=> العدد الأول من سلسلة الفوائد إخترته أن تكون شخصية إسلامية مشهورة إنه مؤسس الدولة الطولونية <=
الجزء الثاني


عناصر المسجد المعمارية الاساسية فى مسجد احمد بن طولون

*اولا : المنبر
أمر بعمل هذا المنبر السلطان حسام الدين لاجين و الذى يعتبر من اضخم و اجمل المنابر المملوكية فى مصر الاسلامية وقد ثبت على صدره اسمه و مادة التاريخ تنفيذه 696هـ ويتكون هذا المنبر كغيره من صدر ورشتين و جوسق اسفلة باب روضة ويجاور المنبر المحراب الرئيسى منبر خشبى من السناج الهندى مصنوع بطريقة التعشيق و الاطباق النجمية المزخرفة بزخارف نباتية و مطعمة بخشب الابنوس.

* ثانيا : دار الامارة وبيت المال
وعلى يمين المنبر و المحراب باب كان يؤدى الى دار الامارة ، التى لم يتبق منها الان الا حجرة صغيرة تتميز باهميه خاصة ترجع الى وجود بقايا السقف الذى كان يغطيها ، وهو جزء باز تحمله كوابيل خشبية اطرافها تشبه رؤوس حيوانات ذوات انياب وهى من نوع لا يوجد الافى المغرب العربى الاسلامى و الاندلس وهى تؤكد وجود التاثيرات المغربية الاندالسية التى رايناها فى المئذنة التى اعاد بناءها السلطان حسام الدين لاجين فربما حدثت تجديدات فى دار الامارة على عهده .وعلى يسار المحراب فتحه باب تؤدى الى حجرة تستخدم الان كاستراحه لشيخ المسجد كانت موضع بيت المال .

* ثالثا:المحاريب
يتميز جامع ابن طولون بكثرة المحاريب التى به اذ يبلغ عددها سته محاريب اقدمها هو المحراب الرئيسى الذى وضع فى محور القبلة و هو مجوف و مسقطه نصف دائرى ولم يتبق من عناصره الزخرفية الاصلية الا واجهته الجصية المحصورة داخل اطار يضم الحنية و الاعمدة الاربعة ، وكسيت طاقية المحراب و كوشة العقد من الخارج بالخشب الملون المنقوش . وقد كسى بدنه باشرطه الرخام الملون يعلوه شريط من الفسيفساء المذهبه مكتوب فيه &quot;لا إله إلا الله محمد رسول الله &quot; بخط النسخ ثم يغطى طاقية المحراب طاقية من الخشب مزخرفة بالالوان ترجع مع الرخام و الفسيفساء الى عصر المملوكى.

* رابعا : القبة التى تعلو المحراب الرئيسى
وشملت عماره السلطان لاجين للجامع عمل القبة التى وضعت فوق المحراب على قاعدة مربعة من الخارج و بداخلها حطات من المقرنصات المكسوة بالخشب لتحويل المربع الى مثمن ترتكز عليه دائرة القبة ووضعت بين المقرنصات شمسيات من الجص والزجاج وكلها من العناصر ذات الطابع المملوكى المحلى الخاص و اكبر دليل على اضافة هذه القبة تهدم الشرفات امامها لكى تظهر.

*خامسا : النص التأسيسى
ويضم هذا الأثر أقدم لوحة تذكارية من البازلت الاسود عبارة عن نص تأسيسى يبدأ بالبسملة وبعض الايات القرانية ثم اسم المنشئ و مادة التاريخ الانشاء ، وتضم هذه اللوحه كتاب كاملات كوفية من خمسة وعشرين سطرا.

* سادسا:الزخارف الجصية
يزخر جامع ابن طولون بزخارف جصية بديعة تتمثل فى الزخارف التى تزين بواطن العقود و الاطارات المحدده لها وتتمثل ايضا فى المشبكات و الاحجبة التى تشغل الشمسيات والتى يبلغ عددها مائة وثمان و عشرين شمسية لكل شمسية تصميم زخرفى مختلف.

* سابعا : المئذنة
وهذه المنارة &quot;مئذنة&quot; مبنية بالحجر ، وأرتفاع قمتها عن أرض الجامع نحو 29مترا؛ ولكنها ضغمة لا تناسب فى أبعادها .
ولاحظ بعض العلماء أن هناك شبها بين منارة &quot;مئذنة&quot; الجامع الطولونى وبين فنار &quot; منارة &quot; الأسكندرية الذى ورد ذكره فى كثير من المؤلات مادة اللغة العربية.
وأشار الدكتور كونل : ( Dr. Kuhnel ) إلى الشبه الموجود بين المنارة الطولونية وبين كثير من المبانى الصينية التى عهدها إلى أسرة طانج Tang) ) (618 م – 907 م)
نخرج بعد الى زيادات الجامع فنجد فى الزيارة الشمالية الغربية مئذنة الجامع ، وهى الان من تجديدات السلطان لاجين على شكل المئذنة القديمة التى بناها ابن طولون ، و المئذنة الاولى بنيت بالطوب الأحمر على طراز مئذنة جامع سامراء بالعراق ، و لكن المئذنة الحالية مبنية من الحجر الجيرى. وتشترك مع مئذنة ابن طولون فى ان سلم الصعود يلتف حول المئذنة من الخارج، مخالفا لكل مآذن مصر التى توجد سلالمها من الداخل.
وتتكون المئذنة ، من ثلاث طوابق ، الطابق الاول : الاراضى مربع وبه دخلات ذات عقود مزدوجة على هيئة حدوة الفرس، وهذا الشكل من التأثيرات الاندالسية التى انتشرت فى بدايه عصر المماليك ، و يربط هذا الطابق بسقف الجامع بمعبرة&quot;كوبرى&quot; قائمة على عقدين ومن نوع حدوة الفرس ايضا ، اما الطابق الثانى مستدير، اما الطابق الثالث متعدد الاضلاع و يعلوه شكل المبخرة التى انتشرت فى العصر الايوبى وحتى بداية عصر المماليك خاصا فى القرن الثامن الهجرى والرابع عشر ميلادى.
وقد اثارت هذه المئذنة بين علماء الاثار موضوعات للمناقشة فتعددت الاراء فى مادة التاريخها هب بعضهم النى نسبة المئذنة باكملها الى مؤسس المسجد و اعتقد العددالاعظم منهم ان الطابقين المثمن اضيفا فى عصر متاخر الى الجزء القديم من المئذنة و هو الجزء الاسطوانى و المربع فاذا بحثنا النظرية الاولى القائلة بان المئذنة ترجع كلها الى عصر احمد بن طولون وجدنا ان هذا يننا فى مع النظام المعمارى للمئذنة و مع الحقائق المادة التاريخية ، ويكفى ردا على هذا الراى القولبان الطابقين المثمن باعلى المئذنة من طراز لم يظهر فى مصر الا فى عهد المماليك.
وتعتبر مئذة المسجد الجامع الطولونى الثالثة فى العالم من حيث طرازها المتميز ، بعد مئذنة الجامع الكبير ومئذنة جامع ابن دلف فى سامراء ، فهى ذات مصعد خارجى يدور حول جسمها حتى يصل الى اعلاها ، وتقع المئذنة غرب المسجد و مستقلة عنه ، و تتكون من أربع طبقات الأولى مربعة والثانية دائرية و الثالثة مثمنة و الرابعة مثمنة ايضا و تعلوها قبة.

التأثيرات الأندلسية الوافدة على مئذنة جامع احمد بن طولون

* اولا العقود المتجاوزة
وهى عقود متجاوزة لنصف الدائرة شكل حدوة الفرس ، ونراها فى القنطرة التى تصل المئذنة بالمسجد ، وهذه كما نراها فى عقد باب المدخل الى برج المئذنة ، وهذه العقود تتفق تماما ، فى نسبها ، ومواقع مراكزها، وتشيع سنجاتها مع العقود المتجاوزة الاندالسية التى نراها فى عقود المسجد الجامع بقرطبة.
* ثانيا: النوافذ التوائم :
يزين القاعدة المربعة من المئذنة اربع نوافذ توأمية ، تتكون كل مجموعة من عقدين متجاوزين توأمين ، يستنان فى الوسط على عمود صغير ، و تحيط بهما افريز مربع الشكل ( تربيعة) على غراء النوافذ التوائم فى المسجد الجامع بقرطبة، وفى بعض نوافذ مدينة الزهراء
* ثالثا: الكوابيل الحجرية المفصصة :
توجد باسفل عقد القنطرة التى تربط المئذنة بالمسجد و عددها أربعة كوابيل فى كل جانب من جوانب القنطرة ، وكل منها يتكون محيطه الخارجى من قوس على شكل ربع دائرة مشطور إلى نصفين ، و يزين كل نصف، مجموعة من الفصوص أو اللفائف الحجرية التى تميل إلى الاستدارة و قطاعها محدب ، كالتى نراها تماما فى جامع قرطبة تزين واجهة باب الوزراء ، وواجهة المدخل الشمالى للمسجد من ناحية الصحن.
* رابعا: الكوابيل الخشبية :
وجد مجموعة من تلك الكوابيل او المساند تحت سقف الحجرة الموجودة خلف محراب المسجد ، و يوصل الى هذه الحجرة باب يقع بجوار المنبر الذى كان يرجع انه كان يوصل الى دار الامارة ، وهى حجرة صغيرة تتميز باهمية خاصة ترجع الى بقايا السقف الذى كان يغطيها ، وبقى منه طنف بارز تحمله كوابيل خشبية اطرافها تشبه رؤوس حيوانات ذات انياب ، وتتخذ شكل مقدم السفينة او القارب المقلوب كما شبهها البعض ، وقد اشار مارسيه الى انها وافده من كنيسة سانتا ماريا البيضاء ، وهى كنبس يهودى اقيم وفق الأسلوب الاسلامى الموحدى شيده المدجنون فى طليطلة ، وقد عارض ذلك توريس باليأس على اساس ان هذا النوع منتشر فى معظم المدن الاندلسية ، وقد ظهرت اصوله الاولى فى القيروان و تطور فى الاندلس فى العمارة الاسلامية.
هذا وقد اشار د: فريد الشافعى الى ان مئذنة بن طولون بنيت فى عصر السلطان لاجين وذلك تحت تأثير موجة فنية قوية اتت من الغرب الاسلامى ، ورغم موافقة د محمد الجمل التامة على هذا الراى ، الا انه اضاف ان مصدر التاثيرات هى جماعات المغاربة و الاندلسين الذين كان مقر اقامتهم فى جامع بن طولون ، وقد اشار اليهم ابن جبير و اشار الى تمتعهم بحرية كاملة و يوجد رئيس منهم يتولى امورهم و احكامهم اليهم حسب قوانين بلادهم ، وفى تصورى ان مجموعة منهم كانت على درايه باعمال البنيان و الزخرفة كعادة الطلاب و العلماء فى ذلك الوقت ، و قد قامت تلك المجموعة بالاشتراك فى اعمال البنيان و التعمير داخل المسجد،باعتبارهم احق من غيرهم بالمشاركة فى اصلاح و تعمير مقر اقامتهم ، فوضعوا بصماتهم القرطبية الاندلسية فيما شيدوه.
والمرجح فى ذلك الوقت ان بقايا المئذنة القديمة التى شيدها احمد بن طولون كانت قائمة انذاك فقام المعمار الذى شارك فى اعادة البناء و كان فيما يبدو اندلسيا قرطبى الاصل مع مجموعة اخرى من المصريين، من يميلون الى الحفاظ على المعالم الاصيلة للمئذنة ، فشيدها فى نفس الموقع القديم ، واقتبسوا من المئذنة القديمة فكرة السلم الدائرى الذى يحيط بالمئذنة من الخارج ، وترك المعمار القرطبى بصماته وذلك بتسجيل تاثيرات بلده قرطبة على اوجه الطابق المربع وعلى مدخل المئذنة وعلى اركان القنطرة التى تربط المسجد بالمئذنة ، وشيد اعلى المئذنة جوسق يعلوه مبخرة على الطراز السائد فى مصرخلال العصر المملوكى ، فجمعت المئذنة بذلك بين التقاليد المعمارية السائدة فى المشرق و بلاد المغرب الاسلامى.






انتهى








©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©