سم الله الرحمن الرحيم
كلمة مهمّة عن الإخلاص؛ للشّيخ محمّد الإمام -حفظهُ الله-:
"وتجد النّاسَ -إلاّ من رحمهُ اللهُ- لا يُعينكَ على (الإخلاصِ)!
لا يُعينُكَ على الإخلاصِ!
هذا يُرغِّبُكَ في المالِ!
هذا يُرغِّبُكَ في الجاهِ!
وهذا يُرغِّبُكَ في حبِّ النّاسِ، وفي حبِّ الثّناءِ منهم، والمدح، والنّيلِ لما بأيديهِمْ!
إلى غير ذلك!
وهذا يُرغِّبُكَ في الكسلِ والمللِ!
وهذا يقولُ لك: ماذا عليكَ من كذا!
سبحانَ اللهِ! سبحان الله!
نحنُ بحاجةٍ إلى من يُعينُنا على إصلاحِ أنفسنا!.. على إصلاحِ أنفسِنَا، وإلاَّ ضاعَ كثيرٌ من أعمالِنَا!
نَبَّهَ! نَبَّهَ بعضُ السّلف؛ وهو بلالُ بنُ سعدٍ -رحمهُ الله- وهو أحدُ الزّهادِ العبّادِ، أحدُ الحُكماءِ، قالَ:
"إنَّ العبدَ ليعملُ الفريضةَ، ثمَّ لا يزالُ يقولُ: قد عَمِلْتُ، وقدْ عَمِلْتُ، وينسى غيرَهَا! حتّى تذهبَ الفريضةَ التي معه"!
احذرْ! أن تكونَ غافلاً عن هذا الشّرِّ الذي يقعُ فيه كثيرٌ وكثيرٌ!
بعضُ النّاس يقول لكَ: أنا -الحمدُ للهِ- أحافظُ على الصّلاة!
أو: أنا -الحمدُ للهِ- أُكثِرُ من الصّيامِ!
أو: أنا -بحمدِ اللهِ- أنصحُ النّاسَ
ويبقى ناظرًا لهذِهِ العبادةِ، وينسى ما عليهِ من واجباتٍ، ومن عباداتٍ عظيمةٍ يحتاجُ أن يقومَ بها وأن يُخلصَ للهِ فيها، وهذه العبادةُ -أيضًا كما سمعتَ- إن لم تكنْ على إخلاصِ، فربّمَا ما كانَتْ مقبولةً! ربّما لم تكُنْ مقبولةً!
وعلى هذا -باركَ اللهُ فيكَ- قالَ الحسنُ البصريُّ -رحمهُ اللهُ تعالى-:
"لا يزالُ العبدُ بخيرٍ ما كانَ يبتغي وجهَ اللهِ، ويعملُ بسنّةِ رسولِ اللهِ"!
والأثرُ حسنٌ عنهُ -رحمهُ اللهُ-.
فلا يزالُ العبدُ بخيرٍ ما عملَ من أجلِ اللهِ، وما اتَّبعَ رسولَ اللهِ؛ فهما شرطانِ لا بدَّ منهما في قبولِ الأعمالِ:
الإخلاصُ للهِ! وهذا أشقُّ على النّفسِ من الاتّباعِ!
أشقُّ على النّفسِ من الاتّباعِ؛ لأنَّ النّفسَ تريدُ أن تجريَ مع الهوى! مع هواهَا، ولا تريدُ أن تتقيّدَ بأحكامِ الشّريعةِ، وبحدودِهَا، وقيودِهَا، وضوابطِهَا
فنحتاجُ إلى أن أمرينِ اثنينِ:
-إلى أن نتَّبِعَ ولا نبتدعَ
- وإلى أن نُخلصَ للهِ عزَّ وجلَّ، ولا نطيع الهوى
نسألُ اللهَ بمنِّهِ وكرمِهِ وفضلِهِ وإحسانِهِ أن يرزقَنَا الإخلاصَ
فلا خلاصَ إلاَّ بالإخلاصِ!
ولا نجاةَ إلاَّ بالإخلاصِ!
ولا سلامةَ من عذابِ اللهِ وسخطِهِ إلاَّ بالإخلاصِ!
ولا رفعةَ في الآخرةِ؛ بل وفي الدّنيا إلاَّ بالإخلاصِ للهِ!
واللهُ المستعانُ." ا.هـ
بتصرّف يسير جدًّا.





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©