بسم الله الرحمان الرحيم
لكثرة ما ثرثر على رؤوسنا وهابية الجزائر بقولهم أن العلامة ابن باديس رحمه الله كان وهابيا يكفر الصوفية و المتوسلين ووووو
و قلنا لهم يا ناس الرجل تربى في أحضان التصوف و عقيدته أشعرية و هو مالكي و اليوم تكون ان شاء الله الضربة القاضية لفريتهم رغم أن الحق عرفناه من تلامذة ابن باديس مباشرة.
يسرني ساداتي أن أنشر بين أيديكم كلمة الشيخ ابن باديس و هو يصحح المنظومة الرحمانية و التي تعد أساس الطريقة الرحمانية الخلواتية و ذلك بطلب شيخ الطريقة الرحمانية آنذاك.
اسم المنظومة
المنظومة الرحمانية في الأسباب الشرعية المتعلقة بالطريقة الخلوتية

قال العلاّمة عبد الحميد بن باديس

الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. والآل وجميع التابعين بإحسان إلى يوم الدّين.

أمّا بعد. فقد تمّ طبع المنظومة الرحمانية. ذات الأسرار الرّبّانية، الجامعة لأصول الطريقة الخلوتيّة، وآداب التربية الشرعية، الدّالّة على علم ناظمها وبركته بما نفع الله بها من أتباعه وتلامذته، حتى نفذت طبعتها الأولى مع شرح مفصلها فكثرت الرّغبات، وتوالت الطّلبات في إعادة طبعها،لتعميم نفعها.

فقام بذلك على نفقته العالم البركة الخيّر الثقة شيخ شيوخ الطريقة الخلوتيّة بقسنطينة اليوم، المتحلّي من أخلاق أسلافه بالنّفائس الغالية السوم الشيخ "سيدي مصطفى بن الشيخ سيدي محمود بن الشيخ سيدي الحاج محمد بن الشيخ سيدي محمود بن الشيخ الأكبر سيدي الحاج عبد الرحمن باش تارزي " زاده الله من برّه وتوفيقه. وسدّده في سلوك طريقه بمنّه آمين.

ولنحل هذه الخاتمة بكلمات وجيزة في ترجمته .فنقول

" لازال هذا الرّجل معروفا من شبابه بجمال العفة وحسن السّمت ومكارم الأخلاق والحياء التام والتواضع الفطري مع جميع الناس، اعتنى بتربيته أبوه الشيخ سيدي محمود ثم ابن عمِّ جدّه الشيخ سيدي الحاج السّعيد، فحفظ القرآن وقرأ العلم وتأدّب بأدب الطريق وشب على الأخلاق الكريمة اللائقة بمثله في كرم محتده وشريف تربيته وما هو مترشح له من الجلوس على سجّادة الطريق وتهذيب الإخوان حتّى نال بذلك المنزلة الرّفيعة من قلوب عارفيّة عموما وأهل الطريقة خصوصا.

وفي شهر رجب عام 1329هـ ولّي خطة الخطابة والإمامة بالجامع الأخضر الحنفي بعد وفاة الشيخ سيدي السّعيد الذي كان إماماً خطيباً بالجامع الكتّاني الحنفي.

وفي شوّال عام 1335هـ جلس على سجّادة الطريقة الخلوتيّة بعد وفاة عمّه الشيخ البركة سيدي الحاج أحمد عليه الرّحمة والرّضوان. وله في الإذن بتلقين الذكر في الطريقة الخلوتيّة إجازتان بسندين يتصلان بالقطب الأكبر والغوث الأشهر الشيخ سيدي مَحمّد (بفتح الميم) بن عبد الرحمن القـشطولي الأزهري دفين الجزائر الذي أتى بالطريقة الخلوتيّة إلى وطن الجزائر من ديار مصر".

الإجازة الأولى

أجازه بها أبوه الشيخ سيدي محمود

عن أبيه الشيخ سيدي الحاج محمّد

عن عمّه العلاّمة الشيخ سيدي مصطفى شارح الرّحمانيّة

عن أبيه الوليّ الكامل الشيخ سيدي الحاج عبد الرحمن

باش تارزي ناظمها

عن القطب الأكبر سيدي مَحمّد بن عبد الرحمن دفين الجزائر

رحمهم الله تعالى ورضي عنهم.

الإجازة الثّانية

والإجازة الثانية أجازه بها ابن عمّ جدّه

الشيخ سيدي الحاج السعيد باش تارزي

عن الوليّ الصالح الشيخ سيدي عليّ بن عيسى

عن القطب الأكبر سيدي مَحمّد بن عبد الرّحمن

رحمهم الله تعالى ورضي عنهم.

وهذا السند عال ليس فيه بين القطب الأكبر والشيخ المجاز إلاّ واسطتان ولا يعرف مثله اليوم لمقدم خلوتي في وطن الجزائر.

ندبني الشيخ المذكور إلى إعانته على نشر المنظومة الرحمانيّة بالوقوف على تصحيح نمذجي مفصلها فلبّيت طلبه راجيا من وراء ذلك أن يتذكّر الإخوان ما عليهم في هذا الطريق الشرعي من الأدب العمليّ والعلميّ ويعلموا أنهم لا يكفيهم في ترقية نفوسهم مجرد الانتساب الأسمى فيدعوهم ذلك إلى العلم والتعلم اللّذين لا سعادة في الدارين بدونهما ولا تقدم، فيفقهوا حينئذٍ حقيقة الدين وينتفعوا بنصائح المرشدين ويكونوا يوم ذاك إن شاء الله تعالى من المهتدين، والله المسؤول أن يهب التوفيق والنفع والثواب لكلّ ساع في خير المسلمين.

آمين وسلام على المرسلين والحمد لله ربِّ العالمين.

حررت بقسنطينة ( الجزائر)

عشيّة الأربعاء14 0 عام1341 هـ

عبدالحميد بن باديس







©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©