقاً لما ورد في متى [ 15 : 26 ] :
فعندما جائت إمرأة كنعانية تسترحم المسيح بأن يشفى ابنتها رد عليها قائلاً : (( لا يجوز أن يأخذ خبز البنين ويرمى للكلاب !! )) وبالتالي كل من ليس يهودي فهو من الكلاب !
فكيف يصدر هذا التعبير القاسى جداً من إله المحبة !
وهل هذا هو موقف من يقول : (( أريد رحمة لا ذبيحة )) [ متى 9 : 13 ]
هل الرحمة تكون مرهونة بقوم دون آخرين ؟ وإذا كنا لا نرحم الآخرين فهل نصفهم بالكلاب ؟!
وبعدما أراقت هذه المرأة المسكينة آخر نقطة من ماء الكرامة الانسانية وأقامت الحجة بقولها للمسيح : (( والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها )) حقق لها أملها وشفيت ابنتها [ متى 15 : 27 ]
المسيح يشتم الانبياء الكرام عليهم السلام واصفاً إياهم باللصوص !!!
وهذا طبقاً لما ورد في يوحنا [ 10 : 7 ] :
نسب يوحنا إلى المسيح أنه قال : (( أنا باب الخراف وجميع الذين جاؤوا قبلي سارقون ولصوص ! ))
ونحن لا نصدق مطلقاً أن المسيح كان يقول إن (( جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص )) وإلا فهل يتصور عاقل أن الرسل والأنبياء من عهد آدم إلي موسى وأنبياء بني اسرائيل أجداد المسيح كانوا سراقاً ولصوصاً ؟ !
أمير السلام ينقض وصيته للتلاميذ بمحبة الاعداء والاحسان إليهم !!!
_ قام بشتم معلموا الالشريعة الاسلامية قائلاً لهم : (( يا أولاد الافاعي )) متى [ 3 : 7 ]
_ وشتمهم في موضع آخر قائلاً لهم : (( أيها الجهال العميان )) متى [ 23 : 17 ]
_ وقد شتم تلاميذه ، إذ قال لبطرس كبير الحواريين : (( يا شيطان )) متى [ 16 : 23 ]
_ وشتم آخرين منهم بقوله : (( أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان ! )) لوقا [ 24 : 25 ]
مع انه هو نفسه الذي قال لهم قد اعطى لكم أن تفهموا اسرار ملكوت الله !! لوقا [ 8 : 10 ]
_ بل ان المسيح شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده ، شتمه في بيته : (( سأله فريسي أن يتغذى عنده . فدخل يسوع واتكأ . وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنه لم يغتسل أولاً قبل الغداء فقال له الرب : أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاً يا أغبياء ! ويل لكم أيها الفريسيون ! . . . فأجاب واحد من النامسيين وقال له : يا معلم ، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً . فقال : وويل لكم أنتم أيها الناموسيون ! )) انجيل لوقا [ 11 : 39 ]
ان أي انسان يحترم عقله يستطيع أن يدرك أن كلمة (( يا اغبياء )) التي قالها المسيح لمعلموا الالشريعة الاسلامية وما جاء بعدها من كلمات ، انما هي شتيمة واضحة ، بدليل ان واحد من الناموسيين قال للمسيح : يا معلم ،حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً ! [لوقا 11 : 45 ]
_ وقال ليهيرودس : (( قولوا لهذا الثعلب )) لوقا [ 13 : 32 ]
_ ومن أخلاقه تجاه أمه نجد أنه كان مستهتراً بها يناديها في وسط الحضور بقوله لها : (( مالي ولك يا إمرأة ! )) يوحنا [ 2 : 4 ]
_ ومن أخلاقه أنه يطلب من تلاميذه عدم إفشاء السلام في الطريق . لوقا [ 10 : 4 ]
_ ومن أخلاق المسيح مع الناس ما جاء عنه في متى [ 7 : 6 ] : (( لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير ))
ان هذا التعبير الذي صدر من إله المحبة المزعوم يحمل فى ظاهرة الدعوة إلى الإنفصالية والتفرقة بين الناس !
......... إنها أخلاق رئيس السلام كما جاءت في الانجيل .
المسيح يكذب على إخوتـه !!
فقد ورد في إنجيل يوحنا [ 7 : 3 ] ان إخوة المسيح طلبوا منه أن يصعد إلي عيد المظال عند اليهود فرد عليهم قائلاً : (( اصعدوا انتم إلي العيد ، فأنا لا أصعد إلي هذا العيد ، . . . ولما صعد إخوته إلي العيد ، صعد بعدهم في الخفية لا في العلانية !!! ))
رئيس السلام يطلب إحضار معارضيه لذبحهم بالسيف أمامه !!!
وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [ 19 : 27 ] :
يقول المسيح : (( أما أعدائي الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحـوهم قدامـي ! ))
ويحاول المسيحيين الهروب من قسوة هذا النص بشتى المحاولات فتارة يقولون ان هذا سيكون يوم القيامة مع ان النص واضح فالمسيح يقول : (( فأتوا بهم إلى هنا )) وليس فيه أي اشارة ليوم القيامة وتارة يقولون ان هذا ( مثل ) ونحن نقول ان المثل انتهى عند الفقرة 26 من نفس الاصحاح ثم وإن كان هذا مثل أليس هو مثلاً قاسياً يتناقض مع محبة الأعداء التي أمر بها المسيح ؟
أمير السلام يتجرد من الرحمة !!!
أمير السلام يتجرد من الرحمة ويلعن شجرة مسكينة لا ذنب لها سوى أنها لم تثمر لأنه لم يكن وقت الثمر !
وهذا طبقاً لما ورد في مرقس [ 11 : 12 ] :
(( وَفِي الْغَدِ، بَعْدَمَا غَادَرُوا بَيْتَ عَنْيَا، جَاعَ. وَإِذْ رَأَى مِنْ بَعِيدٍ شَجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً، تَوَجَّهَ إِلَيْهَا لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا بَعْضَ الثَّمَرِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ فِيهَا إِلاَّ الْوَرَقَ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَوَانُ التِّينِ. فَتَكَلَّمَ وَقَالَ لَهَا: «لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ ثَمَراً مِنْكِ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ! ))
ونحن نسأل :
كيف يصف النصارى المسيح بأنه إله محبة ورحمــة والانجيل يقول انه أتلف وأمات شجرة كانت تنفع الناس بثمرها الذي كان يخرج في وقته ؟
رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال !!!
رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال ويدخل به الهيكل ويطرد جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه ويكب و يبعثر دراهمهم ويقلب موائدهم بكــل محبة !!
وهذا طبقاً لما جاء في يوحنا [ 2 : 14 ] :
(( وَإِذِ اقْتَرَبَ عِيدُ الْفِصْحِ الْيَهُودِيُّ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ بَاعَةَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمَامِ، وَالصَّيَارِفَةَ جَالِسِينَ إِلَى مَوَائِدِهِمْ، فَجَدَلَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ، وَطَرَدَهُمْ جَمِيعاً مِنَ الْهَيْكَلِ، مَعَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، وَبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَنَاضِدَهُمْ ))
لماذا هذا العنف والغضب من يسوع المحبة ؟
إله المحبة يتسبب بمقتل ألفين حيوان !
طبقاً لما ورد في مرقس [ 5 : 11 ] :
(( وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى عِنْدَ الْجَبَلِ، فَتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلَةً: أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا! فَأَذِنَ لَهَا بِذَلِكَ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ، فَانْدَفَعَ قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ مِنْ عَلَى حَافَةِ الْجَبَلِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ، فَغَرِقَ فِيهَا. وَكَانَ عَدَدُهُ نَحْوَ أَلْفَيْنِ.))
ونحن نسأل :
ما ذنب الخنازير وصاحب الخنازير ، حين أراد إخراج الشياطين من المجنون ؟
أما كان يمكن إخراج الشياطين دون الإضرار بالخنازير ؟!
ثم ما هو رأي جمعيات الرفق بالحيوان المنتشرة بالعالم ؟
وبلغة اليوم أليس هذا تخريباً اقتصادياً ؟!
إله المحبة يطلب من الانسان أن يكره نفسه و أباه وأمه وزوجته وأولاده حتى يكون له تلميذا !!
وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [ 14 : 26 ] :
فيقول المسيح : (( إِنْ جَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ، وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذاً لِي )) [ ترجمة الفانديك ]
ان الذي يتمعن في هذا النص جيداً سيجد أن الكراهية هي أساس الايمان لدي يسوع المسيح . . .فهو يطلب من الشخص أن يكره نفسه وأباه وأمه وزوجته . . . إلخ في سبيل الإيمان .
ان هذا التعليم المنسوب ليسوع الناصري يتناقض مع الحقيقة والمعقولية ، فنحن لا نجوز صدور هذا القول من رجل عادي وصف بالتقى والصلاح ، فكيف ينسب إلي نبي كريم . . فلا يمكن للأنسان أن يكره نفسه وأباه وأمه . . وهو يتناقض مع نص انجيل متى الذي يحث على إكرام الوالدين ويحكم على من يشتمهما بأنه يستحق الموت [ متى 15 : 4 ]
ويحاول بعض النصارى التعليل لهذا التناقض فيقولون ان المقصود بكلمة البغض أي محبة أقل ! ولكنهم لم يوفقوا في تعليلهم ، فاللفظ الذي قد تضمنه النص السابق واضح في معناه ، فالبغض بمعنى الكراهية ، ولن يكون بمعنى (( الاقل محبة )) . وان كان المعنى فرض رائعاً هو محبة أقل فهو يتناقض مع وصية المسيح : (( تحب قريبك كنفسك )) [ مرقس 12 : 31 ]
رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام !!!
رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام بل جاء بالسيف لكي يفكك الأسر ويحدث الصراعات بين الاسرة الواحدة !!!
وهذا طبقاً لما ورد في متى [ 10 : 34 ] :
قال المسيح : (( لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً.فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا.))
إله المحبة جاء ليلقي ناراً على الارض !!!
قال المسيح : (( جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْضِ نَاراً، فَلَكَمْ أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ قَدِ اشْتَعَلَتْ؟ )) [ لوقا 12 : 49 ]
هل هذا الإنقسام الذى سيحدثه داخل الأسرة والنار التى يُلقيها على الأرض من أجزاء محبته؟ وكيف تُعمَّر الأرض بهذه الطريقة؟

إله المحبة هو نار آكلـة !!!
وهذا طبقاً لما جاء في رسالة العبرانيين [ 12 : 29 ] : (( لأن إلهنا نار آكلة ))
إله المحبة يتجرد من الرحمة ويترك ابنه يلاقي أبشع أنواع العذاب دون ذنب وهو يصرخ بصوت عظيم إلهي إلهي لماذا تركتني ؟متى [ 27 : 46 ] .
مسيح المحبة سيقتل الاطفال بذنب أمهم !!!
جاء في سفر الرؤيا [ 2 : 21 _ 23 ] أن مسيح المحبة قال عن إمرأة اسمها إيزابل كانت تدعي انها نبية :
(( فإني سألقيها على فراش وأبتلي الزانين معها بمحنة شديدة . . وأولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب وأجازي كل واحد منكم بحسب أعماله ))
ونحن نسأل : أين الرحمة في قتل الاطفال الابرياء . . وما ذنب الطفل في خطأ ارتكبته أمه ؟
من أخلاق الرب أنه كان عرياناً !!
من أخلاق الرب كذلك أنه كان عرياناً مجرَّداً من الملابس أمام تلاميذه ومريم المجدلية فى العشاء الأخير. فماذا أراد أن يعلمكم الكتاب كامل بهذه الواقعة؟ (( قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا. )) [يوحنا 13: 4-5]
الرب عريان أمام اليهود !!
قال كاتب إنجيل متى عن المسيح : (( فأخذ عسكرالوالي يسوع الى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة . فعروه والبسوه رداء قرمزيا .)) [ 27 : 28 ]
عزيزي القارىء :
ان هذا العرض الموجز لأخلاق المسيح _ بحسب الاناجيل المحرفة _ يلفت نظرنا إلي شيىء مهم وهو أن المسيح لم يلتزم بتعاليمه الأخلاقية وصار من الشتامون الذين قال عنهم بولس (( لا يرثون ملكوت الله )) !!!
حاشا وكلا لنبي الله عيسى عليه السلام أن يكون كذلك
المحبة التي قال عنها المسيح بحب الانجيل
المسيح قال:
Lk27: 27 اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي (SVD)
MT:10:34 لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض.ما جئت لألقي سلاما بل سيفا.
Mt:10:35: 35 فاني جئت لأفرّق الانسان ضد ابيه والابنة ضد امها والكنة ضد حماتها. (SVD
Mt:10:37: 37 من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني.ومن احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني. (SVD)
Lk:12:51: 51 أتظنون اني جئت لاعطي سلاما على الارض.كلا اقول لكم.بل انقساما. (SVD)
Lk:12:52: 52 لانه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين ثلثة على اثنين واثنان على ثلثة. (SVD)
Lk:12:53: 53 ينقسم الاب على الابن والابن على الاب.والام على البنت والبنت على الام.والحماة على كنتها والكنة على حماتها (SVD)
Lk:14:26: 26 ان كان احد يأتي اليّ ولا يبغض اباه وامه وامرأته واولاده واخوته واخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا. (SVD)
2Sm:12:31: 31 واخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وامرّهم في اتون الآجرّ وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون.ثم رجع داود وجميع الشعب الى اورشليم (SVD)
القاتل يقتل
Gn:9:6: 6 سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه.لان الله على صورته عمل الانسان. (SVD)
إله محبة
Ez:11:8: 8 قد فزعتم من السيف فالسيف اجلبه عليكم يقول السيد الرب. (SVD)
Heb:12:29: لان الهنا نار آكلة Heb:12:29: For our God is a consuming fire.
Ez:23:25: واجعل غيرتي عليك فيعاملونك بالسخط.يقطعون انفك واذنيك وبقيتك تسقط بالسيف.يأخذون بنيك وبناتك وتؤكل بقيتك بالنار.
Nm:31:2: انتقم نقمة لبني اسرائيل من المديانيين ثم تضمّ الى قومك.
Nm:31:17: فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها.
Ez:9:4: 4 وقال له الرب.اعبر في وسط المدينة في وسط اورشليم وسم سمة على جباه الرجال الذين يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها. (SVD)
Ez:9:5: 5. وقال لاولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا.لا تشفق اعينكم ولا تعفوا. (SVD)
Ez:9:6: 6 الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت. (SVD)
Ez:9:7: 7 وقال لهم نجسوا البيت واملأوا الدور قتلى.اخرجوا.فخرجوا وقتلوا في المدينة (SVD)
Jl9: 9. نادوا بهذا بين الامم.قدسوا حربا انهضوا الابطال ليتقدم ويصعد كل رجال الحرب. (SVD)
1Sm:15 3 فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا. (SVD)
Nm:31:10: 10 واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار. (SVD)
1Chr14: 14 فجعل الرب وبأ في اسرائيل فسقط من اسرائيل سبعون الف رجل. (SVD)
2Chr14: 14 هوذا يضرب الرب شعبك وبنيك ونسائك وكل مالك ضربة عظيمة. (SVD)
2Chr15: 15 واياك بامراض كثيرة بداء امعائك حتى تخرج امعاؤك بسبب المرض يوما فيوم. (SVD)
قتل الاطفال والرضع
الكتاب كامل الوحيد فى العالم الذى يأمر بقتل الأطفال
Jos:6 21 وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. (SVD)
1Sm:15:2: 2 هكذا يقول رب الجنود.اني قد افتقدت ما عمل عماليق باسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر. (SVD)
1Sm:15 3 فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا.
1Sm:15:8: 8 وامسك اجاج ملك عماليق حيّا وحرّم جميع الشعب بحد السيف. (SVD)
1Sm:15:9: 9 وعفا شاول والشعب عن اجاج وعن خيار الغنم والبقر والثنيان والخراف وعن كل الجيد ولم يرضوا ان يحرّموها.وكل الاملاك المحتقرة والمهزولة حرّموها (SVD)
1Sm:15:10: 10. وكان كلام الرب الى صموئيل قائلا (SVD)
1Sm:15:11: 11 ندمت على اني جعلت شاول ملكا لانه رجع من ورائي ولم يقم كلامي.فاغتاظ صموئيل وصرخ الى الرب الليل كله.
من فرط قسوة الرب ندم وغضب على شاول لانه عفى عن اجاج وبعض الحيوانات
Hos:13:16: 16 تجازى السامرة لانها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ (SVD)
Ps:137:8: 8 يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. (SVD)
Ps:137:9: 9 طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة (SVD)
2Chr14: 14 هوذا يضرب الرب شعبك وبنيك ونسائك وكل مالك ضربة عظيمة. (SVD)
تكتيك الحرب
Dt21: 21 لا تشفق عينك.نفس بنفس.عين بعين.سن بسن.يد بيد.رجل برجل (SVD)
Dt:20 3 ويقول لهم اسمع يا اسرائيل.انتم قربتم اليوم من الحرب على اعدائكم.لا تضعف قلوبكم.لا تخافوا ولا ترتعدوا ولا ترهبوا وجوههم. (SVD)
Dt:20:4: 4 لان الرب الهكم سائر معكم لكي يحارب عنكم اعداءكم ليخلصكم. (SVD)
Dt:20:10: 10. حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح. (SVD)
Dt:20:11: 11 فان اجابتك الى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك. (SVD)
Dt:20:12: 12 وان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها. (SVD)
Dt:20:13: 13 واذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. (SVD)
Dt:20:14: 14 واما النساء والاطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك. (SVD)
Dt10: 10. اذا خرجت لمحاربة اعدائك ودفعهم الرب الهك الى يدك وسبيت منهم سبيا (SVD)
Dt11: 11 ورأيت في السبي امرأة جميلة الصورة والتصقت بها واتخذتها لك زوجة (SVD)
Dt12: 12 فحين تدخلها الى بيتك تحلق راسها وتقلم اظفارها (SVD)
Dt13: 13 وتنزع ثياب سبيها عنها وتقعد في بيتك وتبكي اباها وامها شهرا من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة. (SVD)
حكم من يترك دينه
Dt:13:6: 6. واذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امرأة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفها انت ولا آباؤك (SVD)
Dt:13:7: 7 من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها (SVD)
Dt:13:8: 8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره (SVD)
Dt:13:9: 9 بل قتلا تقتله.يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا. (SVD)
Dt:13:10: 10 ترجمه بالحجارة حتى يموت.لانه التمس ان يطوّحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية. (SVD)
Dt:13:11: 11 فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك (SVD)
Dt:13:12: 12. ان سمعت عن احدى مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا (SVD)
Dt:13:13: 13 قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك وطوّحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفوها (SVD)
Dt:13:14: 14 وفحصت وفتشت وسألت جيدا واذا الامر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك (SVD)
Dt:13:15: 15 فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. (SVD)
Dt:13:16: 16 تجمع كل امتعتها الى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الى الابد لا تبنى بعد. (SVD)
Dt:13:17: 17 ولا يلتصق بيدك شيء من المحرّم.لكي يرجع الرب من حمو غضبه ويعطيك رحمة.يرحمك ويكثرك كما حلف لآبائك (SVD)
عقوبة تارك الفرائض
Dt:28:15: 15. ولكن ان لم تسمع لصوت الرب الهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه وفرائضه التي انا اوصيك بها اليوم تاتي عليك جميع هذه اللعنات وتدركك (SVD)
Dt:28:16: 16 ملعونا تكون في المدينة وملعونا تكون في الحقل. (SVD)
Dt:28:17: 17 ملعونة تكون سلتك ومعجنك. (SVD)
Dt:28:18: 18 ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة ارضك نتاج بقرك واناث غنمك. (SVD)
Dt:28 19 ملعونا تكون في دخولك وملعونا تكون في خروجك. (SVD)
Dt:28:20: 20 يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر في كل ما تمتد اليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى سريعا من اجل سوء افعالك اذ تركتني. (SVD)
Dt:28 21 يلصق بك الرب الوبأ حتى يبيدك عن الارض التي انت داخل اليها لكي تمتلكها. (SVD)
Dt:28:22: 22 يضربك الرب بالسل والحمى والبرداء والالتهاب والجفاف واللفح والذبول فتتبعك حتى تفنيك. (SVD)
Dt:28:23: 23 وتكون سماؤك التي فوق راسك نحاسا والارض التي تحتك حديدا. (SVD)
Dt:28 24 ويجعل الرب مطر ارضك غبارا وترابا ينزل عليك من السماء حتى تهلك. (SVD)
Dt:28:25: 25 يجعلك الرب منهزما امام اعدائك.في طريق واحدة تخرج عليهم وفي سبع طرق تهرب امامهم وتكون قلقا في جميع ممالك الارض. (SVD)
Dt:28:26: 26 وتكون جثتك طعاما لجميع طيور السماء ووحوش الارض وليس من يزعجها. (SVD)
Dt:28:27: 27 يضربك الرب بقرحة مصر وبالبواسير والجرب والحكّة حتى لا تستطيع الشفاء. (SVD)
Dt:28:28: 28 يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب. (SVD)
Dt:28:29: 29 فتتلمس في الظهر كما يتلمس الاعمى في الظلام ولا تنجح في طرقك بل لا تكون الا مظلوما مغصوبا كل الايام وليس مخلّص. (SVD)
Dt:28 30 تخطب امرأة ورجل آخر يضطجع معها تبني بيتا ولا تسكن فيه.تغرس كرما ولا تستغله. (SVD)
Dt:28:31: 31 يذبح ثورك امام عينيك ولا تأكل منه.يغتصب حمارك من امام وجهك ولا يرجع اليك.تدفع غنمك الى اعدائك وليس لك مخلص. (SVD)
Dt:28:32: 32 يسلم بنوك وبناتك لشعب آخر وعيناك تنظران اليهم طول النهار فتكلان وليس في يدك طائلة. (SVD)
Dt:28:33: 33 ثمر ارضك وكل تعبك ياكله شعب لا تعرفه فلا تكون الا مظلوما ومسحوقا كل الايام. (SVD)
Dt:28 34 وتكون مجنونا من منظر عينيك الذي تنظر. (SVD)
Dt:28:35: 35 يضربك الرب بقرح خبيث على الركبتين وعلى الساقين حتى لا تستطيع الشفاء من اسفل قدمك الى قمة راسك. (SVD)
Dt:28:36: 36 يذهب بك الرب وبملكك الذي تقيمه عليك الى امة لم تعرفها انت ولا آباؤك وتعبد هناك آلهة اخرى من خشب وحجر. (SVD)
Dt:28:37: 37 وتكون دهشا ومثلا وهزأة في جميع الشعوب الذين يسوقك الرب اليهم. (SVD)
Dt:28:38: 38 بذارا كثيرا تخرج الى الحقل وقليلا تجمع لان الجراد ياكله. (SVD)
Dt:28:39: 39 كروما تغرس وتشتغل وخمرا لا تشرب ولا تجني لان الدود ياكلها. (SVD)
Dt:28:40: 40 يكون لك زيتون في جميع تخومك وبزيت لا تدّهن لان زيتونك ينتثر. (SVD)
Dt:28:41: 41 بنين وبنات تلد ولا يكونون لك لانهم الى السبي يذهبون. (SVD)
Dt:28:42: 42 جميع اشجارك واثمار ارضك يتولاه الصرصر. (SVD)
Dt:28:43: 43 الغريب الذي في وسطك يستعلي عليك متصاعدا وانت تنحط متنازلا. (SVD)
Dt:28:44: 44 هو يقرضك وانت لا تقرضه.هو يكون راسا وانت تكون ذنبا. (SVD)
Dt:28:45: 45. وتأتي عليك جميع هذه اللعنات وتتبعك وتدركك حتى تهلك لانك لم تسمع لصوت الرب الهك لتحفظ وصاياه وفرائضه التي اوصاك بها. (SVD)
Dt:28:46: 46 فتكون فيك آية واعجوبة وفي نسلك الى الابد. (SVD)
اسرق المصريين
Ex21: 21 واعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين.فيكون حينما تمضون انكم لا تمضون فارغين. (SVD)
Ex22: 22 بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها امتعة فضة وامتعة ذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم.فتسلبون المصريين
32,00 عذراء0
Nm:31:25: 25. وكلم الرب موسى قائلا. (SVD)
Nm:31:26: 26 أحص النهب المسبيّ من الناس والبهائم انت والعازار الكاهن ورؤوس آباء الجماعة. (SVD)
Nm:31:27: 27 ونصّف النهب بين الذين باشروا القتال الخارجين الى الحرب وبين كل الجماعة. (SVD)
Nm:31:28: 28 وارفع زكوة للرب.من رجال الحرب الخارجين الى القتال واحدة.نفسا من كل خمس مئة من الناس والبقر والحمير والغنم. (SVD)
Nm:31:29: 29 من نصفهم تأخذونها وتعطونها لالعازار الكاهن رفيعة للرب. (SVD)
Nm:31 30 ومن نصف بني اسرائيل تأخذ واحدة مأخوذة من كل خمسين من الناس والبقر والحمير والغنم من جميع البهائم وتعطيها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب (SVD)
Nm:31:31: 31 ففعل موسى والعازار الكاهن كما امر الرب موسى. (SVD)
Nm:31:32: 32 وكان النهب فضلة الغنيمة التي اغتنمها رجال الجند من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين الفا. (SVD)
Nm:31:33: 33 ومن البقر اثنين وسبعين الفا. (SVD)
Nm:31 34 ومن الحمير واحد وستين الفا. (SVD)
Nm:31:35: 35 ومن نفوس الناس من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر جميع النفوس اثنين وثلاثين الفا. (SVD)
Nm:31:36: 36 وكان النصف نصيب الخارجين الى الحرب عدد الغنم ثلاث مئة وسبعة وثلاثين الفا وخمس مئة. (SVD)
Nm:31:37: 37 وكانت الزكاة للرب من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين. (SVD)
Nm:31:38: 38 والبقر ستة وثلاثين الفا وزكاتها للرب اثنين وسبعين. (SVD)
Nm:31:39: 39 والحمير ثلاثين الفا وخمس مئة وزكاتها للرب واحدا وستين. (SVD)
Nm:31:40: 40 ونفوس الناس ستة عشر الفا وزكاتها للرب اثنين وثلاثين نفسا. (SVD)
Nm:31:41: 41 فاعطى موسى الزكوة رفيعة الرب لالعازار الكاهن كما امر الرب موسى. (SVD)
Nm:31:42: 42 واما نصف اسرائيل الذي قسمه موسى من الرجال المتجندين (SVD)
Nm:31:43: 43 فكان نصف الجماعة من الغنم ثلاث مئة وسبعة وثلاثين الفا وخمس مئة. (SVD)
Nm:31:44: 44 ومن البقر ستة وثلاثين الفا. (SVD)
Nm:31:45: 45 ومن الحمير ثلاثين الفا وخمس مئة (SVD)
Nm:31:46: 46 ومن نفوس الناس ستة عشر الفا. (SVD)
Nm:31:47: 47 فاخذ موسى من نصف بني اسرائيل المأخوذ واحدا من كل خمسين من الناس ومن البهائم واعطاها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب كما امر الرب موسى (SVD)
Nm:31:48: 48. ثم تقدم الى موسى الوكلاء الذين على الوف الجند رؤساء الالوف ورؤساء المئات (SVD)
Nm:31:49: 49 وقالوا لموسى.عبيدك قد اخذوا عدد رجال الحرب الذين في ايدينا فلم يفقد منا انسان. (SVD)
Nm:31:50: 50 فقد قدمنا قربان الرب كل واحد ما وجده امتعة ذهب حجولا واساور وخواتم واقراطا وقلائد للتكفير عن انفسنا امام الرب. (SVD)
Nm:31:51: 51 فاخذ موسى والعازار الكاهن الذهب منهم كل امتعة مصنوعة. (SVD)
Nm:31:52: 52 وكان كل ذهب الرفيعة التي رفعوها للرب ستة عشر الفا وسبع مئة وخمسين شاقلا من عند رؤساء الالوف ورؤساء المئات. (SVD)
Nm:31:53: 53 اما رجال الجند فاغتنموا كل واحد لنفسه. (SVD)
Nm:31:54: 54 فاخذ موسى والعازار الكاهن الذهب من رؤساء الالوف والمئات واتيا به الى خيمة الاجتماع تذكارا لبني اسرائيل امام الرب (SVD)
بطلان الاعتقاد بالخطيئة الموروثة
يقول بولس في رسالته إلى رومية 5 : 12 : (( من اجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع. )) [ ترجمة الفاندايك ] ويقول القديس أوغوسطينوس ان آدم هو، كما يروي سفر التكوين، أول إنسان خلقه الله على الأرض. وهذا الانسان قد ارتكب الخطيئة الأولى التي يروي الفصل الثالث من سفر التكوين أحداثها. وبسبب وضعه المميّز في الفردوس ومسؤوليته الشاملة كجدّ للبشرية كلها، فقد انتقلت الخطيئة بالوراثة منه إلى جميع الناس. ( الخطيئة الأصليّة في كتاب كاملات القديس أوغوسطينوس )
ولا شك - أخي القارىء - بأن هذا الاعتقاد بتوريث الخطيئة والذي يعتقد به معظم اللاهوتيين الغربيين هو اعتقاد باطل . طبقاً للآتي :
بداية نقول : إذا كانت خطيئة آدم عليه السلام بسببها اجتاز الموت الي جميع الناس فلماذا ما يزال الموت مستمراً بعد أن فدى المسيح عليه السلام العالم وصالحنا مع الله كما يزعم المسيحيون ؟ ولماذا سار اخنوخ مع الله ولم يرى الموت كما يقول الكتاب كامل ؟ ولماذا صعد إيليا النبي أيضاً الي السماء ولم ير الموت ؟
1 ) منطقياً وعقلياً وعلمياً فان الخطيئة لا تورث من الأب إلى ابنه لأنها من الافعال المكتسبة التي لا يتم توراثها ، فالابن مثلاً يرث من أبية ومن أمه وأجداده صفات كالطول ولون العينين وشكل أجزاء جسمه وحجمها ولكنه لا يرث الخطيئة فلو أن أباك المباشر اقترف أثما فهل ترث أثمة كما ترث لون عينية. ؟! ولو ان الأب اختار أن يكون مجرماً فهل يعني ذلك أن ابنه سيرث منه هذه الطبيعة التي في الأب ؟ و كذلك ان كان الاب صالحاً فلا يعنى بالضرورة ان الابن سيكون كذلك لانه ورث طبيعة والده . ان الله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه السلام بطبيعة قابلة للخطأ بدليل ان الله بعد أن خلقه حذره من الوقوع في الخطأ والاكل من الشجرة . ان طبيعة قابلية الوقوع في الخطأ وحرية الاختيار هى طبيعة مخلوقة مع الانسان و ليست وراثية من آدم . ان الخالق سبحانه وتعالى جعل النفس البشرية قابلة للخير و الشر وقادرة على كليهما. و ليست المسألة مسألة وراثة حتى يكون آدم مسؤولا عن توريثه لهذه الطبيعة .
2 ) ان الاعتقاد بالخطيئة الموروثة يتناقض مع مبدأ العقاب والثواب فكيف يعاقب الابن بذنب أبية ؟! وكيف يعاقب شخص على ذنب لم يقترفه ؟!
3 ) يؤمن المسيحيون بأن كل خطية هي تعدي على الله وأن كل إنسان بخطيئته يعاقب أو يقتل تثنية 24 : 16 وحزقيال 18 : 20 فإذا كانت كل خطية سواء من آدم أو غيره هي تعدي على الله فلماذا نفرق بين خطيئة آدم في حق الله وخطيئة غيره ؟
4 ) ان الاعتقاد بالخطيئة المورثة يتناقض مع العدل الإلهي. ذلك لأن الله العادل يعاقب المرء على ما فعل هو ، لا على ما فعل أبوه أو أجداده والكتاب كامل المقدس يقول : (( كل واحد يموت لأجل خطيته )) ( أخبار الأيام (2) 25/4).
5 ) ورد في سفر حزقيال النص الآتي : (( الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن. )) (حزقيال 18 : 20). هذا النص يدل على مسؤولية كل فرد عن ذنبه وينفى بذلك الخطيئة الموروثة.
6 ) ورد في سفر حزقيال ما يتناقض مع الخطيئة الموروثة وهو : (( النفس التي تخطئ هي تموت )) ( حزقيال 18 : 20) ولم يقل النص أن النفس التي تخطىء يموت ابنها!!!
7 ) ورد في سفر ارميا : (( بل كل واحد يموت بذنبه )) ( 31 : 30) وهذا السفر مقدس عند اليهود والنصارى ويعتقدون أنه كلام الله. هذا النص يدل على مسؤولية كل واحد عن ذنبه ويدحض بذلك الخطيئة الموروثة .
8 ) ترى المسيحية أن كل إنسان مدنس بالخطيئة الموروثة منذ ولادته ولكن كيف يكون الوليد مدنساً بالخطيئة وهو لم يرتكب أية خطيئة بعد ؟! انه لا يزال رضيعاً في المهد لا يميز بين الحلال والحرام ولا ينطق ولا يمشى ، فكيف يكون خاطئاً وهو في هذه الحال؟!
9 ) إذا كان الانسان يولد بالخطيئة الموروثة فلماذا لم يتحدث العهد القديم ومنه التوراة عن هذه الوراثة ؟ لماذا جعل العهد القديم كل إنسان مسؤولاً عن ذنبه؟
10 ) من المعروف أن الله بطوفان نوح أهلك جميع البشر باستثناء نوح والمؤمنين الصالحين في زمانه ( تكوين 6 : 13 ) أي أن نسل آدم قد هلك بالطوفان باستثناء نوح ومن آمن. وبهذا فان الطوفان طهر الأرض في حينه من الفساد والمفسدين وبهذا فلا مجال للحديث عن الخطية الموروثة لان الطوفان كان نقطة فصل بين عصرين أو جيلين.
11 ) أن الكنيسة تنسب اصل الخطيئة إلى آدم. ولكن هذا يتعارض مع التوراة التي تجعل اصل الغواية حواء. حواء هي التي أغوت آدم، إذ قال آدم لله مدافعاً عن نفسه : (( المرأة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فأكلت )) (تكوين 3 : 12) بل إن حواء بدورها نسبت الغواية إلى الحية، إذ قالت دفاعاً عن نفسها : (( الحية غرتني فأكلت )) ( تكوين 3 : 13 ) . وحسب التوراة عاقب الله الحية بزحفها على بطنها وعاقب حواء بأوجاع الولادة وعاقب آدم بطرده من الجنة فإذا أردنا إرجاع الخطية إلى اصلها الأول فاصلها الاول هو الحية وليس أدم ولا حواء ( حسب الكتاب كامل ). !!!!
12 ) الخطية الموروثة تتناقض مع وجود أبرار. لقد أنجا الله نوح ومن معه من الطوفان لانهم أبرار قال الله لنوح : (( لأني إياك رأيت باراً )) ( تكوين 7 : 1). لو كان كل مولود يرث الخطية لما كان وجود للأبرار والصالحين على الأرض!!! وهذا يتناقض مع الواقع. أليس الأنبياء من الأبرار؟ ها هو نوح من الأبرار باعتراف النص .
13 ) قال المسيح : (( كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيده )) ( متى 7 : 17). تلك إشارة إلى الصالحين وأعمالهم الصالحة إذاً هناك صالحون لم يرثوا الخطية .
14 ) عندما وجه قوم المسيح لومهم له لأنه يدعو الأشرار والخطاة، أجابهم قائلاً : (( لأني لم آتي لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة )) متى 9 : 13 . لقد قسم المسيح الناس إلى قسمين أبرار وخطاة إذا هناك أبرار لم يرثوا الخطية تلك الخطية التي تزعم الكنيسة أن كل إنسان يرثها من آدم أبينا الأول .
15 ) قال المسيح : (( لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان )) ( متى 12 : 37 ) قوله يدل على أن الانسان يثاب أو يعاقب بسلوكه هو ، ولم يتحدث المسيح عن خطية موروثة .
16 ) رغم أن الكنيسة تشدد على مبدأ الخطية الموروثة فان الانسان لا يجد ذكراً لهذا المبدأ على لسان أي نبي من الأنبياء الذين يؤمن بهم اليهود والمسيحيون. ان مبدأ الخطية الموروثة استحدثته الكنيسة لتكمل القصة. لقد اعتقدوا بصلب المسيح وكان لا بد لهم من البحث عن سبب يبرر الصلب فاستحدثوا الخلاص بالصلب أو الصلب للفداء وظهرت عندهم مشكلة الخلاص من ماذا. فاستحدثوا نظرية الخطية الموروثة لتبرير صلب المسيح. وفى الواقع لا توجد خطية موروثة ولم يحدث صلب للمسيح ولا حدث خلاص. لقد بدأوا القصة من آخرها وليس من أولها. قالوا صلب، ثم بحثوا عن السبب فكان المخرج أن الصلب وقع من اجل تخليص الناس من الخطية الموروثة والخطية كما قلنا لا تورث والصلب لا يخلص.
وهكذا نرى أن الاعتقاد بالخطية الموروثة اعقتاد خاطئ لا أساس له ولم يقل أحد من الأنبياء بوراثة الخطية بل بالعكس فان نصوص الإنجيل ذاتها تدل على مسؤولية الفرد عن ذنبه في مواقع عديدة ولم تظهر الخطية الموروثة في العهد القديم على لسان الأنبياء الذين قبل عيسى فلماذا تظهر جملة من الاختراعات مرة واحدة بعد المسيح على لسان بولس ؟
[1] – قبل عيسى كان الله واحدا فصار بعد عيسى ثلاثة في واحد .
[2] – قبل عيسى كان الله بلا ابن فصار بعد عيسى بابن .
[3] – قبل عيسى لم تكن هناك خطية موروثة فصارت بعد عيسى بالصلب.
[4] – قبل عيسى لم تكن خطية موروثة فصارت هذه موروثة .
ان رسالة الله واحدة في أسسها الرئيسية والاعتقادات الغربية التي طرأت بعد ظهور المسيح هي مزاعم لا أساس لها. مزاعم اختلقت اختلاقا بعد المسيح بزمن طويل وهو بريئ مما نسبوه إليه أن نصرانية الكنيسة تختلف عما جاء به الميسيح، فهي شاذة في معتقداتها التي لم يقل بها نبي قبل عيسى ولا نبي بعده ولم يقل بها المسيح ذاته.
بطلان الاعتقاد بالخلاص بالصلب
تعتقد الكنيسة أن المسيح صلب وان صلبه كان من اجل أن يفدى الناس ويخلصهم من خطاياهم ولبيان بطلان هذا الاعتقاد نقدم الأدلة الآتية.
1 ) ما علاقة الصلب بالخلاص ؟! هل صلب زيد يمحو ذنب عمرو؟!
2 ) أن القول بالخلاص بالصلب يتناقض مع عدل الله فكيف يصلب واحداً لا ذنب له لنجاة آخر.
3 ) ان الذي يخلص الانسان هو إيمانه بالله وأفعاله ولا يتم خلاصة عن طريق شنق أو صلب شخص آخر.
4 ) الأدلة التي قدمناها في الفصل السابق لبيان بطلان الخطية الموروثة تدحض الخلاص بالصلب في الوقت ذاته لأن الخلاص بالصلب يستند على الاعتقاد بالخطية الموروثة فإذا انتفت الخطية الموروثة انتفى الخلاص بالصلب لأن الثاني مبنى على الأول.
5 ) قال المسيح : (( واما من قال على الروح القدس فلن يغفر له في هذا العالم ولا في الآتي )) (متى 12 : 32 ) يقصد المسيح أن من كذب أو استهزأ بجبريل فلا غفران له. إذا هناك أناس لن ولم يخلصوا لكذبهم على جبريل فأين الخلاص بالصلب إذاً ؟! يقولون إن المسيح خلص البشرية وانقذها ولكن المسيح نفسه يقول هناك كاذبون لا يغفر الله لهم .
6 ) قال المسيح : (( حينئذ يجازى كل واحد حسب عمله )) ( متى 16 : 27) المسيح نفسه يقرر أن كل إنسان سيجازى بحسب عمله. وهذا يناقض الخطية الموروثة والخلاص بالصلب . لأن النص يدل على أن الخلاص بالعمل وليس بالصلب .
7 ) قال المسيح : (( أبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية )) ( متى 6 : 4 ) إذاً هناك مجازاة وهذا يتناقض مع الخلاص الشامل الذي يتضمنه الخلاص بالصلب .
8 ) قال المسيح : (( ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان )) (متى 26 : 24) قال ذلك وهو يحذر أحد حواريه الذي سيخونه ويشي به إلى السلطة . فإذا كان الصلب للخلاص وإذا كان الصلب بإرادة المسيح ورغبته حسبما يزعمون فلماذا الويل لمن يسهل الصلب ؟! من المفروض رسمية أن يشكر المسيح ذاك الرجل الذي بسببه تم الوصول إلى الصليب ليتم الخلاص المنشود.! ان تحذير المسيح يدل على أن الصلب كان مؤامرة ضده وليس هدفاً منشوداً يسعى إليه لتحقيق الخلاص المزعوم .
9 ) لقد قضى المسيح جزءاً كبيراً من الليل وهو يصلى طالبا من الله إنقاذه من طالبي صلبه (متى 26 : 36 ) وكان يدعو الله طالباً : (( إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس )) ( متى 26 : 39 ) وكان حزيناً جداً تلك الليلة ( متى 26 : 38 ). فلو كان الصلب هدفا منشودا لدى المسيح لما دعا الله طالبا النجاة ولما صلى لله راجيا إنقاذه ولما حزن واكتأب. كل هذا يدل على أن الصلب لم يكن هدفا يسعى إليه المسيح. لقد كان الصلب مؤامرة ضده انقذة الله منها.
10 ) أن القول بالخلاص بالصلب يشجع على ارتكاب الناس للمعاصي فإذا كان صلب المسيح هو طريق نجاة الناس فلم يبق عليهم ما يعلمونه من خير بعد صلبه لان المسيح قد ضمن لهم الخلاص من كل الذنوب عهن طريق إفتدائهم بالصلب .
11 ) قال المسيح : (( إما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن املك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى )) (لوقا 19 : 27 ) لا نريد أن نعلق على تتناقض هذا القول مع قول المسيح : (( طوبى لصانعي السلام )) ( متى 5 : 9 ) ولكن نريد أن نسأل : لماذا يريد المسيح ذبحهم وهو الذي مات من إجلهم ؟ هل هذه لعبه ؟
12 ) يقول المسيحيون أن الله بذل ابنه الوحيد لانه يحب العالم ولكي لا يهلك من آمن به (يوحنا 3 : 16 ) كما ذكرنا لا توجد علاقة بين إهلاك س لإنقاذ ص . من أراد النجاة فالطريق مفتوح أمامه . طريق الايمان والبر والصلاح والأعمال الطيبة. ثم إذا كان الله يحب الناس ويرأف بهم فالأولى أن يحب ابنه الوحيد ( كما يزعمون ) لأن الرب الرحيم لا يترك ابنه يصرخ ويسمر بالمسامير على الصليب بدون أي شفقة ورحمة .
13 ) ان صلب واحد ( المسيح في هذه الحالة ) من اجل نجاة سواه هو ظلم في حق المسيح والله لا يظلم أحداً.
14 ) ما ذنب عيسى ليصلب ؟ أن الله قادر على إنقاذ الناس دون إلحاق الظلم بالمسيح ان الله قادر على إنقاذ الناس وتخليصهم دون صلب المسيح او سواه.
15 ) دعا المسيح الله أن ينقذه من طالبي قتله او صلبه ، فقال : (( إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس )) ( متى 26 : 39 ) لو كان المسيح ينوى تقديم نفسه طواعية للصلب من اجل الفداء لما طلب من الله أن ينجيه من تلك المحنة : أن دعاءه لله لإنقاذه دليل آخر على بطلان القول بالصلب للخلاص.
16 ) قال بولس : (( أن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله )) ( رومية 2 : 6 ) وقال : (( الذي يخطى لا ينجو من دينونة الله )) ( رومية 2 : 3 ) إذا هناك حساب وهناك دينونة والمجازاة حسب الأعمال. إذا لما كان صلب المسيح ؟ إذا كان الجزاء حسب العمل وهناك عقاب للخطاة فان صلب المسيح لا دور له في الخلاص والتخليص.
17 ) تقول الكنيسة ان صلب المسيح هو كفارة لمن آمن فقط بصلبه . إذن كيف سينال الذين عاشوا قبل المسيح الكفارة ؟ وهل سيطالب الله الذي عاشوا بعد المسيح بالايمان بالصلب ولا يطالب الذين قبله ؟!
18 ) يقول بولس : (( كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه )) ( كورنثوس الاولى 3 : 8 ) إذا الأجر حسب المشقة ، أي حسب الأعمال. ولماذا كان الصلب إذا ؟! وأين الخلاص المزعوم الحاصل عن طريق صلب المسيح ؟!!
19 ) يقول بولس : (( لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة )) ( غلاطية 3 : 13 ) . هذا يعني ان المسيح اصابته اللعنة عندما علق على خشبة الصليب ( حسب زعمهم ) . فكيف يكون المسيح معلوناً ويكون مخلصاً في الوقت ذاته ؟! الملعون بحاجة إلى أن ينقذ نفسه من اللعنة أولاً قبل أن ينقذ سواه .
20 ) وأخيرا فإن موت المسيح المزعوم لم يحقق متطلبات ذبيحة الخطية، ذلك لأنه طبقاً لنصوص الاناجيل فإن المسيح قد تعرض للضرب والجلد ( متى 26 : 67 ، 27 : 26 ) بينما التوراة تحدد أن ذبيحة الخطيئة يجب أن تكون بلا أي عيوب جسدية ( تثنية : 17 : 1 ) وان القانون اللاوي لذبيحة الخطية يحدد أن الكاهن يأخذ بعض دم الضحية باصبعه ويجعله على قرون المذبح في المعبد والباقي يصب على قاعدة المذبح ( لاويين 4 : 30 ) . وهذا ما لا نجده في موت المسيح المزعوم ، وفوق ذلك كله فإن موت المسيح المزعوم ليس بذبيحه لأنه مات مصلوبا حسب زعمهم ، وهناك فرق بين الذبح والصلب : ففي المعجم الوسيط : تقول ذبحه ذبحاً أي قطع حلقومه . وتقول : " ذَبَحَ الخَروفَ " : نَحَرَهُ بِسِكِّينٍ، أَيْ قَطَعَ حُلْقومَهُ . بخلاف الموت على الصليب

قصة عيسى ومريم عليهم السلام في كتاب كامل الله وفي سنة رسول الله صلي الله علية وسلم
وقبل ان نتكلم عن قصة عيسي ومريم عليهم السلام لقد كرم الله عيسي ومريم علهما السلام في كتاب كامل الله وسنة رسول الله تكريما لم يكرمو من قبل في كتاب كامل مثل القران الكريم
اولا: تكريم الله الانثي بصفة عامة عن الرجال تكريمها اما وتكريكمها اختنا وتكريمها زوجة ان جعل لها سورة باسمه وهي سورة(النساء ) وهي من السور الطوال في القرا الكريم
ثانيا: تكريم الله لمريم ان جعل الله لها سورة باسمها في كتاب كامل الله ونحن كمسلمين اوالي بمريم وعيسي عليهم السلام من النصاري المتشدقين انهم يتبعون المسيح وتعاليمة والمسيح منهم براء اسال الله رب العرش الكريم ان اكون وفقت واسال الله رب العرش الكريم ان يشرح مفصل صدور النصاري الي الحق وان يتبعو الايمان بالله الواحد الاحد
مريم
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)ال عمران
{ اصطفى آدم } : اختار ، وآدم هو أبو البشر عليه السلام .
{ آل إبراهيم } : آل الرجل أهله وأتباعه على دينه الحق .
{ عمران } : حنّة وأبو مريم عليهم السلام .
{ العالمين } : هم الناس المعاصرون لهم .
{ إمرأة عمران } : حَنّة
{ نذرت لك ما في بطني } : ألزمت نفسها أن تجعله لله يعبده ويخدم بيته الذي هو بيت المقدس .
{ محرّراً } : خالصاً لا شركة فيه لأحد غير الله بحيث لا تنتفع به أبداً .
{ مريم } : خادمة الرب تعالى .
{ أعيذها بك } : احصّنها واحفظها بجانبك من الشيطان .
{ وكفلها زكريا } : زكريا أبو يحيى عليهما السلام وكانت امرأته أختاً لحنّة .
{ المحراب } : مقصورة ملاصقة للمسجد .
{ أنّى لك هذا } ؟ : من أين لك هذا ، أي من أين جاءك .
معنى الآيات :
لما ادعى نصارى وفد نجران ما ادعوه فى المسيح عليه السلام من تأليهه وتأليه أمّّه أنزل الله تعالى هذه الآيات يبينّ فيها مبدأ أمر عيسى وأمه وحقيقة أمرهما فأخبر تعالى أنه اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران اصطفاهم لدينه واختارهم لعبادته ففضلهم بذلك على الناس وأخبر أنهم ذريّة بعضهم نم بعض لم تختلف عقائدهم ، ولم تتباين فضائلهم وكمالاتهم الروحيّة وذلك لحفظ الله تعالى لهم وعنايته بهم . وأخبر تعالى أنه سميع عليم أي سميع لقول إمرأة عمران عليم بحالها لما قالت : { . . رب إنى نذرت لك ما في بطني محرراً . . } وذلك أنها كانت لا تلد فرأت في حديقة منزلها طائراً يطعم أفراخه فحنّت إلى الولد وسألت ربها أن يرزقها ولداً وتجلعه له يعبده ويخدم بيته فاستجاب الله تعالى لها فحملت ومات زوجها وهى حبلى وقالت ما قص الله تعالى عنها في قولها : إذ قالت امرأة عمران رب إنى نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل منى إنك أنت السميع العليم } وحان وقت الولاد فولدت ولكن انثى لا ذكراً فتحسرت لذلك ، وقالت : { رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت } وكيف لا يعلم وهو الخلاق العليم . وقالت : { . . وليس الذكر كالأنثى . . } في باب الخدمة في بيت المقدس فلذا هي آسفة جداً ، وأسمت مولدتها مريم أي خادمة الله ، وسألت ربها أن يحفظها السلام فلم يقربه شيطان قط . وتقبل الله تعالى ما نذرته له وهو مريم فأنبتها نباتاً حسناً فكانت تنموا نماء عجيباً على خلاف المواليد ، وكفلها زكريا فتربت في بيت خالتها وذلك أن حنة لما وضعتها أرضعتها ولفّتها في قِمَاطها وبعثت بها الى صلحاء بنى إسرائيل يسندونها إلى من يرون تربيتها في بيته ، لأن أمها نذرتها لله تعالى فلا يصح منها أن تبقيها في بيتها ووالدها مات أيضا ، فأحب كل واحد أن يكفلها فكفلها زكريا وأصبحت في بيت خالتها بتدبير الله تعالى لها ، ولما كبرت أدخلها المحراب لتتعبد فيه ، وكان يأتيها بطعامها ، فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف فيعجب لذلك ويسألها قائلا : { يا مريم أنى لك هذا؟ } فتجيبه قائلة { هو من عند الله } وتعلل لذلك فتقول : { إ'ن الله يرزق من يشاء بغير حساب } .
من هداية الآيات :
1- بيان إفضال الله تعالى وإنعامه على من يشاء .
2- بيان أن عيسى عليه السلام ليس بابن الله ولا هو الله ، ولا ثالث ثلاثة بل هو عبد الله ورسوله أمه مريم ، وجدته جنّة ، وجده عمران من بيت شرف وصلاح في بني إسرائيل .
3- استجابة الله تعالى لدعاء أوليائه كما استجاب لحنّة ورزقها الولد وأعاذ بنتها وولدها من الشيطان الرجيم .
4- مشروعية النذر لله تعالى وهو التزام المؤمن الطاعة تقربا إلى الله تعالى .
5- بيان فضل الذَّكر على الأنثى فى باب النهوض بالأعمال والواجبات .
6- جواز التحسّر والتأسف لما يفوت العبد من الخير الذى كان يأمله .
7- ثبوت كرامات الأولياء كما تم فى محرابها .
8- تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إذ مثل هذه القصص لا يتأتَّى لأُميّ أن يقصه إلا أن يكون رسولاً يوحى إليه . ولهذا ختمه بقوله { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك . }
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)
{ هنالك } : ثَمَّ عندما رأى كرامة الله لمريم عليها السلام .
{ زكريا } : أحد أنبياء بني إسرائيل ورسلهم .
{ هب لي } : أعطني .
{ من لدنك } : من عندك .
{ ذريّة طيبة } : أولاداً أطهاراً صالحين .
{ بكلمة من الله } : هى عيسى عليه السلام ، لأنه كان بكلمة الله تعالى « كُن » .
{ وسيداً وحصوراً } : شريفاً ذا عِلْم وحلم ، ولا رغبة له في النساء لقلة مائه .
{ غلام } : ولد ذكر .
{ عاقر } : عقيم لا تلد لعُقْمها وعُقْرها .
{ آية } : علامة استدل بها على بداية الحمل لأشكر نعمتك .
{ إلا رمزاً } : إلا إشارة بالرأس أو باليد يفهم منا ما يفهم من الكلام .
{ الإبكار } : أول النهار ، والعشي آخره .
معنى الآيات :
لما شاهد زكريا من كرامات الله لمريم أنها تُؤْتَى بفاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف ذكر أن الله تعالى قد يعطي ما شاء لمن يشاء على غير نظام السنن الكونيّة فكبر سِنّه وعُقم امرأته لا يمنعان أن يعْطه الله تعالى ولداً ، فسأل ربّه الولد فاستجاب له ربّه فبشرته الملائكة بالولد وهو قائم يصلى في محرابه قائلة إن الله يبشرك بولد اسمه يحيى مصدّقاً بكلمة من الله يريد أن يصدق بعيسى بن مريم ويكون على نهجه ، لأن عيسى هو الكلمة إذ كان بقول الله تعالى له « كُن » فكان ، ووصفه بأنّه سيد ذو علمي وحِلم وتقىً وحصور لا يأتي النساء ، ونبيُّ من الصالحين . فلما سمع البشارة من الملائكة جاءه الشيطان وقال له : إن الذي سمعته من البشى هو من الشيطان ولو كان من الرحمن لأوحاه إليك وحياً ، وهنا أراد زكريا أن يثبت من الخبر فقال : { ربّ أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتى عاقر؟ } فأوحى إليه : أن هذا فعل الله والله يفعل ما يشاء . وهنا قال زكريا رب اجعل لي آية يريد علامة يستدل بها على وجود الحمل ليستقبل النعمة بالشكر فأجابه ربه قائلا : { آيتك : أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام } يريد أنك تصبح وأنت عاجزع عن الكلام لمدة ثلاثة أيام ، فلا تقدر أن تخاطب أحداً إلا بالإشارة وهي الرمز فيفهم عنك ، وأمره تعالى أن يقابل هذا الإِنعام بالشرك التام فقال له { واذكر ربك كثيرا وسبّح } يريد صلِّ بالعشي آخر النهار والإِبكار أوله .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- الاعتبار بالغير ، إذ زكريا دعا بالولد لما رأى كرامة الله تعالى لمريم .
2- مشروعية الدعاء وكونه سراً أقرب إلى الإِجابة ، وكونه فى الصلاة كذلك .
3- جواز تلبيس إبليس على المؤمن ، ولكن الله تعالى يذهب كيده ووسوسته .
4- جواز سؤال الولد الصالح .
5- كرامات الله تعالى لأوليائه - باستجابة دعاءهم .
6- فضل الإِكثار من الذكر ، وفضيلة صلاتى الصبح والعصر وفي الحديث : « من صلى البردين دخل الجنة » .
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)
{ واذا قالت الملائكة } : أذكر لوفد نصارى نران ما قالت الملائكة فإن ذلك دليل على صحة نبوّتك ، وصدقك فى أمر التوحيد ، وعدم ألوهية عيسى .
{ اصطفاك } : اختارك لعبادته وحسن طاعته .
{ وطهّرك } : من اذنوب وسائر النقائص المخلة بالولاية لله تعالى .
{ واصطفاك على نساء العالمين } : أي فضلك على نساء العالمين بما أهّلك له من كرامة ولادة عيسى من غير أب .
{ اقنتي } : أطيعي ربك واقتنتي له واخشعي .
{ واركعى مع الركعين } : اشهدى صلاة الجماعة في بيت المقدس .
{ ذلك من انباء الغيب } : أي ما ذكرت من قصة مريم وزكريا من أخبار الغيب .
{ لديهم } : عندهم وبينهم .
{ إذ يُلْقُون أقلامهم } : جمع قلم وهو ما يكتب به وإلقاؤها لأجل الاقتراع بها على كفالة مريم .
{ يختصمون } : فى شأن كفالة مريم عليها وعليهم السلام .
معنى الآيات :
يقول تعالى لنبيه اذكر لوفد نجران الذين يحاجونك فى ألوهية المسيح إذ قالت الملائكة مخاطبة مريم أم المسيح أهلَّها الله تعالى له وأكرمها به من اصطفاء الله تعالى لها لتكون من صاحلى عباده ، وتطهيره إياها من سائر الذنوب النقائص والعيوب مفضلا لها على نساء عالمها حيث برأها وأكرمها وأظهر آية قدرته فيها فولدت عيسى بكلمة الله وليس على سنته تعالى فى تناسل البشر من ذكر وأنثى ، وأمرها بمواصلة الطاعة والخبات والخشوع لله تعالى فقال : { يا مريم الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ، يا مريم اقتنى لربك واسجدي واركعى مع الراكعين } ، وخص الصلاة بالذكر لأهميتها وذكرها بأعظم أركانها وهو السجود والركوع وفى بيت المقدسر مع الراكعين .
هذا معنى الآيتين الأولى ( 42 ) والثانية ( 43 ) أما الآية الثالثة ( 44 ) فقد خاطب الرب تبارك وتعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم مُشِيراً إلى ما سبق في هذا القصص المتعلق بآل عمران حنة ومريم وزكريا ويحيى ومريم أخيراً بأنه كله من انباء الغيب واخباره يوحيه تعالى إليه فهو بذلك نبيّه ورسوله ، وما جاء به من الدين هو الحق ، وما عداه فهو باطل ، وبذلك تقرر مبدأ التوحيد ، وأنه لا إله إلا الله وإنما هو عبد الله ورسول الله . ثم تقريراً لمبدأ الوحي وتأكيداً له قال تعالى لرسوله أيضاً ، وما كنت لديهم أي عند علماء بني اسرائيل وصلحائهم وفي حضرتهم ، وهم يقترعون على النذيرة « مريم » من يكفلها فرموا بأقلامهم في النهر فمن وقف قلمه في الماء كان كافلها بإذن الله فألقا أقلامهم تلك الأقلام التي كانت تكتب الحق والهدى لا الباطل والضلال كما هي أغلب أقلام أرباب الصحف والمجلات اليوم فوقف قلم زكريا ففاز الكتاب كامل وغيرهم بأنه إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأن الدين الحق هو الاسلام .
وما عداه فباطل وضلال! .
من هداية الآيات :
1- فلض مريم عليها السلام وأنها وليّة صديقة وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها من كمّل النساء ففي الصحيحح « كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية إمرأة فرعون ، ومريم بنت عمرا ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام » .
- أهل القرب من الله هم أهل طاعته القانتون له .
3- الصلاة سلم العروج إلى الملكوت الأعلى .
4- ثبوت الوحي المحمدي وتقريره .
بشارة الملائكة لمريم و قصة حمل مريم بعيسى عليه السلام
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)
شرح مفصل الكلمات :
{ يبشرك } : يخبرك بخبر سار مفرح لك .
{ بكلمة منه } : هو المسيح عليه السلام وسمي كلمة لأنه كان بكلمة الله تعالى { كن } .
{ المسيح } : لقب عيسى عليه السلام ومن معانيه الصديق .
{ الوجيه } : ذو الجاه والقدر والشرف بين الناس .
{ في المهد } : المهد مضجع الصبي وهو رضيع .
{ وكهلاً } : الكهولة سنّ ما بين الشباب والشيخوخة .
{ ولم يمسسنى بشر } : تريد لم يقربها ذكر لا للوقاع ولا لغيره ، وذلك لعقمها وبعدها عن الرجال الأجانب .
{ قضى أمراً } : أراده وحكم بوجوده .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في حِجَاج وفد نصارى نجران إذ قال الله تعالى لرسوله واذكر لم إذ قالت الملائكة يا مريم { إن الله يبشرك بكلمة منه } الآية ، حيث أخبرتها الملائكة أي جبريل عليه السلام بأن الله تعالى يبشرها بولد يكون بكلمة الله تعالى اسمه المسيح عيسى ابن مريم ، وأنه ذو جاه وشرف في الدنيا وفي الآخر ومن المقربين ، وأنه يكلم الناس وهو في مهده وقت رضاعه ، كما يكلمهم في شبابه وكهولته ، وأنه من الصالحين الذين يؤدون حقوق الله تعالى وحقوق عباده وافية غير منقوصة فردت مريم قائلة : { رب أنَّى يكون لي ولد } أي كيف يكون لي ولد ولم يَغْشَنى بشر بجماع وسنة الله فيخلق الولد الغشيان فأجابها جبريل قائلا : الأم رهكذا سيخلق الله منك ولداً من غير أب ، وهو سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء وإذا حكم بوجود شيء من غير ذوات الأسباب فإنما يقول له كن فهو يكون كما قضى الله تعالى وأراد .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- بيان شرف مريم وكرامتها على ربها إذ كلمها جبريل وبشرها بعد أن تمثل لها بشراً .
2- بيان شرف عيسى عليه السلام ووجاهته في الدنيا والآخرة وأنه من القربين والصالحين .
3- تكلم عيسى في المهد من آيات الله تعالى حيث لم تجر العادة أن الرضيع يتكلم في زمانه رضاعه .
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22)
قوله عز وجل { واذكر في الكتاب كامل } أي في القرآن { مريم إذا انتبذت } أي تنحت واعتزلت { من أهلها } أي من قومها { مكاناً شرقياً } أي مكاناً في الدار ما يلي المشرق ، وكان ذلك اليوم شاتياً شديد البرد فجلست في مشرقه تفلي رأسها وقيل إن مريم كانت قد طهرت من الحيض فذهبت تغتسل ، قيل ولهذا المعنى اتخذت النصارة المشرق قبلة { فاتخذت } أي فضربت { من دونهم حجاباً } قال ابن عباس أي ستراً وقيل جلست وراء جدار ، وقيل إن مريم كانت تكون في المسجد فإذا حاضت تحولت إلى بيت خالتها ، حتى إذا طهرت عادت إلى المسجد ، فبينما هي تغتسل من الحيض قد تجردت ، إذ عرض لها جبريل في صورة شاب أمرد وضيء الوجه سوي الخلق فذلك .
قوله تعالى { فأرسلنا إليها روحنا } يعني جبريل { فتمثل لها بشراً سوياً } أي سوي الخلق لم ينقص من الصورة الآدمية شيئاً ، وإنما مثل لها في صورة الإنسان لتستأنس بكلامه ولا تنفر عنه ، ولو بدا لها في صورة الملائكة لنفرت عنه ولم تقدر على استماع كلامه ، وقيل المراد من الروح روح عيسى جاءت في صورة بشر فحملت به والقول الأول أصح ، فلما رأت مريم جبريل عليه السلام يقصد نحوها بادرته من بعيد { قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً } أي مؤمناً مطيعاً لله تعالى ، دل تعوذها من تلك الصورة الحسنة على عفتها وروعها . فإن قلت إنما يستعاذ من الفاجر فكيف قالت إن كنت تقياً . قلت هذا كقول القائل إن كنت مؤمناً فلا تظلمني أي ينبغي أن يكون إيمانك مانعاً من الظلم ، كذلك ها هنا معناه ينبغي أن تكون تقواك مانعة لك من الفجور { قال } لها جبريل عليه السلام { إنما أنا رسول ربك لأهب } أسند الفعل إليه وإن كانت الهبة من الله تعالى لأنه أرسل به { لك غلاماً زكياً } قال ابن عباس ولداً صالحاً طاهراً من الذنوب { قالت } مريم { أنى يكون لي } أي من أين يكون لي { غلام ولم يمسسني بشر } أي ولم يقربني زوج { ولم أك بغياً } أي فاجرة تريد أن الولد إنما يكون من نكاح أو سفاح ولم يكن ها هنا واحد منهما { قال } جبريل { كذلك قال ربك } أي هكذا قال ربك { هو علي هين } أي خلق ولدك بلا أب { ولنجعله آية للناس } أي علامة لهم ودلالة على قدرتنا { ورحمة منا } أي ونعمة لمن تبعه على دينه إلى بعثه محمد صلى الله عليه وسلم { وكان أمراً مقضياً } أي محكوماً مفروغاً من لا يرد ولا يبدل . قوله عز وجل { فحملته } قيل إن جبريل رفع درعها فنفخ في جيبه فحملت حين لبست الدرع ، وقيل مد جيب درعها بأصبعه ثم نفخ في الجيب ، وقيل نفخ في كمها وقيل في ذيلها ، وقيل في فيها ، وقيل نفخ من بعيد فوصل النفخ إليها فحملت بعيسى عليه السلام في الحال { فانتبذت به } أي فلما حملته تنحت بالحمل وانفردت { مكاناً قصياً } أي بعيداً من أهلها .
قال ابن عباس : أقصى الوادي ، وهو بيت لحم فراراً من أهلها وقومها أن يعيروها بولادتها من غير زوج . قال ابن عباس : كان الحمل الولادة في ساعة واحدة وقيل حملته في ساعة وصور في ساعة ووضعته في ساعة حين زالت الشمس من يومها ، وقيل كانت مدته تسعة أشهر كحمل سائر الحوامل من النساء ، وقيل كانت مدة حملها ثمانية أشهر ، وذلك آية أخرى له لأنه لا يعيش من ولد لثمانية أشهر وولد عيسى لهذه المدة وعاش ، وقيل ولد لستة أشهر وهي بنت عشر سنين وقيل ثلاث عشرة سنة وقيل ستة عشر سنة وقد كانت حاضت حيضتين قبل أن تحمل بعيسى ، وقال وهب : إن مريم لما حملت بعيسى كان معها ابن عم لها يقال له يوسف النجار ، وكانا منطلقين إلى المسجد الذي يمنة جبل صهيون ، وكانا يخدمان ذلك المسجد ولا يعلم من أهل زمانها أحد أشد عبادة واجتهاداً منها وأول من علم بحمل مريم يوسف ، فبقي متحيراً في أمرها كلما أراد أن يتهمها ذكر عباتها وصلاحها وأنها لم تغب عنه ، وإذا أراد أن يبرئها رأى ما ظهر منها من الحمل فأول ما تكلم به أن قال إنه وقع في نفسي من أمرك شيء وقد حرصت على كتمانه فغلبني ذلك فرأيت أن أتكلم به أشفي صدري ، فقالت : قل قولاً جميلاً ، قال أخبريني يا مريم هل ينبت زرع بغير بذر وهل ينبت شجر بغير غيث وهل يكون ولد من غير ذكر؟ قالت نعم ألم تعلم أن الله أنبت الزرع يوم خلقه من غير بذر ألم تر أن الله أنبت الشجر بالقدرة من غير غيث أو تقول إن الله تعالى لا يقدر على أن ينبت الشجر حتى استعان بالماء ولولا ذلك لم يقدر على إنباتها قال يوسف : لا أقول هذا ولكن أقول إن الله تعالى يقدر على كل شيء يقول له كن فيكون ، قالت له مريم : ألم تعلم أن الله خلق آدم وامرأته من غير ذكر ولا أنثى . فعند ذلك زال ما عنده من التهمة وكان ينوب عنها في خدمة المسجد لاستيلاء الضعف عليها بسبب الحمل . فلما دنت ولادتها أوحى الله إليها أن اخرجي من أرض قومك فذلك قوله تعالى { فانتبذت به مكاناً قصياً } .
ولادة عيسى
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)
قوله عز وجل : { فأجاءها المخاض } أي ألجأها وجاء بها والمخاض وجع الولادة { إلى جذع النخلة } وكانت نخلة يبست في الصحراء في شدة البرد ولم يكن لها سعف ، وقيل التجأت إليها تستند إليها وتستمسك بها من شدة الطلق ، ووجع الولادة { قالت يا ليتني مت قبل هذا } تمنت الموت استحياء من الناس وخوفاً من الفضيحة { وكنت نسياً منسياَ } يعني شيئاً حقيراً متروكاً لم يذكر ، ولم يعرف لحقارته وقيل جيفة ملقاة ، وقيل معناه أنها تمنت أنها لم تخلق { فناداها من تحتها } قيل إن مريم كانت على أكمة وجبريل وراء الأكمة تحتها ، وقيل ناداها من سفح الجبل وقيل هو عيسى وذلك أنه لما خرج من بطن أمه ناداها { أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً } أي نهراً .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ضرب جبريل عليه السلام ، وقيل عيسى عليه السلام برجله في الأرض فظهرت عين ماء عذبة ، وجرت وقيل كان هناك نهر يابس فجرى فيه الماء بقدرة الله سبحانه وتعالى وجنت النخلة اليابسة ، فأورقت وأثمرت وأرطبت وقيل معنى تحتك تحت أمرك إن أمرته أن يجري جرى ، وإن أمرته بالإمساك أمسك وقيل معنى سرياً أي عيسى وكان عبداً سرياً رفيعاً { وهزي إليك } أي حركي إليك { بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً } قيل الجنى الذي بلغ الغاية جاء أوان اجتنائه . قال الربيع بن خيثم : ما للنفساء خير من الرطب ولا للمريض خير من العسل { فكلي واشربي } أي مريم كلي من الرطب واشربي من النهر { وقري عيناً } أي طيبي نفساً ، وقيل قري عيناً بولدك عيسى ، يقال أقر الله عينك أي صادف فؤادك ما يرضيك فتقر عينيك عن النظر إلى غيره { فإما ترين من البشر أحداً } معناه يسألك عن ولدك { فقولي إني نذرت للرحمن صوماً } أي صمتاً ، قيل كان في بني إسرائيل من أراد أن يجتهد صام عن الكلام كما يصوم عن الطعام فلا يتكلم حتى يمسي ، وقيل إن الله أمرها أن تقول هذا إشارة وقيل أمرها أن تقول هذا القول نطقاً ثم تمسك عن الكلام بعده وإنما منعت من الكلام لأمرين أحدهما : أن يكون عيسى عليه السلام هو المتكلم عنها ليكون أقوى لحجتها في أزالة التهمة عنها وفيه دلالة على أن تفويض الكلام إلى الأفضل أولى . والثاني : كراهة مجادلة السفهاء وفيه السكوت عن السفيه واجب { فلن أكلم اليوم إنسياً } يقال إنها كانت تكلم الملائكة ولا تكلم الإنس .
قوله تعالى { فأتت به قومها تحمله } قيل إنها لما ولدت عيسى عليه السلام حملته في الحال إلى قومها وقيل إن يوسف النجار احتمل مريم وابنها عيسى إلى غار فمكث فيه أربعين يوماً حتى طهرت من نفاسها ، ثم حملته إلى قومها فكلمها عيسى في الطريق فقال : يا أماه أبشري فإني عبد الله ومسيحه ، فلما دخلت على أهلها ومعها الصبي بكوا وحزنوا وكانوا أهل بيت صالحين { قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً } أي عظيماً منكراً وقيل معناه جئت بأمر عجيب وبديع { يا أخت هارون } أي شبيهة هارون قيل كان رجلاً صالحاً في بني إسرائيل شبهت به في عفتها وصلاحها وليس المراد الأخوة في النسب ، قيل إنه تبع جنازته يوم مات أربعون ألف من بني إسرائيل كلهم يسمى هارون سوى سائر الناس ( م ) عن المغيرة بن شعبة قال : لما قدمت خراسان سألوني فقالوا : إنكم تقرؤون يا أخت هارون وموسى قبل عيسى بكذا وكذا فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك فقال : « إنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم » .
وقيل كان هارون أخا مريم لأبيها ، وقيل كان من أمثل رجل في بني إسرائيل وقيل إنما عنوا هارون أخا موسى لأنها كانت من نسله كما يقال للتميمي يا أخا تميم ، وقيل كان هارون في بني إسرائيل فاسقاً أعظم الفسق فشبهوها به { ما كان أبوك } يعني عمران { امرأ سوء } قال ابن عباس : زانياً { وما كانت أمك } يعني حنة { بغياً } أي زانية فمن أين لك هذا الولد .
عيسى يتكلم فى المهد
فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)
{ فأشارت إليه } أي أشارت مريم إلى عيسى أن كلمهم ، قال ابن مسعود : لما لم يكن لها حجة أشارت إليه ليكون كلامه حجة لها ، وقيل لما أشارت إليه غضب القوم وقالوا مع ما فعلت أتسخرين بنا { قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً } قيل أراد بالمهد الحجر وهو حجرها ، وقيل هو المهد بعينه قيل لما سمع عيسى كلامهم ترك الرضاع وأقبل عليهم ، وقيل لما أشارت إليه ترك الرضاع واتكأ على يساره وأقبل عليهم وجعل يشير بيمينه { قال إني عبد الله } قال وهب : أتاها زكرياء عند مناظرتها اليهود ، فقال لعيسى : انطق بحجتك إن كنت أمرت بها ، فقال عند ذلك عيسى وهو ابن أربعين يوماً ، وقيل : بل يوم ولد إني عبد الله أقر على نفسه بالعبودية لله تعالى أول ما تكلم لئلا يتخذ إلهاً . فإن قلت إن الذي اشتدت إليه الحاجة في ذلك الوقت نفي التهمة عن أمه وأن عيسى لم ينص على ذلك ، وإنما نص على إثبات عبوديته لله تعالى .
قلت كأنه جعل إزالة التهمة عن الله تعالى أولى من إزالة التهمة عن أمه ، فلهذا أول ما تكلم باعترافه على نفسه بالعبودية لتحصل إزالة التهمة عن الأم ، لأن الله تعالى لم يختص بهذه المرتبة العظيمة من ولد في زنا ، والتكلم بإزالة التهمة عن أمه لا يفيد إزالة التهمة عن الله سبحانه وتعالى فكان الاشتغال بذلك أو { آتاني الكتاب كامل وجعلني نبياً } قيل معناه سيجعلني نبياً ويؤتيني الكتاب كامل وهو الإنجيل وهذا إخبار عما كتب له في اللوح المحفوظ وهو كما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى كنت نبياً قال : « كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد » وقال الأكثرون إنه أوتي الإنجيل ، وهو صغير وكان يعقل عقل الرجال الكمل وعن الحسن أنه ألهم التوراة وهو في بطن أمه { وجعلني مباركاً أينما كنت } معناه أني نفاع أينما توجهت ، وقيل معلماً للخير أدعوا إلى الله وإلى توحيده وعبادته وقيل مباركاً على من يتبعني { وأوصاني بالصلاة والزكاة } أي أمرني بهما وكلفني فعلهما . فإن قلت كيف يؤمر بالصلاة والزكاة ، في حال طفوليته وقد قال صلى الله عليه وسلم « رفع القلم عن ثلاث الصبي حتى يبلغ » الحديث . . . قلت إن قوله وأوصاني بالصلاة والزكاة لا يدل على أنه تعالى أوصاه بأدائهما في الحال بل المراد أوصاه بأدائهما في الوقت المعين لهما وهو البلوغ ، وقيل إن الله تعالى صيره حين انفصل عن أمه بالغاً عاقلاً وهذا القول أظهر في سياق قوله { ما دمت حياً } فإنه يفيد أن هذا التكليف متوجه إليه في زمان جميع حياته حين كان في الأرض وحين رفع إلى السماء وحين ينزل الأرض بعد رفعه { وبراً بوالدتي } أي جعلني براً بوالدتي { ولم يجعلني جباراً شقياً } أي عاصياً لربي متكبراً على الحق بل ، وأنا خاضع متواضع وروي أنه قال : قلبي لين وأنا صغير في نفسي ، وقال بعض العلماء لا تجد العاق إلا جباراً شقياً وتلا هذه الآية ، وقيل الشقي الذي يذنب ولا يتوب .
{ والسلام علي يوم ولدت } أي السلامة عند الولادة من طعن الشيطان { ويوم أموت } أي عند الموت من الشرك { ويوم أبعث حياً } أي من أهوال يوم القيامة فلما كلمهم عيسى بذلك علموا براءة مريم ثم سكت عيسى فلم يتكلم حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الأطفال { ذلك عيسى ابن مريم } أي ذلك الذي قال إني عبد الله هو عيسى بن مريم { قول الحق } أي هذا الكلام هو القول الحق أضاف القول إلى الحق ، وقيل هو نعت لعيسى يعني بذلك عيسى بن مريم كلمة الله الحق والحق هو الله { الذي فيه يمترون } أي يشكون ويختلفون فقائل يقول هو ابن الله وقائل يقول ثالث ثلاثة تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ثم نزه نفسه عن اتخاذ الولد ونفاه عنه فقال تعالى { ما كان لله أن يتخذ ولد } أي ما كان من صفاته اتخاذ الولد لا ينبغي له ذلك { سبحانه إذا قضى أمراً } أي إذا أراد أن يحدث أمراً { فإنما يقول له كن فيكون } أي لا يتعذر عليه اتخاذه على الوجه الذي أراده { وإن الله ربي وربكم فاعبدوه } هذا إخبار عن عيسى أنه قال ذلك يعني لأن الله ربي وربكم لا رب للمخلوقات سواه { هذا صراط مستقيم } أي هذا الذي أخبرتكم به أن الله أمرني به هو الصراط المستقيم الذي يؤدي إلى الجنة { فاختلف الأحزاب من بينهم } يعني النصارى سموا أحزاباً لأنهم تحزبوا ثلاث فرق في أمر عيسى النسطورية والملكانية واليعقوبية { فويل للذين كفروا من مشهد يوم عيظم } يعني يوم القيامة
من نعم الله على عيسى
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110) وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)
{ إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك } قال بعضهم : إن إذ قال الله تعالى : يا عيسى صلة لماذا أجبتم ولما كان المراد بقوله للرسل ما أجبتم توبيخ الأمم ومن تمرد منهم على الله وكان أشد الأمم احتياجاً وافتقاراً إلى التوبيخ والملامة النصارى الذين يزعمون أنهم أتباع عيسى عليه السلام ووجه ذلك أن جميع الأمم إنما كان طعنهم في أنبيائهم بالتكذيب لهم وطعن هؤلاء النصارى تعدي إلى جلال الله تعالى حيث وصفوه بما لا يليق بجلاله من اتخاذ الزوجة والولد . ذكر الله في هذه الآية أنواع نعمه على عيسى عليه السلام التي تدل على أنه عبد وليس بإله والفائدة في ذكر هذه الحكاية تنبيه النصارى على قبح مقالتهم وفساد اعتقادهم وتوكيد الحجة عليهم . وقيل : فائدة ذلك إسماع الأمم يوم القيامة ما خص الله عيسى عليه السلام به من الكرامة ، وقيل : موضع إذا رفع بالابتداء على القطع ومعناه اذكر إذ قال الله : يا عيسى وإنما خرج قوله : إذ قال الله على لفظ الماضي دون المستقبل لأنه ورد على سبيل حكاية الحال . وقيل : تقديره إذ يقول الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعتمي عليك لفظه واحد والمراد به الجمع لأن الله تعالى عدد نعمه عليه في هذه الآية والمراد من ذكرها شكرها { وعلى والدتك } يعني بنعمته على مريم عليها السلام أنه تعالى : « أنبتها نباتاً حسناً وطهرها واصطفاها على نساء العالمين » .
ثم ذكر نعمه على عيسى عليه السلام فقال تعالى : { إذ أيدتك بروح القدس } يعني بجبريل عليه السلام لأن القدس هو الله تعالى وأضافه إليه على سبيل التشريف والتعظيم كإضافة بيت الله وناقة الله . وقيل : أراد بروح القدس الروح المطهرة لأن الأرواح تختلف باختلاف الماهية فمنها روح طاهرة مقدسة نورانية ومنها روح خبيثة كدرة ظلمانية فخضَّ الله عيسى بالروح المقدسة الطاهرة النورانية المشرفة { تكلم الناس في المهد } يعني تكلمهم طفلاً في حال الصغر { وكهلاً } يعني وفي حالة الكهولة من غير أن يتفاوت كلامك في هذين الوقتين وهذه معجزة عظيمة وخاصة شريفة ليست لأحد قبله . قال ابن عباس : أرسل الله عيسى عليه السلام وهو ابن ثلاثين سنة فمكث في رسالته ثلاثين شهراً ثم رفعه الله إليه { وإذ علمتك الكتاب كامل والحكمة } يعني الكتاب كاملة وهي الخط والحكمة الفهم والاطلاع على أسرار العلوم { والتوراة والإنجيل } أي وعلمتك التوراة التي أنزلتها على موسى والإنجيل الذي أنزلته عليك { وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني } يعني وإذ تجعل وتصور من الطين كصورة { الطير بإذني } { فتنفخ فيها } ذكر هنا فيها سورة آل عمران فيه يعني بالضمير في قوله فيها يعود إلى الهيئة بجعلها مصدراً كما يقع اسم الخلق على المخلوق وذلك لأن النفخ لا يكون في الهيئة إنما يكون في المهيأ وذي الهيئة ويجوز أن يعود الضمير إلى الطير
{ أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات } وأما الضمير المذكور في آل عمران في قوله فيه فيعود إلى الكاف يعني في ذلك الشيء المماثل لهيئة الطير { فتكون طيراً بإذني } وإنما كرر قوله بإذني تأكيداً لكون ذلك الخلق واقعاً بقدرة الله وتخليقه لا بقدرة عيسى عليه السلام وتخليقه لأن المخلوق لا يخلق شيئاً إنما خالق الأشياء كلها هو الله تعالى لا خالق لها سواه وإنما كان الخلق لهذا الطير معجزة لعيسى عليه السلام أكرمه الله بها وكذا قوله تعالى : { وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني } يعني وتشفي الأكمه وهو الأعمى المطموس البصر والأبرص معروف ظاهر { وإذ تخرج الموتى } يعني من قبورهم أحياء { بإذني } تفعل ذلك كله بدعائك والفاعل لهذه الأشياء كلها في الحقيقة هو الله تعالى لأنه هو المبرئ للأكمه والأبرص وهو محيي الموتى وهو على كل شيء قدير وإنما كانت هذه الأشياء معجزات لعيسى عليه السلام ووقعت بإذن الله تعالى وقدرته .
وقوله تعالى : { وإذ كففت بني إسرائيل عنك } يعني واذكر نعمتي عليك إذ كففت وصرفت عنك اليهود ومنعتك منهم حين أرادوا قتلك { إذ جئتهم بالبينات } يعني بالدلالات الواضحات والمعجزات الباهرات التي ذكرت في هذه الآية وذلك أن عيسى عليه السلام لما أتى بهذه المعجزات العجيبة الباهرة قصد اليهود قتله فخلصه الله منهم ورفعه إلى السماء { فقال الذين كفروا منهم } يعني فقال الذين استمروا على كفرهم من اليهود ولم يؤمنوا بهذه المعجزات { إن هذا إلا سحر مبين } يعني ما جاءهم به عيسى عليه السلام من المعجزات .
قوله عز وجل : { وإذ أوحيت إلى الحواريين } يعني ألهمتهم وقذفت في قلوبهم فهو وحي إلهام كما أوحى إلى أم موسى وإلى النحل والحواريون هم أصحاب عيسى وخواصه { أن آمنوا بي وبرسولي } يعني عيسى عليه السلام { قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون } لما وفقهم الله للإيمان ، قالوا : آمنا . وإنما قدم ذكر الإيمان على الإسلام ، لأن الإيمان من أعمال القلوب والإسلام هو الانقياد والخضوع في الظاهر والمعنى أنهم آمنوا بقلوبهم وانقادوا بظواهرهم .
بشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)
{ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم } أي إني رسول أرسلت إليكم بالوصف الذي وصفت به في التوراة { مصدقاً لما بين يدي من التوراة } أي مقر معترف بأحكام التوراة وكتب الله وأنبيائه جميعاً ممن قد تقدم { ومبشراً برسول يأتي من بعدي } أي يصدق بالتوراة على مثل تصديقي فكأنه قيل ما اسمه فقال { اسمه أحمد } عن أبي موسى قال « أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يأتوا النجاشي » وذكر الحديث ، وفيه قال « سمعت النجاشي يقول أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر به عيسى ولولا ما أنا فيه من الملك وما تحملت من أمر الناس لأتيته حتى أحمل نعليه » أخرجه أبو داود وعن عبد الله بن سلام قال مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى ابن مريم يدفن معه فقال أبو داود المدني قد بقي في البيت موضع قبر أخرجه الترمذي عن كعب الأحبار أن الحواريين قالوا لعيسى صلى الله عليه وسلم يا روح الله هل بعدنا من أمة؟ قال نعم يأتي بعدكم أمة حكماء علماء أبرار أتقياء كأنهم في الفقه أنبياء يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى الله منهم باليسير من العمل ( ق ) عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
رفع عيسى الى السماء
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)
قوله عز وجل : { إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي } اختلفوا في معنى التوفي هنا على طريقين : فالطريق الأول أن الآية على ظاهرها من غير تقديم ولا تأخير وذكروا في معناها وجوهاً : الأول : معناه أني قابضك ورافعك إلي من غير موت من قولهم توفيت الشيء واستوفيته إذا أخذته وقبضته تاماً ، والمقصود منه هنا أن لا يصل أعداؤه من اليهود إليه بقتل ولا غيره . الوجه الثاني : أن المراد بالتوفي النوم ومنه قوله عز وجل : { الله يتوفى الأنفس حين موتها } والتي لم تمت في منامها فجعل النوم وفاة ، وكان عيسى قد نام فرفعه الله وهو نائم لئلا يلحقه خوف ، فمعنى الآية أني منيمك ورافعك إلى الوجه الثالث أن المراد بالتوفي حقيقة الموت ، قال ابن عباس : معناه أني مميتك قال وهب بن منبه : إن الله توفى عيسى ثلاث ساعات من النهار ثم أحياه ثم رفعه إليه وقيل : إن النصارى يزعمون أن الله توفاه سبع ساعات من النهار ثم أحياه ورفعه إليه . الوجه الرابع : أن الواو في قوله ورافعك إلي لا تفيد الترتيب والآية تدل على أن الله تعالى يفعل به ما ذكر فأما كيف يفعل؟ ومتى يفعل؟ فالأمر فيه موقوف على الدليل . وقد ثبت في الحديث أن عيسى سينزل ويقتل الدجال وسنذكره إن شاء الله تعالى . الوجه الخامس : قال أبو بكر الواسطي : معناه أني متوفيك عن شهواتك وعن حظوظ نفسك ورافعك إلي ذلك أن عيسى عليه السلام لما رفع إلى السماء صارت حالته حالة الملائكة في زوال الشهوة . الوجه السادس : أن معنى التوفي أخذ الشيء وافياً ولما علم الله تعالى أن من الناس من يخطر بباله أن الذي رفعه الله إليه هو روحه دون جسده كما زعمت النصارى أن المسيح رفع لاهوته يعني روحه وبقي في الأرض ناسوته يعني جسده فرد الله عليهم بقوله إني متوفيك ورافعك إلي فأخبر الله تعالى أنه رفع بتمامه إلى السماء بروحه وجسده جميعاً . الطريق الثاني : أن في الآية تقديماً وتأخيراً تقديره أني رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد إنزالك إلى الأرض وقيل : لبعضهم هل تجد نزول عيسى إلى الأرض في القرآن؟ قال : نعم قوله تعالى وكهلاً وذلك لأنهم يكتهل في الدنيا وإنما معناه وكهلاً بعد نزوله من السماء . ( ق ) عن أبي هريرة أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد زاد » وفي رواية حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو هريرة : اقرؤوا إن شئتم وإن من أهل الكتاب كامل إلاّ ليومنن به قبل موته وفي رواية كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم .

وفي رواية فأمكم منكم قال ابن أبي ذؤيب : تدري ما أمكم منكم؟ قلت فأخبرني قال فأمكم كتاب كامل ربكم عز وجل وبسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم وفي إفراد مسلم من حديث النواس بن سمعان قال : فبينما هما إذ بعث الله المسيح ابن مريم عليه السلام فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ليس بيني وبينه يعني عيسى نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ينزل بين ممضرتين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام ، فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله الملل في زمانه كلها إلاّ الإسلام ويهلك المسيح الدجال ثم يمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون » أخرجه أبو داود ونقل بعضهم أن عيسى عليه السلام يدفن في حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقوم أبو بكر وعمر يوم القيامة بين نبيين محمد وعيسى عليهما السلام . قوله عز وجل : { ومطهرك من الذين كفروا } يعني مخرجك من بينهم ومنجيك { وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة } يعني وجاعل الذين اتبعوك في التوحيد وصدقوا قولك وهم أهل الإسلام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فوق الذين كفروا بالعز والنصر والغلبة بالحجة الظاهرة . وقيل : هم الحواريين الذين اتبعوا عيسى على دينه وقيل : هم النصارى فهم فوق اليهود وذلك لأن ملك اليهود قد ذهب ولم يبق لهم مملكة وملك والنصارى باق فعلى هذا القول يكون الاتباع بمعنى المحبة والادعاء لا اتباع الدين لأن النصارى وإن أظهروا متابعة عيسى عليه السلام فهم أشد مخالفة له وذلك أن عيسى عليه السلام لم يرض بما هم عليه من الشرك ، والقول الأول هو الأصح لأن الذين اتبعوه هم الذين شهدوا له بأنه عبدالله ورسوله وكلمته وهم المسلمون وملكهم باق إلى يوم القيامة { ثم إليَّ مرجعكم } يعني يقول الله عز وجل : إلي مرجع الفريقين في الآخرة الذين اتبعوا عيسى وصدقوا به والذين كفروا به { فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون } يعني من الحق في أمر عيسى ثم بين ذلك الحكم .
وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)
قوله تعالى : { وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً } يعني حين رموها بالزنا وذلك أنهم أنكروا قدرة الله تعالى على خلق الولد من غير أب ومنكر قدرة الله كافر . فالمراد بقوله وبكفرهم هو إنكارهم قدرة الله تعالى والمراد بقولهم على مريم بهتاناً عظيماً هو رميهم إياها بالزنا وإنما سماه بهتاناً عظيماً لأنه قد ظهر عند ولادة مريم من المعجزات ما يدل على براءتها من ذلك فلهذا السبب وصف الله قول اليهود على مريم بالبهتان العظيم .
قوله عز وجل : { وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله } ادعت اليهود أنهم قتلوا عيسى عليه السلام وصدقتهم النصارى على ذلك فكذبهم الله عز وجل جميعاً وردّ عليهم بقوله : { وما قتلوه وما صلبوه } وفي قول رسول الله قولان : أحدهما أنه من قول اليهود فيكون المعنى أنه رسول الله على زعمه . والقول الثاني أن من قول الله لا على وجه الحكاية عنهم وذلك أن الله تعالى أبدل ذكرهم في عيسى عليه السلام القول القبيح بالقول الحسن رفعاً لدرجته عما كانوا يذكرونه من القول القبيح .
وقوله تعالى : { ولكن شبه لهم } يعني ألقى شبه عيسى غيره حتى قتل وصلب . واختلف العلماء في صفة التشبيه الذي شبه على اليهود في أمر عيسى عليه السلام . فروى الطبري بسنده عن وهب بن منبه أنه قال أتى اليهود عيسى ومعه سبعة عشر من الحواريين في بيت فأحاطوا بهم فلما دخلوا عليهم صورهم الله تعالى كلهم على صورة عيسى فقالوا لهم : سحرتمونا لتبرزن لنا عيسى أو لنقتلنكم جميعاً فقال عيسى لأصحابه من يشتري نفسه منكم اليوم بالجنة فقال رجل منهم أنا فخرج إليهم فقال : أنا عيسى وقد صوره الله تعالى على صورة عيسى فأخذوه وصلبوه فمن ثم شبه لهم وظنوا أنهم قد قتلوا عيسى وظنت النصارى مثل ذلك . ورفع الله عز وجل عيسى عليه السلام من يومه ذلك . وفي رواية أخرى عن وهب أن عيسى عليه السلام قال لأصحابه : ليكفرن بي أحدكم قبل أن يصيح الديك ثلاث مرات وليبيعني بدراهم يسيرة وليأكلن ثمني فخرجوا وتفرقوا وكانت اليهود تطلبه فأخذوا شمعون أحد الحواريين . فقالوا هذه من أصحاب عيسى فجحد وقال : ما أنا بصاحبه فتركوه ثم أخذوا آخر فجحد كذلك فلما أصبح أتى بعض الحواريين إلى اليهود وكان منفاقاً فقال ما تجعلون لي إن أنا دللتكم على المسيح فجعلوا له ثلاثين درهماً فدلهم عليه فألقى الله شبه عيسى على ذلك المنافق الذي دل عليه فأخذوه فقتلوه وصلبوه وهم يظنون أنه عيسى . وقال قتادة إن أعداء الله اليهود زعموا انهم قتلوا عيسى وأصلبوه وذكر لنا أن نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام قال لأصحابه أيكم يقذف عليه شبهي وله الجنة فانه مقتول فقال وجل منهم حبسوا عيسى في بيت وجعلوا عليه رقيباً يحفظه فألقى الله شبه عيسى على ذلك للرقيب فأخذ فقتل وصلب فرفع الله عز وجل عيسى في ذلك الوقت .
قال الطبري وأولى الأقوال بالصواب ما ذكرنا عن وهب بن منبه من أن شبه عيسى ألقى على جميع من كان مع عيسى في البيت حين أحيط بي وبهم من غير مسألة عيسى إياهم ذلك ولكن ليخزي الله بذلك اليهود وينقذ به نبيه عيسى عليه السلام من كل مكروه أرادوه به من قتل وغيره وليبتلي الله من أراد ابتلاءه من عباده ويحتمل أن يكون ألقى شبهه على بعض أصحابه بعد ما تفرق عنه أصحابه ورفع الله عيسى عليه السلام . وبقي ذلك فأخذ وقتل وصلب وظن أصحابه واليهود أن الذي قتلوه وصلبوه وهو عيسى لما رأوا من شبهه به وخفي أمر عيسى عليهم وكانت حقيقة ذلك الأمر عند الله فلذلك قال تعالى : { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم } { وإن الذين اختلفوا فيه } يعني في قتل عيسى وهم اليهود { لفي شك منه } يعني من قتله وذلك أن اليهود قتلوا ذلك الشخص المشبه بعيسى وكان قد ألقي الشبه على وجه ذلك الشخص دون جسده فلما قتلوه نظروا إلى جسده فوجدوه غير جسد عيسى فقالوا : الوجه وجه عيسى والجسد جسد غيره فهذا هو اختلافهم فيه وقيل : إن اليهود لما حبسوا عيسى وأصحابه في البيت دخل عليه رجل منهم ليخرجه إليهم . فألقى الله شبه عيسى على ذلك الرجل فأخذ وقتل ورفع الله عز وجل عيسى إلى السماء وفقدوا صاحبهم فقالوا : إن كنا قتلنا المسيح فأين صاحبنا؟ وإن كنا قتلنا صاحبنا فأين المسيح عيسى؟ فهذا هو اختلافهم فيه وقيل إن الذين اختلفوا فيه هم النصارى فبعضهم يقول إن القتل وقع على ناسوت عيسى دون لاهوته وبعضهم يقول وقع القتل عليهما جميعاً وبعضهم يقول رأيناه قتل وبعضهم يقول رأيناه رفع السماء فهذا هو اختلافهم فيه قال الله تعالى : { ما لهم به من علم } يعني أنهم قتلوا من قتلوا على شك منهم فيه ولم يعرفوا حقيقة ذلك المقتول هل هو عيسى أو غيره { إلاّ اتباع الظن } يعني لكن يتبعون الظن في قتله ظناً منهم أنه عيسى لا عن علم وحقيقة { وما قتلوه يقيناً } قال ابن عباس : يعني لم يقتلوا يقيناً فعلى هذا القول تكون الهاء في قتلوه عائدة على الظن . والمعنى مما قتلوا ذلك الظن يقيناً ولم يزل ظنهم ولم يرتفع ما وقع لهم من الشبه في قتله فهو كقول العرب قتله علماً وقتله يقيناً يعني علمه علماً تاماً . وأصل ذلك أن القتل للشيء يكون عن قهر واستيلاء وغلبة وكمعنى الآية على هذا لم يكن علمهم بقتل عيسى علماً تاماً كاملاً إنما كان ظناً منهم إنهم قتلوه ولم يكن لذلك حقيقة .
وقيل إن الهاء في قتلوه عائدة على عيسى والمعنى ما قتلوا المسيح يقيناً كما ادعوا أنهم قتلوه وقيل أن قوله يقيناً يرجع إلى ما بعده تقديره وما قتلوه { بل رفعه الله إليه } يقيناً والمعنى أنهم لم يقتلوا عيسى ولم يصلبوه ولكن الله عز وجل رفعه إليه وطهره من الذين كفروا وخلصه ممن أراده بسوء وقد تقدم كيف كان رفعه في سورة آل عمران بما فيه كفاية . وقوله تعالى : { وكان الله عزيزاً } يعني اقتداره على من يشاء من عباده { حكيماً } يعني في إنجاء عيسى عليه السلام وتخليصه من اليهود .
وقيل عزيزاً يعني منيعاً منتقماً من اليهود فسلط عليهم ينطيونس بن اسبسيانوس الرومي فقتل منهم مقتله عظيمة حكيماً حكم باللعنة والغضب على اليهود حيث ادعوا هذه الدعوى الكاذبة .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

جمع وترتيب
أبوعبد الله السلفي الاثري





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©