ذكر ابن المعلم القرشي في كتاب كامل "نجم المهتدي ص ]588[ ما نَصُّه :"عن عَليّ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ سَيَرجِعُ قَومٌ مِنْ هَذِهِ الأُمّةِ عِندَ اقتِرَابِ السّاعَةِ كُفّارًا قَالَ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ المؤمنينَ كُفرُهُم بماذَا أَبِالإحْدَاثِ أَم بِالإنْكَارِ فَقالَ بل بالإنكَارِ يُنْكِرُونَ خَالِقَهُم فيَصِفُونَه بالجِسمِ والأَعضَاء."
فإنّ الناس في الصفات المتشابهة على ثلاثة آراء :
الرأي الأول : التأويل : تأويل هذه الايات، لأنّ ارداة ظاهرها يؤدي الى التشبيه والتجسيم . وهذا رأي جمهور الأمة
الرأي الثاني : التفويض : تفويض المعنى ، مع عدم ارادة المعنى الحقيقي منها . وهذا رأي المفوضة .
الراي الثالث : حملها على ظاهرها ، مع ارادة المعنى الحقيقي منها ، ولكن تفويض الكيف ، لا تفويض المعنى اذ المعنى عندهم معلوم ..

فانهم يحملون الصفات على ظاهرها ، وانها باقية على حقيقتها ، ولا تؤول ولاتفوض المعنى
.... ولقد علمت أن حمل المتشابهات في الصفات على ظواهرها مع القول بأنها باقية على حقيقتها ، ليس رأياً لأحد من المسلمين ، وإنما هو رأي لبعض أصحاب الأديان كاليهود والنصارى ، وأهل النحل الضالة كالمشبهة والمجسمة .عم يفوضون الكيف ، ولايفوضون المعنى .
وهاكم ما قالهُ الإمام أحمد بن حنبل في نفي الجسميةِ عن الله فقد نقل أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة ببغداد وابنُ رئيسها قال : أنكر أحمدُ على من قال بالجسم وقال إن الأسماء مأخوذة من الالشريعة الاسلامية واللغةِ وأهلُ اللغةِ وضعوا هذا الاسم على ذي طولٍ وعرضٍ وسمكٍ وتركيبٍ وصورة وتأليفٍ والله سبحانهُ وتعالى خارجٌ عن ذلك ولم يجئ في الالشريعة الاسلاميةِ ذلك فبطل . نقله الحافظُ البيهقي عنه في مناقب أحمد وهذا الذي صرح به أحمد من تنزيهه الله عن هذه الأشياء الستة هو ما قال به الأشاعرة والماتريديه وهم أهل السنةِ الموافقون لأحمد وغيره من السلف في أصول المعتقد فليعلم الفاهم أن نفي الجسم عن الله جاء به السلف فظهر أن ما ادعاه ابن تيمية أن السلف لم يتكلموا في نفي الجسم عن الله غير صحيح فينبغي استحضارُ ما قالهُ أحمد فإنه ينفع في نفي تمويه ابن تيمية وغيره ممن يدعون السلفية والحديث.





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©